تحديث : بعد كتابة هذا الموضوع ورد خبر الاستقالة , وما يطرح نفسه هو التساؤل , هل تؤدي استقالة الفهد واخيه عذبي ( زعل ابناء الشهيد فهد الاحمد ) الى ضغط يعيد الامور الى نصاب الفهد في اللجنة التشريعية ؟ , أي مصالحة على حساب الأمة والدستور ؟ أقول ربما ..
--------------
لم تكن سياسات كتلة العمل الوطني جيدة في السنوات الماضية , الا انها مرت بسلسلة تغيرات جيدة , اذكر منها موقفها من سرية الاستجوابات , وتأييدها لطرح الثقة الاخير في رئيس الحكومة , ورفضها الاحالة للدستورية وللتأجيل , وبالتالي فإن التشكيك في موقفها من رئيس الوزراء عبر الخلط بين تجارة الغانم بكرسي النيابة ( التركيز عليه وحده دون الخمسين نائب الاخرين وهم بالضرورة تجار او ان لهم مصادر تمويل مشبوهه !) هو تشكيك غير مبرر .
وربما يسأل احدا , وماذا عن استجواب الكتلة للرئيس في موضوع الرياضة ؟.
هذا التحول اسبابه واضحه للمتتبعين في الشأن الرياضي , فبعد ازمة العام الماضي كلف سمو الامير مباشرة وزير التنمية بمعالجة ملف الرياضة , وللحكومة ممثلة بالوزير الدكتور العفاسي كان لها موقف واضح من موضوع تطبيق القوانين الرياضية والعفاسي كان يعمل على تنفيذ القوانين قبل ان يصطدم بتكليف الفهد بهذا الملف , ومع ذلك قال الدستور بأن للفهد حق الرد في القاعة .
ولذلك لا ارى مبررا الى الان لمشروع الوثيقة الذي اطلقه النائب مسلم البراك والتي يراها الكثيرين ( واؤيدهم ) على انها ردة فعل على تشكيك كتلة العمل الوطني باحد الاستجوابات الاخيرة المقدمة للرئيس , الا ان ردة فعل هذه شديدة الى درجة أنها قد تؤدي الى انقاذ الفهد من الاغتيال السياسي , فالفهد يواجه استجواب محكم حاول التهرب منه لجوءا الى اللجنة التشريعية التي اكتشف الفهد بأنها سلاح قد ينقلب ضده , فلو تصورنا بأن ثقل الرئيس باللجنة ادى الى اضفاء شرعية دستورية على محاور الاستجواب فإن الفهد ( الذي اصر على اللجوء لهذه اللجنة بإشارة الى مصداقيتها !) سيكون عاجزا عن حتى محاولة رد الاستجواب اثناء المناقشة لأسباب تتعلق بعدم دستورية المحاور .
وعلى ذلك فإن الفهد لن ينقذه الا الاستقالة التي سيخسر معها الشئ الكثير الا انه لن يخرج خاسرا لكل شئ , فالاستقالة قبل المناقشة ستعطي الفهد الفرصة لإعادة بناء نفسه شعبيا , وبالتالي ستكون الاستقالة افضل للفهد من الاغتيال السياسي عبر مناقشة مكشوفة امام الناس وردود مناقضة لرأي اللجنة التي هرب لها الفهد نفسه , بالاضافة الى ان الاستقالة قد تكون واردة قبل التصويت على طرح الثقة .
وبالمقابل , فإن الوثيقة قد تلزم كتلة العمل الوطني بموقف من استجواب كتلة التنمية الضعيف وذو صبغة طائفية وحول احداث البحرين المختلف عليها اساسا بين التيار الوطني من جانب والاسلاميين من جانب اخر , وبالتالي فإن توقيع كتلة العمل الوطني على الوثيقة قد يؤدي الى موقف سياسي متعارض مع بعض مبادئ الكتلة , وبالتالي فإن الوقوع بمثل هذا الخطأ سيكلف التيار الوطني الكثير بحجة استغلال اول فرصة لاسقاط الرئيس .
بشكل عام , الاستقالة ستكون طوق نجاة للفهد , اما المحمد الذي نجح بتفريغ الاستجوابات بطرق غير شرعية فيجب ان تفكر المعارضة بحل لمشكلة استمراره على ان لا يكون الحل ترقيعي كما هو الحال بالاستجواب الغير مقنع المقدم من قبل الاسلاميين .
واؤكد على انني بنفس الوقت لا اشكك بنوايا البراك فمواقفه من الفهد والرئيس وغيرهم جيدة , الا ان الوثيقة اراها خطأ سياسي وبالتالي لا اتمنى ان تأخذ اكثر من حجمها .
هناك 4 تعليقات:
سبحان الله الاعذار جاهزه !!
ويعني احنا شفنا استجواب الفهد عشان نحكم عليه ؟
استجواب غير دستوري رغم احقيتهم في ذلك لكن شيء رياضه وشيء ماليه وشيء تنميه !!
العمل الوطني صافقتها صفق مع الرئيس :))
عزيزي حمد بغض النظر عن نواب الوطني و الشعبي والتنمية .. لا تظن ان نواب الرئيس المحسوبين عليه بالمجلس سيقومون بطرح الثقة بالوزير الفهد .. فالقرار بيد كبار الاسرة الذين باستطاعتهم ابلاغ المحمد توجيه نوابه إلى دعم الفهد او الامتناع على اقل تقدير .. مستحيل ان يقصي سمو الشيخ ناصر احمد الفهد بهذه الطريقة ..
بالنسبة للوثيقة هي لعبه سياسية محترفه ، فليس فقط استجواب الاسلاميين كان محل شك و تردد وترقب لموقف التكتل الوطني ، جميع التجمعات الشبابية بمختلف ميولها كان للتكتل الوطني موقف سيء منها .. تجمعات ساحة الارادة وساحة الصفاة كان لنواب التكتل مواقف مترددة مخيبه للآمال حولها .. فلماذا تستغرب هذا التشكيك الشبابي؟! خل نقولها بشكل واضح وصريح .. متى دعم التكتل الوطني اي تحرك سياسي له دور ثانوي فيه ؟! وعموما بإمكان نواب التكتل اعلان موقفهم من استجواب المحمد القادم بعدم طرح الثقة فيه بسبب هشاشه الاستجواب .. و تأييد الوثيقة بكل بساطة التي تطالب برحيل المحمد والفهد .. فبالإمكان الجمع ما بين الوثيقة وعدم تأييد الاستجواب .. خاصة مع وجود استجوابات مرتقبه من التكتل الشعبي ضد الرئيس !
على فكرة ، انا على يقين ان الطبطبائي وهايف والوعلان ، يعلمون علم اليقين ان المحمد ادى ما عليه تجاه الازمة البحرينية وان ظروفنا السياسة ادت إلى خروج الموقف الرسمي الحكومي بهذا الشكل ، ارى برأيي ان الاستجواب مجرد ضربة سياسية من المستجوبين لتحالف سمو الشيخ ناصر مع النواب الشيعه .. اول خطوة سياسية ذكية من الاسلاميين برأيي واول مرة يلعبون سياسه .. والا كنتيجة .. فهم يعلمون علم اليقين قبل تقديم الاستجواب ان نواب التكتل الوطني والنواب المستقلين كاحمد السعدون مثلا لن يدعموا الاستجواب .. وان اقصى حد يمكن الوصول له هو 11 نائب في كتاب عدم التعاون !
مرحبا عزيزي عبدالله العجمي
الاستجواب نشر في يوم تقديمه تستطيع الوصول اليه في ارشيفات الصحف , ومع ذلك اقول بأن لك حق في الاطلاع على المناقشة وللفهد حق الرد وحق التفنيد واثارة الشبهات بعدم الدستورية , الا انه على مايبدو ليس براغب بالاستفادة من هذه الفرصة لتبرئة ساحته على الاقل في قضايا الذمة المالية .
ودعنا من تبادل الاتهامات بأن هؤلاء عقدوا صفقة مع الرئيس او ان الاخر يريد فركشة توافق المعارضة لتوفير فرصة ومبرر لدعم الفهد مثلا وغيرها من الاتهامات التي تتعارض مع فكرتنا المتمثلة بتوافق القوى المعارضة لاسقاط الحكومة .
تحية لك
عزيزي عبدالله
فعلا الفهد خائف من المراهنة على طرح الثقة بل هو متخوف من النتائج التي قد تأتي بها اللجنة التشريعية حتى , ربما يضغط الان على الاسرة التي قد تضغط على الرئيس لتقديم ضمانة جيدة للفهد تبدأ بالتصويت في اللجنة التشريعية .
على الاقل ان استطاع الفهد الخروج بنتائج جيدة من اللجنة التشريعية فإن طرح الثقة حتى بدون الرئيس سيكون اصعب , فهو سيرفع الحرج السياسي عن النواب المتذبذبين .
بالنسبة لاستجواب الاسلاميين فهو يحرج حلفائهم بالمعارضة وتحديدا كتلة العمل الوطني , بالوقت الذي من المفترض ان يكونوا قد انتهوا من هذا الموضوع وتقدموا بمبادرات تجذب المترددين من النواب الشيعة كالدكتور حسن جوهر مثلا .
وربما تكون هناك فرصة لاستعادة الثقة الى التيار المعارض في حال لو تقدم الشعبي باستجواب محكم وجيد من الممكن ان يحقق اكبر قدر من التوافق .
اما خوض كتلة العمل باستجواب الاسلاميين للرئيس فهي سأعتبرها ميكافيللية مرفوضة وخروج عن مبادئ النزاهة السياسية .
تحية لك اخي العزيز
تصريح الدكتور حسن جوهر حول استجواب البحرين
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=116305
اتمنى فعلا ان تصل الرسالة وان لا يغامر الاسلاميين بالوفاق الجيد الى الان
إرسال تعليق