ها قد صرح وزير البلدية الحالي حول بعض الوارد في برنامج الاصلاح السياسي الذي يتبناه الشباب وخصوصا موضوعي الاحزاب والحكومة البرلمانية ، كان ذلك في معرض رد الوزير على تساؤلات منسوبة لصحفي بريطاني.
الوزير حاول ان يكون خفيف طينة في رده ، فهو ابدى تقبلا للتطور السياسي الطبيعي ولكنه يعتقد بأن هذا المشروع يحتاج لوعي شعبي قد يقضي تحققه مئات السنين! ٥٠٠ سنة ربما !.
الرد عجيب غريب ، فإبن الاسرة يعتقد بأن المشروع ان طرح بشكل عملي فإنه سينتظر مباركة الوزير حسب ما افهم من الرد!، وإبن الاسرة حاول القياس بين التجربة البريطانية وبين التجربة الكويتية وهذا القياس فاسد ولا يصح ولا وجود له اصلا ، فالتجارب الاوربية بشكل عام اخذت وقتا طويلا في التطور لأن المراحل كانت مبتكرة بعكس الكويت التي امامها الان التجارب والنتائج بتنوعها ، مما يسهل عليها عملية التطور السياسي ، فإن اخذت بريطانيا ٧٥٠ سنة في التطور السياسي فالكويت لن تكون قد انجزت (كما يعتقد الوزير في حكومة التخلف ) ان سارت على طريق التطور نفسه ب ٥٠٠ سنة !.
الموضوع غريب جدا ، ويقرأ على ان ما ورد يعبر عن قناعة حكومة في دولة مدنية نظامية تختار نخبتها فائقة التقدم لقيادتها وهذا يتناقض مع هذا التصريح المتخلف ، ويقرأ التصريح ايضا على انه يعبر عن المؤثرين في داخل الاسرة ونظرتهم لمستوى الوعي عند الناس ونظرتهم لفكرة الاحزاب التي اساسها خلق الاتفاق داخل فرق القيادة في الدولة وخصوصا في الحكومة والمجلس اعلى السلطات بالدولة مع استثناء القضاء، ونظرتهم ايضا لفكرة التنازل عن الجهاز التنفيذي وتسليم الثقة فيه للأمة التي هي المكون الاهم من بين مكونات الدولة في الكويت ، والامة اهم من القيادة لأن القيادة وجدت من اجل الامة لا العكس!.
الا ان في التصريح جانب جميل لايجب ان يغفل ، فهي المرة الاولى التي يصرح فيها احد ابناء الاسرة بهذه الصراحة ، وهذه الصراحة تؤكد مانعرفه عن عداء ابناء الاسرة للديمقراطية والمشاركة الشعبية ورفضهم للتطور السياسي، فالوزير وبدلا من ان يعد بالتركيز على مسألة الوعي نجده يلقي نكته تعبر عن رغبة ( بمط) امد التطور السياسي نحو الدولة الديمقراطية.
إن هذا التصريح يجب ان يؤخذ بشكل جدي خصوصا من حلفاء السلطة اليوم ليعرفوا بأنهم لن يحققوا شيئا اكثر ما تريده السلطة لهم ، فلن يكون لهم دور او تأثير الا بما ترضاه السلطة.
على الهامش : عندما يحدد وزير في دولة محترمة سقفا زمنيا فيكون ذلك بشكل مدروس ، وعلى هذا الاساس اتعامل مع التصريح بجدية وبشكل رسمي لأن الوزير في دولة محترمة اللهم ان كان الوضع معكوسا، المهم ان هذه هي القاعدة لا الاستثناء ، بالاضافة الى ان الوزير منصب رسمي فإن كان راعي خفة دم ونكتة فله ان يمارس هذا في بيته لأن خفة دمه بالكويتي الفصيح ( موشغلنا). وعند حساب العقبات التي تواجه التطوير السياسي المجرب اصلا والمعمول به في الكثير من دول العالم ، فسيكون من التخلف وضع سقف ازمني اعلى من ٣٠ سنة فما بالنا بالخمسمئة سنة .
هي وزارة العصر الحجري ، وان كنا نتحالف اليوم مع سلف الالف واربعمئة سنة فأنتم تتحالفون مع سلف ابونا ادم:).
هناك تعليق واحد:
الصندوق ومتابعوه يفتقدون صاحبه !
الله يفرج عنكم ويردكم سالمين
إرسال تعليق