فالاستغراب سببه التوقيت الذي صدر به البيان وكأن المجموعة لا تعلم شيئا عن التحالفات التي يمثلها سواءا كان المنبر او التحالف الوطني , ومنها تحالف اليسار مع الليبراليين بالاضافة الى القوميين بل وحتى بعض المتدينين الشيعة , والتي كان اساسها لا الاختلاف الفكري في قضايا السياسة او الاقتصاد وانما كان اساسها مواجهة تحالف السلطة مع القوى الدينية والقوى القبلية الذي استمر من اواخر السبعينيات الى السنوات الخمس بعد الالفينية .
هذا هو تاريخ كل من المنبر والتحالف , فهي تجمعات سياسية توافقية وليست جماعات حزبية , فالمنبر تشكل بالقوميين والاشتراكيين وبعض الاسلاميين الشيعة , والتحالف هو تحالف بين هذه التوجهات ( المنبر ) وبين الليبراليين ( التجمع الوطني الديمقراطي ) , فما هي المصالح التجارية او ماهي المستجدات التي طرأت على توجه هاتين الجماعتين ؟! .
لم تكن هناك اي ملاحظات والى الان سوى ما اثير من شبهات على بعض المصالح التجارية للنائب محمد الصقر ايام نيابته , وكنت ممن طالب بتراجع الصقر عن خوض الانتخابات للنأي بالتيار عن الشبهات ( بغض النظر عن ثقتي التامة بنزاهة الصقر وبغض النظر عن لا مصداقية من يثير الشبهات وكانت جريدة العفن ) , الا ان حساسية الخلط بين التجارة والسياسة كانت ولازالت تفرض نفسها .
ولكن .. ما العمل ؟!
اذا كانت القوى السياسية التقدمية غير قادرة على خوض الانتخابات ذات الكلفة العالية وتعتمد على القدرات المالية الشخصية للمرشحين , فصالح الملا لم يتلقى اي دعم مادي من المنبر ( مع ان من المفترض ان مرشح الجماعة يعتمد ماليا تماما على دعم الجماعة ) , وبالتالي كان من الطبيعي ان تبحث القوى السياسية عن المقربين ممن يتفقون معهم على الاقل بالخطوط العريضة , وكان هناك ايضا عبدالله النيباري الذي خسر الانتخابات بما له من ثقل سياسي لعجزه عن نشر اعلان في صحيفة او قناة , فهو وبمساعدة التبرعات اقام خيمته في مكانها المعتاد وشارك عبدالجادر في مخيمه المقام في الصليبخات , ولم يظهر له اعلان سوى مقابلة او اثنين واحدة في سكوب والاخرى في قناة العدالة كما اعتقد مع محمد الملا .
نعم هناك ازمة وهناك فوضى , ولكن كيف تواجه ؟ , فهل من المعقول ان يدعم الليبراليون التوجهات الاقتصادية للاشتراكيين مثلا من حسابهم الخاص ؟ , ام كان على القوى السياسي تلقي الدعم من شخصيات لها يد في صراعات الحكم ؟ , ام كان عليهم ترك الجمل بما حمل والابتعاد عن المشاركة في الانتخابات ذات الكلفة العالية ؟ .
وامام هذا التاريخ الذي يكرر نفسه بعد خمسة عشر سنة من استقالة ثلاثة من النقابيين من مكاتب المنبر التنفيذية الذين اعترضوا على تأييد منظور الصبيح الاسكاني أتسائل , اين كانت المجموعة وخصوصا المخضرم الاستاذ العم نافع الحصبان عن حقيقة تحالفات المنبر والتحالف ؟ , وما هي المصالح التجارية التي مررها التيار والذي اثار فيهم البيان ؟.
هناك تعليقان (2):
الأسباب والتساؤلات التاريخية لا تقلل من شأن أو سبب أو أهمية البيان الصادر ومصارحتهم للتاريخ أن هناك من هم من داخل التيار الوطني ممن يرون أنه رأيهم خطف من قبل مجموعة متمصلحة. برأيي المتواضع الأمر هذا يحسب للتيار ولا يضعفه فالتيار كما نعلم جميعا ليس مروزق أو أتباعه بل تاريخ ورمزية أكبر بكثير.
فعلا بيان للتاريخ
ويثبت ما نقوله مرارا وتكرارا وهو أن من يدعي تمثيله للتيار الوطني داخل البرلمان إدعائه زائف بالكامل وهو بالفعل مسيء لهذا التيار المهم
ويرجع القليل من المصداقية للتيار بعد سلبها للأسباب المذكورة أعلاه على المدى القريب ويضع أساسا جديدا للمصداقية على المدى البعيد
بيان يفتخر به
مع التحية أخي العزيز
مرحبا عزيزي كويتي لايعة جبده
لا استنكر البيان ولا اشكك بنوايا السادة الافاضل الموقعين عليه , ولكني استنكر فقط القسوة على الجماعة الليبرالية في التيار .
فجماعة غرفة التجارة ببداية الستينيات كانت لها بصمة في صياغة دستور يميل للإشتراكية اكثر من ميله لليبرالية , وهذه حقيقة نستطيع ان نستشفها من مناقشات لجنة اعداد الدستور الذي كان للتجار فيها دور مهم بتمثيل الامة في مفاوضاتها مع ممثل سمو الامير بذلك الوقت .
اما الان فليست هناك بوادر تدلل على ان الغرفة قد تحولت الى النيوليبرالية , فتجار التيار الى الان لم نشهد عليهم اية ملاحظات سوى ببدايتهم البرلمانية المتعثره وتحديدا باستجواب وزير الداخلية , والموقف المفهوم من استجواب الرئيس في قضية البحرين , وبالتالي الى الان ليست هناك اي دلالات على انحياز التجار لمصالحهم على حساب العدالة الاجتماعية والدستور والقانون .
تحية لك اخي العزيز
إرسال تعليق