فالكويت الحالية تعاني بشدة في كل مجالات الحياة , الاعلام والتعليم , الصحة والاسكان , الكهرباء والماء , الغذاء وعدم توفر مصدر قومي للغذاء , النظام الاداري المتهالك , الامن الذي نخرته الواسطة والمحسوبية والتوصيات , استقلال القضاء , والاستغلال السيئ لموارد الدخل .
كل هذه المشكلات من المفترض ان تبدأ الامة ( مصدر السلطات جميعا وصاحبة السيادة في الدولة ) في ايجاد ارضية سليمة لمعالجتها , مستغلة المتوافر من الاسس السليمة الباقية , دستور جيد ولا يحتاج الا لبعض التعديلات البسيطة المتزامنة مع برنامج اصلاح شامل , وحكم مستقر وامير حاصل على الاجماع وبعيد عن الخلافات السياسية التي يشترك بمسؤوليتها بعض المرشحين للحكم بالمستقبل مما قد يؤدي ذلك الى حكم غير مستقر بالمستقبل لا كما هو الحال عليه الان .
وهناك المصدر الجيد والمؤقت للمال من الممكن الاستفادة منه لتغطية متطلبات المرحلة الانتقالية , مرحلة التحول من كويت البذر والاسراف والترف الى كويت العمل والانتاج و ذات التأثير والمكانة في المنطقة وفي العالم , فالوضع الان خطر جدا بسبب اعتمادنا على مصدر ناضب لا نمتلك حتى التحكم بأسعاره , وفي الحقيقة اتسائل فعلا عن الحال لو لم تدم نعمة النفط لهذه المدة ولو لم تحقق مثل هذا الارتفاع , ولو استمرت اسعار العجز التي عانينها منها ايام مرحلة اعادة الاعمار , وفي الحقيقة اتصور بأننا كنا قد نعاني من عطش او من مجاعة لولا لطف الله وستر مداخيل النفط .
على الامة ان تعيد النظر الى نفسها وما هي به من ترف سياسي , فنحن مشغولين بالتوافه وبالتافهين , وباتت دفة القيادة بيد الجاهلين من جماعات التعصب الديني والمذهبي والقبلي والفئوي وكذلك الطبقي بل وحتى التعصب الوطني! , ومنشغلين عن النظام السياسي المتقدم المتكامل , والذي يطلق من القاعدة الشعبية المنقسمة على اساس الفكرة والفكرة فقط , ويصل الى الحكم المحكم بكل مادة بل وبكل حرف دستوري , وطبعا مرورا بمجلس امة وطني منظم وملتزم بالاسس الديمقراطية الحقيقية , وبسلطة تنفيذية لديها ( على الاقل وباسوأ الاحوال ) مستوى جيد من الوعي بفكرة الديمقراطية وبالاسس التي بنيت عليها فكرة الديمقراطية .
وبغير ذلك , فالكويت زائلة !
هناك تعليق واحد:
اتفق معاك في اغلب مقالك الرائع
لكن التعديلات الدستورية قد تكون بسيطة في عدد المواد التي يجب ان تعدل
إلا أنها غير بسيطة وقوية ومؤثرة ، خصوصاً فيما يتعلق بتنظيم سلطات الدولة
شكراً على المقال.....
إرسال تعليق