غريب امر القروض الميسرة التي منحتها الدوله لافريقيا، فالدول الافريقية ليست فقيرة كما نتخيل، و انما هي دول غنية بالموارد الطبيعية.
المشكلة لديهم سياسية ثقافية بحتة، مابين الفساد والصراعات على السلطة في اغلب تلك الدول والذي يصل الى الحد الذي يعاني فيه الناس من الفقر الشديد والمرض وافتقاد ابسط ظروف المدنية وغياب التعليم، واستمرار الاقتال تحت تأثير المخدرات وغيرها من الظروف التي تعطي سلطة لا متناهية للزعامات، هذه المشكلة هي التي اهدرت فرص الاستفادة من تلك الموارد.
ولذلك، فإن اي مساعدات لن تصل لمن يحتاجها بمشروعات تنموية، فالطاغية البشير على سبيل المثال، لن يستثمر في مشروعات تنموية في دارفور، بل كما جرت عادة الطواغيت ستستغل الاموال وحتى المشاريع ان وجدت لتثبيت سلطة الحاكم في تلك الدول.
ان افريقيا وان لم تستغل مواردها بالوقت الحالي فإنها ستحتفظ بهذه الموارد للمستقبل، وبالتالي فإن تلك القارة بلا معاناة حقيقية سوى تلك العلة التي تحدثت عنها اعلاه.
بالمقابل، فإن الكويت بمورد وحيد ناضب مهدد بالاكتشافات الجديدة وبالبدال، والكويت هي من اكثر الدول المهددة في حال لو استمر عليه الحال واستمر غياب المشروعات المستدامة، فما نراه من صرف باذخ بلا قيمة ولا معنى وظاهري مخادع، وعلى ما يبدو اننا كشعب وسلطة قد صدقنا تلك الكذبة بأننا دولة غنية..
نحن لسنا بدولة غنية، ونحن لسنا بالموقع الذي يسمح بتبديد الاموال هناك وهناك بقروض واستثمارات اهدافها بناء علاقات سياسية غير مضمونة النتائج، و انما نحن دولة بحاجة لمشروعات تفرض الكويت على الواقع الدولي كدولة حيوية مؤثرة بمشروعاتها وبموقعها الجغرافي، هذا الامر الذي استوعبته السلطات في دبي المستمرة بالانجاز في هذا الجانب واخيرا عبر مطار ال مكتوم.
نحن فقراء نبدد فرص البقاء بالصرف الباذخ على انفسنا كمواطنين، وعلى الاخرين منهم الفاسدين والفاشلين والطواغيت في العالم!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق