الثلاثاء، 2 يونيو 2015

مرسي وعملية اجاكس في ايران.

لم يكن متوقعا غير حكم الاعدام على نظام محمد مرسي, لا لطبيعة القضايا, وانما وأد النظام السابق يتطلب مثل هذا الاجراء, بغض النظر عن صورية المحاكمات او جديتها. بل ان حتى بعض الانظمة تخشى حتى من قبور الزعامات السابقين, الامر الذي يفسر رمي جثة بن لادن في البحر وبمكان غير معلوم, وهكذا.

محمد مصدق, رئيس وزراء ايران اتى اثر انتخابات حرة ايام الشاه, كانت له شعبية كبيرة وكان يتبنى مشروع تأميم شركة نفط بريطانية, الأمر الذي اغضب الانجليز, فقاموا مع الامريكان عبر MI6 , CIA بتزييف مظاهرات تطالب برحيل مصدق, فدفعوا الاموال الطائلة فيها فيما يعرف بعملية اجاكس Ajax Operation.

سيناريو اجاكس لإسقاط مصدق شبيه بسيناريو 30 يونيو لاسقاط الرئيس المنتخب محمد مرسي, فبغض النظر عن قناعتي بفشل مرسي, الا ان المرحلة التي اعقبت حكمه والى يومنا هذا تؤكد ان تمرد لم تكن سوى فقاعة مفتعلة, فما ان تحقق الانقلاب لم يظهر منهم احد لينتقد سياسات العسكر والتي قد تكون اسوأ من سياسات مرسي.

لا يمكن الحديث عن العدالة في محاكمة مرسي من دون التعرض لجرائم الاخرين التي لم يحاكم عليها احد, ولا يمكن غفلان حالة القمع ضد كل الناشطين المعارضين والاعلاميين والاكاديميين التي اطلقها انقلاب العسكر, ولذلك فإن الجانب السياسي في القضية هو الطاغي. اما مسألة العدالة والعقاب ورد الاعتبار لاصحابه فهي شعارات ساقطة بالتجارب الاخرى حيث شيوع القمع والاستبداد. هذه المسألة لا بد من الحديث بها في مرحلة اصدار احكام الاعدام التي لا يتوقع غيرها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق