الخميس، 17 يوليو 2014

مشايخ الانتيك !.

ما الذي يريد قوله د. محمد الطبطبائي وضيوفه من المتدينين السلف عبر برنامجه الذي يبثه تلفزيون الكويت؟.

الدكتور هو احد المعترضين على الاوضاع وهذا ما يتضح من خلال عمله على مشروع اسلمة الدولة الذي قدمه بنفسه لسمو الامير ، فالمشروع قدم بهدف الاصلاح وبالتالي من البديهي ان تكون القناعة بأن هنالك مشكلة واخطاء تحتاج للاصلاح!. و مشروعه هذا لم يلقى اذن صاغية على ما يبدو حيث ان السلطة لم تتحرك بهذا الاتجاه، ومع ذلك فهو مصر على مسلك طاعة ولي الامر، الموقف الذي يطرح تساؤلات حول الجدوى من هذه المواقف الناعمة، خصوصا ان ربطنا تجاهل السلطة لمشروعه مع ما ورد باحدى وثائق الويكيليكس التي نقلت عن احد مستشاري سمو الامير ( عندما كان رئيس وزراء ) السيد عبدالله بشارة والذي عكس امام الامريكان توجه سموه نحو المزيد من الليبرالية بالاضافة الى ممانعة التوجه القبلي.

من هذا المنطلق ، بالاضافة الى مبادرة الشباب ( منهم عبدالله بوفتين ) ومطالباتهم الاصلاحية التي ارسلوها للسلطة و لم تلقى بالا هي الاخرى ، فإن الحديث عن المواجهة الناعمة من الصعب التصور بأنها ستؤدي الى تحقيق تغيير ما.

و بالتعرض الى هذا الموضوع لابد من الاشارة الى الهوة التي تفصل الشباب عن السلطة و مشايخها الناعمين ، فالدكتور الطبطبائي بعيد جدا عن مشاكل الشباب وهمومهم ومخاوفهم ، وربما يعتقد الدكتور بأن الشباب يعيشون مثله بين الديكورات الفخمة والتحف والانتيك ، في حين انهم بالحقيقة يعانون من مشاكل الاسكان وغياب مشاريع الاستدامة و من غياب النظام ومن شيوع الفوضى والفساد.

ان نعومة الدكتور في مواجهة اخطاء النظام العام في الدولة والمسئولة عنه السلطات غير مقبولة من قبل الشباب بدليل الموقف المستنكر للاسلوب الناعم الذي استخدمه م. مبارك الدويلة بمقالته قبل يومين ، فهو - الدويلة - كان يوما من رجالات السياسة في الدولة وبقي على اسلوبه الناعم طوال سنوات تجربته تلك ودون ان يتحقق شيئ ايجابي وانما المزيد والمزيد من التراجع ، ومع ذلك يعتقد بأنه الاقدر على حل الازمات من الشباب الذي يطالبهم بالالتزام بسلوكه - الذي اثبت عدم جدواه!.

مع مرور الوقت يزداد يقيني بأن السلطة تريد - بذكاء فريد!- جر البلد الى المزيد من الانقسام والانحدار.

ليست هناك تعليقات: