السبت، 13 يونيو 2015

البراك.. ضميره شفيعه عند رب العباد

عندما تنجح بصعوبة بجهدك وتكون بين مجموعة من الزملاء الذين يقومون بالغش ربما ستشعر بهزة في ثقتك بالضمير, او عندما تعمل لأداء اعمالك بغض النظر عما ان كان هناك من يتابع ليقدر جهودك, ومن ثم تجد ان الخاملين يحاولون ابراز انفسهم امام الادارة في مجال العمل فقد يتولد ذات الشعور.
 والامر نفسه عند مواجهة السائد من الاعراف او الافكار الخاطئة, فيلفضك المجتمع بالرغم من صراحتك مع الناس, او ربما تواجه السلطات الأعلى بنزاهة ومن ثم تحاكم وتذوب من الذاكرة وانت تقبع وراء القضبان.

لو مررت بمثل هذه الحالات, فلن يكون امامك سوى الاختيار, إما الاستسلام للقواعد السائدة في احد مجتمعات العالم الثالث, او السباحة عكس التيار متمسكا بالاقتناع بأن الرضا عن النفس و الثقة بالتجرد لما يمليه الضمير اهم واسمى من أي شي آخر بما فيها الحرية والامن والرفاة. وحتى وان وقعت بأخطاء, فلن يؤذيك هذا كثيرا على اعتبار انك اجتهدت بما لديك من جهد ومعرفة وان كانت محدودة.

لقد ساد في مجتمعنا الاستسلام الى ان يكون الغش ذكاء, اما النزاهة فهي ضرب من الجنون والغباء. فالفاسد تتنامى ارصدته وتزداد فرصه, ويحظى بمكانة وضمانات منها الحرية والامن, في حين ان "الغبي الساذج" يسوء حاله وقد يقمع او يسجن او ينفى او يجوع. و بمجتمعنا, في اذكى الاحوال, على المرء ان يبتعد  عن كل هذا, وان يهتم باموره الخاصة بعيدا عن الامور العامة, وان يبقى محايدا بين الغش والنزاهة, بين الفساد والضمير الحي. اي منحازا لمن لديه ادوات حرب اكثر ومنها ماهو غير اخلاقي, فكيف سيعترف الفاسد بالاخلاقيات في معركة بقاءه وتسيده؟.

هذه الحالة هي التي اودت بمجتمعنا بمستنقع المظاهر, فالمعيار الاخلاقي بات نادرا, والتفاوت بحسب معيار الكفاءة قد سحقه الغش والتلاعب والتزلف, ولذلك, اصبحت الاولوية لمن لديه المكانة بالظاهر, كالمال والمنصب والمشيخة, بل وربما ماركة الحذاء وموديل السيارة, اما النزاهة فلم يعد لها قيمة. وفي هذه الحالة, فإن ضحايا هذا السائد لن يكون امامهم الا الصمت او دفع الثمن, اما الاستسلام والسير بذات الاتجاه مع الاخرين, او التهميش و السجن والاستهزاء كما في حالة السيد مسلم البراك اليوم.

السيد مسلم البراك اجتهد سياسيا طوال مسيرته و لم يتورط بشبهات مالية, في بلد لا يعرف الشامتين فيه اين تذهب اموالهم, وفي بلد مصدر رزقه مهدد بالبدائل بالاضافة الى الوقود الصخري في اميركا والصين.

وبغض النظر عن مسألة تقييم مسيرة السيد البراك, فهذه المسألة تحتاج للبحث واستعراض الدلائل والنقاش حولها, وغض النظر عنها اساسه ان البراك في عهده ناخبيه, فهو وان زكى نفسه للترشيح ولكن في كل مرة يعود القرار للناخبين.

بالوقت الحالي مسلم البراك اختار الطريق الصحيح, وبالفترة الاخيرة كانت دعواته كلها تصب في خانة الوحدة الشعبية بالاضافة الى التأكيد على السلمية, التزاما منه بتقديم مصلحة الوطن على الخطابات الطائفية والقبلية - والمشيخية - والدينية, تاركا وراءه كل فرص - الذكاء الفاسد ومغريات المنصب البرلماني . فهنيئا له ضميره شفيعه عند رب العباد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق