الثلاثاء، 28 يونيو 2016

ادميتنا و مستشفى جابر.

ربما تحتاج للعلاج وانت في المناطق الشمالية, او في المناطق الجنوبية. في تلك الاحوال وفي حالات الطوارئ أجاركم الله جميعا, فإن الحاجة للوصول الى اقرب مشفى هو الهدف. وبالتالي, فإن من مصلحة كل المواطنين ان تكون الخدمات الطبية ممتازة في كل مكان, في العدان كما مشفى جابر, وفي الجهراء وكل مكان. 

طبعا هذه النظرة الاكثر تطرفا للذات, لن اتحدث مثلا عن الاهتمام بأهالي الجهراء وبأن يكون لديهم مشفى ممتاز, وانما اتحدث عنك انت وحاجتك!. 

توزيع المستشفيات ومراكز الطوارئ بشكل عام هو ذو طبيعة لوجستية في المقام الاول, أي ضمان اقصر وقت للوصول الى اقرب مركز, ولكن في حالة تخصيص مشفى جابر للمواطنين فقط, فهذا يعني ان النظام كله منقلب وغير معتمد. 

في الكويت, هنالك مستشفيات تخدم على شكل نصف دائرة, فمستشفى الصباح والمستشفى الاميري كلاهما غير محاطين بشكل دائري بالمناطق السكنية, هذا يدلل على ان المخ اللوجستي غائب منذ انشاء هذه المستشفيات. ويبدو ان هذه العقلية لازالت هي السائدة على المستوى الرسمي وعلى مستوى مؤيدي تخصيص مشفى للمواطنين فقط. 

في منطقة جنوب السرة, هنالك الكثير من الوافدين سواءا الذين يعملون في المنازل او في المجمعات الحكومية او غيرها, ومع ذلك, فهم وبدلا من ان يوجهوا الى النقطة الاقرب سيتم توجيههم الى مناطق اخرى, بحجة حصر الخدمات الحديثة الممتازة على المواطنين, مع ان مواجهة الازدحام تتطلب اجراءات اصلاحية اكبر واكثر تأثيرا لأجل المجتمع, فما الذي يعنيه حضور مواطن من الجهراء الى قلب العاصمة من اجل الاستفادة من هذه الخدمة الممتازة؟, بدلا من ان توفر الخدمة له في المكان القريب له ولكل القاطنين والمارين من هناك. 

تسويق فكرة حصر المستفيدين من الخدمة الطبية على المواطنين دون غيرهم - بهذا المكان تحديدا- هو هروب من المشكلات وتجاوز اخلاقي في مسألة حق كل انسان للرعاية الطبية اللائقة واهم عواملها اللجوء للمركز الاقرب.   

المسألة لم تعد مسألة خلاف سياسي, وانما لنتفكر قليلا حتى نحافظ على ما تبقى لنا من تقدير للادمية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق