مع اقتراب موعد الاستفتاء على استقلال اسكتلندا (المقرر إجراؤه في 18 \9\2014), فإن حدة الخلاف تزداد تدريجيا بين الحكومة البريطانية من جانب معارضة للإستقلال , والحكومة الاسكوتلندية التي تتبنى مشروع الاستقلال وتعززه بمشروع مستقبل اسكتلندا المستقلة ذو 670 صفحة-رابط حملة الاستقلال يوفر نسخه من المشروع .
آخر هذه الازمات حدثت بعد ان كشفت احدى وكالات الاخبار المقربة من الكريملين عن طلب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة ( كونه سيرأس قمة مجموعة الثمان القادمة) في امرين احدهما مقاومة الاستقلال الاسكتلندي بحجة ان الاستقلال سيحدث هزة بالاقتصاد الاوربي.
اثر ذلك , صرح بوتين بأن روسيا لا علاقة لها بموضوع الاستقلال وبأنه شأن داخلي وابدى نصيحته بأنه يعتقد بأن من الافضل للاسكوتلنديين الاستمرار بدولة اتحاد قوية.
تأتي معارضة البريطانيين للاستقلال بحجة ان الاستقلال سيقلل من فرص اسكوتلندا بالاستفادة من موقعها الحالي كمستفيد من مقعدها الدائم في مجلس الامن , ومن فرص الدعم الاوربي وغيرها من التفصيلات مثل صعوبة الانضمام للاتحاد الاوربي , ولغيرها من الاسباب المعلنة ..
في حين ان هناك اسباب اخرى اكثر واقعية متعلقة بالاقتصاد قد تؤدي الى انهيار اقتصادي بريطاني شبيه بما حصل في قبرص. وهناك اسباب اخرى متعلقة في مجال الطاقة فاسكوتلندا ستكون قادرة على الصمود بل والنهوض لما لها من امكانيات في المحروقات وفي تغطية حاجتها من الطاقة عبر الطاقة النظيفة بل وبيعها على اوربا ايضا, بالوقت الذي كانت بريطانيا ستستفيد منه. مع الاشارة هنا الى ان المشروع الاسكوتلندي لم يغفل المقارنة في الاداء الاقتصادي بين بريطانيا واسكتلندا للعقد الاخير.
في هذا العام , سنحظى بنقاش تاريخي وجوانب سياسية واقتصادية فنية ليست بالسهلة , فنحن نتحدث عن ولادة محتملة لدولة جديدة تريد الحفاظ على موقعها في مصاف الدول المتقدمة , وهنا الكثير من التفاصيل التي تحتاج للنظر فيها وفي كيفية التعامل معها لضمان الانتقال السلس , فمعدلات القروض والضرائب , والعملة والجيش والتعليم والرعاية الاجتماعية والسفارات والتجارة والكثير من التفاصيل,
ربما سنشهد ولادة دولة جديدة تعود الى الاستقلال بعد اكثر من 3 قرون من الاتحاد لتقوم على ارضية صلبة تتمثل بالبرلمان الاسكتلندي الحديث العهد وحكومته , او ربما سيفشل رئيس الحكومة الاسكتلندية -الزعيم - اليكس سالموند خصوصا وان نتائج الاستطلاعات لازالت لصالح رفض الاستقلال, وهو ما يبين ان الاسكوتلنديين ان كانوا متمسكين بأمجاد الماضي الا انهم لن يتوقفوا بالضرورة عند الثأر , بل سيعلون المصلحة القومية التي تقوم على الفكرة والقياس لا على الشعارات البالية كالتي نتعلق بها نحن امة محمد!.
ارجو ان يتابع المهتمين مجريات الاحداث والنقاشات.
هناك تعليق واحد:
وعندنا لما بغوا يسوون دولة مستقلة سوو جنوب السودان اللي جلدهم الجوع والحروب الأهلية
إرسال تعليق