الأحد، 5 يونيو 2016

حدس, من الخطاب التحريضي الى سباق الخنوع.

كل التحليلات حول فشل الحراك كانت تنقصها الموضوعية, فالحراك نعم فشل في رد المرسوم ولكنه حقق اهداف اخرى, ولكن لا ادري ان كان ما حققه الحراك من نجاحات قد تم تجاهلها بشكل متعمد او بجهل لما يريده الشباب حقا. 

في الحراك, مع استثناء واحد!, فقد تحرر الشباب من عباءة شيوخ القبائل وجماعة طاعة ولي الامر, بالاضافة الى سقوط الفئوية وعدم تأثر الحراك بها بل ومواجهتها, وكان التوجه الشبابي نحو المزيد من الحرية والديمقراطي, والمتطرفين كانت مشاركتهم مبنية على مالهم ثقل بالشارع لا اكثر, والا لكان الشعار هو تطبيق الشريعة لا المزيد من المشاركة الشعبية!.
اضف الى ذلك كشف التسلل الذي وقع به النواب السابقين لحدس, فهم كانوا الاكثر اثارة للمشاعر وللحماسة بخطابات رنانة كخطاب الحربش قبل المشاركة - الرابط - والذي لو كنت انا مكانه بعد هذه النوعية من الخطابات وبعد قرار المشاركة لاعتذرت للشعب الكويتي ولأختبأت عن الظهور!.

تمخض الفارس فولد فأرا , وشعارات المرجلة والكرامة التي طفحت في الحراك وسوقت هؤلاء على انهم رموز وقيادات من قبل من غاب عن ذهنه ان العمل يحتاج لمعرفة ولحكمة لا لخطابات شحن فارغة لا قيمة له. 

التحول في الموقف من قبل حدس وبعض الاسلاميين وربما حشد قريبا! هكذا من دون رؤية واضحة ولا اتفاق ولاهم يحزنون, هذا التحول هو التفاف الى الوراء الى الواقع الذي يقبله الكلاسيكي بو راكان- الرابط, هم يعتقدون بأن هو هذا طريق الاصلاح بنظرة واقعية, وعلى اعتبار ان حدس قد شاركت بكل اجتماعات المقاطعة, بالاضافة الى انها لم تتجرأ بأي نقد تجاه المعارضة طوال هذه الفترة, فعلى ما يبدو بأن الجماعة كانت تراهن على تحولات ثقيلة في طريقة التعاطي مع مشكلتنا مع الاسرة, بغير تلك التي سار عليها الحراك ورأت الان حدس فشلها, ولكن السؤال هنا, لماذا لم تبادر حدس قبل غيرها في اتخاذ خطوات متقدمة اكبر واثقل من تلك التي سار عليها الحراك وادت الى افوله؟, وفي الحقيقة فإن التفكير في المسألة من هذا الجانب ذكرني بمشاركة الاخوان في ثورة 25 يناير في القاهرة بعد ايام من انطلاقها!. 

الواقع الان - واقعنا وليس واقع عبداللطيف الدعيج و محمد العليم هو كالتالي: 

- المشاركة لاقيمة لها و هي تساهم في ابقاء الوضع السابق على ماهو عليه, والذي ادى الى ما نعيشه من انحدار مستمر. 
لمقاطعة هي صك براءة من العبث الجاري, فإصلاحهم يختلف عن اصلاحنا, واذا كان الهوى الشعبي اتى لصالح المشاركة كما هو واضح, فمن شارك هو مسئول عن نتاج مشاركته وعن بقاء الوضعين التنفيذي والتشريعي على ماهم عليه. 
- المقاطعة من الممكن ان تكون محددة على انها موقف مبدئي رافض للمرسوم, او موقف متبرئ من نتاج الانتخابات, ولكنها من الممكن ان تكون مؤثرة اكثر في حال لو اعيد بناء الحراك على اسس عصرية بعيدا عن النواب السابقين من الذين سيشاركون وبالتالي سيتخلص الحراك منهم, وبعيدا ايضا عن دعايات الزعامة و "والله انه والله انه والله انه" وهكذا اشياء. 
- يجب ان تعي المقاطعة بأن امامها فراغ خمس سنوات تستطيع استغلالها في بناء فكرة متكاملة موضوعية وواضحة, ففشل المجلس القادم واقع لا محالة, ومشاركة حدس وثوابت الامة وغيرهم لا اضافة ايجابية فيه على واقع المجلس الحالي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق