ليس من السهل اتخاذ قرار بالتبرؤ من ديانة معينة والتغير للإعتقاد بديانة اخرى او بمذهب اخر , فمثل هذا القرار من المفترض ان يتخذ بناءا على بحث دقيق في كل الديانات ومن ثم المقارنة , فمن يتشكك بدينه فإنه سيبحث ( جادا ) عن البدائل المتوافرة والتي يأتي الالحاد في مؤخرتها .
فمن يطلع على وعود الديانات بالنسبة لموضوع البعث بعد الممات لن يكون سهلا عليه التخلي عنها وعصيان ( الرب الذي تشير اليه هذه الديانات ) الا ان كان متحققا مما اختاره .
وعلى ذلك , فإن من البديهي ان يكون كل من اختار الالحاد مستعدا للاجابة على بعض التساؤلات الملحة التي تطرح نفسها , لأن الملحد هو شخص مختلف حيث انه اختار ( بعقله ) طريق مختلف مبني على ( نظريات ) فقط , تاركا ومنتقدا ورافضا او كافرا بنظريات اخرى تدعمها حقائق علمية ثابتة ليس المجال للحديث عنها هنا الان !, ولا اعتقد ان هنالك من يفضل النظريات على النظريات + الحقائق الا ولديه شيئا ربما لا نعرفه .
وفي الحقيقة كنت احاول تخيل اجابات الملحدين على بعض هذه التساؤلات , فمثلا , كيف سيكون شكل العالم لولا الايمان بالعدالة المطلقة التي تنتظرنا جميعا كما يتفق على ذلك اغلب المتدينيين من المسلمين الى المسيحيين واليهود والبوذ والمجوس وغيرهم ؟, فكيف سينتظم الناس ان لم يقنعوا بفكرة البعث بعد الممات او بالعدالة المطلقة وباقتصاص الحقوق وغيرها ؟.
فما الذي سيمنع السارق من السرقة ؟ ومن الذي سيحد من تصرفات النافذ ؟, القاضي مثلا من اين سيأتي بضميره ؟ , ولو افترضنا ان الضمير من مكونات الانسان ولا علاقة للدين به فاسأل , ما الذي يدعو القاضي لتحكيم ضميره ؟.
والعديد من الاسئلة التي تبحث عن اجابات الحادية مثل الامل , ماهو الامل وما الهدف منه وكيف سيكون شكل الناس خصوصا من يعانون في حياتهم من دون هذا الامل ؟ , فإن لم يكن هنالك امل فما الذي يدعو الناس للتصبر على بلاءاتهم ؟.
وماذا ايضا عن التكافل الانساني ؟ لماذا اتبرع هنا وهناك ؟, ما مصلحتي من ان يحيا شخص آخر في مكان بعيد او ان يتغذى او ان يتحصل على كسوة ؟ , ما الذي يدعوني للتعاطف مع هؤلاء لم لا اهتم بحياتي وبما يضمن استمرار بقائي اطول الامد قبل ان اتحول الى لا شيئ ؟.
إن الايمان بفكرة البعث او بالعدالة المطلقة وبغض النظر عن الديانة , والشعور بالامل وبالقدرة الخارقة القادرة على التغيير , بالاضافة الى مبدأي الثواب والعقاب كلها حاجات اعتبرها نفسية واجتماعية واخلاقية واقتصادية لما لها الاثر في نفوس الناس وفي علاقاتهم مع بعضهم البعض , و الالحاد يعجز عن سد هذا الفراغ والاعتقاد بصحة النظريات التي يقوم عليها الالحاد هو قبول بالانانية وحرب على التضحية وعلى التكافل والتعاون الانسانيين , فهل يقبل العقل بهذه فعلا ؟!.
الاديان هي ضرورة كونية وحاكم جيد للأخلاق التي تؤثر بشكل مباشر بالعلاقات الانسانية .
فمن يطلع على وعود الديانات بالنسبة لموضوع البعث بعد الممات لن يكون سهلا عليه التخلي عنها وعصيان ( الرب الذي تشير اليه هذه الديانات ) الا ان كان متحققا مما اختاره .
وعلى ذلك , فإن من البديهي ان يكون كل من اختار الالحاد مستعدا للاجابة على بعض التساؤلات الملحة التي تطرح نفسها , لأن الملحد هو شخص مختلف حيث انه اختار ( بعقله ) طريق مختلف مبني على ( نظريات ) فقط , تاركا ومنتقدا ورافضا او كافرا بنظريات اخرى تدعمها حقائق علمية ثابتة ليس المجال للحديث عنها هنا الان !, ولا اعتقد ان هنالك من يفضل النظريات على النظريات + الحقائق الا ولديه شيئا ربما لا نعرفه .
وفي الحقيقة كنت احاول تخيل اجابات الملحدين على بعض هذه التساؤلات , فمثلا , كيف سيكون شكل العالم لولا الايمان بالعدالة المطلقة التي تنتظرنا جميعا كما يتفق على ذلك اغلب المتدينيين من المسلمين الى المسيحيين واليهود والبوذ والمجوس وغيرهم ؟, فكيف سينتظم الناس ان لم يقنعوا بفكرة البعث بعد الممات او بالعدالة المطلقة وباقتصاص الحقوق وغيرها ؟.
فما الذي سيمنع السارق من السرقة ؟ ومن الذي سيحد من تصرفات النافذ ؟, القاضي مثلا من اين سيأتي بضميره ؟ , ولو افترضنا ان الضمير من مكونات الانسان ولا علاقة للدين به فاسأل , ما الذي يدعو القاضي لتحكيم ضميره ؟.
والعديد من الاسئلة التي تبحث عن اجابات الحادية مثل الامل , ماهو الامل وما الهدف منه وكيف سيكون شكل الناس خصوصا من يعانون في حياتهم من دون هذا الامل ؟ , فإن لم يكن هنالك امل فما الذي يدعو الناس للتصبر على بلاءاتهم ؟.
وماذا ايضا عن التكافل الانساني ؟ لماذا اتبرع هنا وهناك ؟, ما مصلحتي من ان يحيا شخص آخر في مكان بعيد او ان يتغذى او ان يتحصل على كسوة ؟ , ما الذي يدعوني للتعاطف مع هؤلاء لم لا اهتم بحياتي وبما يضمن استمرار بقائي اطول الامد قبل ان اتحول الى لا شيئ ؟.
إن الايمان بفكرة البعث او بالعدالة المطلقة وبغض النظر عن الديانة , والشعور بالامل وبالقدرة الخارقة القادرة على التغيير , بالاضافة الى مبدأي الثواب والعقاب كلها حاجات اعتبرها نفسية واجتماعية واخلاقية واقتصادية لما لها الاثر في نفوس الناس وفي علاقاتهم مع بعضهم البعض , و الالحاد يعجز عن سد هذا الفراغ والاعتقاد بصحة النظريات التي يقوم عليها الالحاد هو قبول بالانانية وحرب على التضحية وعلى التكافل والتعاون الانسانيين , فهل يقبل العقل بهذه فعلا ؟!.
الاديان هي ضرورة كونية وحاكم جيد للأخلاق التي تؤثر بشكل مباشر بالعلاقات الانسانية .
هناك 20 تعليقًا:
رائع جدًا يا حمد
الملحد أبعد ما يكون عن استخدام العقل
و الالحاد ظهر بمجتمعنا في الآونة الأخيرة كـ "هبة" .. لا أسس منطقية لها
حتي المسيحيون واليهود يعانون من هؤلاء
يحتاجون الى علاج
والغريب أن أي منهم إذا رأي رؤية مزعجة بالمنام سيقوم مفزوعا ويقولها لاإراديا يالله
عزيزي حمد ماهي تلك الحقائق العلمية التي تؤكد حقيقة الاديان ؟!
وهل باعتقادك ان الاخلاق مرتبطة بالدين !؟
موضوع مفاجيء و جميل , لكن أعتقد أنك لم تكن موفقا في بعض النقاط المهمة
1 ذكرت بان الاديان تتميز عن نظرية اللا دين بانها تمتلك حقائق علمية , و لكنك لم تذكر ما هي هذه الحقائق العلمية ؟ خصوصا و أن الكثير من العلماء لا دينيين
2 هناك خلط بين صحة الديانات او حقيقة مصدرها الإلاهي أو السماوي و بين مدى حاجة الإنسان لها و لمعتقداتها لكي تنتظم أمور حياته
الموضوعين مختلفين تماما
و شكرا و فعلا فاجأتني بهالموضوع
:)
يا كثرهم بالديره ...
هم ابعد الناس عن المنطق ...
وجيك بتويتر لهم حساب ..الله يهديهم
ما منك فايدة ، ولولا انسانيتك الحقة لهجرناك منذ زمن .
"الأديان ضرورة كونية وحاكم جيد للأخلاق التي تؤثر بشكل مباشر بالعلاقات الإنسانية" .
كلام خاطئ ، فالأديان ليست ضرورة كونية بل هي ظاهرة كونية متواجدة في كل مكان في العالم ويؤمن بها الجميع كذلك ، بل وحتى من لم يسمع بالأديان قط نظرا لوجوده في مكان نائي إنما هو شخص يؤمن بدين كمن يسكن في أحياء نائية في الآسكا مثلا أم في أدغال إفريقيا ، فهذا الشخص حتى وإن لم يسمع بأي دين معين إنما يخضع للدين لاستطاعته التمييز بين أساسيات الخطأ والصواب في التعامل الإنساني ، فنراه يقوم من النوم صباحا كما الشمس ويرقد إلى النوم ليلا كما سائر الحيوانات ، ويعمل لا يسرق من أجل البقاء على قيد الحياة ، ويحب أمرأة فيستميلها كما يستميل ذكر الحيوان أنثاه ، يعيل أسرته ويشعر بالمسؤولية ولا يقتل إلا دفاعا عن النفس .
بل إن في هذه المجتمعات الطبيعية نسبة كبيرة من الدين ، وسبب ذلك يعود إلى تحكيم هذا الإنسان لأمرين حتى يستطيع أن يعيش في دين معين : العقل أولا والطبيعة الكونية ثانيا ، فالطبيعة هي ما تملي عليه هذا الدين والعقل هو ما يملي عليه الانقياد وحسن التصرف ولذا اسمينا الدين "ظاهرة كونية" أي متواجدة لدى الجميع وفق ما تمليه الطبيعة الكونية . بل وعلى هذا الأساس قامت جميع الأديان غير السماوية كالبوذية والبراهمية والزرادشتية وغيرها .. قامت على أساس التطابق التام والطبيعة الكونية بل إن هذا من البديهيات لجميع من قرأ فيها ولو بشكل موجز .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما الفرق بين الديانات غير السماوية والديانات السماوية ، خاصة وإذا كانت الديانات غير السماوية (بل وحتى البدائية منها كما في المثال السابق) قادرة على تسيير الإنسان بشكل جيد ؟
الفرق يكمن في إلهية هذه الأديان ، أي الإعجاز الإلهي الذي أتى مع كل من موسى وعيسى ومحمد دون غيرهما من رسل ، فالاعجاز الإلهي هو ما يضمن مثالية هذه الأديان وصحتها عن غيرها سواء من حيث الكليات أم الجزئيات ، أي من أراد الإيمان بدين فليتوجه إلى السماوية منها ، اليهودية أم المسيحية أم الإسلام لكونها أديان "إلهية" كاملة ينتفي عنها الخطأ بالمرة ، وقد قيل بأن كل من اليهودية والمسيحية أديان تم تحريفها من قبل البشر ونظرا لعدم البحث لا استطيع البت في هذا الموضوع ولكني أفضل أن ألجأ إلى دين سماوي غير مشوب بالتحريف البشري حتى أسلم من الأذى .
ومن السهل جدا إقناع أي شخص بألوهية الأديان السماوية إذا توافر قدر كبير من الحرية للتعبير والتساؤل والاعتراض والتشكيك ، وأراه من المحزن اليوم ما نقوم به تجاه الكثير من المتسائلين في الدين أم المتشككين فيه ، فالتشكك في الدين يجب أن يقابله اليقين في الدين .. لا العقاب ! وإن دل تعاملنا السيئ مع الملحدين على شيء إنما يدل على الضعف الشديد في العقيدة التي أراها سمحاء جدا وضامنة لحرية الإنسان في التفكير والإيمان وبكل شيء ، ومن المحزن جدا أن يسمح الله بشيء لنمعنه نحن ، وهذه هي المعصية .
جزء أول
نأتي الآن إلى الملحدين المنكرين وجود رب أم دين إلهي ، وإن لم تقم بقراءة ما كتبته في السابق عن أنواع الملحدين أقول لك اليوم بأن نزع صفة الخير عن الملحد فقط لإنكاره وجود الرب والأديان فهذا ظلم ، فماذا تسمي إذا الأعداد الهائلة من المواطنين الملحدين من مختلف دول العالم الذين قدموا الكثير من الخير للبشرية عن طريق العلم ولاختراعات ، ومناهضة الظلم والأعمال الخيرية ؟ لا يجوز ذلك بل هذا لا يرضي الله ، وما لا يرضي الله يجب ألا يرضي من اتبع الله .. فيجب ذكر محاسن الإنسان ومساوئه .
وأخيرا ، وجب ذكر نوعان من الملحدين .. الملحدين العرب وغيرهم من ملحدين من كافة الدول ممن نشأ في ظلال التطرف الديني غير المصحوب بحرية الفكر والإيمان ، نرى في هاتين المجموعتين من الملحدين ذات الصفات الكارهه للدين وكل ما يمت إلى الدين بصلة حتى وإن كان فيه خير لهم ، نراهم اليوم يهاجموا اعتناق الأديان مطالبين بحرية الرأي في ذات الوقت ، ويطلقوا ألفاظا بذيئة في في وصفهم لرموز الدين دون وعي ودون حياء ودون مراعاة لأهلهم وذويهم وأخوانهم في المواطنة من المؤمنين ، بل ليس لديهم احترام حتى للقوانين التي تجريم التعدي على رموز الدين ، لاحظ اشتراك هاتين المجموعتين (الملحد العربي والغربي) في عامل واحد فقط : نشأتهم في بيئة دينية متطرفة ، وهذا ما أنشأ إلحادهم .. لا "تخلف الدين" ولا حتى "تخلف أفعال المسلمين" كما يظنوا هم ، إنما نشأ إلحادهم نتيجة خطئنا نحن عن طريق التطرف وسوء تأويل الدين من جراء إبقاءه دون تفاعل متجدد من قبلنا كمفسرين ، مما يتنافى بشكل جذري وعبارة "الدين الإسلامي دين صالح لكل زمان ومكان" ، أين الصلاح إن كنا لا نتفاعل مع الدين لاستنباط الأحكام الجديدة منه وتصحيح أخطاء المفسرين في كل عصر وزمن ؟
قلت لك في السابق يا حمد ، الإلحاد ليس قرار أبدا ، فالإنسان لا يتخذ سوى الصالح من القرارات كالقرار بالنجاح في السنه الدراسية ، أم القرار بالمحافظة على الصحة ، بالمقابل لم يرد أي قرار "بزيادة الوزن" أم آخر "بالسقوط" ، الإلحاد يا حمد إنما يأتي من اليأس والتطرف الديني الذي لا يمت بصلة إلى أي دين سماوي ، محرف أم غير محرف ، فالإنسان إذا ترك على هواه دون إكراه أم ضغط سيقوم بتحكيم عقله السوي .. وإن قام بذلك سيهتدي إلى الله بنفسه دون الحاجة حتى إلى الإقناع .
أنا مؤمن بأن الإيمان السليم لا يخلق سوى الهداية للنفس وللأخرين ، ومؤمن بأن الإسلام تم اخراجه عن قالبه السليم السوي من جراء سوء التأويل البشري للكثير من النصوص القرآنية بما يعارض كلام الله عز وجل ويوافق أهواء البشر ، وإني أشهد وأراهن اليوم على أنه إذا استمر الحال بنا على هذا الشكل فلن يبقى هناك مسلم واحد في المستقبل القريب وأقول مسلم أي "من امتثل للقرآن" كتاب الله عز وجل ، كما أني مؤمن بأن ايماننا الحالي كمسلمين ليس قوي بالمرة والدلائل كثيرة وواضحة أولها انتشار الإلحاد ، فالملحد ليس "مريض نفسي" أبدا بل شخص يأس ممن حوله ... أي منا نحن ! فيأسهم نابع عن تقصيرنا نحن ، وإلحادهم نابع عن خطأ ما نقوم به من دون قصد وبلا وعي ، وأنا على قناعة تامة بأن خطؤنا نابع من عدم تفعيل عبارة "الإسلام صالح لكل مكان وزمان" من جراء عدم التفاعل مع القرآن بشكل متجدد لدرء أخطاء السابقين وتقوية عقيدة اللاحقين ، وهداية الملحدين .
جزء ثان
إن من يبحث بعقل وتجرد تام عن أي تأثير خارجي بشري ديني أم لا ديني - أي تأثير "البشر" من رجال الدين وتأثير "البشر" من اللادينيين - ويخضع لله وحده دون غيره بتاتا في تفسير القرآن .. سيرى التفسير الخاطئ للكثير من تعاليم الإسلام المذكورة بشكل صريح في القرآن والتي تم تأويلها بشكل خاطئ من قبل البشر بشكل أكثر من مخيف بالنسبة لي على الأقل من جراء إعلاء كلام ناقلي الأحاديث من البشر على كلام الله ، والأمثلة عديدة جدا كعدم وجود حد الردة بشكل قطعي في الإسلام ، كسوء تأويل وفهم الآية التي تنظم تعدد الزوجات ، أم كتحريم تكفير الإنسان المسلم بغض النظر عن آرائه في الدين ، وسوء تأويل "النشوز" في الآية التي تسمح بضرب الزوجة ، وسوء فهم فرض الحجاب بشكل مذهل ، بل وحتى شفاعة الشهيد تم تأويلها خطأ !!
من واقع قراءتي للقرآن لم يتضح سوى هذا الأمر وهو كارثة ، كارثة أكبر مما تستطيع تحملها النفس في بعض الأحيان ، لأنها تظلم الدين من باب الإيمان بالدين ، ولكن صعب جدا أن تقنع أي شخص بأي شيء في هذا الزمن الذي يغيب فيه العقل ويسود فيه النقل لا بأمور الدين فقط بل في كافة الأمور ، وأعتقد بأن العودة إلى نصوص القرآن لإعادة تفسيرها واجب لا لحفظ الإسلام فقط بل لحفظ الإيمان ولتحسينه بما سيضمن حسن الأفعال ، ونهاية التطرف ، وبداية تحكيم العقل على النقل ، وإعلاء كلام الله عز وجل على كلام ناقلي الأحاديث من بشر جاروا على الإسلام بشكل يفوق الخيال ، بل بشكل أعظم من جير الملحدين عليه والله العظيم ، هناك من المعجزات في القرآن مما يمكنه استيقافك لساعات طويلة ، ساعات طويلة وأنت في ذهول تام على ما تحمله بضع كلمات فقط .. فما بالك بكامل القرآن ؟
تفسيرنا هو المخطئ فنحن بشر خطاؤون وكل يسير حسب أهوائه يوما ما حتى المفسرين الأوائل لهم أهوائهم وأخطائهم .. لذا كان من الأجدر بنا القيام بإعادة تفسير الأولين لتصحيح الأخطاء منذ البداية ، لا تأليه آرائهم وخاصة إذا كانت تعارض كلام الله في القرآن
فارمر
مرحبا جميعا :)
عزيزي غير معرف 1
قراءة الالحاد تحتاج لتعمق وليس فقط للاكتفاء بوصفها هكذا فقط , لأن المتدينين ايضا يفتقدون المنطق في الكثير من الاحيان .
اعتقد بأن الالحاد هو ناتج متطرف ضد الاديان للتطرف الديني ولبعض الاخطاء الدينية مثل سوء فهم الكتب الدينية او بسبب تفاسير خاطئة او مواقف يسأل عنها المتدينين قبل غيرهم .
تحية لك
مرحبا عزيزي بنادول
لا ادري في الحقيقة لا اجزم بما تفضلت به لأنه غير موثق على الاقل .
تحية لك اخي العزيز
مرحبا عزيزي غير معرف 2
ليس بالضرورة ان ترتبط الاخلاق بالدين وليس هذا بموضوعي اصلا , وانما كنت اعني بأن الدين يعطي دوافع قوية للاستمرار بالحياة مثل الصبر والامل واحترام المجهول ,وكذلك يعطي دوافع ايضا لاحترام الضمير بالاضافة الى معاني انسانية جميلة اخرى مثل التضحية والعطاء والشجاعة , والتواضع مهما بلغ حجم السلطة والنفوذ والتمكن .
تحية لك اخي الكريم
مرحبا عزيزي مطقوق
موضوع ديني بمناسبة رمضان , خصوصا انني افتقدت التنويع وركزت على السياسة لفترة طويلة بعد ان كنت انشر فيديوات نكت واغاني حتى في بعض الاحيان :).
في الحقيقة تعمدت عدم التغلغل في المواضيع خصوصا في موضوع الاثباتات العلمية لسببين الاول انني كنت اود التركيز على نقطة معينة وهي اهمية التفكير في موقف الالحاد من فكرة الحياة ما بعد الموت او بالنسبة للعدالة المطلقة وهي تعتبر اهداف بعيدة المدى لها تأثير مباشر على حياتنا اليوم - مواقفنا وعلاقاتنا مع بعضنا البعض , حتى انني حاولت الابتعاد عن حصر الحديث بالاسلام دون غيره للابتعاد عن اختلافات الفهم والتفسير وما الى ذلك , والسبب الثاني يتمثل بعدم امكانية حصر موضوع الحقائق العلمية والنظريات بمقال لأنها تحتاج فعلا لمبحث طويل تبين فيه كافة المصادر ليكون النقاش فيها مفيد فعلا , وربما بعد رمضان سأحاول اعطاء شئ من الوقت للحديث عن هذا الموضوع .
بالنسبة لثانيا نعم هناك خلط سأعود للموضوع لأرى ان كنت قد وقعت فيه بشكل غير مقصود لأن الفكرة مبنية على اساس الاديان بشكل عام ومنها على سبيل المثال البوذية التي اساسها الايمان بالعدالة المطلقة وهو اساس ممتاز كمؤثر على تصرفات الناس .
تحية لك اخي العزيز
مرحبا عزيزي فارمر
اؤكد بأنني اتحدث عن الالحاد كفكرة اراها غير مقنعة للاسباب التي بالمقال لا عن الملحدين الذين اطالب لهم بحق التعبير عن الرأي وحق الاقتناع بما يرونه , بالاضافة الى حقهم بالمواطنة من خلال المطالبة بمدنية الدولة او علمانيتها حتى , وطبعا ارفض حد الردة لمن اختار التغيير من الاسلام الى اي دين اخر او حتى الى الالحاد فليست لدي مشكلة ابدا مع الملحد واجزم بأن الالحاد ناتج عن اخطاء دينية سببها تصرفات التدين وفرضهم لفهمهم الغير مقنع ولا المنطقي , حتى انني اعترف بأن هناك بالقرآن ما ليس بمفهوم حتى الان لصعوبة التفسير لعجزنا البشري عن ادراك المعنى الذي قد يتبين مستقبلا , بالاضافة الى عدم اقتناعي بالاجتهادات التي تهتم بإغلاق القرآن من ناحية التفسير فقط من دون الاهتمام بالمعنى ومنطقيته .
تحية لك اخي العزيز
كلامك قيل من زمان ولا اختلاف عليه أبدا ، أنا ذهبت إلى أكثر منه ولم تفقه لعدم القدرة على ربط النقاط .
ما صدتها إنت .. لكن مو مشكلة ، يصيدها غيرك ممن تعمق أكثر .
فارمر
عزيزي فارمر
مرة اخرى من شوي كنت مار على عجالة قاعدين ينادوني عالسحور ..
المهم
ما تفضلت به بالجزء الاول يذكرني بنظرية السلف التي تتحدث عن ان الدين الاسلامي نزل كمكون من مكونات ابونا ادم , اي ان الدين الاسلامي تاريخه متوافق مع تاريخ البشرية وبأن الاديان السماوية كانت اسلام قبل التحريف وما الى ذلك , وليس هذا بموضوعي وكنت ولازلت احاول التركيز على جانب يبحث عن اجابة كونا نعايش ( الان وبغض النظر عن التاريخ ) بعض المعاني التي يحتاجها الانسان ليستمر متحملا معاناته .
تحية لك اخي العزيز
طيب ما أنا شرحت لك هذا الموضوع في الجزأين الثاني والثالث والذي يظهر أنك لم تقرأه بعد بما أنك كنت على عجل .
عزيزي دعني أبسطها لك ، ما هو أفضل وأصح للإنسان ، السباحة في ماء متحرك كالبحار والأنهار الجارية أم في المياه الراكدة ؟ هذا هو فكرنا اليوم ، الفكر الإسلامي يعاني من ركود ومنذ قرون عديدة وها نحن اليوم نسبح في الوحل من جراء تأليه رجال الدين ومن ثم تفعيل النقل على العقل ، ومن يلقي بنظرة خاطفة على الأحاديث النبوية الشريفة لسهل عليه رؤية التعارض ما بين الكثير منها وبين النصوص القرآنية ولكن يصعب تفعيل العقول النائمة منذ مئات السنين ، بل في كثير من الأحيان نسمع حديث معين اليوم فنقول فورا هذا حديث ضعيف ، لماذا ؟ لأنه يخالف المنطق السليم بشكل أساسي ولهذا نرفضه فورا ، طيب كيف نقبل بغيره من أحاديث تم تأييدها من قبل كبار الأئمة إذا كانت تعارض كلام الله عز وجل في القرآن ؟ أعتقد بأن سبب ذلك يعود بشكل أساسي إلى الركود الفكري الناتج عن منح رجال الدين ومنذ قرون مرتبة الألوهة فلم يعد تفسيرهم ينتقد ولا الأحاديث التي أتوا بها كذلك ، وهو ما يخالف الشهادة "بلا إله إلا الله" .
فارمر
البابليون هم اول ناس اخترعوا القانون والنظام في الحياة. وكان عواقب شديدة ضد السرقة والقتل وزنا المحارم. هل تعتقد انهم بنوا هذا النظام على الدين؟
ام العكس ؟
الكثير ليسوا بمقتنعين بالتدين لكن الذي يدفعهم للتدين هو الخوف من العقاب. الخوف الذي زرع في كل فرد منا منذ صغره.
احترامي الكامل للجميع.
شكرا
العزيز حمد
حتى بعد جوابك لم ارى بان الدين له علاقة بالاخلاق اتفق مع بانه يدعو للاخلاق كما انه يجازي من يتصف بحسن الخلق لكن هذا لا يجعلنا ننسى الوجه الثاني للاديان الكامن في نبذ ومحاربة كل من يخالفهم وهو ما تصوره الاديان بصورة انها قرارات منطقية , عموما انا لست بصدد الحديث عن الالحاد ومدى انفتاح عقل الملحد للشك والتفكير بل محاولة بسيطة مني لتبيان بعض اللبس في موضوعك.
احييك على دفاعك لحرية الاعقاد والتفكير وحبك وايمانك الواضح لدينك لكن هذا عزيزي لا يغير حقيقة ان الاديان تصنف باوروبا وامريكا من ضمن العلوم الخارجة عن الطبيعة بسبب كثرة ماتعتبره اساطير .
لك الحرية بدينك ولهم الحرية بفكرهم المنفح لكن ليس لاحد الحرية في نسف معادلات علمية ورمي ابحاث العلماء بالحائط .
عزيزي فارمر
اؤكد لك بأني قرأت كل مشاركتك واتفق معك بالنسبة لاعادة النظر بالتفسير ولم اعلق على الموضوع على اساس انني اردت التركيز على النقطة الرئيسية في المقال
تحية لك اخي العزيز
عزيزي غير معرف 1
الخوف ضروري بالكثير من الاحيان , انا لا اقود سيارتي بسرعه 200 كيلو متر في الساعة لأنني اخشى الموت واخشى ان ادمر حياة احد , واخشى المخالفة ايضا :) , مثل هذا الخوف لا يتناقض لا مع الحرية ولا مع العقل .
تحية لك اخي الكريم
عزيزي غير معرف 2
مهما الناس تقدموا بالعلم فليس هناك من يضمن اكتمال اي دراسة علمية وهنا اساس النقد واساس التشكيك بالعلم وعلى انه من الممكن ان يمس , ومن هنا فإن سؤالا يطرح نفسه , هل مشكلة الاساطير انها بلا اثبات , او المشكلة تكمن بأن عقل الانسان لازال اصغر من تفسير تلك الظواهر المنقولة ؟, تماما كما هو الحال في جدية تأثير الاشعاع الكهرومغناطيسي على خلايا المخ كما قيل والتي انقسم حولها العلماء , تم استغلال التقنية لسنوات طويلة وعاد التفكير بعد ذلك بسلبياتها والحديث عما ان كان هنالك ضرر على الانسان ام لا مع عجز عن اثبات هذه او تلك .
ولو ان هذا ليس بموضوعنا ولكن هذا الفراغ هو ما يعطي فرصة للإيمان ببعض الاشياء من دون اثباتها استنادا على نظريات وحقائق اخرى .
تحية لك اخي الكريم
السيد الفاضل حمد ، يسعدني أن أرى نقاشاً راقياً حول موضوع الأديان إذ اعتدت على نقاشات ذات صبغة هستيرية تتطور شيئا فشيء إلى ردح. هوية الإنسان الدينية نادراً ما يكون لقناعته دخل فيها، فهي هوية أبويه ، أما الاقتناع بها و ممارسة طقوسها فتخضعان لعوامل متعددة ، ففي بيئة تحفز استخدام العقل ، و تحترم حق الإنسان في التعبير عن رأيه يصبح بإمكان الفرد أن يحدد هويته الدينية إن جاز التعبير ، التي تمنحه الإنسجام مع ذاته دون حرج أو خوف، فإما أن يصبح الإنسان مؤمنا بالديانة ذاتها إيماناً راسخاً أو أن يبحث عن أمر آخر .ما ألاحظه في مجتمعنا هو أن نسبة ليست بقليلة من الناس تلتزم بالدين بدرجات متفاوتة يدفعها لذلك الخوف و الرغبة،الخوف من العقاب، و الرغبة بالجنة.و أجد أن ذلك مفيداً لمن يفتقر الرادع الذاتي المبني على القيم والمبادئ و الأخلاق الإنسانية السامية بغض النظر عن السبب و لكن ذلك في نظري تدين و ليس بالضرورة إيمان مثالي . ألاحظ أيضاً ممارسة هدفها ترسيخ الإيمان بالدين و لكنها حقيقةً تصرّف مُسئ . أقصد هنا الخوض في الحقائق العلمية و التدليل عليها من خلال القرآن . الديانة الحقيقية هي إيمان مطلق بكل بالدين ككل ، و مثلاً عدم تطابق ما ورد في القرآن و التطورات العلمية الحالية أو القادمة قد ينسف قناعات البعض دون قصد .نقطة أخرى ، ليس من حق أحد أن يملي على أحد ما يتوجب عليه أن يعتنقه أو يتخلى عن اعتناقه له ، فالدين من أكثر الأمور شخصيةً و خصوصية و لا بد أن نربي أبناءنا على أهمية احترام الآخرين بغض النظر عن هوياتهم الدينية و احترام خصوصيتهم . أخيراً، يؤلمني أن يجعل الناس بمختلف مشاربهم الدين معولا لهدم ما تبقى للعالم من إنسانية .
إرسال تعليق