لا يوجد أي تفسير آخر لتأجيل استجواب رئيس الحكومة لهذه المدة الطويلة سوى الاستهزاء المقصود بالمجموعة المقاطعة لجلسة القسم، يبدو لوهلة بأن رئيس الحكومة قد نسي بأن مخرجات المجلس هي مخرجات نظام الصوت الواحد الذي اختلقته السلطة، والى المزيد من العشوائية المقصودة بدلا من العمل الجماعي المنظم، فكانت السياسات السابقة قصيرة النظر اصبحت نتائجها تظهر أسرع مما كان متوقعا، وهي السياسة المستمرة على كل حال ليستمر معها مسلسل اختطاف الدولة من قبل الجماعة المتفردة منذ نشأة الدولة الحديثة حتى يومنا هذا وقبل ذلك حتى والتي لم يمس التغيير فيها سوى وجوه الحلفاء.
لا أفهم كيف لا يستوعب رئيس الحكومة المتغيرات التي حدثت منذ موجه الفوائض وحتى الان وتفشي الفساد وتأثير ذلك على دولة هي بحاجة الى مراجعة شاملة لسياساتها التقليدية المتخلفة، تبدأ من الاعتراف بمواضع الخلل الحقيقي بدلا من جر الدولة خلف الصراعات الشخصية والكلفة العالية لبقاء مرزوق الغانم التي لم ينتج عنها حتى الان سوى الاحتقانات المتوالية وغياب الحل و الشقاق والغلط والاساءة والتطرف في الخطاب، ذلك نتيجة لغياب العقل والسياسة الرشيدة والحكمة والتراجع والتفاوض والاحتواء.
اسئلة بسيطة جدا، ما الذي كان من الممكن أن يتغير لو لم ترمي الحكومة بكل اوراقها بحضن X من الناس في انتخابات الرئاسة؟، كيف كان من الممكن ان تصبح عليه الاجواء لو لم تصر الحكومة في شخصنتها ضد النائب بدر الداهوم؟، وماذا ان عاد خيال بدر الداهوم الى المجلس او ربما شخص اصعب في طرحه؟.
الاجابات على هذه التساؤلات واضحة، ولا أسهل من اثبات الشخصنة والعبث واللا مبالاة والصبيانية والتعنت واللا مسئولية والتهور على حساب مستقبل البلد والاجيال القادمة وخطط التخلي عن الاعتماد على مصدر الدخل الوحيد والناضب!.
اظن بأن على رئيس الحكومة اعادة النظر بأولوياته وبما يدور في عقله مما يبدو بأنه من توافه الاهتمامات، فالوقت هو وقت الحكمة والرشد والتعقل والتفكير بالارقام لا بالاسماء، فلا مرزوق ولا الداهوم ولا رئيس الحكومة نفسه اهم من البلد ومستقبله.