لم تعد القضية الفلسطينية "مسمار جحا" خاص بحركات التحرير الفلسطينية التى تدمر كل مكان تلجأ له. بل اصبحت مسمارا لكل متهوري العالمين الاسلامي والعربي، فهي قبلة الحركات الدينية السنية وحزب الله والنظامين السوري والايراني والقومجية العرب وغيرهم. رحى هذا الجنون مستمرة في الدوران على حساب استقرار شعوب المنطقة وتنمية البلدان العربية، وسوريا، ليبيا واليمن اليوم يشهدون على ماضي لبنان بالاضافة الى الضفة الغربية وغزة.
تدمير كل ماهو ممكن تدميره من مظاهر النماء والحضارة في هذه البلدان، من اجل تحرير فلسطين. واقع الحال هذا يكشف اكذوبة مسعى تحرير فلسطين، وكل الشواهد تدلل على ان اكثر الناس ممانعة تجاه العلاقة مع اسرائيل هو اكثرهم تذللا وعمالة للموساد، هذا ما ينطبق على جماعات التحرير الفلسطينية المزعومة بالاضافة الى حماس وحزب الله سوريا وايران، فكل هؤلاء الممانعين لا يتبعون تحريما للتسبب في الدمار الانساني والتنموي في المناطق التى يتواجدون فيها.
باستمرار هذا التشابك، رعاية هؤلاء بالمال والسلاح، والحفاظ على بقاءهم وتدعيمهم وقت ضعفهم، كل ذلك ادى الى ضمان اللا قيام لانظمة المؤسسات ولا لاي ديمقراطية وتعايش سلمي، وهذه المصلحة اثبتتها عدة تجارب في المنطقة كحوادث الانقلاب على مصدق في ايران او اغتيال السيد موسى الصدر و اخرين من المؤثرين الذين كانوا يعلنون عن توجهاتهم نحو الوحدة والتعايش والتنمية والانتظام في ظل دولة مدنية تستوعب الجميع.
إن باستمرار ذات اللاعبين وباستمرار سياسات الدول الامبريالية فلن تقوم قائمة لاي من الدول المنهارة الا في حال تحقق المعجزة الشعبية من خلال التحول للاقتناع بلا جدوى اي مشروع يتعارض مع مشروع الدولة المدنية النظامية. وبالتالي فسوريا ستبقى على انينها وسنكتفي بالتغريد، لبنان ستستمر معاناتها مع بناء الدولة وعرقلة حزب الله. اليمن ستبقى كمصدر لاستنزاف قدرات كل من الخليج وايران، وليبيا ستبقى مع نفسها في تآكلها.
فلسطين لم تعد هي القضية المحورية للشباب العربي، هي اضحت فقط حجة لاقناع مجانين التعصب الجاهل الاعمى. اما الشباب الواعي فقد تراجعت طموحاته الى حد النداء لانهاء العنف والقصف والقمع وتوفير الحاجات الاساسية باتجاه تحقيق المزيد من التنمية والرفاه, هذا ما استوعبه كمثال الاخواني اردوغان وغيره من اللذين لهثوا وراء الاتفاقات مع اسرائيل على حساب ال"القضية المركزية للمسلمين ومنهم الاخوان!".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق