ليس الاستاذ الكاتب ضاري الجطيلي هو الوحيد السعيد الذي يحمل هذا الشعور , اشاركه نفس الشعور وازيد بأنني سعيد بإنسانيتي ولا أفتخر , فكما ان الانتماء اتى بالولادة وفي مكان تحيطه الحدود التي وضعت من قبل البشر ودون ارادة مني , فأضحيت انسانا بإنتماء وكان من الممكن ان اكون بلا انتماء في زمن تحديد الانتماء عبر ورقة رسمية قد تقع تحت سيطرة نفر من الناس .
كذلك هي الانسانية , فلم نخلق انفسنا ولم تكن لدينا ارادة اختيار الانسانية على بقية فصائل الكائنات بل والاشياء الاخرى , ولذلك كان قدرنا ان نكون بشرا بإرادة الرب وعلى ذلك فإن الافتخار محدد بمن اتى بنا الى الواقع بدلا من العدم , والافتخار والتكبر لا يستحقه الا الرب , وهب بعضنا العقل ووهب النبات الانتاجية حيث ان النبات مصدر مهم من مصادر الاكسجين والورق وللتدفئة بالاضافة الى الدواء والغذاء حيث الدور المهم للنبات وكذلك الحيوان في الدورة النباتية !.
نحن من العدم , من لا شيئ اتينا , ليس لنا أي فضل في وجودنا , ولم نكن شيئ , لا عقل ولا قلب ولا جسم او عضلات , ولا ايدي ولا ارجل ولا جمال ولا ابداع ولا صحة ولا مال ولا اختراع ولا شيئ , ولذلك لا نستنكر الفقر ولا البشاعة ولا قلة الذكاء , ولا الضعف البدني والاعاقة , ولا الالتزام بالعقيدة الصحيحة او الخاطئة او المشوهة , ولا اسم الجنسية ولا لون الجواز ولا انعدامهما حتى !, نحن لسنا سوى نتاج لإبداع البديع الذي فسح المجال لنا ولحكمة ما للتصرف في بعض المواقف حسب الامكانات المتوفرة لدينا .
اما عقول تقود , واما اجساد تبني , واما قلوب تدعو لحسن الخلق , واما ارواح تتقارب وتتعاون من أجل الاستمرار بسلام لتوفير جو يكفل اكبر قدر من فرص الإبداع في جميع المجالات للجميع كل ومقدرته وامكاناته التي وهبها له الرب .
هذا هو منطلقنا الحقيقي , ومن هنا سنشعر بكل الناس وسنؤمن بأهمية التعاون , وسنكون مسؤولين في تعاملنا مع البيئة بشكل عام , الارض والنبات والحيوان , و مخازن المقدرات التي وهبها الرب لنا في باطن الأرض , بالاضافة الى تعاوننا للنهوض بأنفسنا ككائنات مهمة جدا عبر التكافل للتخفيف من اضرار غضب الطبيعة .
فهل سنفخر بعائلة او وطن او قبيلة او مذهب ؟ , ام اننا سنفخر بإنتمائنا الحقيقي وهو للعدم ؟؟ , ام سنترك الفخر والكبرياء لمن يستحقه بحق ولا غيره وهو الرب .
إن اردنا ان نفخر ونعتز , فعلينا ان نعتز بما نفعله بمجالاتنا , علينا ان ننظر الى اعمالنا وان نطمح بالقيام بالمزيد من الانجاز في خدمة من يستحق العمل من أجله عبر تحقيق ارادته من خلال الاقتراب قدر الامكان من المدينة الفاضلة !.
هناك 9 تعليقات:
صدق حمد العظيم.
كلام أكثر من رائع، دعني أقتبس منك ما يلي:
"اما عقول تقود , واما اجساد تبني , واما قلوب تدعو لحسن الخلق , واما ارواح تتقارب وتتعاون من أجل الاستمرار بسلام"
كل ما ذكرته جميل جدا وشبه مطبق ، ولكن الجزئية الأخيره من ما إقتبسته ، "أرواح تتقارب وتتعاون من أجل الإستمرار بسلام"، هو ما يفتقده الكثير في البلد، فهناك أرواح "مسخره" من أجل كسر هذا التعاون والتحايل من أجل عدم مرور الأمور بسلام، فهم الوصيون وهم رسل الله على الأرض "طبعا من تنصيب أنفسهم"...فلو إستطعنا تفكيك وتحليل هذه العقليه السطحية، عشنا بسلام!
تحياتي لك.
جميل..
تحياتي
ماينقصنا ياعزيزي ان يعامل كل منا الآخر على اننا بشر نتساوى بكل شيء الحقوق والواجبات
أخوي حمد ..
تدري لو قلت لأي مواطن عربي ..
سواء مصري أو سعودي أو اماراتي أو موريتاني ..
بأنك سعيد أنك كويتي .. سوف يبتسم .. و هو يقول لنفسه .. يالهذا المسكين
و لو قلت له .. أنك فخور أنك كويتي .. يمكن يستلقي على قفاه من شدة الضحك ..
أخوي كلمة كويتي .. منذ زمن طويل .. و في السنوات الأخيرة بالذات .. تعتبر مسبة و نقيصة .. في معظم بلدان المنطقة إذا لم يكن في كلها ..
هذا هو الواقع ..
واقع مر .. نعم .. لكنه واقع ..
نحن فقط نحب الكويت لأنها بلادنا ..
فخورون بأننا كويتيون .. أعتقد صعبة .. و فيها كثير من الغباء ..
لأن الكويت بلد تافه أصلاً ..
ليس بسبب صغر المساحة و لا بسبب قلة عدد السكان .. و لكن بسبب اخلاق و طريقة تفكير .. الكثير من ابناءه ..
الانحطاط الفكري و الاخلاقي عندنا كبير .. علينا أن نعترف بذلك .. و للحكومات دور كبير في رعايته و تنميته عبر عقود طويلة ..
سعداء .. أننا كويتيون .. نعم .. و ذلك لسبب واحد ووحيد .. و هو حبنا للأرض التي ولدنا عليها و قدمت لنا الكثير .
بالنسبة حق الكاتب اللي أشرت إليه
جنه بايق مقالته من كاتب ثاني
لأني قرية نفس المقالة لكاتب إنجليزي منذ فترة
ما علينا
كلامك إنت - مو كلام الكاتب - اللي لا يعلى عليه
It is a true humanist discourse, which is rather rare
هذا ما يجب أن نطمح إليه كشعوب
ولو الكل جذيه جان الدنيا بخير
انزين أقول .. حمد
ليش بالله حاط لنكس لأطفال هاييتي
والأطفال المتضررين من المياه الملوثة
وناسي أطفال غزة ؟
هذيل مالهم رب ؟
مجرد سؤال ، حتين تكمل معروفك يعني
من باب الإنسانية
عزيزي وقار
حسبي الله على ابليسك :)
عمرك طويل ييت على بالي قبل تعليقك بدقايق يالمختفي يبيلك عضة خشم
تحية لك اخي العزيز
عزيزي ويل سيرفسمن
وان كنت اقصد مشكلتنا البشرية مع الصراعات والنزاعات الحربية وتفشي الفقر والبطالة والامراض , الا انها كانت صورة عامة ومنها ما ينطبق على حالتنا حتى احنا بالكويت
شكرا لك اخي الكريم
عزيزي بو سند
شكرا لك اخي العزيز
عزيزي أهل شرق
يا ليت
تحية لك اخي الكريم
عزيزي غير معرف
اتفق معك تماما اخي الكريم , وفعلا لدينا تخلف شديد في جانب بناء الانسان , هذا التخلف ليس له مثيل في العالم , فالدول المتخلفة في هذا الجانب تجدها تعاني من صراعات مع الفقر والجوع او من صراعات عصابات مصادر المال وغيرها , اما نحن فلدينا الامن والامان ولدينا المال الوفير ومع ذلك فنحن متخلفين تماما وبلا مبررات مقنعة كالاخرين وانما بسبب تأخرنا الشديد كأمة لا تعيي ولا تعرف كيف تفكر
تحية لك اخي الكريم
عزيزي فارمر
شكرا لك اخي العزيز , بالنسبة لاطفال غزة فسيأخذ بملاحظتك قريبا , وان كان في بالي الكتابة عن مستجدات غزة ولكن قريبا سأشير لهم .
تحية لك اخي الكريم
بانتظار هالمقالله
إرسال تعليق