السبت، 20 فبراير 2016

سفه الانتخابات وصناعة النجوم.

هل من بين المرشحين للانتخابات التكميلية من هو قادر على الدخول في تفاصيل الارقام؟. 
وهل من بين المرشحين من هو قادر على ان يبين كم من الاصوات سيضمن لتمرير مشاريعه الانتخابية؟ 

طبعا لا احد, فالمعلومات المتوافرة عن الارقام لا تتعدى ما ينشر عن الميزانية العامة, اما الفوائض وكيفية استغلالها او ادارة العجز فبياناتها وتفاصيلها اكبر من المرشحين وحتى من الاعضاء!. اما حشد التأييد في داخل المجلس, فلا يمكن الا بتوافق الرؤوس الكبيرة فيه, اي رئيسه والحكومة, او بتعبير اخر , غرفة التجارة والسلطة. 

الحديث عن اختيار الاكفأ من بين المرشحين امر غير مجدي, فالنزاهة تتطلب من المرشح ان يكون واضحا مع الناس بالنسبة للنقطتين المثارتين اعلاه, فكيف يزكي النزيه نفسه لموقع دون ان يكون ملما بالبيانات والمعلومات التي تضمن له تنفيذ طموحاته المتعلقة بمصالح الناس؟, وكيف يعد المرشح الناس بما لا يمثل به سوى 2 بالمئة من مجموع اعضاء المجلس؟. 

هذه ليست تزكية لانتخابات ال 25 دائرة او الاربعه اصوات, فتلك الانظمة وان كانت افضل من الحالي الا ان المثالب عليها ايضا, والطموح كان بأن تتحقق عدة اصلاحات سياسية منها اطلاق حرية الاطلاع على المعلومات بالاضافة الى الدائرة بالتمثيل الحزبي النسبي. 

اليوم المشهد هو انتخابات صناعة الاسماء, فمن يصل للبرلمان سيحقق مركزا اجتماعيا يخدمه في حياته والمقربين منه, صناعة نجوم الشاشة وتضخم القيمة في الاوساط, ولذلك, تجد اليوم السباق المحموم على تزكيات المقربين, حتى ان الوزير الكندري يتواجد علانية بمقر مرشح كندري اخر, والسلفي مع ابن عمه, والقبلي يبرز اخبار استقبالاته لمشايخ القبائل, والطائفي والفئوي وهكذا. 

انه السفه عينه, فالمسألة لا علاقة لها لا بالديمقراطية ولا المدنية ولا النماء, ولا علاقة لها بالسياسة اصلا, هي مسرحية تصنع فيها النجوم وتحاك فيها المصالح. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق