لا ينحصر التعصب بالمسلمين المتشددين فقط، هؤلاء مشكلتهم فقط التأخر حتى عن امثالهم، بالاضافة الى سهولة تغلغلهم في مجتمعاتنا الهشة وبدعم اجهزة المخابرات، بالاضافة الى غفلان الناس للتعصبات الاخرى التي تمارس الجريمة بحق الانسان، كالتي تقوم به بعض الدول النظامية مثلا!.
المجاميع تتشكل بالاهداف المشتركة، اما للحماية او لتحقيق مكاسب او للاثنتين معا، هذا ما ينطبق على كل المجاميع بصغر حجم الاسرة والى الدولة او اتحاد الدول. و اي مجموعة قد تلجأ للمستطاع اليه من العنف ان كانت تعتقد بأنه سيؤثر لتحقيق الاهداف المذكورة اعلاه.
هذا ينطبق على الاسلاميين وعلى كل متشدد لدين او فئة او عرق او مذهب، او قبيلة او حتى اسرة اوحتى دولة، لذلك لاتجد اعتراض شعبي امريكي حقيقي على السياسات غير الانسانية لحكومتهم كغونتناموا مثلا.
القصف الروسي قد يكون مبررا عند الشعب الروسي، عنف الاسد سيكون واجبا الهيا عند مؤيدي ولاية الفقيه، والسعوديون او الخليجيين بشكل عام ضميرهم مرتاح من قصف اليمن. اما الارهابيين السنة، فهؤلاء الاكثر تمردا.
ولو نظرنا لكل حالة على حدة، فسنجد ان كل هذه الحالات تهدف الى تحقيق المكاسب بحجة الدفاع والاحتماء، وجميعها تمارس الارهاب ولكن الفارق بينهم في الانتقائية. فإرهاب الوطن شرعي، اما ارهاب الجماعات الاصغر فهو ارهاب وغير شرعي.
لكن التركيز على الاسلاميين بالذات لسبب وهو انهم الوحيدين الذين بقوا على خط العنف المسلح، فبقية الجماعات وجدت بأن الاستمرار بهذا الخط غير نافع وغير مجدي مع تطور الاجهزة الامنية في العالم، اما ارهاب الدول، فهو مقبول عند الشوفيين الوطنيين ولا نرى اي استنكار له الا المبني على المصالح الطائفية والسياسية.
مشكلة الارهاب باقية، اذا كان الحل المأمول بيد من يمارس الارهاب الشوفيني، فلا حل ولا علاج ولا سلام في هذا العالم القبيح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق