لم تعد توجه الخطابات السياسية الا للشباب ، لان لا احد ابدى استعداد للاستماع غير الشباب.
مقالة جاسم بودي بها الكثير مما يستحق التعليق عليه. فمقدمته العاطفية لم تعد تؤثر بالشباب الذي كبر مع المعاناة وخاض بشكل مباشر بها ، بل اكتشف المزيد والأمَر منذ انطلاق الحراك وتحديدا في حادثة دخول المجلس والى اليوم ، اكتشف معاناة اكبر وامر يحتاج للشكوى اكبر مما دعاه للشكوى من قبل.
كانت القضايا تراوح بين المطالبة بمحاربة الفساد وايجاد مصادر بديلة للدخل ، او ايقاف العبث بالبرلمان او تحريك عجلة التنمية لحل المشاكل اليومية. والان اكتشف الشباب ان هناك مرتع اسمه القوات الامنية بإستثناء المخلصين للمجتمع من منتسبي سلك الشرطة.
بعد المقدمة العاطفية اثار بودي مسألة ترخيص المسيرات مذكرا بسابقة ترخيص احدى المسيرات ، وكإن الحكومة لم تقم بترخيص تلك المسيرة لذر الرماد.
المسألة مفهومة وواضحة ، فمن لم يتعامل مع المسيرات بالطريقة الملائمة عبر الزام القوات الخاصة بالتعامل وفق الاسلوب المتبع دوليا مع المتظاهرين السلميين ، عبر تأمين خط المسيرة ومراقبتها لمنع اي خروقات او تجاوزات تهدد حياة احد او ممتلكات احد. من لم يسعى للحرص على التعامل السلمي هو طرف يريد وأد الاعتراض ، والقائمة تطول بدءا من التعدي على ديوان الحربش والى ملاحقة فيصل المسلم القضائية وغيرها الكثير مما لاحاجة لاستحضاره.
ثم تحدث عن التجاوزات اللفظية في تويتر ، متناسيا ان تويتر نافذة لكل من يجلس في بيته ، وبالتالي هي اداة لم تعد تناسبها الفكر القانوني البالي ، فبالسابق كانت الحكومات تمنع كل ما تفقد السيطرة عنه كمنع الصحف او المجلات صدورا او نشرا او حتى القادمة من الخارج ، وكانت تمنع التجمعات او تمنع تأسيس الجماعات اي بشكل عام ، كانت تملك القدرة على السيطرة على ما يقال من خلال سيطرتها على ما يسمع.
المواقع الالكترونية قلبت الطاولة في وجه هذه الطريقة البالية ، كان على الحكومات ايام رخاءها ان تقوم بزرع ثقافة بناء القناعة من خلال زرع الحرص بالتحقق من الادلة والتيقّن من نزاهة الناشر وغيرها من اسس الاقتناع بدلا من ان تمنع لتسيطر وتوجه حسب الادوات التي كانت تؤهلها لقيادة الاعلام. الامر اختلف الان ، مما افقدها السيطرة عن الاعلام بعد تطوره الكبير.
كان من المفترض ان يكون الانسان الكويتي قادر على التفريق بين النقد والاساءة او الشتيمة ، هذا ما لم تحرص الدولة على زرعه في الانسان الكويتي رهين اعلامها وتربيتها لاجيال!. والنتاج الان وجد نافذته على العالم وهو من يحاسب لا السبب!. هذا مما لا يريد بودي ذكره!.
ويستمر بودي بمغازلته المبطنة بالطعن للشباب شارحا مشككا بتبعية الشباب للنواب ، متناسيا المبادرات الشبابية العديدة التي تجاهلها ولم يتفضل بتبنيها بجريدته ، تلك الوثائق التي اعلنت اهدافا اصلاحية من بينها ما يراد منه اصلاح البرلمان و وضع اسباب التغيير في البرلمان ثم الحكومة وهي المطالب التي اعترض عليها الكثير من نواب كتلة الاغلبية المنحلة اصلا. تجاهلوا التحرك الاكثر سلمية والان عادوا ليمثلوا علينا دور الحكمة والحرص!.
جاسم بودي يريد للشباب العودة للزمن الجميل ، الزمن الذي ادى بنا الى هذه الرداءة التي نعيشها يوميا ، ويبدو انه نسى فعلا اننا نعيش اليوم نتاج ذاك الزمن الجميل، زمن السكوت والقبول بما تضعه السلطة امامنا.
ليحتفظ جاسم بودي بعاطفته لنفسه ان لم يكن لديه شئ يخاطب عقولنا او له ان يوجه خطابه العاطفي للسلطة علها ترأف بحال شباب الوطن وتوقف العبث بكل نقطة قدرة تمتلكها الدولة!، فما نعايشه لم يعد يحتمل الخطاب العاطفي العتيق الذي لم يعد له مكان عند الشعوب التي تسعى لايقاف عبث سلطاتها.
رابط المقالة
http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=406214&date=11012013
--------------
ثقتي بالزملاء المدونين خالف تعرف وشقران و kuwaiti-cool كبيرة وارفض اي تشكيك بالزملاء الافاضل فقط لأن لهم وجهة نظر معينة ببعض تكتيكات الحراك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق