اود تدوين تجربتين حاضرتين لي مع الصحة والتعليم في المملكة المتحدة, استكمالا للتعليق على مسألة تخصيص مستشفى للكويتين فقط, وايضا لتبيان الفارق بالتعليم مابين الدولتين, خصوصا بعد ان شاهدت استاذة جامعية في كلية التربية تدافع عن مثل هذا الفصل, وفي الحقيقة فإن مركزها يفسر بوضوح - بالنسبة لي عالاقل - ما الذي اصاب التعليم و كيف تنامت العنصرية والتعصب بشكل عام, ولكن سأبدأ بالصحة ومستقبلا سأكمل بتجربتي مع التعليم.
في السنة الاخيرة كنت كثير التردد على المركز الصحي وعلى المستشفيات فيما حولنا, اغلبها لعلاج اطفالي وواحدة كانت لاجراء عملية لي في يناير الماضي.
في بريطانيا نظام NHS يعاني من ضعف الموارد, ولذلك فإن الخدمات وان كانت ممتازة الا انها تتسم بالبطئ وطول الانتظار, ولكن هذا لايلغي مسألة الاولوية للحالات الطارئة, ولا يلغي ان المسألة منظمة بشكل رائع سأقوم بتوصيف بعضه هنا.
قبل كل شئ يكون التسجيل للمركز الصحي من خلال اختيار احد المراكز القريبة, ويكون الاختيار بحسب مسافة دائرية معينة عن السكن, يكون للمقيد الحق باختيار احد المراكز في هذا النطاق, ويكون الاختيار بحسب التقييم للمركز, فمثلا ان كنت ساكن في السرة, فيحق لي التسجيل في السرة او الجابرية او قرطبة, فاقوم باختيار المركز الاعلى تقييما, طبعا هذا ينطبق على المواطن والمقيم على حد سواء!. نموذج لجزء من تقرير سنوي (مفصل) لكل مركز تصدره مراقبة جودة الرعاية:
في الحالات العادية او حالات الطوارئ التي تستدعي مراجعة المركز الصحي, يتصل المريض (المواطن او المقيم ) بالمركز الصحي لحجز موعد, فإن كانت الحالة عادية فيكون الالتزام بالدور واحيانا يكون باليوم التالي او بعد يومين حتى, اما في حالة الطوارئ فيتم ادخال الحالة الى الدور باقرب فرصة.
اما المستشفى, فتكون الاحالة لها عبر الاتصال, فهنالك رقم خاص بالطوارئ, وهنالك رقم اخر للحالات التي قد لاتكون طارئة, ففي حال الاتصال بهذا الرقم يتم شرح الحالة ويسأل المريض بعض الاسئلة وعلى اثرها يتم تحديد فيما ان كان سترسل للمريض الاسعاف او ان عليه التوجه للمستشفى ( يسأل ايضا ان كانت لديه الامكانية للتوجه للمشفى ام لا او ان الخدمة سترسل له سيارة مسعف صغيرة). ومن ضمن الاسئلة, يسأل المريض عن المكان المتواجد فيه - من اجل تحديد اقرب مستشفى, وفي بعض الاحيان فإن قيمت الحالة على انها تستطيع الانتظار لليوم التالي, فيتم الاتصال بالمريض وابلاغه بالموعد وما ان كان مناسبا ام لا.
عندما كنت اشتكي من امر ما, ابلغتني الطبيبة بأنها ستحيلني للمستشفى من اجل المزيد من الفحص والتحقق من الحالة, فأرسلتني لمستشفى بعيد لأن العيادة التي احتاجها غير متوافرة الا بتلك المشفى, فتوجهت للمستشفى وابلغني الطبيب بأن حالتي تستدعي اجراء عملية, كما ابلغني بأن العملية قد تجرى خلال 3 ايام بسبب الازدحام على غرفة العمليات, فأبلغت الطبيب بأنني مغترب وبأن اسرتي وحدها ولايوجد لدينا اقارب, فتفهم وعلى هذا الاساس اعطتني المستشفى الاولوية لاجراء العملية وطلب مني البقاء صائما استعدادا لادخالي للغرفه في اي وقت, اي انني اخذت اولوية على حساب ابن البلد!.
كل هذا كان قد حصل دون ان يضايقني اي شكل من اشكال التمييز العنصري, بل ان الممرضة الانجليزية قد اشارت الي الى انني استطيع شرب الماء وقت صلاة الفجر ان اردت ذلك!.
اما مسألة المال, فدفع العلاج يكون على الزائر للبلد لا المواطن ولا المقيم, هنالك بعض الخدمات التي عليها رسوم كالاسنان ولكنها ملزمة على المواطن والمقيم, والزائر الذي قد يطالب ببعض الرسوم, فإن لم يكن قادرا على دفعها فإن المستشفى من الممكن ان تجد له حلولا اخرى مثل الدفع لاحقا على دفعات او ايصال الحالة لاحدى مكاتب جمع التبرعات وهكذا.
وبمناسبة الحديث عن الخدمات الصحية في بريطانيا, فإن التنظيم قد وصل الى حد متابعة كل حالة على حدة, فالمرأة تراسل بشكل دوري لدعوتها لاجراء الفحص السنوي للكانسر, اما الاطفال, فتكون لكل طفل (ربما اقل من 3 سنوات) مختصة متابعة تبدأ بزيارة المنزل للتعرف على وضعه وغرفته, ويتم التواصل معها في حال الاستفسار عن اي امر يتعلق بالطفل, هذا بالاضافة الى الفحص والعدسات الطبية المجانية للاطفال وبعض خدمات الاسنان المجانية للاطفال, (مواطنين ومقيمين).
المقصد من ذكر - هالحزاية الطويلة - هو الاشارة الى ان المسألة مسألة ادارة وتنظيم, اما العنصرية والشوفينية فلن تأتي بحلول, فتحديد مستشفى جابر للكويتيين أسوأ من تطوير وتحديث مشفى الجهراء لمن يعيش هناك, وهو اسوأ ايضا من تطوير وتحديث مشفى العدان لمن يعيش في المنطقة العاشرة. من المفترض ان تكون المستشفيات على مستوى عال من الخدمة, وان يكون توزيعها المناطقي لضمان سهولة وصول المرضى باقصر وقت للمشفى, والا فالسؤال سيكون, اوجد العلاقة مابين السكان المستقبليين لمدينتي صباح الاحمد والمطلاع من مشفى الكويتيين!.
الحديث يطول عن الخدمات الصحية في بريطانيا, كالترجمة والتي هي ليست للمواطنين!, المعلومات الرسمية عن الامراض في الانترنت كمصدر رسمي حتى لا يلتبس الناس بين الرأي الفني والرسمي للصحة وبين جماعة العسل المخلوط بجناح نملة عورة.
ولنا عودة مع التعليم..
في السنة الاخيرة كنت كثير التردد على المركز الصحي وعلى المستشفيات فيما حولنا, اغلبها لعلاج اطفالي وواحدة كانت لاجراء عملية لي في يناير الماضي.
في بريطانيا نظام NHS يعاني من ضعف الموارد, ولذلك فإن الخدمات وان كانت ممتازة الا انها تتسم بالبطئ وطول الانتظار, ولكن هذا لايلغي مسألة الاولوية للحالات الطارئة, ولا يلغي ان المسألة منظمة بشكل رائع سأقوم بتوصيف بعضه هنا.
قبل كل شئ يكون التسجيل للمركز الصحي من خلال اختيار احد المراكز القريبة, ويكون الاختيار بحسب مسافة دائرية معينة عن السكن, يكون للمقيد الحق باختيار احد المراكز في هذا النطاق, ويكون الاختيار بحسب التقييم للمركز, فمثلا ان كنت ساكن في السرة, فيحق لي التسجيل في السرة او الجابرية او قرطبة, فاقوم باختيار المركز الاعلى تقييما, طبعا هذا ينطبق على المواطن والمقيم على حد سواء!. نموذج لجزء من تقرير سنوي (مفصل) لكل مركز تصدره مراقبة جودة الرعاية:
في الحالات العادية او حالات الطوارئ التي تستدعي مراجعة المركز الصحي, يتصل المريض (المواطن او المقيم ) بالمركز الصحي لحجز موعد, فإن كانت الحالة عادية فيكون الالتزام بالدور واحيانا يكون باليوم التالي او بعد يومين حتى, اما في حالة الطوارئ فيتم ادخال الحالة الى الدور باقرب فرصة.
اما المستشفى, فتكون الاحالة لها عبر الاتصال, فهنالك رقم خاص بالطوارئ, وهنالك رقم اخر للحالات التي قد لاتكون طارئة, ففي حال الاتصال بهذا الرقم يتم شرح الحالة ويسأل المريض بعض الاسئلة وعلى اثرها يتم تحديد فيما ان كان سترسل للمريض الاسعاف او ان عليه التوجه للمستشفى ( يسأل ايضا ان كانت لديه الامكانية للتوجه للمشفى ام لا او ان الخدمة سترسل له سيارة مسعف صغيرة). ومن ضمن الاسئلة, يسأل المريض عن المكان المتواجد فيه - من اجل تحديد اقرب مستشفى, وفي بعض الاحيان فإن قيمت الحالة على انها تستطيع الانتظار لليوم التالي, فيتم الاتصال بالمريض وابلاغه بالموعد وما ان كان مناسبا ام لا.
عندما كنت اشتكي من امر ما, ابلغتني الطبيبة بأنها ستحيلني للمستشفى من اجل المزيد من الفحص والتحقق من الحالة, فأرسلتني لمستشفى بعيد لأن العيادة التي احتاجها غير متوافرة الا بتلك المشفى, فتوجهت للمستشفى وابلغني الطبيب بأن حالتي تستدعي اجراء عملية, كما ابلغني بأن العملية قد تجرى خلال 3 ايام بسبب الازدحام على غرفة العمليات, فأبلغت الطبيب بأنني مغترب وبأن اسرتي وحدها ولايوجد لدينا اقارب, فتفهم وعلى هذا الاساس اعطتني المستشفى الاولوية لاجراء العملية وطلب مني البقاء صائما استعدادا لادخالي للغرفه في اي وقت, اي انني اخذت اولوية على حساب ابن البلد!.
كل هذا كان قد حصل دون ان يضايقني اي شكل من اشكال التمييز العنصري, بل ان الممرضة الانجليزية قد اشارت الي الى انني استطيع شرب الماء وقت صلاة الفجر ان اردت ذلك!.
اما مسألة المال, فدفع العلاج يكون على الزائر للبلد لا المواطن ولا المقيم, هنالك بعض الخدمات التي عليها رسوم كالاسنان ولكنها ملزمة على المواطن والمقيم, والزائر الذي قد يطالب ببعض الرسوم, فإن لم يكن قادرا على دفعها فإن المستشفى من الممكن ان تجد له حلولا اخرى مثل الدفع لاحقا على دفعات او ايصال الحالة لاحدى مكاتب جمع التبرعات وهكذا.
وبمناسبة الحديث عن الخدمات الصحية في بريطانيا, فإن التنظيم قد وصل الى حد متابعة كل حالة على حدة, فالمرأة تراسل بشكل دوري لدعوتها لاجراء الفحص السنوي للكانسر, اما الاطفال, فتكون لكل طفل (ربما اقل من 3 سنوات) مختصة متابعة تبدأ بزيارة المنزل للتعرف على وضعه وغرفته, ويتم التواصل معها في حال الاستفسار عن اي امر يتعلق بالطفل, هذا بالاضافة الى الفحص والعدسات الطبية المجانية للاطفال وبعض خدمات الاسنان المجانية للاطفال, (مواطنين ومقيمين).
المقصد من ذكر - هالحزاية الطويلة - هو الاشارة الى ان المسألة مسألة ادارة وتنظيم, اما العنصرية والشوفينية فلن تأتي بحلول, فتحديد مستشفى جابر للكويتيين أسوأ من تطوير وتحديث مشفى الجهراء لمن يعيش هناك, وهو اسوأ ايضا من تطوير وتحديث مشفى العدان لمن يعيش في المنطقة العاشرة. من المفترض ان تكون المستشفيات على مستوى عال من الخدمة, وان يكون توزيعها المناطقي لضمان سهولة وصول المرضى باقصر وقت للمشفى, والا فالسؤال سيكون, اوجد العلاقة مابين السكان المستقبليين لمدينتي صباح الاحمد والمطلاع من مشفى الكويتيين!.
الحديث يطول عن الخدمات الصحية في بريطانيا, كالترجمة والتي هي ليست للمواطنين!, المعلومات الرسمية عن الامراض في الانترنت كمصدر رسمي حتى لا يلتبس الناس بين الرأي الفني والرسمي للصحة وبين جماعة العسل المخلوط بجناح نملة عورة.
ولنا عودة مع التعليم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق