الاستقالة اتت ومع التقدير لهذه البادرة التي وفرت على الكويت عناء ازمة قد تفتعل بعناد الحكومة , فإنها بلا شك تعبر عن فشل السيد وزير الداخلية في جانب اصلاح الامور في وزارته , وخصوصا في جانب التعديات على حقوق المتهمين واحيانا قاطني الكويت ومنهم الوافدين خصوصا , ولو ان الاستقالة أتت متأخرة الا انها قد وصلت اخيرا .
اما في جانب المعارضة , فالمعارضة قد قدمت اسوأ النماذج لشعبية الحكومة التي بات يرفع شعارها الكثيرين اليوم , فالمعارضة وان كانت قد تقدمت ببادرة لا بأس بها وهي خطوة تقديم استجواب وزير الداخلية في قضية مقتل المطيري الا انها لم تكن خطوة كافية .
الان , جزء من المحاسبة قد قضي , ولكن مع الاسف هذه المحاسبة قد أتت متأخرة بعد فقدان روح ثانية - بعد عامر خليف حسب ما اتذكر , فإن المعارضة قد تأخرت في عملها ضد وزارة الداخلية كثيرا , وكان الاجدر بها استباق حدوث امر جلل مثل ما حصل للمطيري .
كان على المعارضة محاسبة وزير الداخلية على سوء أحوال الوزارة وكثرة التعديات على الحقوق الانسانية للكثير من الناس , منهم على سبيل المثال الوافد المصري الذي عرض نفسه للإعدام عبر اعترافه واختلاقه لقصة خطف وقتل وقام ايضا بتمثيل الجريمة هربا من وسائل التحقيق الا انسانية , وهنالك العديد من التجاوزات التي حصلت وفضحت بالاعلام دون ان يحرك مجلس الامة او ايا من اعضاءه ولا بمعارضته ساكنا امام مثل هذه التجاوزات الانسانية .
حادثة مباحث الاحمدي كان من الممكن تداركها عبر المسائلة وطرح الثقة املا باختيار من كان سيأتي برؤية اصلاح للمؤسسة الامنية وخصوصا في الجانب المتعلق بالتعديات اللا انسانية عى المتهمين .
الجريمة التي حصلت اعظم من احتوائها ان اردنا معالجة اسبابها بحق دون ان نهتم بالشخصنة ضد وزير الداخلية او ضد من ارتكبوا الجريمة بشكل مباشر , فالوزير بالسنوات التي قضاها بالوزارة دون اية اصلاحات تذكر في هذا الجانب اراه متورطا بشكل غير مباشر وربما دون قصد في حادثة الاحمدي , المجلس بكل اعضائها ومنهم كل المعارضين متورطين ايضا لأنهم كما ذكرت لم يحركوا ساكنا .
حتى ما تم فضحه عبر وثائق الويكليكس التي نقلت احاديث الوزير السيئة عن المهربين الايرانيين وعن معتقلي غونتنامو كانت كلها تشير الى ان الوزير لابد من العمل على ابعاده عن المنصب .
طبعا وان كان هنالك تقدير لحجم المسؤوليات الملقاة على عاتق الاعضاء بسبب كثرة المشاكل وتعقد الاولويات , ولكن علينا ان نتأكد بأن لا بطولة للأعضاء في حادثة الاحمدي , بل ان القصور لابسهم وهذا ما يجب ان يعيه أهل الكويت .
هناك تعليقان (2):
والله يا حمد النواب ما فيهم حيل ولا عليهم لوم .. انا الوم الشعب قبل لا الوم الحكومة .. طول ما الشعب الكويتي ( مؤدلج ) و مسيس بتطرف و وطول ما المواقف والمبادئ مسيسه .. لا تلوم النواب .. صعب تدور عن حقوق انسان او حتى حقوق حيوان كرمك الله .. تبي امثله ؟
امس وليد الطبطبائي بصفته رئيس للجنة حقوق الانسان تكلم اكثر من مرة عن عامر خليف الي ذكرته بهالموضوع والنتيجة ؟ محد التفت لمبدأ تعذيب المتهم قبل ادانته و محد قال شي بل تم اتهامه حينها بأنه ينتصر لحليفه لكونه سفير لطالبان بالكويت .. ولم يقف معه نائب واحد لا من نواب الا الدستور ولا نواب الا الرئيس في التحقيق في مقتل خليف .. ولا حتى جمعية حقوق الانسان الي ما نسمعلها اي صوت طول ما الامر يعني مخالفين لها بل ما عندها مشكلة تشيد بهالشي .. و هذا نفس الموقف يتكرر اليوم .. متهم يموت قبل ادانته بطريقة بشعه وتعذيب ما اظن صار في ابو غريب ( لإنها سياسه )
و بالامس كذلك وليد الطبطبائي تكلم بصفته ايضا رئيس للجنة حقوق الانسان حول وافد لبناني تم ابعاده ظلما عن البلاد فقيل له ان عليه قيد امني .. و هذا القيد الامني يمكن لاي متنفذ ان يضعه على اي وافد بينهم مشكلة .. و عندما تحدث الطبطبائي حوله قيل ان هذا الوافد ( طالباني ) زورا وبهتانا والطبطبائي يدافع عنه لإنه سفير طالبان مع العلم ان والد هذا الوافد هو من توجه لمجلس الأمة ورفع شكوى للجنة الشكاوي والعرائض تم تحويلها للجنة حقوق الانسان ولا يعرف الطبطبائي ولا شي .. ولا تحرك احد بعد ذلك و الوافد تسفر .. و لا حتى جمعية حقوق الانسان ( ولإنها سياسه )
وبالامس كذلك .. وافدين بسجن الابعاد يتعرضون لمعاملة منحطه جدا لمجرد انهم ( عمالة رخيصه ) ويتعرضون للإهانة بالطالعة والنازلة من افراد يفترض فيهم حماية امن البلد ومنشاتها الامنية .. لا وفوق هذا يحجزون بالشهور دون تقديم لمحاكمة او ادانة او اثبات ضدهم .. ولا احد تحرك .. و لا حتى الجمعية المعنية بهذا .. ( ولإنها بعد سياسه )
وبالامس كذلك .. يظلم عشرات الآلاف من غير محددي الجنسية بالكويت ويمنعون من السفر والعمل والعلاج ولا نتكلم هنا عن تجنيس .. ويقبع بعضهم في سجن الابعاد لشهور دون محاكمة لكذلك .. ولا يوثق لهم زواج او طلاق .. ولا يوثق لابنائهم الصغار وثائق وجودهم بهذه الدنيا ولا لكبارهم سجلات امنية .. وما نشوف احد يتحرك او يتكلم ليش ؟ ( وهم لإنها سياسه )
وبالأمس كذلك يظلم مئات الآلاف من الوافدين في الكويت بحجة ايضا انهم عمالة رخيصه ولا يحصلون على ادنى مقومات الحياة الكريمة التي تكفلها الشرائع الاسلامية والانسانية و يحرمون من رواتبهم في ظل وجود متنفذين ووجود اصحاب مصالح .. لا بل وعند تفجر الوضع وقيامهم بالاضراب والاستنكار وهم فئة غير متعلمه جاهلة دفعت قهرا إلى هذا الفعل الخاطئ نتيجة حرمانها من حقوقها .. يتعرضون للضرب والتنكيل من قوات الامن و بدلا من تحويل آكلي حقوقهم للنيابة العامة .. يحولون هم لسجن الابعاد ولا تدفع لهم رواتبهم .. ولا احد يتكلم ولا احد ينطق .. ليش ؟ ( لإنها سياسه المصلحة ) !!
واليوم يقتل متهم وان كان مشبوه ويكون الخصم والحكم والمنفذ شخص واحد و يتهم الطبطبائي والبراك والغانم والملا واسيل والسعدون والحربش و المسلم وغيرهم من النواب انهم يبون التأزيم ورأس الوزير ( تصريح الخرافي و بقية الجوقة ) وما شفنا من جمعية حقوق الانسان الا بيان بو سطرين خالي من الاستنكار والاستهجان .. مع العلم ان ردة فعل جمعية المحامين و هيئة اعضاء التدريس اقوى !! ليش ؟ لإن المبادئ ما تنشاف ولا لها قيمة او اعتبار .. ولإن حقوق الانسان شي ثانوي .. ولإن العدل ماله قيمة ثابته عند البعض .. والمحرك الاساسي للمواقف هو الاراء السياسية او المصالح السياسية !
الشاهد ان الناس اليوم تتكلم عن مواقف سياسية واحداث سياسية اكثر من نصرتها لمبادئ حقوق الانسان .. فلا تتأمل شي من النواب طول ما الشعب نفسه غير واعي .. اليوم ترا صارت هالانتفاضة لإن السياسه صارت هواية الشعب و باجر لي ملو منها راح يرجع الوضع مثل ما كان .. اليوم قام الوضع لإن المتهم ينتمي لشريحة موقفها معلوم وواضح تجاه الوزير .. والا لما كان هذا الصدى .. فالنصرة اليوم ليست لمبدأ حقوق الانسان بل الانتصار للسياسة وللنجاح السياسي ..
فلا تلوم الـ 50 نائب .. لوم الـ 50% من الشعب الكويتي وهي نسبة مقاربة للمقترعين الكويتيين الي صوتوا خلال الانتخابات الماضية وما عرفو يطلعون لنا نواب يدافعون عن ( حقوق الانسان )
والله المستعان
عزيزي حقوقي
المعذرة فهذا واحد صارله جم يوم يدخل ويسب , على كل تم تفعيل الرقابة المسبقة لطرد هالحشرات :).
اتفق معك في كل ما تفضلت به , وللاسف وكما قلت بالسابق نحن ابتعدنا كثيرا عن خط الحق للعديد من الاسباب حتى عندما كنا غاضبين من التطرف الديني ايام موجة الارهاب , كان علينا فعلا الالتزام بمبادئ حقوق الانسان مهما كانت الظروف .
ما حصل في سبتمر 2001 واحداث الارهاب ايام حرب العراق قرفصتنا لكن بالمراجعة بلا شك كنا قد ارتكبنا الكثير من الاخطاء بسكوتنا عن التجاوزات .
تحية لك اخي الكريم .
إرسال تعليق