هل من الممكن ان تشارك حشد هي الاخرى في الانتخابات المقبلة؟. خصوصا مع الاشارة الواضحة المتمثلة بتكتم الحركة في جانب التعليق على قرار خوض حدس للانتخابات.
لست بصدد التعليق عمن سيشارك ومن سيقاطع. فتغيير المواقف السياسية من ناحية التكتيك بحد ذاته ليس بالامر المستنكر، وليس الخلاف مع من تحولوا للمشاركة كالذي يجزم به بعض المقاطعين بأنه خلاف مبدأ وذمم فقط، فقد تكون هنالك رؤية استجدت في التعاطي مع الازمة الكويتية. هذا ما ينطبق على من شارك مسبقا، ليست هنا مشكلتنا التي يصورها ساستنا المعتقين من كلا الجانبين. وانما مشكلتنا هي امر مختلف قد لايكون مفهوما لدى ساسة الجيل السابق والملتزمين بخطاهم.
المشكلة الحقيقية تتمثل بعجز المشاركين من مستقلين او ممثلين لجماعات على تقديم حلول "علمانية" لمشاكل الدولة، والمشكلة الاخرى تتمثل بعدم ربط اى وعود سياسية برقابة حرة شفافة، هذه الاجواء غائبة عن الساحة تمام، وعانت منها حتى المقاطعة التى فشلت في انتاج مشروع متكامل يغطي كل جوانب الازمة.
هذا ما لا يدركه اغلب ساسة الجيل السابق و رعايا اعلام ذلك الجيل من الشباب الان، و انعكاس هذه المشكلة واضح من حالة الجمود وغياب الابداع في جانب وضع الحلول الفنية المدروسة.
في السابق، كانت صرعات الاقطاب هي المتسيدة، استجوب سين لأنه محسوب على جيم، دافع عن عين لأنه من جماعة صاد. هذه هي السياسة التى طغت ويريدون لها ان تستمر بقصد او من دون قصد، اصبحت هذه بوصلتهم واغلب ما استقر في اذهانهم عن السياسة، غير مدركين للصوت الشبابي المتصاعد والذي ينظر لنماذج السياسة على مستوى المجتمعات المتقدمة، والذي ينظر للحلول القائمة عل اسس حديثة. والمؤسف اننا بلغنا مرحلة يصعب معها التأمل بتحقق هذه الاحلام، الأمر الذي يهدر الوقت في عالم لا ينتظر ولا ينظر الى من سيسقط.
القضية الان ليست مشاركة او مقاطعة، وانما هي قضية وطن بحاجة لانقاذ في جميع نواحي الحياة فيه، بالاضافة الى التهديدات التي تواجه مصدر رزقه. و عندما نقول وطن فالمعني مجتمع قضينا حياتنا به، ابناؤنا واقرباؤنا، جيران واصدقاء، تاريخ وتضحيات. أي تفاصيل حياة ووجود.. وهوية!.
لا مجال لا للمجاملة ولا للهزل في كل هذا، وبالمحصلة، فإن النتائج ستكون على ما يزرعه افراد المجتمع، اخوان كانوا او سلف، عمال او تجار. وعلى ذلك، وبغياب الرؤية الواضحة عن الساحة، فالمقاطعة ستبقى خياري غير متحملا اي مسؤولية عن الفراغ الانتخابي المشغول بالدعاية الفارغة وبالاطروحات التافهة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق