بلاغ احمد الفهد وما كشفه من فضائح مثيرة ينظر لها بشكل جدي من قبل العامة، فناصر ومجموعته من المشبوهين مرفوضين عند قطاع واسع من الناس، والفهد بالرغم من الملاحظات عليه وعلى فريقه الا انه استطاع احتلال كامل مشهد المواجهة مع ناصر المحمد الذي ضرب اطنابه كركائز قوى متفردة بالدولة ومقدراتها حتى بعد خروجه من رئاسة الحكومة.
المشكلة ان الناس باتوا بين امرين، اما ناصر او احمد ، اما بقية الوجوه فمختفية باستثناء جابر المبارك الذي فشل في يضع لنفسه بصمة ومكان وموقف في كل ما يحدث، هذا ان لم يكن منحازا لناصر خوفا من الفهد، فركن مع الاخرين ولم يعد بالامكان التأمل بأن يكون هو البطل المنقذ للامة في ساحة الاسرة!.
في خضم كل هذه الاحداث، تبقى الامة بعيدة عن المشهد، منشغلة بصراعات تافهة لا معنى لها، ومع ابتعاد المعارضة والحراك بشكل عام عن المشهد، لم يتقدم احد لحمل راية الامة في مواجهة عبث بعض ابناء الاسرة الحاكمة او بتعبير اصح عبث الرؤوس الكبيرة في الاسرة.
هذه المهازل من المفترض ان تواجه، اما بمعسكر بديل للمعارضة السابقة ممن كان يعترض على تجربة الحراك، ليتقدم هذا المعسكر الصفوف ويطرح رؤيته ان وجدت!، او ان تراجع المعارضة كل مواقفها وسياساتها لتضع خطة قابلة للتطبيق وتبدأ عند تذليل الصعوبات امام تحقيق المزيد من الحشد والتأييد حتى لو اضطرها ذلك للتخلي عن بعض العناصر المشبوهة بالتعاملات الفاسدة او العناصر التي تثير الاستفزازات العصبية. وغيرها من خطوات اعادة بناء الحراك وفق افكار ورؤى وسمعة ونزاهة وخط مدني وطني ينحاز للمظلومين بغض النظر عن انتمائاتهم العرقية والمذهبية.
بالمحصلة.. نحن بحاجة لخارطة الحل للخلاص من هؤلاء الفاسدين الجاثمين على صدورنا والمستهترين بمستقبل اجيالنا ووجودنا كوطن وهوية.