المقالة من وجهة نظري تضع النقاط على الحروف في ظل تخبط مايسمى بالتيار الوطني وهي من اهم المقالات التي كتبت بالفترة الاخيرة , وطبعا لا انسى فضل التيار التقدمي الذي ظهر بشكله الفكري الصريح الذي سيساهم في اصلاح الفوضى السياسية في الشارع الكويتي , فيكون الاختلاف على اساس الفكر لا الدين ولا القبيلة ولا الطائفة كخطوة اصلاحية مهمة , ثم ما بين الاختلاف على الاسس التعصبية وبين الاختلاف على الاساس الطبقي الذي اتى التيار التقدمي لإنعاشه في ظل استفراد النيوليبرالية , يكون الفراغ اكثر وضوحا و الذي اتت لمى العثمان لسده في محاولة لتلافي سلبيات كل من التجربتين والاستفادة من التجربتين بنفس الوقت .
الا ان مشكلة تعيق الليبرالية الاجتماعية تتمثل بعدم قدرتها ( بأخلاقها ) على المنافسة بين قطبين يقسمون بينهما سوء النفوس الطاغي على البشرية لطبيعتها المادية , لأن من الصعب جدا اقناع الفقراء بعدم الانحياز لتيار الاستفادة من مقدرات الدولة قدر المستطاع , بالاضافة الى صعوبة اقناع النيوليبراليين بالتنازل عن الربح السريع والاكتفاء بالربح الهامشي لصالح المجتمع , وبالتالي فإن معركة الليبرالية ( الاجتماعية ) ليست بالسهلة لإصطدامها بطرفين قويين بالاضافة الى المتدينين الغير مستعدين للتنازل عن الفكرة السياسية الدينية , وطبعا السلطة التي تسعى للسيادة والتفرد بالحكم .
والمشكلة الاخرى تتمثل بإرتباط استمرار هذا التوجه بإستمرار قطبي الاقتصاد اليسار والنيوليبرالية , فهي لن تكون مشكلة عندما تؤثر هذه ( الاقلية إن افترضنا ) على القرار بالاضافة الى قدرتها على الدخول في مفاوضات مع ايا من الطرفين لدعم توجهها الوسطي حسب القضية المطروحه , وانما تتمثل المشكلة في عجز الليبرالية عن التماسك في حال لو سقط احد القطبين ( وبالتالي تعجز الليبرالية عن المبادرة ) او كلاهما مما سيؤدي الى اختراقات وفوضى داخلية او صراعات داخلية لعجز الليبراليين عن احكام السيطرة على سلطة القرار في تجمعاتهم ولعدم توافر ادوات الدراسة واليقين عند بعض المواقف .
هي النظرية الافضل ولكنها تعاني من مشكلات على ارض الواقع .
*ربما اتحدث غدا عن بعض ملاحظاتي على التيارين اليسار والنيوليبرالية لإثبات ما يعانيانه من تعصبات !.
هناك تعليقان (2):
طيب أنا كشخص مؤمن بالحرية والمساوة وبحدود واسعة ، ومحارب دائم للطائفية والقبلية ، ولمبدا الاستهلاكية واستغلال الدولة ، والتطرف الديني والطبقية اللبرالية والتنوير ، وأقف اليوم كاستثناء على جميع ما يعيق التيار التقدمي لأقول : يا شينكم شيناه ويا شينكم شيناه ، حلووووول ما تنجرعون ألعن خيركم خيراه .
عندما اقرأ أي حوار يناقش أفكار التيار التقدمي لا استطيع تمالك نفسي من الضحك ، المصحوب بالأسف طبعا على ذهاب عقول هكذا أشخاص كنا نستبشر فيها خيرا ، فالمبدأ الرئيسي الذي يقوم عليه نظام "الاشتراكية الاجتماعية" هو التكافؤ ما بين الطبقات من حيث موارد الدخل حتى يحل التساوي بين المواطنين ماديا وينعدم الفقر والحاجة في البلد ، وهذا الأمر أكثر ما يتوفر بين المواطنين في دولة الكويت نسبة لثراء الدولة وعودة ذلك على المواطنين ، وعلى هذا الأساس تنتفي الحاجة إلى إنشاء وتطوير هذا التيار ، فالعوامل التي وضعتها أنت كمعيقات لهذا التيار ضئيلة جدا في مقابل انتفاء الحاجة الفعلية له كتوجه محتمل ، فانتفاء الحاجة الفعلية إنما هو ما يعدمه من الأساس وهذه حقيقة تنصب على جميع الأمور .
بل اذهب اليوم إلى أكثر من ذلك لأقول بأن استمرار التحرك الرسمي لهذا التيار ضياع للكثير من الجهود الشبابية المخلصة والتي كان بإمكانها العمل على تنمية وتقدم الدولة بشكل هادف في وقت نحن في أشد الحاجة إليه ، كان من الأجدر من أحمد الديين العلم بأن الحقبة الزمنية التي عاش فيها أدت واجبها تجاه الكويت وانتهى دورها رسميا بانتهاء حقبتها ، وبأن التمسك بمخلفات الدول الاشتراكية السابقة نتيجة آرائه الشخصية إنما هو أشد أنواع التخلف والأنانية التي يكون فيها تفضيل الآراء والمصالح الخاصة على آراء ومصالح العامة من المواطنين الذين لن يتأتى أي تغيير في النظام دون نشأة الحاجة الفعلية له من قبلهم .
يؤسفني ضياع الأولويات اللبرالية هكذا ، وركوب "المتقدمين" على ظهور المحتاجين فعلا من أبناء الشعب ، وعدم انطلاق إصلاحات وطنية تنبعث عن حاجات المواطنين الفعلية وتتجذر في آمالهم وطموحاتهم ، ولكن أكثر ما يؤسفني هو استمرار التيارات اللبرالية في الانقسام بهدف التنظير فقط وباستخدام أسوأ أنواع النظريات كذلك ، المنبثقة عن غيرنا من شعوب والصالحة لهم دون غيرهم على هذا الأساس ، وكل هذا يكون العمل فيه من باب المصالح الشخصية تحت شعار إصلاح الوطن .
للعلم ، ليس هناك شيء أسمه "لبرالية اجتماعية" بل مسماها هو "اشتراكية اجتماعية" ، أي حتى المسمى الرسمي يكذبون فيه ويغطون عليه ، يا عيب الشوم والله ويا عيب الشوم .
فارمر
كل الأقكار السياسية امتطت صهوة التحديث، سواء بدواعي التطور الطبيعي، أو بوازع "تغيير الجدل" وهو ما انتهجه الأصوليون الجدد، والليبراليون الجدد، والمحافظون الجدد، وحتى النازيون الجدد.
وهذا التحديث للأسف لم يأخذ من الحداثة والتحديث سوى الاسم، وهو استغلال أجوف، خادع، حتى بالنسبة لليبراليين، مع اعتذاري لك.
نحن نعيش للأسف عصراً انتهازياً، حتى داخل الأسرة بدأت هذه الأفة في الانتشار فالأم تستغل زوجها حتى العظم والبنت تستغل والدتها حتى النخاع والابن يعصر والده في الطلبات والمتطلبات.. ولما كانت الأسرة هي الخلية العضوية في بناء المجتمع، بات لدينا مجتمع انتهازي.. انتهازي في المدرسة، وفي الجامعة، وفي الشارع، وفي البرلمان، وفي النقابة، وفي التيار السياسي... وأخيراً في الفكر السياسي.
إرسال تعليق