وهذا الموقف المتشنج قد خلف حوار طرشان بدأ يجري في الكويت بين المتعاطف مع حكومة المالكي لإعتبارات طائفية من الذين بدأوا بحمله ترويع وتضخيم للموقف العراقي , وبين المتعصبين للذات الكويتية وكأنها لازالت تمتلك مفاتيح التأثير على دول العالم كما كان الحال في 1990 , وليس من بين هذين الطرفين ( الا من رحم ربي من العقلاء ) منهم من انتظر الى حين التفكير بالبدائل سواءا من خلال الاعتماد على خطوط نقل تتجاوز مشكلة العراق عبر خط السعودية - الاردن - سوريا , او ان الاتفاق على الخطوط البديلة لن يتحقق وبالتالي لا جدوى فعلا من الميناء , ومنهم من لازال يفكر في ابعاد المشروع ومنها النتائج البيئية كما ورد بتساؤل الدكتور حسن جوهر .
مشكلتنا في الكويت كبيرة فعلا , وهنا لست اتحدث عن مشكلة الجنوب التي يسهل امرها بمقابل مشكلتي العراق وايران , فالاولى تريد التضييق على مشروع حيوي مهم للكويت , والثانية تقودها سلطة غبية تفكر فقط في النووي ولا بأي شئ آخر حتى لو كان ذلك على حساب البشر بالمنطقة .
انا اعتقد بأن التوازنات بدأت تتغير , وما حدث فيما يسمى الربيع العربي يدلل على ان التوازنات فعلا اختلفت , فاعداء الامس بدأوا بهدنة التحالف على حساب شعوب المنطقة , وليس بإستمرار كل من الاسد والقذافي الا دليل على انتظار دولي لمتابعة الانتخابات التونسية والمصرية لقراءة المزاج العربي , وبالتالي ليس من مصلحة هذه الدول التدخل لإبعاد الانظمة القمعية التي ترفع شعار الموت لإسرائيل وللشيطان الاكبر خشية من تحقق النجاحات المفاجأة في اغلب دول المنطقة للإسلاميين وأثر ذلك على القرار العربي بالمستقبل .
أمام هذه الحقائق فإنني ارى بأن على دول الخليج الكف عن العبث والتفكير بالبدائل الجدية , ففكرة المجتمع الدولي والقوانين الدولية لن تتماسك امام المصالح الدولية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق