كل يوم وفي كل وزارة يعاني المواطنين من الشللية ومن البيروقراطية , ويعاني الموظفين ايضا من تفشي الفساد الاداري على حساب الكفاءة والانتاجية , وفهي الحقيقة أسأل عن عدد الموظفين في الدولة الذين ما ان اجتهدوا ايجابا لخدمة العمل او للحفاظ على ممتلكات الدولة او اموالها الا وقمعت طموحاتهم وجمدوا ودخلوا في قضايا ادارية مع الدولة او شكاوى ادارية او تضررت حقوقهم المادية او الادبية والى آخره من مسلسل التضييق على من يحمل في قلبه الرغبة بالاصلاح ؟! , والأمر نفسه مع المراجعين الذين يعانون من الامراض الادارية في كل وزارات الدولة , الأمر الذي يؤدي بالجميع الى الشعور بالغبن والضيق و احيانا يصل الشعور الى حد القهر من مثل هذا القتل البطئ التي تمارسه اجهزة الدولة !.
مثلما حصل للميموني رحمه الله , ولكن بأشكال اخرى ليس من بينها الموت الصريح بسبب التعذيب الجسدي , وانما إعتلال النفوس مع الوقت هو نتيجة حتمية لممارسات التعذيب النفسي ضد المواطنين والموظفين في اجهزة الدولة .
القضية - قضية قتل الميموني بالتعذيب - أمر ليس بتعلق بوزارة الداخلية فقط او ببعض من قام بهذا العمل الشنيع , بدليل تكرار ذات الحوادث دون ان تؤدي للموت بحمد لله وقد كررت ذكر الامثلة اكثر من مرة بالسابق , القضية قضية عامة تشمل كل اجهزة الدولة , ولذلك دائما ما كنت اقول بأن طموحي بالنسبة للسلطة التنفيذية يتمثل برئيس ووزراء من ذوي النزاهة والخبرة والكفاءة , ويتمتعون بصفات القيادي الذي يتخذ القرار , ويتمتعون بصفة فهم النظام العام واهمية سيادته تحت مظلة مبادئنا الدستورية , بالإضافة الى ان تكون لديهم رؤية للإصلاح الاداري بدءا من منصب الوكيل في كل وزارة والى رؤساء الاقسام , فالإصلاح الشامل لن يتحقق الا بقاعدة صلبة تتمثل بالمطالب التي ذكرتها أعلاه .
وزير الداخلية كمنوذج تم الضحك عليه في قضية الميموني وتم تزويده بمعلومات خاطئة , والوزير نفسه هو المسؤول السياسي عن هذا الخطأ , ولو كانت لدى الوزير ادارة نزيهة وقوية ولها رؤية وتحترم القانون والنظام العام والمبادئ الدستورية لما حدث ما حدث , الا ان تحول وزارة الداخلية - وهي نموذج عن الوزارات الاخرى - الى مرتع للفساد بحيث انه طغى بالبعض لممارسة ساديته ضد المتهمين او المواطنين دون خشية ولا حياء , وكلنا نعرف كيف يبدأ الافساد في الوزارة بدءا من اعتماد الواسطة كمعيار اول في قبول الضباط المستجدين - كمثال حي لايمكن لاحد التعامل معه على طريقة النعام ! وهو ينسحب ايضا على بقية القطاعات المدنية في الوزارة .
نحتاج الى نهضة حقيقية , والحكومة الحالية عاجزة ولا تمتلك المقومات التي تؤهلها الى مثل هذه النهضة , بدليل انها لا زالت مصرة على التخريب - تعيين شقيق مرشح بمنصب له تأثير على العملية الانتخابية كنموذج يعبر عن التوجه التخريبي لهذه الحكومة .!
هذه المقالة من الدعاوى السلمية للإصلاح , ولن تؤثر بشئ ولكن ان نزل الناس للشارع وشاركنا فليس لاحد ان يستنكر , خذوا هذه الرسالة واوصلوها بالطريقة التي تشاؤون !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق