الآن الوضع في المنطقة بات اكثر تعقيدا , فالناس قد انقسموا الى اما مؤيدين لسياسة المواجهة الاسرائيلية او لمعارضين لمثل هذه السياسة من المؤيدين لفكرة حل الدولتين , والشعب الكويتي كغيره من شعوب المنطقة مقسم الى عدة توجهات منها ماهو مبني على موقف ديني كالكثير من الاسلاميين الشيعة والسنة , ومنها ماهو مبني على فكرة القومية العربية التي تأخرت كثيرا , ومنها ماهو مبني على اسس اخرى مثل شعار الانسانية او راية المصلحة الوطنية .
في الحقيقة لست قادرا على تقبل مثل هذه المرجعيات بإستثناء ماله مبدأ انساني او التي تعتمد على المصلحة الوطنية كأساس لاتخاذ المواقف , اما التي لها مرجعيات دينية فهذا التوجه فاقد الثقة بالنسبة لي , على اساس ان الاوطان والبشر من الممكن ان يقدما كقرابين لخدمة التعصب الديني او المذهبي , وهذا ما يفسر الانحيازات التي حصلت في الفترة الاخيرة و في الكويت تحديدا للحكومات التي تجمع التعصب المذهبي بالديكتاتورية , وهذه الحكومات اما ان يقابلها سكوت العين الراضية واما دفاع المندفعين !.
أنا اعتقد بأننا لا يجب ان نسكت عن ظلم الانسان في الكويت خصوصا ولايجب ان نرضى بالظلم الذي تتعرض له الكويت بمثل هذه المواقف المشينة , فإستمرار الكويت اهم من المساواة مع من يقبل بوجود واستمرار مفاعل بوشهر , واستمرار الكويت اهم من القبول بالتورط في القمع الذي تمارسه السلطات البحرينية او حتى السلطات السعودية .
قبل ان نفكر بالانسان البحريني او غيره , علينا ان نفكر بالانسان الكويتي , ليس لميزة او تفرقة انسانية , بل لقدرنا ان نكون كويتيين وان نكون من الكويت ونحيا على ارضها ونعيش بما فيها من رزق .
من يريد دعم السلطات الديكتاتورية فليذهب لمن يقبل به وليبعد امراضه عن الكويت , ومن يريد تصدير الخلافات الطائفية الى الكويت فعليه أن يكف وان يبحث لنفسه عن مكان اخر .
الكويت ستبقى رغما عن كائن من كان واحة امن وسلام وتعايش مشترك , وسنعمل على تحقيق اكبر قدر ممكن من العدالة والمساواة فيها , وليحترق العالم بما فيه من عقد دينية وطائفية واجتماعية !
هناك تعليقان (2):
المحترم حمـد، تفضّل،
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=266356&date=01042011
وبالتحديد: "ماذا سيقول الوزير لو ان الاستئناف برأ المتهمين من التهم الموجهة اليهم؟.. الاصول كانت تقتضي انتظار الحكم النهائي كون الموضوع لا يتعلق بامر داخلي بل بمشكلة اقليمية لها مالها من نتائج وآثار".
وأنا أقول، لا أستبعد العمل المخابراتي الإيراني تماما كما لا أستبعد العمل المخابراتي السعودي، أو العراقي، في الكويت. ولكن، في ظل هذه الأجواء المشحونة جدا في وطني والمنطقة، ماذا كان سيضر محمد الصباح (الذي لم يعجبني يوما، أبدًا!) لو أنه إكتفى بتصريح مقتضب يبين فيه الحرص الشديد على أمن وسلامة الكويت أولا وأخيرا و"ينتظر" الحكم التهائي لإتخاذ إجراء؟
تذّكر، التاريخ يعيد نفسه وما أشبه اليوم بالثمانينات المشؤومة!
المُهاجر
عزيزي المهاجر
فعلا واعتذر فقد فاتني ما تفضلت به وهو ان الحكم لم يكن نهائيا , وقد وقعت انا بنفس الخطأ الذي وقع به محمد الصباح .
شكرا لك ومع التحية
إرسال تعليق