ليس امام مرسي الان الا اشراك الخصوم في القرار من اجل لملمة الاطراف السياسية للتضيق على حركات الشغب المسيطرة على بعض المحافظات المصرية ، فالامور تسوء والاخوان في محك مع تجربة ثالثة بالنسبة لهم بعد السودان وفلسطين ، فإما ان تركن الى الفشل واما ان تقدم نموذج اقرب للاردوغانية ، ولايمكن ان تنجح الا خلال العمل على حشد اكبر قدر من التوافق.
مصر اما ان تعبر ازمتها بالحكمة وبالحوار وبالتنازل في التفاوضات ، واما ان تسوء حالها اكثر لسنوات طويله وقد تقسّم على الطريقة السودانية العراقية السورية.
وبغض النظر عما ان كان هناك مشروع دولي متعمد لتفتيت دول المنطقة وقد يأتي الدور على السعودية في المستقبل ، فإن المميزات التي من المفترض ان تؤدي الى المزيد من التقارب العربي اكثر. لكن قدر المنطقة ان تكون بعيدة عن الحوار الصادق بين الخصوم السياسيين في كل حارة عربية او ربما في كل مقهى عربي.
على الاخوان تقديم تنازلات ، وعلى القوى المعارضة ان تبتعد عن حسبات التنافس الانتخابي والتخطيط للمستقبل الانتخابي، فالتضحيات هي ماتحتاجه مصر الان ، وسيدوّن التاريخ هذه المرحلة والمؤثرين على القرار فيها.
الاخوان نجحوا بالانتخابات ، اذن فإن الحديث عنهم بمعزل عن الشعب المصري هو تسطيح للمشكلة مما سيبعد المجتمع المصري اكثر عن الحل ، والحديث عنهم بهذه الطريقة هو تحجيم كاذب ومغلوط وسيؤدي لبناء مبني على معلومات خاطئة ، فتجربة الاخوان مع الاغلبية مثبتة بالانتخابات البرلمانية التي كانت تجري قبل سنوات وفي ظل نظام حكم مبارك.
على القوى السياسية العمل على تغليب المصلحة الوطنية في اجتماعاتها مع الرئاسة ، وعلى الرئاسة والاخوان من خلفها الدخول للاجتماع بروح تفاوضية صادقة ، بغير ذلك فالحل سيزداد تعقيدا وستستمر معاناة المصيريين لمدة اطول وستسوء الاحوال اكثر برأيي. فالداخل المصري مستهدف من قبل دول المصالح ومن قبل ايضا فلول النظام السابق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق