هل بدأت الكويت بالإنحياز الصريح لمعسكر التخلف في العالم ؟ .
من يتابع مواقف الدولة الأخيرة من بعض قضايا المنطقة سيعتقد بأن دولتنا الحبيبة قد قررت الإنحياز لمعسكر التخلف الاسلامي العربي على حساب مصالحنا وعلاقاتنا الدولية , وعلى حساب أمننا ووجودنا .
فبعد تجربة الغزو العراقي السيئة , والتي قد بينت صريح المواقف , بين من وقف مع الحق الكويتي لإعتبارات الماضي الكويتي وتاريخ علاقاتها مع المجتمع الدولي , ونهج تبادل المصالح الذي حمى البلد من الكثير من الاخطار , والذي كفل لنا حشد لا يمكن تصوره والمتمثل بتحالف 32 دولة لتحرير الكويت من براثن رابع اقوى قوة في العالم في ذلك الوقت .
الم تتعلم السلطة التنفيذية من تلك التجربة ؟ , فهي عادت قبل فترة لتكيل المديح في القيادة الايرانية وتعمل على التبادل الاقتصادي معها بالوقت الذي تحرك العالم به لفرض عقوبات على ايران وبالوقت الذي تضمنت التصريحات الايرانية تهديدات للامارات ودول الخليج بعد الموقف المعلن عن دعم الخليج للامارات في استعادة سيادتها على الجزر المحتلة .
الكويت نفسها , هي التي حاولت حشر انفها سياسيا في موضوع اساطيل الحرية بعد ان اعلن متحدثها الرسمي عن انها انسحبت من المبادرة العربية للسلام والتي اقرت في قمة بيروت الأمر الذي استحقت عليه إشادات من ايران وحسن النصرالله وحماس , بل انها تلقت اتصالا ايضا من الرئيس السوري ليعلن عن وقوف سوريا مع الكويت !.
ذلك الخطأ السياسي الذي تم تفنيده بعد اسبوع وبعد تدخل بعض المهنيين العقلاء في السلك الدبلوماسي .
في هذه الايام , عادت حكومتنا الرشيدة لتقف في صف إبن الرئيس الليبي واسمه هنيبال القذافي , وبدأت بقصف سويسرا لأنها اخذت بشكوى مدنية تقدم بها بعض المتضررين العرب من تصرفات المجنون إبن الرئيس القذافي والذي اعتدى رجال حمايته على بعضهم , الامر الذي وصفه وزير الخارجية الكويتي بأنه محاولة للإساءة للعرب و سنعمل سويا - مع ليبيا - لإحباطها ! , وفي الحقيقة اتسائل , طالما ان هذا هو توجه الدولة فما الاجراءات التي ستتخذها بحق سويسرا ان لم تنصاع للكرامة العربية !, هل ستحسب الكويت اموالها ام سفيرها ام ستطرد السفير السويسري ؟!.
وزير الخارجية ذاته , عاد مرة اخرى و صرح بأن التدخل الخارجي في قضية الجاسم يسئ ولا يدعم !, وهو في الحقيقة محق في هذا التصريح , فالتدخل الخارجي يسيئ لدولة الكويت ولا يدعم مصالحها ! , اما قضية الجاسم او حتى قضية البدون , فإن اتخذتا مسار قضية الاتجار بالبشر فإن عقوبات ستفرض على الكويت الحليف الجديد للقوى المعادية للديمقراطية والسلام في المنطقة !, الأمر الذي قد يجعلنا نشهد بكاء الوزير في الهيئات والمنظمات الدولية خصوصا واننا لسنا كإيران ولا ككوريا الشمالية , فنحن عاجزين عن تغطية اي احتياجات اساسية !.
طبعا هناك من استهزأ بالموقف الاميركي من قضية الجاسم , وبدأ بخلط الموضوع بمواضيع أخرى ذات صبغة ايديولوجية وبالتالي استناد المصادر على اساس منحاز لا على معيار انساني حقيقي وواضح .
فمن رد على قلق الاميركان بالتذكير بقلقه على ارهابيي غوانتنامو لم يكن صريحا بالتفريق مابين ادوات إعتراض الجاسم وبين ادوات اعتراض المسجونين هناك !, وبات مافعل الجاسم شبيه بما فعله المسجونين هناك و نحن اكثر العارفين بقصة التجنيد للجهاد وتأثيره على كل من اختار التوجه الى افغانستان , و الزميل تحدث ايضا عن المعاناة الانسانية في غزة ولم يتحدث عن تلك الايام التي استخدموا الاهالي فيها كدروع بشرية للإختباء بينهم بعد اطلاق الصواريخ الامر الذي اثار المجتمع الدولي بعد الرفض القاطع لحماس وتلاعبها بالكلمات من اجل التهرب من مسؤوليتها الحكومية والمتمثلة بإعلان الاعتراف باسرائيل كدولة كشرط لإستئناف المفاوضات .
الزميل ايضا , حاد عن الحق ايضا منجرا اما وراء عاطفته او وراء ثوريته الدينية , فتحدث عما فعلته اسرائيل ضد اسطول الحرية ودون ان يذكر الحقيقة الكاملة والمتمثلة بالنداءات التي رفضت السفن الاستجابة لها بالاضافة الى حفل استقبال الكوماندوس بالعصي والهراوات الامر الذي استدعى التدخل بالسلاح لحماية الجنود , وجميعنا نعرف بأن التدخل كان بداعي التفتيش لا المنع من الوصول الى غزة .
للأسف , هناك من يريد ان يرمي الدولة في مخلفات دولة الخلافة ربما قاصدا او من دون تعمد , فمسرحية دعم الدول المتخلفة سنية كانت او شيعية او مريضة كما هو الحال في ليبيا وقيادتها المعقده ! في مواقفها من المجتمع الدولي أمر لايجب ان يقبل به , فلسنا بدولة لها مصلحة بالنووي الايراني ولسنا بدولة لها مصلحة بتسيد تجمع سياسي ديني عسكري في لبنان ولسنا بدولة لها مصلحة بالدعوة الى الوحدة الخليجية القائمة على المذهب الديني كتلك التي اطلقها الدكتور النفيسي والذي اساء لإنسانية المهري بتصريحه المتخلف !والذي كان من المفترض ان يشيد بشجاعة المهري لإقدامه على الهجرة بدلا من القبول بواقع سيئ , هو او اي فرد من عائلته ان افترضنا صحة الوصف الذي اطلقة النفيسي اللفو كحالنا وكحال المهري والجويهل وعبداللطيف الدعيج!..
وقبل هذا وذاك , لسنا بدولة لها مصلحة من إلقاء مسؤولية تخلفها وتخلف الانظمة السياسية المحيطة وشعوبها على دول العالم الاخرى , فإن كنا ننتهك وان كانت حقوقنا مسلوبة , وان كانت ادميتنا منتقصة , فأمتنا بحكوماتها هي السبب !.
نحن أيها السادة لسنا الا دولة صغيرة , و يفترض منها أن ترى بأن تحالفاتها يجب ان تكون مبنية على نظام مؤسساتي واضح وعلمي ومصلحي , لا على اساس الصراعات العرقية والدينية والمذهبية , ولذلك لا مانع مثلا من اقامة تحالف يجمع دول المنطقة ان كانت هذه الدول متقدمة سياسيا وواضحه قانونيا بما فيها ايران او السعودية والى تركيا , بلا قومجية ولا دينية ولا مذهبية , و على سبيل المثال ايضا لا مانع ايضا من الوقوف مع هنيبال او البشير حتى بوجه المجتمع الدولي او بوجه الدول المتقدمة الصديقة إن كان هذا الموقف مبني على حق وعلى مسطرة الانسانية والعدالة , اما الدفاع عن مجرمي الحرب كالبشير , او الدفاع عن معتوهي شوارع اوربا كهنيبال او عدي العراق سابقا , فهو أمر لن يأتي علينا الا بالسوء !.
هناك 8 تعليقات:
السلام عليكم ..
لابد عزيزي حمد أن نكون شمولين كالرسول الحبيب (اللهم صلي على الحبيب) فدعوة الرسول للإسلام لم تأتي لمن في جزيرة العرب فقط أو لمن ينطقون باللغة العربية بل جاء خاتم الأنبياء للجن والإنس .. ولا تعلم قد تكون هذه الحملة سببا في إسلام الكثيرين بطريق غير مباشر ..
تحياتي لك.
نسيت لا اقولك
كيف الحال
i agree
شنو الجديد او المستغرب عادي و متوقع
ابو عبدالملك
و الله لك وحشه يا وحش
تصدق بو عبدالملك انت الوحيد اللي مرتاح و بتدش الجنة لأنك من طيورها
الغالي حمد
في قضية اسطول الحرية اختلف معاك فأنا احترم ما قامو به في محاولتهم لكسر الحصار عن طريق ايصال المساعدات - الانسانية - الى غزة وان فشلو فإنهم وجهو العالم اعلاميا الى المعاناة الانسانية هناك .
الذي يهمني ان تصل المساعدات الى اهالي غزة او عل الاقل ان يتوجه اعلام العالم الى المعاناه الانسانية هناك
وهذا ما استطاع فعله الاسطول
وكلامي هذا ينطبق تماما لو كان
المحاصرين يهود من قبل الفلسطيين :)
مع اعتراضي على تسرع البصيري الي بغى يورطنا في تصريحه عن الانسحاب من مبادرة السلام العربيه الي اشوفنا ماشين فيها صح .
بالنسبه للجاسم, بإختصار انا ضد اعتقال الجاسم وحبسه مع اختلافي الشديد معه الا انني اقف مع المبدأ وليس الشخص , لكن بنفس الوقت مو امريكا الي تعترض على قضية الجاسم فالاعتراض الامريكي غير مقبول بالنسبه لي واذا بتتكلم عن قضية الجاسم فالاولى انها تتكلم عن الي قاعد يصير بغزة خصوصا ان الحدثين بنفس الوقت تقريبا.
اخيرا اتفق معاك بخطأ وقوف حكومتنا مع اشكال القذافيه والبشير :)
واسف اذا طولتها تحملني من زمان مو معلق عندك :p بس متابع اول بأول :)
يعطيك العافيه .
أتفق معك بصورة عامه
تحياتي
عزيزتي ام الخلود
شكرا لمرورك
الموضوع شائك ومعقد ولكن احيي فيك اقدامك واجتهادك
مع التحية
عزيزي بو ملك
انا تمام بس شوي شوي علينا بالالفاظ يا اخي عبر عن رايك بطريقة ثانية مليت وانا اشطب تعليقاتك
تحية لك
عزيزي مطقوق
شكرا لمرورك اخوي بو سلمى
مع التحية
عزيزي انتر
شلونك يالغالي
عزيزي مو لازم
ولهنا على تعليقاتك الجميلة
في الحقيقة لست ضد فكرة اسطول الحرية بل انني معها تماما باستثناء حالة الاعتداء المتبادل , في الحقيقة اردت قراءة الحادثة بموضوعية بلا دعاية اسلامجية كما عودونا اخوانا الاسلاميين .
بالنسبة لموضوع الجاسم , فنعم اتقبل انتقادك لاميركا في قضية غزة , ولكن احببت ان ابين الفرق وعدم صحة قياس حادثة الجاسم مع قصة غوانتنامو .
تحية لك اخي العزيز واسعدني مرورك وتعليقك :)
عزيزي ايا
شكرا لمرورج زميلتي العزيزة
تحية لج
إرسال تعليق