من الخطأ حصر اسباب نشوء ظاهرة الانتحار الجهادي بالمناهج او بالحالة السياسية والقمع او بالمؤامرات والاكتفاء بهذه البساطة في التوصيف, فتنوع المشاركين يثبت ان المسألة مركبة ومتشعبة. المناهج وطبيعة المجتمع والقمع والحالة الاقتصادية والفشل الشخصي والاسرة كلها مجتمعة تؤدي الى هذه الحالة اليائسة. اتحدث هنا عن المجندين والمجندات لا القيادات في داعش.
البحث في هذه الحالات وتنوعهم الثقافي وتعدد مشاربهم قد يضئ جوانب مهمة قد نغفلها مما يؤدي الى ظاهرة الارهاب الرخيص, من نواحي اسيا الى اوربا وامريكا, وافريقيا وطبعا الشرق الاوسط.
في انجلترا قبل عام, فكرت بالبحث عن سكن في منطقة معينة, تحدثت بذلك مع صديق بريطاني مسلم من اصول اسيوية, ابدى اعجابه بالمنطقة ولكنه اشار الى ان سكان المنطقة لديهم النزعة العصبية ضد من هم غير البيض.
صديقي قد يكون محقا وينعكس ذلك بظاهرة حركة EDL المتصاعدة ضد المساجد والمهاجرين, وربما تكون هذه وساوس غير حقيقية, المهم بالامر ان - التجربة - تعكس الشعور بعدم الانتماء التام للمجتمع الاوربي, بالرغم من ولادته هناك وحصوله واهله على الجنسية وكافه الحقوق الانسانية والمدنية. ومثل هذا وان لم يكن عاما على كل المهاجرين, الا ان نسبة من الشباب يستشعرها من تعامل بعض افراد المجتمع هناك, ربما على مستوى المدرسة و ما يحصل بين الطلبة من تمييز, او على مستوى الاحياء اوالشوارع الخلفية!.
هذا الامر ينطبق على الكثير من حالات التمييز الاجتماعي لفئات ربما تتأثر بالافعال السيئة للمجتمع, علاوة على ذلك التمييز الرسمي الذي قد يحصل من قبل الدولة - كحالة البدون في الكويت - او كحالة المواطنين الشيعة في الثمانينيات, وقبلها بسنوات قليلة حملة التمييز ضد ابناء القبائل والتي فشلت الى حد كبير, وانعكاسات هذه الممارسات اداريا اقتصاديا و اجتماعيا على حياة هؤلاء الافراد.
أضف الى حالات العزلة هذه حالة الشعور بالذنب والضيق من الحال, حالة التوبة هذه تتضح من خلال المسلمون الجدد في داعش, فتجد بعضهم ممن لم يمضي على اسلامه سوى اشهر الا ويلتحق بداعش في سوريا, كفرصة جديدة بعد الفشل بسبب سوء الاخلاق والمخدرات والسجون, ونصفهم ما ان يرى الحال هناك الا ويعود الى رشده ويعاود الاتصال بأهله ويحاول ايجاد مخرج للعودة عن هذا الطريق.
كل هذه الحالات المنعزلة عن المجتمع بشكل ما تجد لنفسها مخرج وحيد لعالم مختلف وعد به التشدد, الجنة وربيعها وأقصر طرقها الجهاد بالنفس!, اي الانتحار بطريقة شرعية - بنظر المشايخ الذين برروا العمليات الانتحارية ضد مدنيين واعطوها زورا شرعيتها الدينية.
هذه العزلة تعززت بالافكار الدينية التي رعاها الفكر الديني في المساجد او المدارس, ومنها المدارس الاسلامية في اوربا, وهي بالمناسبة قد بدأ النقاش بأمر رقابتها في بريطانيا من قبل حكومة كامرون بالفترة الاخيرة بالاضافة الى الانترنت.
كل هذه التفاصيل لن تعالج بالخطاب العاطفي او الحملات الدعائية المؤقتة, وانما تحتاج للنظر الى الفرد والعمل على تبديد مخاوفه والفوز بثقته بكل من ( النظام والمجتمع المدنيين ). بالاضافة الى الحاجة للنظر الى مسألة شيوع الفكر الديني المتشدد والطاغي على الحالة الاسلامية.
كما ان حالة الانتحار بحد ذاتها يجب ان تدرس من ناحية كونها نتاج لعدة تعقيدات لا على انها سوء فعل يقضي الى النار وانتهى, بل يجب ان يتم التعامل مع الانسان بتجاربه الشخصية بحذر قبل الوصول الى هذه المرحلة.
على الهامش: الحديث عن الحالة البريطانية كمثال على الواقع في اوربا, في المانيا كانوا قد توقعوا مثل هذه العزلة, فبعد ان ازدادت الهجرات التركية, رفضت الحكومة هناك في تلك الاثناء طلب الحكومة التركية بممارسة الرقابة والرعاية للمراكز الاسلامية في المانيا وحصرتها الحكومة الالمانية بنفسها على اساس سياستها بدمج المهاجرين بالمجتمع, الا ان المهاجرين في تلك الاثناء عبر رجال الدين نحوا الى العزلة مما ادى الى استسلام الالمان للرغبة التركية, والتي كان لها الاثر في احكام السيطرة والتوجيه على مزاج الاتراك الالمان الانتخابي.
البحث في هذه الحالات وتنوعهم الثقافي وتعدد مشاربهم قد يضئ جوانب مهمة قد نغفلها مما يؤدي الى ظاهرة الارهاب الرخيص, من نواحي اسيا الى اوربا وامريكا, وافريقيا وطبعا الشرق الاوسط.
في انجلترا قبل عام, فكرت بالبحث عن سكن في منطقة معينة, تحدثت بذلك مع صديق بريطاني مسلم من اصول اسيوية, ابدى اعجابه بالمنطقة ولكنه اشار الى ان سكان المنطقة لديهم النزعة العصبية ضد من هم غير البيض.
صديقي قد يكون محقا وينعكس ذلك بظاهرة حركة EDL المتصاعدة ضد المساجد والمهاجرين, وربما تكون هذه وساوس غير حقيقية, المهم بالامر ان - التجربة - تعكس الشعور بعدم الانتماء التام للمجتمع الاوربي, بالرغم من ولادته هناك وحصوله واهله على الجنسية وكافه الحقوق الانسانية والمدنية. ومثل هذا وان لم يكن عاما على كل المهاجرين, الا ان نسبة من الشباب يستشعرها من تعامل بعض افراد المجتمع هناك, ربما على مستوى المدرسة و ما يحصل بين الطلبة من تمييز, او على مستوى الاحياء اوالشوارع الخلفية!.
هذا الامر ينطبق على الكثير من حالات التمييز الاجتماعي لفئات ربما تتأثر بالافعال السيئة للمجتمع, علاوة على ذلك التمييز الرسمي الذي قد يحصل من قبل الدولة - كحالة البدون في الكويت - او كحالة المواطنين الشيعة في الثمانينيات, وقبلها بسنوات قليلة حملة التمييز ضد ابناء القبائل والتي فشلت الى حد كبير, وانعكاسات هذه الممارسات اداريا اقتصاديا و اجتماعيا على حياة هؤلاء الافراد.
أضف الى حالات العزلة هذه حالة الشعور بالذنب والضيق من الحال, حالة التوبة هذه تتضح من خلال المسلمون الجدد في داعش, فتجد بعضهم ممن لم يمضي على اسلامه سوى اشهر الا ويلتحق بداعش في سوريا, كفرصة جديدة بعد الفشل بسبب سوء الاخلاق والمخدرات والسجون, ونصفهم ما ان يرى الحال هناك الا ويعود الى رشده ويعاود الاتصال بأهله ويحاول ايجاد مخرج للعودة عن هذا الطريق.
كل هذه الحالات المنعزلة عن المجتمع بشكل ما تجد لنفسها مخرج وحيد لعالم مختلف وعد به التشدد, الجنة وربيعها وأقصر طرقها الجهاد بالنفس!, اي الانتحار بطريقة شرعية - بنظر المشايخ الذين برروا العمليات الانتحارية ضد مدنيين واعطوها زورا شرعيتها الدينية.
هذه العزلة تعززت بالافكار الدينية التي رعاها الفكر الديني في المساجد او المدارس, ومنها المدارس الاسلامية في اوربا, وهي بالمناسبة قد بدأ النقاش بأمر رقابتها في بريطانيا من قبل حكومة كامرون بالفترة الاخيرة بالاضافة الى الانترنت.
كل هذه التفاصيل لن تعالج بالخطاب العاطفي او الحملات الدعائية المؤقتة, وانما تحتاج للنظر الى الفرد والعمل على تبديد مخاوفه والفوز بثقته بكل من ( النظام والمجتمع المدنيين ). بالاضافة الى الحاجة للنظر الى مسألة شيوع الفكر الديني المتشدد والطاغي على الحالة الاسلامية.
كما ان حالة الانتحار بحد ذاتها يجب ان تدرس من ناحية كونها نتاج لعدة تعقيدات لا على انها سوء فعل يقضي الى النار وانتهى, بل يجب ان يتم التعامل مع الانسان بتجاربه الشخصية بحذر قبل الوصول الى هذه المرحلة.
على الهامش: الحديث عن الحالة البريطانية كمثال على الواقع في اوربا, في المانيا كانوا قد توقعوا مثل هذه العزلة, فبعد ان ازدادت الهجرات التركية, رفضت الحكومة هناك في تلك الاثناء طلب الحكومة التركية بممارسة الرقابة والرعاية للمراكز الاسلامية في المانيا وحصرتها الحكومة الالمانية بنفسها على اساس سياستها بدمج المهاجرين بالمجتمع, الا ان المهاجرين في تلك الاثناء عبر رجال الدين نحوا الى العزلة مما ادى الى استسلام الالمان للرغبة التركية, والتي كان لها الاثر في احكام السيطرة والتوجيه على مزاج الاتراك الالمان الانتخابي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق