مم تخشى الحكومة ؟ وما الذي دفعها للتنازل امام المعارضين الجدد ؟ , وعلى ما كان يراهن بوراكان ولا ادري ان كان لا زال يراهن على ذات الحكومة ام لا ؟!.
الحكومة لا تخشى طرف , فهي قد اثبتت قوة حضورها في مجلس الامة عبر تمرير العديد من مشاريعها , وعبر صدها لجميع الاستجوابات بل إنها كانت تبالغ في ( ميانتها على المجلس ) كما يتضح من تصويتات تحويل جلسات بعض الاستجوابات الى جلسات سرية .
الحكومة لا تخشى طرف , خصوصا وإنها ستكون قادرة على تحقيق اغلبية مريحة في حال لو اضطرت لمواجهة تبعات قضية الحبيب في المجلس , هذا ما تقوله الأرقام والأسماء والمواقف من قضية سحب جنسية الحبيب .
فما الذي دعى الحكومة للتنازل والاستجابة بهذه الصورة لضغوطات الاسلاميين ؟؟.
حسب كل المعطيات , فإن ما تبين لي أن الحكومة ليست مهتمة سوى بلعب السياسة , تحقيق نقاط من هنا وهناك على حساب الدستور والعدالة , وعلى حساب احترام المواطنة والحقوق الانسانية , فالحكومة تمر في مرحلة إعادة ترتيب للأوراق بعد أن كشفت اغلب النواب الشيعة الذين استبسلوا لفترة من الزمن بالدفاع عن الرئيس وعن حكومة الرئيس , وبالتالي لن يكون من الهين على القلاف او عاشور - كنماذج , لن يكون من الهين عليهم التغيير في مواقفهم من مدافعين صلبين على الرئيس وحكومته الى مهاجمين وربما مستجوبين قد يغردون وحيدين بدعم من نواب التيار الوطني , الأمر الذي قد يعرض مصالحهم - النواب الشيعة المتكسبين ! - للخطر مما سيؤثر على استمرارهم في كرسي النيابي لدورات قادمة !.
اما التيار الوطني , فهو مشتت ومتخبط ولا يمثل رقما في هذه القضية , حتى لو افترضنا تحالف التيار الوطني مع الشعبي فلن يكون هذا التحالف مؤثر كرقم في المجلس من دون دعم الاسلاميين , الذين عادت الحكومة لتميل الى جانبهم طبقا لحسابات بقاءها واستمرارها ! أو ربما إحتراما لأي تعليمات خارجية لها علاقة بالصراع الدولي مع إيران خصوصا في هذا الوقت الذي نشرت به احدى الصحف تقريرا عن تسابق دول الخليج نحو التسلح !.
لم يتبقى سوى الإسلاميين , وهم لا يختلفون كثيرا عن بعض المتكسبين من النواب الشيعة , فهؤلاء الاسلاميين ليست لديهم ثوابت ولا قواعد سوى المصلحتين الشخصية والحزبية , وبالتالي إستغلال هذا الطرف لن يكون صعبا وتشكيله بما يتناسب مع تنفيذ الاجندة الحكومية فسيكون أسهل من أي توقع .
الآن أعود وأتسائل , وبعد كل هذه السنوات التي قضتها اغلب الوجوه المؤثرة بالحكومة , هل هذه هي الحكومة الاصلاحية المنتظرة فعلا ؟ , أم اننا بحاجة فعلا للتغيير ؟.
وعندما اتحدث عن التغيير , فإنني اتحدث عن المؤثرين في هذه الحكومة , سمو الرئيس واحمد الفهد وجابر المبارك بالاضافة الى الخالد , جميعهم لم يقدموا شيئا في جانب ادارة الجهاز التنفيذي وادارة الامن , بالاضافة الى التعثر الواضح في الجانب التنموي بحيث لا يستوي الحديث عن برنامج للتنمية البشرية بمقابل الازدياد بالتطرف المذهبي ! , فنحن ولازلت أكرر وأقول , نحن بحاجة الى قيادة حكومية قادرة على تفكيك أزمتنا بالكويت , نحن بحاجة لحكومة ذات رؤية حقيقية وتبدأ فورا بوضع برنامج يحترم الدستور و يعيد للقانون والنظام هيبته , نحن بحاجة لقيادة صاحبة قرار إن لم تكن مصيبة به فستكون مخطئة بشكل طفيف , ونحن في غنى عن حكومة لا تخرجنا من أزمة الا وتوقعنا في كارثة !.
أما العم بو راكان فأسأله ..
الا ترى بعد كل هذه الأخطاء الجسيمة بعدم أهلية الفريق الحكومي ولابد من رحيله ؟ , أم انك ستنتظر تهدم المعبد على رأس الرئيس ؟!