لم يكن صعبا توقع الشلل في المشهد السياسي المصري , فقد كتبت قبل اكثر من شهر (1 يونيو 2013):
"المشكلة يجب ان يدركها المصريون من كافة مشاربهم ، فعلى منافسي الاخوان تفهم عزلة مصر وما قد يتسبب ذلك من انهيار للدولة المصرية ، وعلى الاخوان اولا التقدم بمبادرات لحل الازمة الداخلية المصرية من خلال اشراك الاخرين في القرار لمواجهة مثل هذه التحديات ، بالاضافة الى ان على الاخوان مراجعة فكرهم الالغائي الذين يعتقدون بأنهم قادرين بذكاء على مواراته عن الاعين!."
بعد عدة محاولات للعودة للحوار بين الحزب الحاكم - العدالة والتنمية - و سائر القوى الاخرى , تحولت الازمة ميدانيا الى اعتصامات وتظاهرات كبرى مطالبة بتنحي الرئيس مرسي واعلان الانتخابات الرئاسية المبكرة , لاسباب عديدة كانت هي اساس الابتعاد عن طاولات التعاون والحوار بين الرئيس ومعارضيه الجدد , تلك التظاهرات التي جوبهت من قبل الرئيس مرسي بخطاب غير مبال لمن كان يراهن على فشلها , وما ان نجحت في بدايتها حتى بادر الجيش ببيانه الاول ودعوته لطاولة الحوار التي رفضها الاخوان , ثم الى بيان التجاوب مع مطالب المتظاهرين بعزل الرئيس مرسي.
وما ان نجح الجيش بتنفيذ خطته , الا وظهرت على الجانب الاخر تظاهرات واعتصامات مطالبة بعودة الرئيس مرسي , وطبعا , فإن كل فريق يدعيه تمثيله للاغلبية دون وجه حق ولا سند ولا دليل , فالانتخابات التي فاز بها مرسي كانت قائمة على اساس انجاح الثورة من خلال اقصاء شفيق , وبالتالي فإن المطالبة بانتخابات مبكرة هي مطالبة منطقية لتقييم المرحلة الانتقالية المرتبطة بتأسيس القواعد الاساسية لادارة الدولة في مصر , و من غير المنصف الاستكثار على الناس رفضهم لسياسة التفرد التي تمثلت بشكل واضح بعدة اخطاء ارتكبها مرسي خلال حكمه اهمها ما يسمى الاعلان الدستوري وخصوصا في مسألة تحصين قراراته من الطعن , في تجاوز رهيب ليس له مثيل في اي دولة ديمقراطية حتى الدول ذات نظام الحكم العشائري كالكويت حيث قرارات الامير قابلة للطعن والرد.
هذه الفوضى لم تجابه طبعا بحل وقائي يعيد الخلاف الى الشارع لحسمه عبر انتخابات مبكرة او استفتاء , و كما هو معروف ومعتاد ودون ان يتعلم الناس من تجاربهم السابقة , فإن الاخطاء الفادحة تجر بالغالب اي بلد حديث النهضة بعد ازمة تستمر لعشرات السنوات الى مستنقع الاخطاء والصدام والفوضى و التدخلات الدولية و ربما الحرب الاهلية.
اننا اعتدنا في المنطقة العربية او الاسلامية بشكل عام على القفز على الاسباب الحقيقية لأي مشكلة تتضخم بمرور الوقت , فالتضييق الطائفي ننساه ونستذكر ردة الفعل العصبية , تماما كما نست الجزيرة افعال صدام وتعلقت بقصة اطفال العراق والحصار وهي التي صمتت بعد ذلك عن مسلسلات القتل اليومي في العراق الذي استمر لعشرة سنوات الى الان.
والامر نفسه في لبنان او فلسطين , يتناسى الناس هجمات الجماعات المقاومة ويتوقفون عند ردة الفعل الاسرائيلية المدمرة , وهكذا الى ماشاء الله , فازمة مصر لم تعد بعيون الكثيرين ازمة استفراد في الحكم و تقديس لقرارات الرئيس , وانما هي ازمة تدخل الجيش , في تناقض واضح مع سكوتهم عن المطالبة بعودة الصادق المهدي لرئاسة السودان مثلا او سكوتهم ( بل دعمهم!) لمطالب العديد من العراقيين بعزل رئيس الوزراء المالكي بالرغم من انه اتى بشرعية الصندوق!( هو الاخر يدعي بأنهم من فلول البعث!).
لا مخرج سوى الاعتراف بالاخطاء التي اشار الى جديتها المفكر الاسلامي فهمي هويدي , ولا مخرج سوى بالعودة لمعالجة المشكلة من جذورها!.
على الهامش:
قلتها سابقا عن الوضع في الكويت , طز بالدستور اذا لم يحقق قدر مقنع من العدالة , والحالة في القاهرة ايضا , طز بالشرعية التي تتحول الى ديكتاتورية حيث تحصين قرارات الرئيس تحصين الهي لا يقبل الطعن او الرد!.
"المشكلة يجب ان يدركها المصريون من كافة مشاربهم ، فعلى منافسي الاخوان تفهم عزلة مصر وما قد يتسبب ذلك من انهيار للدولة المصرية ، وعلى الاخوان اولا التقدم بمبادرات لحل الازمة الداخلية المصرية من خلال اشراك الاخرين في القرار لمواجهة مثل هذه التحديات ، بالاضافة الى ان على الاخوان مراجعة فكرهم الالغائي الذين يعتقدون بأنهم قادرين بذكاء على مواراته عن الاعين!."
بعد عدة محاولات للعودة للحوار بين الحزب الحاكم - العدالة والتنمية - و سائر القوى الاخرى , تحولت الازمة ميدانيا الى اعتصامات وتظاهرات كبرى مطالبة بتنحي الرئيس مرسي واعلان الانتخابات الرئاسية المبكرة , لاسباب عديدة كانت هي اساس الابتعاد عن طاولات التعاون والحوار بين الرئيس ومعارضيه الجدد , تلك التظاهرات التي جوبهت من قبل الرئيس مرسي بخطاب غير مبال لمن كان يراهن على فشلها , وما ان نجحت في بدايتها حتى بادر الجيش ببيانه الاول ودعوته لطاولة الحوار التي رفضها الاخوان , ثم الى بيان التجاوب مع مطالب المتظاهرين بعزل الرئيس مرسي.
وما ان نجح الجيش بتنفيذ خطته , الا وظهرت على الجانب الاخر تظاهرات واعتصامات مطالبة بعودة الرئيس مرسي , وطبعا , فإن كل فريق يدعيه تمثيله للاغلبية دون وجه حق ولا سند ولا دليل , فالانتخابات التي فاز بها مرسي كانت قائمة على اساس انجاح الثورة من خلال اقصاء شفيق , وبالتالي فإن المطالبة بانتخابات مبكرة هي مطالبة منطقية لتقييم المرحلة الانتقالية المرتبطة بتأسيس القواعد الاساسية لادارة الدولة في مصر , و من غير المنصف الاستكثار على الناس رفضهم لسياسة التفرد التي تمثلت بشكل واضح بعدة اخطاء ارتكبها مرسي خلال حكمه اهمها ما يسمى الاعلان الدستوري وخصوصا في مسألة تحصين قراراته من الطعن , في تجاوز رهيب ليس له مثيل في اي دولة ديمقراطية حتى الدول ذات نظام الحكم العشائري كالكويت حيث قرارات الامير قابلة للطعن والرد.
هذه الفوضى لم تجابه طبعا بحل وقائي يعيد الخلاف الى الشارع لحسمه عبر انتخابات مبكرة او استفتاء , و كما هو معروف ومعتاد ودون ان يتعلم الناس من تجاربهم السابقة , فإن الاخطاء الفادحة تجر بالغالب اي بلد حديث النهضة بعد ازمة تستمر لعشرات السنوات الى مستنقع الاخطاء والصدام والفوضى و التدخلات الدولية و ربما الحرب الاهلية.
اننا اعتدنا في المنطقة العربية او الاسلامية بشكل عام على القفز على الاسباب الحقيقية لأي مشكلة تتضخم بمرور الوقت , فالتضييق الطائفي ننساه ونستذكر ردة الفعل العصبية , تماما كما نست الجزيرة افعال صدام وتعلقت بقصة اطفال العراق والحصار وهي التي صمتت بعد ذلك عن مسلسلات القتل اليومي في العراق الذي استمر لعشرة سنوات الى الان.
والامر نفسه في لبنان او فلسطين , يتناسى الناس هجمات الجماعات المقاومة ويتوقفون عند ردة الفعل الاسرائيلية المدمرة , وهكذا الى ماشاء الله , فازمة مصر لم تعد بعيون الكثيرين ازمة استفراد في الحكم و تقديس لقرارات الرئيس , وانما هي ازمة تدخل الجيش , في تناقض واضح مع سكوتهم عن المطالبة بعودة الصادق المهدي لرئاسة السودان مثلا او سكوتهم ( بل دعمهم!) لمطالب العديد من العراقيين بعزل رئيس الوزراء المالكي بالرغم من انه اتى بشرعية الصندوق!( هو الاخر يدعي بأنهم من فلول البعث!).
لا مخرج سوى الاعتراف بالاخطاء التي اشار الى جديتها المفكر الاسلامي فهمي هويدي , ولا مخرج سوى بالعودة لمعالجة المشكلة من جذورها!.
على الهامش:
قلتها سابقا عن الوضع في الكويت , طز بالدستور اذا لم يحقق قدر مقنع من العدالة , والحالة في القاهرة ايضا , طز بالشرعية التي تتحول الى ديكتاتورية حيث تحصين قرارات الرئيس تحصين الهي لا يقبل الطعن او الرد!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق