من الطبيعي ان تنتشر الاخبار والاشاعات حول متغيرات على مستوى عال ستحدث في الكويت سواء كانت بترتيبات ظاهرة امام افراد الاسرة الحاكمة او كانت بترتيب البعض من ابناء الاسرة.
ولا تهم الاسماء كثيرا هنا فناصر مثل مشعل مثل احمد , اعني ان تفاصيل الاشاعة او الخبر ليست مهمة بقدر اهمية تقبل الناس لمثل هذه الاخبار , فالثقة في ادنى مستوياتها , وبالتالي فإن الناس لديها القابلية لتوقع حدوث اي امر طارئ سواء على مستوى ولايه العهد او اعلى قليلا او ادنى!.
المشكلة تكمن في تآكل الدولة من الداخل , فالناس تعاني في امور حياتها وفي يومياتها ( مع استثناء لبعض الفئات الوظيفية كالعاملين بالنفط وفئات اخرى ) , يضاف الى هذا العامل الجمود الحكومي في جانب الانجاز والاصلاح والتطوير والتنمية , وهنالك ايضا قصة الميزانية والفوائض والاموال الموجودة حسابيا والمتبخرة بفعل فساد الكبار.
هذا التآكل له تأثير مباشر على اداء مؤسسات الدولة , ومنها العسكرية طبعا , بالاضافة الى الانقسامات الاجتماعية المؤثرة مثل الانقسام القبلي والطائفي والفئوي , كل هذه المشكلات تعود بالضرر على تماسك المجتمع وقوته ووحدته , ولذلك فإن الانقسام على مستوى الاسرة الحاكمة متوقع ومنتظر ولا يفصلنا عن ظهوره البشع سوى الوقت!, ولا اتوقع ان يكون مستنكرا على نطاق واسع لرغبة الكثير من الناس باستشعار انفراجة تغيير على الاقل!.
ان مشكلة تآكل المجتمع بدأت تعصف خصوصا بالنصف الشمالي من دول الخليج بعد المتغيرات الدولية التي حدثت على مستوى عقلية الفرد بعد تحرر حرية الاطلاع والحصول على المعلومات من سلطة الاعلام التقليدي , وهذا ما يعيدنا الى التاريخ السيئ للسلطات في المنطقة مع الحرية ومع مبادرات التواصل والاقناع , فهذه السلطات كانت تمارس الوصاية وصيغة الامر الموجهة للمواطن , والان من الطبيعي انها ستقع في شر اعمالها ونحن جميعا سندفع الثمن لتأخرنا كمجتمعات ( محكومين وحكام ) عن استيعاب المتغيرات الدولية وثورة التكنلوجيا بالاضافة الى تقدم نسب التعليم في المنطقة, ولا ننسى تراكم الملاحظات والاخطاء الجسيمة بل وتضخمها.
الان بعض دول الخليج بدأت تفكر بجيش لا بأس به استعدادا لاحتمالات التضحية بالسلطات التقليدية الحاكمة بالخليج , وهذه الدول بنفس الوقت لازالت تعاني من التكبر والعجز عن التنازل بالاستماع للشباب وللناس , وبالتالي فهي لن تخرج عن دائرة العبث الذي ستتسع دوامته بإتساع الطامحين بالسلطة من ابناء هذه الاسر الحاكمة.
الكويت ليست سوى جزء متورط بهذه السياسة الخرقاء التي ازداد عمقها في الكويت بعد انهيار المؤسسة البرلمانية كآخر المعاقل الشعبية , وبالتالي فإن الباب سيبقى مفتوحا لكل السيناريوات السيئة التي قد تتحقق في ظلمة ليلة عاتمة ..او ربما في وضح النهار!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق