بعد تجربة شباب الماضي - الخمسينيات والستينيات- المريرة مع الثورات المسلحة،و بعد معايشه نتائجها المريرة التي وقعت خصوصا في دول العالمين الثاني والثالث، تصاعدت في السنوات الاخيرة موجه شابه جديدة مختلفة كثيرا عن تلك التجربة.
في الدول العربية كان الربيع العربي سوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن ، وكانت هنالك محاولات في السودان والاردن والخليج وفي المغرب، وفي تركيا وتايلند والبرازيل واوكرانيا ودول اخرى حول العالم ، كانت موجه الشباب -الثانية- الساعية للتغيير الجذري على مستوى القيادة قد زلزلت الانظمة القائمة بشكل فعال جدا، مما ساهم بتصاعدها وانتشارها بين شباب العالم.
كان الانترنت هو الوسيلة، وكان تقارب القناعات بمواقع الفساد والسوء له تأثيره الكبير.
وهنالك مساع شبابية للتغيير من نوع اخر ، ففي اسرائيل ظهرت جماعة -سلام الان - التي تسعى لدعم حل الدولتين ووقف الاستيطان ، وهذه الجماعة وما عانته من تعصب الاخرين في اسرائيل قد نجحت في حشد المزيد من التعاطف والتأييد، ففي بريطانيا ظهرت جماعه بريطانية تحمل ذات الاسم وترفع ذات المطالب.
وفي المكسيك، نجحت مجموعة شعبية مسلحة في مطاردة عصابات المخدرات والسرقات والابتزاز والقتل، فبدأت بمجموعه صغيرة ونجحت في السيطرة على مناطق مركزية لهذه العصابات، هذا النجاح الذي استوعبته السلطات في المكسيك والتي دخلت بعد ذلك كشريك في هذه العمليات.
الشاهد من ذكر هذه الحركات هو الاشارة الى جزئية مهمة متعلقه في التغيير الذي طرأ على عقول الشباب ، فالشباب لم يعد بوسعه المزيد من الصبر لينتظر الحكومات او السياسيين، واصبح الشباب في كل بلد يفكر بخطة حل وبآلية تنفيذ ذاتي بعد ان حسم امره الى حد كبير في مسألة انعدام الثقة بالساسة والنخب.
هذا التغير مابين الستينيات والان ، يعبر عن تطور مهم جدا، وبالتالي ما لم ينجح الشباب بتحقيقه اليوم سينجح به غدا، ربما بعقلية جديدة وبآليات جديدة لن تقدر السلطات على مواجهتها، او ربما بالعودة لرفقة السلاح، المهم ان الشباب يضع التغيير على رأس الاولويات ليواجه به الظلمة الحالكة التي يقوده اليها الساسة في هذا العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق