بالرغم من المتغيرات المتعلقة بمستقبل سوق النفط، ينشغل الناس بحادثة وفاة السيد نبيل الفضل، وتلهو الحكومة بلعب كرة القدم.
لا أعرف السيد نبيل الفضل جيدا، فلم اكن من قراء جريدة الوطن ولا من متابعي ظهوره الاعلامي على قنوات الفساد، لم ارى له الا اليسير مما كان يصلني من مقالات او مقابلات من بعض الاصدقاء ممن يقومون باعادة ارسال كل شي - غريب- بغض النظر عن قيمة محتواه. انتقل السيد نبيل الى رحمة الله تعالى وانقسم الناس مابين الترحم وذكر المحاسن وبين استرجاع المواقف السيئة. ولا ادري لم يكون مثل هذا الانشغال بالوقت الذي يكون به ذكر المحاسن او استرجاع المواقف السيئة اختيار شخصي لكل فرد ..والسلام!.
وعلى المستوى الاعلامي الرسمي بموضوع آخر، فكانت التهيئة لاحتفالية افتتاح استاد جابر بعد 12 عاما من بدء العمل فيه!، وطبعا الهاشتاغ الحكومي الشهير نبي نلعب.
القصة الاولى تعكس الاهواء الشعبية وحجم الاهتمامات، اما قصة الافتتاح، فتعكس تفاهة الحكومة وسذاجة الكثيرين، فالحكومة "نجحت" في تحويل احتفال باتمام مشروع بعد سنوات طويلة من الفساد والتعثر والكثير من التكاليف والترقيع، الى رمزية لحب الوطن والتعبير عن الرغبة بالفرح، تحت شعار نبي نلعب. بعد 33 عاما من الوصول لكاس العالم، تعلن الحكومة بأننا "نبي نلعب"!.
الاهتمامات الشعبية، والاهتمامات الحكومية تعكسان السطحية السائدة في مجتمعنا الصغير، بالوقت الذي تنخفض فيه اسعار النفط، وتعلن حكومات العالم الصناعي المتقدم عن عزمها التعجيل في عملية التحول للطاقة النظيفة والابقاء على البترول في مكانه تحت الارض، يكون المجتمع بحكومته منشغلين، هل يجوز الترحم على السيد نبيل ام لا، و هل سيعود المنتخب للعب ام لا.
لم يعد للجدية مكان الا عند من رحم ربي مما بقي من الاصوات العاقلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق