هكذا كانت عندما نفذنا اضراب اليومين في المباحث الجنائية ، في المساء بعد ان ابلغنا بأمر ترحيلنا من المخفر الى المباحث الجنائية توقع الاخوة بأن معاملة سيئة سنلقاها في الجنائية ، فلم يكن هناك مبرر لنقلنا برفقه موكب من الدوريات ونحن الثلاثة مكبلة ايادينا وارجلنا، الامر الذي دعاهم للتشاور حول الاضراب.
وقد اعترضت في حينها على قرار الاضراب واقترحت الانتظار الى ان نرحل الى هناك ثم ننظر بقرار الاضراب حسب ما نلقاه من معاملة.
وصلنا ودخلنا النظارة ، وبغض النظر عن مهانة المكان ، كنا ننادي من يمر من افراد المباحث طلبا للماء ، فمن كان معنا في النظارة من المحتجزين كانوا يحذرونا من استخدام القناني الموجودة على اعتبار انها ملوثة.
بتنا الليلة دون ان يستجيب احد من افراد المباحث لنداءاتنا و استمرينا بلا ماء او طعام الى صباح اليوم التالي حيث احضروا علب طعام وعصير ولم يأتينا احد لتغيير الماء او القناني ، استمرينا بالاضراب الى حين خروجنا في مساء اليوم الذي يليه.
باليوم الاخير ، احسست بإعياء جعلني اقضي اليوم كله ممتدا على الفراش ، ولم اكن اتحرك الا للاغتسال او للخروج الى النيابه او الى الجهات التنفيذية الاخرى للتصوير ولاخذ البصمات وما شابه. فكان شريكي في القيد خالد الديين يمسك بيدي خشيه من وقوعي اثناء سيرنا وقد لاحظ هذه المرة بطئ خطوتي.
لا اعرف كيف مروا هذين اليومين ، ولكن استطيع ان استشعر شيئ من معاناة عبدالحكيم الفضلي الذي دخل يومه العاشر او الحادي عشر في الاضراب، ولست ايضا اتخيل اعياءه لخمسة اضعاف ماعانيت منه!.
اتمنى ان يمر اعتراضه بخير ودون ان يتلف شيئا من جسمه ان لم يقتله الاضراب!.
عبدالحكيم الفضلي رجل قضية رفع رايتها بسلمية ، لم يجنح للعنف وما الى ذلك ، لأنه مؤمن بأنه صاحب حق ، ولأنه مؤمن بأن عين العدالة المطلقة رأته ولازالت تراقبه!.
لايوجد مبرر لسجنه هو والاخرين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق