كلما اتسع مشروعك في ادراكه لاحتياجات التنوعات الدينية والطائفية والاجتماعية كلما ازدادت فرص تأييده.
ما الذي يريده الناس - مكوّن المجتمع؟.
الامن المأكل الملبس والسكن والصحة والتعليم، ومن ثم تحقيق اكبر قدر ممكن من الرفاهية.
فالمأكل يسرق من دون الامن، والسكن يستوطن من دون الامن .. وهكذا فالاساس الاول هو الامن الذي اصبح منظما على هيئة دولة وانظمة متكاملة تبدأ عند امن الحدود من الخطر الخارجي - بالاضافة الى المنظومات الاقليمية والدولية، وتمر بباقي الانظمة التي تحقق الامن للمجتمع عبر حمايته من الجرائم بمختلف انواعها.
هذا المتطلب الاول ينظر له من زاويتين..
الاولى..
تفهم القائمين على تنفيذ الانظمة والقائمين على الاشراف على هذا التنفيذ ، والقائمين على مراقبة هذا الاشراف والتنفيذ لأهمية الاعمال التي يقومون بها لتحقيق الامن للمجتمع. فإن كانت القاعدة تتمثل بالسماح بالقيام باختراقات لتمرير مصالح طاىفية او عائلية او شخصية فلن تكون هنالك فائدة من بقاء النظام اصلا، وبالتالي يتحول المجتمع الى غابة بلا امن يغلب فيها الاستحواذ على التكاتف والتكامل.
الثانية..
تفهم الناشطين في مجال اصلاح النظام لحاجة المجتمع لبقاء هذه الانظمة وتطويرها في حال اكتشفت اي اخطاء وثغرات، مما يؤدي الى تطبيق سليم افضل للفكرة التي يقوم عليها (النظام/ الانظمة).
بالوصول الى هذه القناعة واشاعتها بالمجتمع سيؤديان الى ..
اولا: المزيد من الحرص على الالتزام بتنفيذ الانظمة من قبل هؤلاء الموظفين والذين هم جزء من المجتمع الذي يحتاج لانظمة الحماية، وبالتالي يزداد الشعور بالامان في المجتمع.
ثانيا: وضع هذه الاولوية على رأس اولويات اي مشروع سياسي، على اساس ان اي اصلاح يجب ان يضع بإعتباره تحقيق المزيد للأمن (الحاجة الاولى).
من هنا ينطلق التفكير بالاسئلة الضرورية و ما تحتاجه الاجابة عليها.. فما هو الامن ؟
الامن اصله الثقة والكثير من التسليم للاخرين، هذا الترابط بين الامن والثقة هو منطلق اي نظام سياسي متطور، فالامن مثلا يتمثل باحترام الخصوصية الدينية والمذهبية والعرقية وحمايتها من التصفية، والثقة بأن هذا الامن سيتحقق تتكون من الاقتناع بسلمية المرجعية والاهداف (قصيرة / طويلة ) المدى. وهنالك امثلة اخرى كالامن الاقتصادي والثقة بالمسئول عن الاقتصاد الذي يتم الوثوق به بحسب نزاهته التي تثبتها الشفافية وحرية الاطلاع عالمعلومات وحرية التعبير الواسعه في المجتمع.
علينا التفكر جيدا اذا ما كنا طموحين حقا بتحقيق اكبر قدر من التأييد الشعبي لمشاريعنا، علينا التفكر في اقناع الناس وفي معالجة اسباب قلقهم وعدم ثقتهم بنا قبل ان نستكثر عليهم اتخاذ المواقف التي يرون بأنها لصالحهم ونراها نحن كمواقف متخاذله!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق