الأربعاء، 31 أغسطس 2011

عاجل .. إنجاز موثق .. إستجواب مرشح محتمل

انشر هذا العنوان كتحديث على المقالين الاخيرين الذين كتبتهما فجر اليوم والامس ..

فقد تناقشت بذات الموضوع بطريقة عميقة بمحاورة اشبه بإستجواب مرشح مع المرشح السابق والمحتمل خالد عبدالحميد الزامل للتحقق من نزاهة اي مرشح وهو حوار مثير فعلا وشخصيا اعتبره انجاز موثق !..

أدعوكم للإطلاع عليها على الشبكة الوطنية الكويتية على الرابط التالي وخصوصا ما اثير بالصفحة الثانية من المرشح السابق و المحتمل ومني وتحديدا بالمشاركات رقم ..

8
13
14
15

الرابط :

معالجة جذرية لمشكلة اللا نزاهة البرلمانية !

كل عام وانتم بخير , وعساكم من عواده ..

اكتب هذا الموضوع الذي يدور حول ما تحدث بالمقال السابق عنه .

ليس من الصعب التحقق من نزاهة المرشح الا بحالات قليلة , فإقتباس البرامج ورفع الشعارات والظهور الاعلامي والتمثيل السياسي على الناس باتت مهنة المكشوفين , فالمشكلة الاولى ليست هنا وهناك من ادعى الانحياز لحقوق الناس وهو الذي قد عرض على احد البنوك شراء سكوته بمليون دينار في قضية ثارت بالشارع بعد طرد البنك لهذا الناشط !.

وموضوع البرامج ليست بتلك المشكلة التي نتحدث عنها الان , وانما تتمثل المشكلة في نزاهة المرشحين وطريقة التحقق منها .

كل من يرغب بخوض الانتخابات من المفترض ان يبحث الناس اولا عن مصادر امواله , فالانتخابات باهضة الكلفة وليس من السهل التصور بأن من الممكن ان يخوضها احد من غير التجار او ممن ليس لهم اي جهات شعبية داعمة كالجمعيات والنقابات والاحزاب , فمن لا يملك المال او المديون بقرض اسكاني كبير وهو ليس الا موظف , كيف سيخوض مثل هذه الانتخابات و من اين له المال ليعاود الكرة , وما الذي يدعوه لخسارة امواله في انتخابات غير مضمونه النتائج ؟ .

مثل هذا النوع من الناس هم من اسميهم بالمرشحين الغير معقولين , فلو نفترض بأني موظف في وزارة الاعلام ولدي قرض اسكاني يبلغ 70 الف + الفوائد , ولدي اسرة تتكون من 4 ابناء , فمن أين سآتي بالمال لخوض الانتخابات التي اخسرها واعاود الكرة مرة اخرى ؟.

هناك عدة اجابات على هذا السؤال :

اما ان يكون هذا المرشح ( حصل على ورث ) وبالتالي فإنه يصرح ويجيب على اسألة الناس وبما لديه من ادلة .

او ان يكون هذا المرشح مشتغل بالتجارة وبالتالي مخالف لقوانين حظر الجمع مابين الوظيفة الحكومية واي وظيفة اخرى , وهنا تجريح بنزاهته .

او ان يكون من جماعات التربح السريع عبر الشركات الوهمية وتجارة الاقامات وهنا تجريح بنزاهته .

او ان يكون من مخالفي النظم والقوانين من جماعات المحسوبية والواسطة على حساب العدالة وهنا تجريح بالنزاهة .

او ان يكون مسنودا ماديا من هذا الشيخ او ذاك التاجر او هذا المتنفع , او ان يكون مستفيدا بالمناقصات التي تساعده الحكومة فيها وهنا تجريح بنزاهته .

هذه الحقيقة تفتح باب السؤال عن مصادر الاموال , من اين تأتي وان كانت متوافرة فما الداع للاقتراض من البنك لبناء بيت مثلا !, والعديد من الاسئلة الاخرى التي باجابتها قد نكتشف اكثر المتمصلحين والوصوليين الذي يسعون لاغتناء السريع عبر صلاحيات كرسي النائب .

والامر ينطبق على الاخرين من المستفيدين شخصيا من كرسي البرلمان سواءا كانوا من الطائفيين او القبليين او الفئويين او المرتزقة .

ان الانتخابات في الكويت هي حكر على التجار دون غيرهم , فالتنظيمات السياسية عاجزة عن دعم الكفاءات الفقيرة او المتوسطة التي لا تقدر على المنافسة الانتخابية بسبب الكلفة العالية .

و ليس بالضرورة ان اعني بما قلته بأن الانتخابات في الكويت يحتكرها التجار بأن هذا الوضع طبيعي , بل على العكس , فكيف يمثل النائب التاجر الناخب من طبقة العمال الكادحين ؟ , او كيف سينحاز التاجر للطبقتين الوسطى وذات الدخل المحدود اللتين تعملان على التشديد على رفع التجار للأسعار ورفضهم للاحتكار .

وهناك سؤال اخر يتبادر , كيف سيعوض التاجر ما خسره من اموال صرفها بالانتخابات ؟؟, بلا شك ان هناك ما يعوض تلك الخسارة بل وربما يحقق الربح ايضا .

المشكلة معقدة وليس من السهل حلها وان كان هنالك ما قد يعين في تنظيف قوائم المرشحين مثل التدقيق في اوضاع المرشحين المالية .

المشكلة معقدة لأن حلها يتطلب معالجة شاملة لاسلوبنا السياسي بالمشاركة في الحكم , فنحن بحاجة الى ما ينظم هذه الفوضى من خلال تشجيع العمل الحزبي وتطويره , حتى يستقوي الناس بحزب يجمع منهم الاشتراكات والتبرعات ويقدمها لدعم من يراه من الكفاءات التي لا تمتلك اموال الانتخابات , على ان تكون الاحزاب مراقبة ماليا من الدولة , هذا ما سيوفر للطبقة الوسطى فرصة ايصال الكفاءات النزيهة التي لا يهمها اكتناز المال , والمبتعدة الى اليوم عن الخوض الانتخابي لعدم رغبتها الوقوع في فخ الحاجة المادية لتغطية التكاليف الانتخابية , هذه الكفاءات النزيهة التي لا تريد سوى العمل للبلد وللمواطن وتكتفي بالمميزات المالية الشرعية المخصصة للنائب , والكفاءات التي لا تريد الوقوع في فخ التعصب للفئة او القبيلة او الطائفة او للواسطات , لأن كل اساليب الوصول هذه تؤدي الى تجريح في نزاهة المرشح .

الاثنين، 29 أغسطس 2011

على اي اساس تختار ممثلك ؟

اسباب الرشوة في مجلس الامة حاضرة ..

فالدفيعة حاضرين ومرضي عنهم بدليل شيكات سمو الرئيس واستمراره بالمنصب بالرغم من كل تلك الفضائح المعلنة وبالدليل المادي , وهنالك نواب قبيضة بدليل مسلسل فضائح التنفيع المعروفة والمرتبطة ايضا بمواقف بعض المشبوهين فيما يثار في مجلس الامة وخصوصا في جانب الرقابة البرلمانية .

بل إن ال 25 مليون هي ليست سوى رشاوى ( لتمرير ) بلاوي زرقة حسب تعبير إخوانا المصريين ! .

لن أسأل من هم اطراف هذه الجريمة , وإنما أسأل ..

كيف لهؤلاء أن وصلوا الى قبة البرلمان عبر صناديق الانتخابات ؟ ..

كيف مروا على كل هذه الارقام الكبيرة التي فرضها نظام الدوائر الخمس ؟ , كيف يختار ويقرر الناس وبماذا يفكرون ؟ , بكيس لحم مثلا ؟!.

اينما ذهبت استمعت الى انتقادات توجه لنواب الشبهات , ومن النادر جدا ان التقي من يمتدح احد من هؤلاء , ومع ذلك فإن للفساد اغلبية برلمانية رغما عن انف الاصلاح .

إن الناس مطالبين بمراجعة طريقة اختيارهم لممثليهم , فوصول الفاسدين و شيوع شبهة الرشوة به دليل على أن الاغلبية تسير بالاتجاه الخاطئ , وتقرر بناءا على معطيات خاطئة , ولذلك لابد من المراجعة , ولابد من تفعيل النشاط الشعبي التوعوي لمساعدة الناس على اختيار الحسن من المرشحين .

والسؤال الذي يبحث عن اجابة , ماهي الاسس التي تختار ممثلك بناءا عليها ؟

وكيف تقارن بين المرشحين لتختار ؟؟.

الأحد، 21 أغسطس 2011

لا تسكتوا عن طلال الفهد

امرت النيابة بحجز النائب محمد هايف لرفضه دفع الكفالة بسبب القضية المرفوعه ضده من الحكومة وهي القضية التي استنكرها جملة وتفصيلا واعتبرها تعدي سلطوي سافر ليس على حرية التعبير وانما على حرية الاستفسار والسؤال ( الاستفتاء) .

----------------------------

طلال الفهد يعد بخوض الانتخابات البرلمانية وفق نظام الدائرة الواحدة - الرابط

والمذكرة التفسيرية نصت على التالي :

وإيراد هذا الحكم الخاص بتعيين وزراء من غير أعضاء مجلس الأمة ، مع تعمد ترك ما تتضمنه الدساتير الملكية عادة من نص على أن ' لا يلي الوزارة أحد أعضاء البيت المالك ' أو ' أحد من الأسرة المالكة ' يؤدى إلى جواز تعيين الأسرة الحاكمة وزراء من خارج مجلس الأمة . وهذا هو الطريق الوحيد لمشاركتهم في الحكم نظرا لما هو معروف من عدم جواز ترشيح أنفسهم في الانتخابات حرصا على حرية هذه الانتخابات من جهة، ونأيا بالأسرة الحاكمة عن التجريح السياسي الذي قلما تتجرد منه المعارك الإنتخابية من جهة ثانية.
ويشفع لهذا الاستثناء في أسلوب الحكم البرلماني بالنسبة إلى الكويت بصفة خاصة كون الأسرة الحاكمة من صميم الشعب تحس بإحساسه ولا تعيش في معزل عنه . كما يشفع له أيضا كون عدد سكان دولة الكويت قد استلزم الأخذ بنظام المجلس الواحد . فلم يعد هناك مجلس ثان (مجلس شيوخ أو مجلس أعيان) يمكن لأعضاء البيت الحاكم الإسهام عن طريق التعيين فيه في شئون الدولة العامة .

انتهى الاقتباس .. الرابط

--------------------------------

وحتى لو افترضنا أن المذكرة التفسيرية لم تبين موقفها من موضوع ترشح أبناء الاسرة الحاكمة بالانتخابات البرلمانية , وقد كنت بصدد كتابة مقال عن هذا الموضوع ودون العودة للمذكرة التفسيرية ولا للدستور , لأن الموقف الرافض لترشح ابناء الاسرة الحاكمة هو موقف بديهي مبني على أساس قد يفوت طلال الفهد وقبله اخيه احمد الفهد لعدم فهمهما لفكرة البرلمان , ولكني استنكر سكوت الاسرة الحاكمة وتحديدا ذرية مبارك الصباح عن مثل هذا التصريح !.

ان البرلمان هو مكان يجتمع به طرفي العقد الاجتماعي - الدستور - أي السلطة ممثلة بوزراءها من جانب , والنواب ممثلي الامة في معادلة تعبر عن المشاركة الشعبية بالحكم في الكويت , فكيف يشارك الحاكم نفسه بالبرلمان ان افترضنا ان طلال الفهد وغيره سيترشحون مستغلين مكانة الاسرة في قلوب الكويتيين , ولنتخيل هذه الفرضية في حال لو كانت الانتخابات في الكويت تجري وفق قوائم وبالتمثيل النسبي وقد ترشح الفهد بقائمة تمثل الاسرة بالانتخابات ان افترضنا صحة مزاعمهم بأن الدستور لا يمنع , فهل سيحقق الحاكم اغلبية برلمانية تراقب اداءه وتفرض تشريعاتها عليه وهي التي تنحدر من صلبه ؟!, وعلى اي حال فإن المذكرة التفسيرية واضحة بأن فتح المجال للتوزير من خارج مجلس الامة سببه الرغبة بالسماح لابناء الاسرة الحاكمة بالاشتراك بالعملية السياسية .

لم يكن من المفترض ان تسكت الاسرة عن الرد على مثل هذا التصريح , ولم يكن من المفترض ان يسكت نواب الامة عن الرد على مثل هذا التصريح الذي يعبر عن رغبة احد ابناء الاسرة الحاكمة بالتعدي على حقوق الامة المتمثلة بالمشاركة الشعبية , وبالانتخابات النزيهة الغير موجهة وبلا تأثيرات عليها من الحاكم .

إن ما يحصل من تجاوز على مكانة الامة الدستورية في عدة مواقف هو امر ليس بالهين ويستحق وقفة من النواب وبالاخص النائب احمد السعدون الذي يعبر رمزيا عن الحقوق الشعبية حتى وان اختلفنا معه في بعض المواقف .

السبت، 20 أغسطس 2011

يا أهل الكويت .. وبعدين ؟!

وما خفي كان أعظم ..

وما خفي كان أعظم ..

كيف تسير الامور في الكويت ؟, والى متى يستمر سيل الفضائح التي لم تحرك شعرة من بعض الساكنين ؟!, بل ان من يتابع مسار مواقف وتصريحات بعض النواب الحكوميين يرى أن صوت الخنوع يتعالى بإستمرار وكأن القواعد قابلة بما يحصل .

فضيحة منشورة على جريدة القبس الرابط ..

يا أهل الكويت ..

واللي يرحم والديكم تعقلوا تعقلوا ودعوا عنكم بقية العقد ..

فالكويت بحال أشد سوءا من احوال مصر بالرغم من مدخول الكويت النفطي الجيد , نعم اوضاعنا اسوأ من القاهرة ومن بغداد بالرغم من معاناة تلك العاصمتين , فالقاهرة وبغداد لديهم مالديهم من المياه الصالحة للزراعة والتي من الممكن استغلالها اليوم او غدا او بالمستقبل البعيد في تحقيق الاكتفاء الغذائي وبالتالي فإن الناس ستعيش .

هنا ليس لدينا سوى النفط , ( بيع نفط واشتر أكل ) , ماكو نفط ماكو اكل , ماكو ناس عندها فلوس تشتري نفط ماكو بيع ماكو اكل , وبالتالي فإننا بحاجة فعلا لاستغلال مداخيل الدولة لتحقيق امن غذائي ضروري وملح لتستمر الكويت , والدولة مطالبة ايضا بالحفاظ على المياه الجوفية كمخزون استراتيجي طالما ان البديل متوفر , فعينات مياه كاظمة باتت توزع بالدواوين !! .

بصراحه , مليت من نكدية كتاباتي , ومليت من التشاؤم , ولكن لايجب ان نتغافل اهمية قراءة كل السيناريوات الممكنة , وعلينا ان نضع حد ادنى للفشل .

علينا ان نتعقل وان ننتبه الى ما نحن فيه من ترف مخيف مبني على اساس ضعيف جدا لا نمتلك القرار فيه وهو النفط .

في الحقيقة لا ادري عما اكتب , اكتب عن السرقات ام عن رائحة السرقات والمتمثلة بشبهات الرشاوى المليونية ! , اذا الرشاوى بعشرات الملايين فكم تبلغ قيمة السرقات ؟!! , او اكتب عن التخلف التشريعي المتمثل بالزيادات المبالغ فيها دون ان يكون التفكير والعمل باتجاه الحفاظ على انخفاض الاسعار وباتجاه محاربة ارتفاع الاسعار المبالغ فيها كما هو الحال في موضوع السكن ؟.

اسمحوا لي ان اكون صريحا معكم ..

الكويت تضيع ..

بإرادة امتها وقيادتها !..

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

انانية الالحاد واهمية التدين


ليس من السهل اتخاذ قرار بالتبرؤ من ديانة معينة والتغير للإعتقاد بديانة اخرى او بمذهب اخر , فمثل هذا القرار من المفترض ان يتخذ بناءا على بحث دقيق في كل الديانات ومن ثم المقارنة , فمن يتشكك بدينه فإنه سيبحث ( جادا ) عن البدائل المتوافرة والتي يأتي الالحاد في مؤخرتها .

فمن يطلع على وعود الديانات بالنسبة لموضوع البعث بعد الممات لن يكون سهلا عليه التخلي عنها وعصيان ( الرب الذي تشير اليه هذه الديانات ) الا ان كان متحققا مما اختاره .

وعلى ذلك , فإن من البديهي ان يكون كل من اختار الالحاد مستعدا للاجابة على بعض التساؤلات الملحة التي تطرح نفسها , لأن الملحد هو شخص مختلف حيث انه اختار ( بعقله ) طريق مختلف مبني على ( نظريات ) فقط , تاركا ومنتقدا ورافضا او كافرا بنظريات اخرى تدعمها حقائق علمية ثابتة ليس المجال للحديث عنها هنا الان !, ولا اعتقد ان هنالك من يفضل النظريات على النظريات + الحقائق الا ولديه شيئا ربما لا نعرفه .

وفي الحقيقة كنت احاول تخيل اجابات الملحدين على بعض هذه التساؤلات , فمثلا , كيف سيكون شكل العالم لولا الايمان بالعدالة المطلقة التي تنتظرنا جميعا كما يتفق على ذلك اغلب المتدينيين من المسلمين الى المسيحيين واليهود والبوذ والمجوس وغيرهم ؟, فكيف سينتظم الناس ان لم يقنعوا بفكرة البعث بعد الممات او بالعدالة المطلقة وباقتصاص الحقوق وغيرها ؟.

فما الذي سيمنع السارق من السرقة ؟ ومن الذي سيحد من تصرفات النافذ ؟, القاضي مثلا من اين سيأتي بضميره ؟ , ولو افترضنا ان الضمير من مكونات الانسان ولا علاقة للدين به فاسأل , ما الذي يدعو القاضي لتحكيم ضميره ؟.

والعديد من الاسئلة التي تبحث عن اجابات الحادية مثل الامل , ماهو الامل وما الهدف منه وكيف سيكون شكل الناس خصوصا من يعانون في حياتهم من دون هذا الامل ؟ , فإن لم يكن هنالك امل فما الذي يدعو الناس للتصبر على بلاءاتهم ؟.

وماذا ايضا عن التكافل الانساني ؟ لماذا اتبرع هنا وهناك ؟, ما مصلحتي من ان يحيا شخص آخر في مكان بعيد او ان يتغذى او ان يتحصل على كسوة ؟ , ما الذي يدعوني للتعاطف مع هؤلاء لم لا اهتم بحياتي وبما يضمن استمرار بقائي اطول الامد قبل ان اتحول الى لا شيئ ؟.

إن الايمان بفكرة البعث او بالعدالة المطلقة وبغض النظر عن الديانة , والشعور بالامل وبالقدرة الخارقة القادرة على التغيير , بالاضافة الى مبدأي الثواب والعقاب كلها حاجات اعتبرها نفسية واجتماعية واخلاقية واقتصادية لما لها الاثر في نفوس الناس وفي علاقاتهم مع بعضهم البعض , و الالحاد يعجز عن سد هذا الفراغ والاعتقاد بصحة النظريات التي يقوم عليها الالحاد هو قبول بالانانية وحرب على التضحية وعلى التكافل والتعاون الانسانيين , فهل يقبل العقل بهذه فعلا ؟!.

الاديان هي ضرورة كونية وحاكم جيد للأخلاق التي تؤثر بشكل مباشر بالعلاقات الانسانية .

الجمعة، 12 أغسطس 2011

لمى العثمان واحمد الديين .. والليبرالية الاجتماعية

كتبت الاستاذة لمى العثمان مقالة بعنوان الى التيار التقدمي : إنه عصر الليبرالية الاجتماعية , وتعلق فيها على ماجاء في تعريف التيار لنفسه .

المقالة من وجهة نظري تضع النقاط على الحروف في ظل تخبط مايسمى بالتيار الوطني وهي من اهم المقالات التي كتبت بالفترة الاخيرة , وطبعا لا انسى فضل التيار التقدمي الذي ظهر بشكله الفكري الصريح الذي سيساهم في اصلاح الفوضى السياسية في الشارع الكويتي , فيكون الاختلاف على اساس الفكر لا الدين ولا القبيلة ولا الطائفة كخطوة اصلاحية مهمة , ثم ما بين الاختلاف على الاسس التعصبية وبين الاختلاف على الاساس الطبقي الذي اتى التيار التقدمي لإنعاشه في ظل استفراد النيوليبرالية , يكون الفراغ اكثر وضوحا و الذي اتت لمى العثمان لسده في محاولة لتلافي سلبيات كل من التجربتين والاستفادة من التجربتين بنفس الوقت .

الا ان مشكلة تعيق الليبرالية الاجتماعية تتمثل بعدم قدرتها ( بأخلاقها ) على المنافسة بين قطبين يقسمون بينهما سوء النفوس الطاغي على البشرية لطبيعتها المادية , لأن من الصعب جدا اقناع الفقراء بعدم الانحياز لتيار الاستفادة من مقدرات الدولة قدر المستطاع , بالاضافة الى صعوبة اقناع النيوليبراليين بالتنازل عن الربح السريع والاكتفاء بالربح الهامشي لصالح المجتمع , وبالتالي فإن معركة الليبرالية ( الاجتماعية ) ليست بالسهلة لإصطدامها بطرفين قويين بالاضافة الى المتدينين الغير مستعدين للتنازل عن الفكرة السياسية الدينية , وطبعا السلطة التي تسعى للسيادة والتفرد بالحكم .

والمشكلة الاخرى تتمثل بإرتباط استمرار هذا التوجه بإستمرار قطبي الاقتصاد اليسار والنيوليبرالية , فهي لن تكون مشكلة عندما تؤثر هذه ( الاقلية إن افترضنا ) على القرار بالاضافة الى قدرتها على الدخول في مفاوضات مع ايا من الطرفين لدعم توجهها الوسطي حسب القضية المطروحه , وانما تتمثل المشكلة في عجز الليبرالية عن التماسك في حال لو سقط احد القطبين ( وبالتالي تعجز الليبرالية عن المبادرة ) او كلاهما مما سيؤدي الى اختراقات وفوضى داخلية او صراعات داخلية لعجز الليبراليين عن احكام السيطرة على سلطة القرار في تجمعاتهم ولعدم توافر ادوات الدراسة واليقين عند بعض المواقف .

هي النظرية الافضل ولكنها تعاني من مشكلات على ارض الواقع .

*ربما اتحدث غدا عن بعض ملاحظاتي على التيارين اليسار والنيوليبرالية لإثبات ما يعانيانه من تعصبات !.

الأحد، 7 أغسطس 2011

النائب محمد هايف وخطاب الهذيان !

أعتقد بأنه يستحق أكثر من وصفه بالهذيان , فقد قلبت استفتاء النائب محمد هايف ولم اجد له أي مبرر واحد حتى !.

ماذا لو افتى احد المشايخ بهدر دم السفير السوري ؟ ما الذي سيجنيه النائب محمد هايف ؟.

فهدر الدم لن تكون له علاقة بالاحكام القضائية لو افترضنا بأن النائب سيتوجه الى المحكمة في الكويت , اضف الى ذلك تمتع البعثة الدبلوماسية بحصانة وبالتالي من العبث الحديث عن محاكمتهم امام محاكم الكويت , وحتى الجانب الشرعي بالموضوع فالرسول لا يقتل والبعثة الدبلوماسية هي مرسال بغض النظر عن المرسل!.

الاستفتاء لم يكن سوى هذيان او ربما حالة من الاندماج بالخطاب الديني الذي سيطر على عقل النائب , وارجو ان لا ينتفض أحدا بسبب وصفي لكلام النائب الفاضل بالهذيان , لأن قراءة الخطاب بهذه الطريقة تخفف فعلا من مشكلة الخطاب , فوصفه بالهذيان افضل من وصفه بالارهاب او اخافة السفير بفتوى اهدار دم قد ينفذها احد الناس المتأثرين بالشارع !, فالسيد محمد هايف هو نائب مجلس امة وبالتالي هو من النخبة التي تحسب كلمتها ولكن , هذا هو مجلس امتنا فقد اعتدنا منه مثل هذا الهذيان !..

على الهامش : لن اعلق على كلام النائب حسين القلاف فهذا الرجل قد رفع عنه القلم واعتقد بأنه يستحق جديا المتابعة النفسية!


السبت، 6 أغسطس 2011

خوااااااااااااااااارة

الله يسامحكم يا ناخبي الدائرة الثانية على اللي سويتوه فينا , لا ووحدة وطنية بالتلف! , يعني الشيعة وعدنان المطوع والليبراليين والخالة سلوى الجسار والتجار والخرافي والقبائل ودميثير والسلف والشاب اللطيف محمد المطير , بس حدس اللي جنه براءة الحربش زين لو بس الله يفكه من الطائفية !, ويا ناخبي الدوائر الاخرى ترة هم انتو ماقصرتوا فينا وانا بعد وياكم والا في احد يصوت حق رولا الا سحقا لصوتي اللعين ؟! .

المطير وما ادراك ما المطير , مايبي فريق فني يحضر ليبحث مع الكويت الوضع الفني لمنطقة اقصى شمال الخليج وتحديدا بين بوبيان وخور عبدالله والفاو , فبدلا من ان يساهم بالدعوة للتعاون الفني قبل حتى الصراع او الاتفاق السياسي ليستغل المشروع ليكون نواة تأسيس نموذج جديد من العلاقات من اجل التعايش والسلام , رفع سيفه البتار وزبد مدافعا عن الحق السيادي الكويتي واصفا ساسة العراق بأقزام بغداد !, ويقول ان الكويت لم تعد ككويت 90 واقوله ان نعم الكويت ليست تلك الكويت وانما الحال اردى ! - رابط الغثا .

في الحقيقة لا اعلم ماذا اقول , فوضع النواب يختلف عن الوزراء , الوزير عليه مسؤولين تستطيع الكتابة مخاطبا لهم , اما النائب فأمره بيد الامة وهذا الامر منظم بالانتخاب كل اربعه سنوات , يعني جاثم على صدورنا وهو الذي لم يكن من المفترض ان ينجح من الاساس .

ماني مكمل ضغطي ارتفع وبشربلي سيجارة لا بارج الله بذيج الساعه !!.

الجمعة، 5 أغسطس 2011

تساؤلات مشروعه حول ثقل علي الخليفة

كثير هي التساؤلات عن موقع علي الخليفة باسرة الحكم خصوصا , فهو لم يمس يوما بالرغم من تورطه بالعديد من الشبهات احداها ورود اسمه دون ان يستجوب في قضية الاعتداء على عبدالله النيباري وحرمه , فالبحث والتحري اثبتا ان اتصالا اجراه المتهم بعلي الخليفة بعد دقيقتين من قيامه بالاعتداء على النيباري وحرمه .

وعلي الخليفة هو من كان وزيرا للنفط في عز السرقات النفطية الشهيرة بإسم قضية الناقلات , وعلي الخليفة كان وزيرا للمالية ومحتكر التوقيعات في الهيئة العامة للإستثمار ايام الغزو العراقي البائد , وعلي الخليفة هو من تورط اسمه وتم تقديم بلاغ ضده فيما كان يعرف بقضية مديونية عبدالوهاب التمار .

علي الخليفة هو ايضا مالك جريدة وقناة الوطن , والتي اتفق اغلب اهل الكويت على الدور التخريبي الذي تقوم به من الفتن الى الاساءات الى التلميع والدعاية التي تقدمها للمشبوهين والفاسدين .

فمن هو علي الخليفة الذي لا يمسه سوء و الذي لم يرفع في وجهه اصبعا من داخل الاسرة بالرغم من كل هذا الفساد , بإستثناء اصبع الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الذي اذن لمقدم البلاغ الاول في النفط علي البغلي ورئيس شركة الناقلات عبدالله الرومي للتوجه للنيابة في القضية , حيث انهما استأذنا الامير لتورط احد الوزراء السابقين وهو من ابناء الاسرة الحاكمة .

هذا السؤال يثير عدة تساؤلات اخرى لا يمكن اغفالها , وهي تتعلق بوضع بعض ابناء الاسرة الحاكمة المخترق للقانون والدستور , فالدستور الذي اصبحت انزعج من الحديث عن التمسك به لم يقيد من تصرفات بعض ابناء الاسرة , فالقاتل يتحول الى مريض نفسي , والحرامي الى امين سر مقاومة , والسرقة الكبرى تتحول الى مشروع قومي وطني تماما كما هو الحال في مشروع لؤلؤة الخيران الذي فازت به شركة لآلئ الخيران بثمن بخس وبشراكه المقاول الرئيسي في المشروع شركة الاحمدية !.

ان ضياع هيبة القانون والاستخفاف بالنصوص الدستورية وبالتالي ميلان ميزان العدالة يؤدي بالضرورة الى وضع غير مستقر ونتائج قد تكون غير محسوبة والى مجتمع بلا سيطرة و الثقة فيه منعدمة وهي ( الثقة ) عامل الاستقرار الرئيسي في اي بلد , فمثل هذه التفاصيل تؤدي الى طرح تساؤلات ايضا عن حال القضاء مثلا , وعن حال مؤسسات البحث والتحري , والتحقيق , وعن حال السلطة المناط بها استغلال اموال الدولة وامكانات الدولة بالتنفيذ , ففقدان الثقة سيؤدي فعلا الى فراغ سياسي له تبعات اقتصادية واجتماعية وامنية خطيرة جدا .

الخميس، 4 أغسطس 2011

امين سر النصبات المحترمة

وزير المالية الاسبق علي الخليفة اطلق على نفسه مسمى امين سر المقاومة الكويتية , متى بعد وفاة كل من الشيخ جابر الاحمد رحمه الله وبطل التحرير الشيخ سعد العبدالله رحمه الله !.

هو وزير مالية مسنود له تنفيذ الاوامر السامية وتنفيذ اوامر سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء انذاك , وبالتالي قد تظهر ورقة مذيلة بتوقيع وزير المالية لا امين سر المقاومة الكويتية المسمى الذي لم يظهر الا بعد وفاة من عرف عنهما دعم الصامدين بشكل عام وخصوصا الشيخ سعد المشرف على هذا الموضوع .

علي الخليفة قد ظهر في استقبال الاسرة للمهنئين بالشهر الكريم , فيبدو انه قد صدق كذبة برائته من تهم التعدي على المال العام , تلك القضية التي حفظت لعدم كفاية الادلة ولم يحكم له بها بالبراءة !, وهي القضية ذات البعد السياسي .

فعلي الخليفة كان وزيرا ومن ابناء الاسرة الحاكمة , والقضية استمرت لسنوات وكانت كالمجمدة , الى ان اثار المجلس الموضوع وناقشه فتحركت القضية بقرار الحفظ بعد أشهر قليلة من اثارة الموضوع بالبرلمان !!.

والسؤال اللي يطرح نفسه ...

من راده ؟! ..

اذا الناس عارفة هالانسان ومع ذلك صحيفته لازالت تسيطر على رقم المبيعات الاول , وقناته اصبحت اهم من الاعلام الرسمي !.

للعلم ..

علي الخليفة في عهديه بالنفط والمالية سرقت الناقلات والاستثمارات الكويتية وبأرقام بليونية , ولو افترض احدكم بأن الخليفة مسيجين وما يفهم اجيبه بأن علي الخليفة ليس بهذا الغباء , فلديه من الدهاء الكثير بدليل تأسيسه لشركة البترول الوطنية , علما بأن فضيحة الناقلات لم تكن لتظهر لولا كرتون عبدالفتاح البدر الذي نسيه في مكتبه وكشفه الرئيس اللاحق عبدالله الرومي .

وهنا رابط وثيقة الحفاظ على تاريخ الكويت - الرابط

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

تعديل المادة الثانية .. إقتراح جدي

مبارك عليكم الشهر ..

ليس واضحا المغزى من طرح اقتراح تغيير المادة الثانية في هذا الوقت , ولا أعتقد بأن السيد محمد هايف يحمل مشروع سياسي يحاول خدمته عبر طرح مثل هذا الاقتراح في هذا الوقت , واعني بهذا الوقت المرحلة التي نمر بها بين التوافق لتحقيق بعض التغييرات , وبين الخلافات والتشكيكات المتبادلة التي يتقاذفها التكتل الوطني من الجانب , والشعبي والتنمية من جانب آخر .

الاقتراح بالتعديل على الدستور في هذا الوقت هو اقتراح مباشر وجدي , الاقتراح لن يحرج كتلة العمل الوطني فموقفها معروف ( بإستثناء النائب الصرعاوي ) وانما سيحرج هذا الاقتراح التكتل الشعبي أكثر من غيره , فمن الناحية المبدئية فإن هذا التعديل يتعارض مع النص الدستوري الذي يشترط ان يكون التعديل للمزيد من الحريات , وهذا التعديل يعبر عن تضييق واضح للحريات , فبدلا من ان تكون للمشرع مجموعة متنوعة من مصادر التشريع سيلزم المشرع بمصدر واحد للتشريع ويكون ( مصفاة ) الأخذ من المصادر الاخرى اي ان الاولوية ستكون للمصدر الاسلامي حتى لو كان يتعارض مع المصلحة الوطنية و تماما كما هو الحال في النظام الدستوري الايراني الذي يعطي المرشد الاعلى الحق في تصفية التشريعات !.

وأقول أن الاقتراح سيحرج الشعبي لطبيعة التكتل الشعبي الخجول في مواجهة مزاج القواعد حتى لو كان المزاج مخالف لفكرة ما او لمبدأ او لدستور .

والإقتراح سيحرج ايضا الحكومة وسيوقعها في مشكلة اعلامية ان رفضت التعديل , فهي المسؤولة عن استمرار اللجنة العليا لإستكمال تطبيق احكام الشريعة , وبذلك فإنها اشبه بمن وعد ولعشرين عام بتطبيق الشريعة , وهذه اللجنة قد صرفت ما صرفته من اموال على موظفيها واستمرت الى الساعة , فكيف ستتناقض الحكومة مع التوجه السائرة فيه اساسا من عشرين عام الى الان ؟.

أعتقد بأن علينا الذهاب لحسبة الارقام فالموضوع جدي , والحكومة إن عارضت المشروع فستحصد متعاطفين جدد معها على حساب كتلة المعارضة التي لن تجدي هجمتها على الوطني ولن تأتي بنفع على اساس ان الوطني يستند على إرث انتخابي تاريخي , اما ان ايدت المشروع ومررته فإن مأساة اكبر ستحصل في الكويت علاوة على كون المشروع مخالف للدستور .

الجمعة، 29 يوليو 2011

للكويت ولنا , ميناء مبارك(2)

اتعاطف بشدة مع الاجتهاد الشبابي المتمثل بعريضة للكويت ولنا - الرابط , فالعريضة بالاضافة الى انها تعبر عن نفس شبابي مخلص فإنها تلامس عدة مطالب اصلاحية جدية خصوصا في ما يتعلق في تطوير قانون المحكمة الدستورية بالاضافة الى تعزيز استقلال القضاء , ولا أعني بذلك عدم اهمية بقية المطالب الا انني اعتقد بأن المطالب الاخرى المتعلقة بالتنفيذ هي مطالب تصطدم بحقيقة لايمكن ان نغفلها والمتمثلة بالعجز الحكومي عن تنفيذ مثل هذه المشاريع .

هذه النقطة التي تجاوزها الشباب كابرين ( حسب ما اعتقد ) على مشكلة عجز الامة والبرلمان عن بدأ الاصلاح بالنهج الحكومي من مسألة محاسبة الرئيس سياسيا وآلية التوزير واتخاذ القرارات الحكومية هي نقطة جوهرية تؤثر على حجم تمنياتنا وتأملنا بالعودة الحكومية للعمل الجاد والمطلوب , لأن العمل وان كان مخلصا فلن يسلم من التشكيك المشروع على اساس فقدان الحكومة للمصداقية تماما كما حدث في مواضيع سابقة مثل التشكك في موقف الوزير الحدسي في قضية الداو كيمكال .

تأمل الاصلاح ممكن ان كان يعتمد على حكومة تجاوزت الخط الادنى من اسباب النجاح , الا ان الحكومة برئيسها هي حكومة مضروبة و تغافل هذا الاساس لن يؤدي الى بناء سليم .

--------------------

موضوع المشكلة الكويتية العراقية على ميناء مبارك قد تكون متأثرة ببعض التعقيدات , مابين التأثيرين الامريكي والايراني بالاضافة الى تاريخ العلاقات العراقية الكويتية وبالتالي الانعكاسات السياسية على المشروع قد تكون سلبية , اما ان كانت المشكلات هي فقط متمثلة بالتالي :

1- الكويت تريد بناء ميناء يعتمد تماما على القناة الجافة التي يسيطر عليها العراق .

2- العراق اقر قبل عام مشروع ميناء العراق الكبير في منطقة الفاو .

فبذلك فإن من السهل حل المشكلة بتفاهم الطرفين , فالميناء الاول سيعني ان القناة ستعتمد تماما على الكويت , والميناء سيعتمد على العراق بالمقابل , اما الميناء الاخر سيؤدي الى استفادة عراقية تامة من تشغيل هذا الخط مع العلم بأن الاعتماد على ميناء مبارك في بوبيان سيكون اسهل بكثير على العراق من بناء ميناء العراق , فإن كانت المشكلة واقعة داخل هذا الاطار فإن من السهل التوصل بها لشراكة اقتصادية كويتية عراقية تستفيد منها الدولتين بالاضافة الى تعزيز اكثر لإستقرار المنطقة الحدودية .

ما وجدته في صحف العراق الكثير من التضاربات بالقراءات , وعلى كل حال فإن التفاهم بين الدولتين هو المطلوب من دون اللجوء للحل الدولي ولا للتأزيم ولا للتنازل اوالتهاون هكذا !.

الخميس، 28 يوليو 2011

ميناء مبارك وديون العراق

من الطبيعي أن يأتي العراق بموقف متشنج كموقفه من بناء ميناء مبارك الكويت , فهو يسعى للحصول على شئ يضغط به على الكويت للتفاوض في مسالة الديون العراقية , وحتى ما اثير من قبل جريدة مشبوهة هي الدار عن ضوء اخضر امريكي للعراق للتحرك في مسألة الميناء هو قد يكون نقل دقيق للموقف الامريكي المتهم في مسألة تسوية ديون العراق وبالتالي لن يكون مستغربا .

وهذا الموقف المتشنج قد خلف حوار طرشان بدأ يجري في الكويت بين المتعاطف مع حكومة المالكي لإعتبارات طائفية من الذين بدأوا بحمله ترويع وتضخيم للموقف العراقي , وبين المتعصبين للذات الكويتية وكأنها لازالت تمتلك مفاتيح التأثير على دول العالم كما كان الحال في 1990 , وليس من بين هذين الطرفين ( الا من رحم ربي من العقلاء ) منهم من انتظر الى حين التفكير بالبدائل سواءا من خلال الاعتماد على خطوط نقل تتجاوز مشكلة العراق عبر خط السعودية - الاردن - سوريا , او ان الاتفاق على الخطوط البديلة لن يتحقق وبالتالي لا جدوى فعلا من الميناء , ومنهم من لازال يفكر في ابعاد المشروع ومنها النتائج البيئية كما ورد بتساؤل الدكتور حسن جوهر .

مشكلتنا في الكويت كبيرة فعلا , وهنا لست اتحدث عن مشكلة الجنوب التي يسهل امرها بمقابل مشكلتي العراق وايران , فالاولى تريد التضييق على مشروع حيوي مهم للكويت , والثانية تقودها سلطة غبية تفكر فقط في النووي ولا بأي شئ آخر حتى لو كان ذلك على حساب البشر بالمنطقة .

انا اعتقد بأن التوازنات بدأت تتغير , وما حدث فيما يسمى الربيع العربي يدلل على ان التوازنات فعلا اختلفت , فاعداء الامس بدأوا بهدنة التحالف على حساب شعوب المنطقة , وليس بإستمرار كل من الاسد والقذافي الا دليل على انتظار دولي لمتابعة الانتخابات التونسية والمصرية لقراءة المزاج العربي , وبالتالي ليس من مصلحة هذه الدول التدخل لإبعاد الانظمة القمعية التي ترفع شعار الموت لإسرائيل وللشيطان الاكبر خشية من تحقق النجاحات المفاجأة في اغلب دول المنطقة للإسلاميين وأثر ذلك على القرار العربي بالمستقبل .

أمام هذه الحقائق فإنني ارى بأن على دول الخليج الكف عن العبث والتفكير بالبدائل الجدية , ففكرة المجتمع الدولي والقوانين الدولية لن تتماسك امام المصالح الدولية .

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

الغرابة في بيان التبرؤ

اشعر بالغرابة من بيان التبرؤ الصادر عن مجموعة من اعضاء كل من التحالف الوطني والمنبر الديمقراطي - الرابط , والذي يتحدث عن مصالح تجارية جير لها التيار الوطني .

فالاستغراب سببه التوقيت الذي صدر به البيان وكأن المجموعة لا تعلم شيئا عن التحالفات التي يمثلها سواءا كان المنبر او التحالف الوطني , ومنها تحالف اليسار مع الليبراليين بالاضافة الى القوميين بل وحتى بعض المتدينين الشيعة , والتي كان اساسها لا الاختلاف الفكري في قضايا السياسة او الاقتصاد وانما كان اساسها مواجهة تحالف السلطة مع القوى الدينية والقوى القبلية الذي استمر من اواخر السبعينيات الى السنوات الخمس بعد الالفينية .

هذا هو تاريخ كل من المنبر والتحالف , فهي تجمعات سياسية توافقية وليست جماعات حزبية , فالمنبر تشكل بالقوميين والاشتراكيين وبعض الاسلاميين الشيعة , والتحالف هو تحالف بين هذه التوجهات ( المنبر ) وبين الليبراليين ( التجمع الوطني الديمقراطي ) , فما هي المصالح التجارية او ماهي المستجدات التي طرأت على توجه هاتين الجماعتين ؟! .

لم تكن هناك اي ملاحظات والى الان سوى ما اثير من شبهات على بعض المصالح التجارية للنائب محمد الصقر ايام نيابته , وكنت ممن طالب بتراجع الصقر عن خوض الانتخابات للنأي بالتيار عن الشبهات ( بغض النظر عن ثقتي التامة بنزاهة الصقر وبغض النظر عن لا مصداقية من يثير الشبهات وكانت جريدة العفن ) , الا ان حساسية الخلط بين التجارة والسياسة كانت ولازالت تفرض نفسها .

ولكن .. ما العمل ؟!

اذا كانت القوى السياسية التقدمية غير قادرة على خوض الانتخابات ذات الكلفة العالية وتعتمد على القدرات المالية الشخصية للمرشحين , فصالح الملا لم يتلقى اي دعم مادي من المنبر ( مع ان من المفترض ان مرشح الجماعة يعتمد ماليا تماما على دعم الجماعة ) , وبالتالي كان من الطبيعي ان تبحث القوى السياسية عن المقربين ممن يتفقون معهم على الاقل بالخطوط العريضة , وكان هناك ايضا عبدالله النيباري الذي خسر الانتخابات بما له من ثقل سياسي لعجزه عن نشر اعلان في صحيفة او قناة , فهو وبمساعدة التبرعات اقام خيمته في مكانها المعتاد وشارك عبدالجادر في مخيمه المقام في الصليبخات , ولم يظهر له اعلان سوى مقابلة او اثنين واحدة في سكوب والاخرى في قناة العدالة كما اعتقد مع محمد الملا .

نعم هناك ازمة وهناك فوضى , ولكن كيف تواجه ؟ , فهل من المعقول ان يدعم الليبراليون التوجهات الاقتصادية للاشتراكيين مثلا من حسابهم الخاص ؟ , ام كان على القوى السياسي تلقي الدعم من شخصيات لها يد في صراعات الحكم ؟ , ام كان عليهم ترك الجمل بما حمل والابتعاد عن المشاركة في الانتخابات ذات الكلفة العالية ؟ .

وامام هذا التاريخ الذي يكرر نفسه بعد خمسة عشر سنة من استقالة ثلاثة من النقابيين من مكاتب المنبر التنفيذية الذين اعترضوا على تأييد منظور الصبيح الاسكاني أتسائل , اين كانت المجموعة وخصوصا المخضرم الاستاذ العم نافع الحصبان عن حقيقة تحالفات المنبر والتحالف ؟ , وما هي المصالح التجارية التي مررها التيار والذي اثار فيهم البيان ؟.

الاثنين، 25 يوليو 2011

جرحتني جريدة الجريدة

لم يكن من اللائق ايقاف مقالات الاستاذ سعد العجمي من النشر في جريدة الجريدة , وهو القرار الذي انا متأكد من أنه اتخذ من شخص مسؤول في الجريدة خرج عن طوره لا اكثر !, فمن يعرف الهدوء في الطرح الذي يتصف به خط الجريدة سيعرف ان هنالك خطا وقع اتمنى الاعتذار العلني والتراجع عنه !.

فالكاتب في الجريدة سعد العجمي هو من الشباب المتحمسين , وانا لدي عدة ملاحظات على طرح السيد سعد العجمي مثل تشنجه وتعصبه في تأييد كل مواقف الشعبي , الا ان طوال متابعتي لطرح الكاتب سعد العجمي لم المس بمقالاته سوى الصدق ونقاء السريرة , نعم هو يلعب سياسة ويشاكس حزبيا ولكني لا اشك بحجم انفتاح هذا الرجل على الاخر المخالف , وانا متيقن تماما من وطنية هذا الرجل بالرغم من بعض الملاحظات على طرحه وهي ملاحظات لا تتجاوز الاختلاف بالموقف وما شابه , وهذه ليست بمشكلة المهم نواياه الصادقة ونظافة اسمه من اي شبهات .

هذا الرجل هو من كان يحاول التمسك برسالة التواصل بين القوى السياسية والكتل البرلمانية المختلفة , فهو والوشيحي في عدة مقالات كانوا يشهدون بانفتاح ( ليبراليي الجريدة ) في محاولات لإيصال رسائل تؤدي الى تقبل الناس لفكرة وجود الليبراليين , وما حصل في الجريدة هو أمر يجرحني بسبب طريقة التعامل مع المخالفين بالرأي ( نزيهون في زمن الاعلامين الفاسد والقذر ) و يجتهدون في اتجاه اصلاحي مطلوب حتى لو اختلفنا معهم في تفاصيل معينة اخرى , هي طريقة تعامل لم اكن اتوقعها من جريدة يملكها اعلامي كنت احسبه بتاريخه ومواقفه هو الاكبر بالكويت محمد الصقر , ويرأس تحريرها سياسي ( شاطر ) هو خالد هلال , وينوب عن رئيس تحريرها خبير مهني محترف وذو مصداقية عالية هو سعود راشد العنزي .

إن الخلاف الجاري الان بين الكتل البرلمانية والقوى السياسية لم يكن ليتعدى المناوشة بالتفاصيل في حال لو كان هناك تعامل مسؤول من المؤثرين بهذه التيارات , وكنت اراهن في تعليقاتي على التشكيك في مواقف الوطني , بأن ما يحصل لن يؤثر على حقيقة كنت أسلم بها تتمثل بتفهم الجميع واتفاقكم على بعض المشاكل المهمة التي تعرقل مسيرة الكويت , وسعد العجمي ممن كان يحاول التخفيف من حدة الاختلاف عبر حسابه في التويتر .

مقالة العجمي لم تكن سوى رد على مقالات احمد عيسى المستمر بإنتقاد كتلة العمل الشعبي والذي لم يخض ولا مرة واحدة بانتقاد العمل الوطني وكأنها الكتلة المنزهة المعصومة من الاخطاء , ومقالة العجمي كانت عادية ولم يكن هنالك ضير من تقبل نشرها خارج صفحات الجريدة ان افترضنا ان الجريدة لا تريد استمرار جدل بين كاتبين على صفحاتها .

وما بدأته بالمقدمة قد لا يتجاوز التمني , فلو افترضنا ان قرار ارتجالي غاضب خاطئ اتخذ بسبب مناقشة الموضوع ( فرضية ) فإن هذا القرار لم يكن ليمر على بقية المسؤولين في الجريدة , وفي الحقيقة اخشى فعلا من ان ما يدور من تحالف جديد قام بين الرئيس والتيار الوطني هو كلام صحيح ودقيق خصوصا ان ربط الموقف المتشنج للجريدة بالتعيينات الاخيرة بالاضافة الى الافتتاحية التي كتبتها جريدة القبس التي دعت بها للتعاون الحكومي البرلماني وطالبت بها بإنهاء ما اسمته بالتأزيم البرلماني هو ربط ممكن , بل و يعزز هذه النظرية هو التصريح الذي ادلت به الدكتورة اسيل العوضي واعلنت بها عن مشروع به شيئ عن اصلاح ذات البين بين الحكومة والمجلس .

ولو احسنت النية وافترضت أن القبول بالعمل مع الرئيس لا علاقة له بالصفقات التي بدأت بإنقلاب مجموعة من لاعبي الفساد على احمد الفهد , فإن الدعوات للتقارب من اجل انهاء التأزيم هي مرفوضة على اساس استمرار العلة في من لم يحاسب على من مارس الرشوة المفضوحة بالشيكات والمناصب وبالعلاج بالخارج على الحساب الشخصي , وفي من لم يتعدل نهجه والمستمر على سياسة التوزير حسب الترضيات لا بناءا على برنامج اصلاحي واضح ومجدول .

إن قبول التيار الوطني بقواه السياسية او باعلامييه او ناشطيه او بنوابه او بتجاره العودة للعمل مع الرئيس هو يفرض قبولا من نفس التيار للعمل مرة اخرى مع الفهد ومع علي الخليفة وبقية المشبوهين , اما انتقاء احد المتورطين بالفساد السياسي والمالي دون غيره فإن بذلك رسالة مهمة تدلل على تحول كبير في موقف المجموعة التجارية من الانحياز التاريخي لمصالح الامة الى الانضمام لمجموعة المصالح الضيقة كبعض الطائفيين وبعض نواب شحاته المصالح !.

يجب علينا ان نتابع جيدا المواقف من استجواب الشعبي القادم للرئيس ..

السبت، 23 يوليو 2011

تبرع لمجاعة الصومال .. أرجوك !

بما أنني مسلم فإنني أؤمن بأنني قد خلقت من العدم , لم أكن شيئا فوهبني الله كل ما لدي من احشاء وأعضاء وجسد بالاضافة الى الروح , وطبعا نعم الامان والحاجات الاساسية المشبعة ولله الحمد .

ولست بكامل , ولا كامل الا وجه سبحانه , فلدي يدين ولكن ينقصني شئ آخر , وآخر له يد واحدة وهناك من ولد او عاش بلا يدين , انها نعم الله يهبها لمن يشاء دون أن يسائل لأنها ببساطة هبات يمتلكها هو وأعطاها لمن أراد .

وبناءا على هذه الحقيقة , فكان من الممكن ( لو شاء الله ) ان اتبادل الادوار مع من يعانون في الصومال من المجاعة التي تهدد نصف مليون انسان حسب مقالة الدكتور غانم النجار وهو الممثل الانساني ( سابقا او الى الان لا اعلم ) للأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الانسان في الصومال , وهو يعرف اكثر من غيره عن حجم المعاناة هناك , بالاضافة الى الشيخ عبدالرحمن السميط الذي عمل بنزاهة يشهد بها الجميع ودون اي صبغة حزبية او سياسية تثير الشبهات حول عمله الانساني .

هناك حاجة حقيقية للتبرعات لإنقاذ البشر , ممن لم تحقق الهبات الالهية كل حاجاتهم الاساسية ولا اعتراض على ذلك والحمد لله على كل حال , وطالما ان المسالك الغير مشبوهة متوافرة فإنني ادعو الجميع لتخصيص شيئا مما يصرف على الكماليات لمساعدة المحتاجين هناك , وطريقة الدفع يسيرة وعبر الانترنت ولا تأخذ اكثر من 3 دقائق من خلال بطاقة الكي نت على الرابط :

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

الجاسم خارج الحوار ومقالة فيصل اليحيى

احدهم كان يطالب بدعم طرح الثقة بالوزير في ذلك الوقت الدكتور الصبيح , وهذا الموقف لم يكن اساسه الاقتناع بالمحاور ودون استماع حتى لجلسة المناقشة , وانما كان مبنيا على اساس ضرورة عدم الاعتراف بشرعية وجود الساسة الاسلاميين , تذكرت هذا الموقف بعدما اطلعت على مقالة الاستاذ المحترم ( موقفا وفكرا ورأيا وشخصا ) فيصل اليحيى - الرابط , وهي قراءة تاريخية قصيرة يذكر فيها بعض المواقف التي يراها تدلل على التعصب الفكري والتطرف ضد المخالفين ومشاركة التيار الوطني او التقدمي او الليبرالي او اليساري ! او القومي او ايا كانت صفته .

القصة التي ذكرتها لم تسرد كدليل لعدم اطلاع الكثيرين عليها , فالرأي اعلن في ديوانية ( بشكل محفوف وكنت من الحاضرين ) من قبل احد القيادات السابقة بالتيار الوطني , وهو رأي قد عاكسه موقف نواب المنبر الذين تجردوا للمناقشة دون اي اعتبار للاختلافات السياسية , ولازلت اذكر تركيز النائب وقتها الاستاذ عبدالله النيباري على جزئية وردت بالاستجواب بعد ان بين رأيه بسلامة موقف الصبيح في بقية محاور الاستجواب , وهو ما ادى الى انشقاق في صفوف التيار استمرت اثاره الى اليوم .

والتجرد للفكرة هو ما اعاده شباب نبيها خمسة بمختلف اطيافهم , وتكررت التجربة لاحقا في حملة ارحل وفي تجمع انقاذ وبالموقف من اغلب الاستجوابات الاخيرة التي قدمت لسمو الرئيس , ففاز التوافق على حساب الجمود الحزبي فصفق بعض الشيعة للصانع والطبطبائي وصفق بعض السلف لحسن جوهر والنيباري .

المشكلة الان تتركز في حقيقة لايجب ان نغفلها وهي ان الكيانات السياسية القائمة ( اصغرها الكتل البرلمانية مفرقة واكبرها كتلة المعارضة ) هي كيانات قائمة على اساس التوافق لا على اساس التنظيم الحزبي , وهي عاجزة عن التحول الى النظام الحزبي لاسباب منها التالي :

1- كتلة العمل الوطني مشتتة بين المستقلين التجار والتحالف المائل للطبقة التجارية متأثرة بالتجمع الوطني الديمقراطي ( الليبرالي ) , وبين المنبر الديمقراطي المائل لليسار وللقومية , بل ان الكتلة يشترك بها نائب سلفي , وبالتالي هي كتلة توافق وستبقى عاجزة عن التحول الى حزب منظم ذو اهداف ورؤى واضحة .

2- كتلة العمل الشعبي , وهي كتلة طرحت فكرة التحول الحزبي قبل سنوات وهو ما راهنا على عدم نجاحه , فهي كتلة بلا رؤية ولا اهداف واضحة و بلا معايير تحكمها , فهي تقبل بتجاوز قانون الفرعيات ووقعت في حرج سياسي في اكثر من موقف ( التأبين ) ولم تقدر على الصمود امام رياح الطائفية , وهي كتلة تتخبط بين التدين و الالتزام الاجتماعي والتعاطف مع الدستور ولديها مشكلة بين خريجي النقابات وبين بعض التجار .

3- كتلة الاصلاح والتنمية , وهي كانت عاجزة عن طرح مرشحيها صراحة بإسم حدس بعد المشاكل التي تعرضت لها حدس , فخاضت الانتخابات معتمدة على الثقل القبلي للسيد الحربش بالاضافة الى خريج الفرعيات السيد فواز الصواغ , وتحالفت تحت شعار الكتلة مع من هم من خارج حدس وهما النائبين فيصل المسلم والطبطبائي البعيدين بشكل كبير عن الاهداف العامة لحدس مما يفسر عدم انخراطهما للمشاركة بالحزب وتحت رايته .

فإذا كانت هذه الفوضى عامة في كل القوى السياسي التي تشكل جبهة المعارضة بالاضافة الى المستقلين , فكيف سيكون شكل الجبهة وهل من المعقول ان نعتقد بأن الجبهة ستكون متماسكة امام كل القضايا ؟.

اضف الى ذلك مسألة قبول المعارضة بالخروقات السياسية التي تجرح فضيلتها مما يضعفها بالشارع ومما يؤصل الاختلافات ويرفع من شدتها , فالنزاهة السياسية هي اهم عوامل الثقة والحوار و القبول بالتنازل عن هذا المبدأ يضفي شرعية على الحوار الناقص وهي شرعية ليست مقبولة لدى الكثيرين من الناس , وفي الحقيقة اسأل الاستاذ فيصل , ما المانع من حل مشكلة الاسلاميين مع القضية الطائفية وهي التي حضرت قبل اشهر في البحرين وايام في الكويت بل ولازالت مستمرة ؟ , ولماذا التمسك بالمشبوهين ممن تورطوا بمخالفات قانونية او بمواقف مشبوهة ؟ , وهل المعارضة عاجزة عن التخلي عن الجاسم وولادة بديل نزيه كحضرتكم مع تمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح ؟ .

إن الفضيلة هي اهم اسس الحوار الايجابي , واليوم نحن نشهد العديد من المواعض حول العالم التي تدلل على اهمية الفضيلة كأساس للحوار , فالوزير الياباني استقال بعد ان تلقى هدية لا تذكر وقيمتها لا تتجاوز المائتي دينار , واعرق الصحف البريطانية واقدمها والتي تجاوز عمرها اكثر من المئة عام توقفت عن الصدور بعد فضيحة التجسس التي جرحت بنزاهتها .

إن الفضيلة لا تستحق الا ان تعطى الاولوية كشرط لا يجب التنازل عنه من شروط الحوار - الديمقراطية , وبالتالي لايجب الاستهانة حتى بأصغر الاخطاء وهو ما وقعت به القوى السياسية بالسابق وتستمر به كتلة المعارضة اليوم .

ولأتحدث عن التيار الوطني وأسأل , هل قبل التيار التحالف مع المشبوهين من امثال المدعو نبيل الفضل بحجة التطرف الحزبي ؟ , او قبل التيار التعامل مع المشبوهين الفئويين من امثال الجاهل بحجة رفض الفرعيات ؟ , الم يخرج من بيننا من ينتقد ظهور الملا والنيباري على شاشات احدى قنوات الفتنة والفساد المدعوة سكوب ولازال منا من يؤكد على انها اخطاء ؟, وماذا بالمقابل ؟ من يظهر على قناة الوطن ومن يكتب في جريدة الوطن ومن يتسامح بحجة كسب المؤيدين والقبول بالمشبوهين البارزين وعفا الله عما سلف وكأننا لا نعمل من اجل المحاسبة وانما نعمل لإستتابة الناس بالطريقة القاصرة ؟!.

نعم انا معكم ان لم يكن المضف مستحق للمنصب او ان كان هناك من هو اكثر استحقاقا من المضف , ونعم انا معكم ان كان يستحق المنصب ولكنكم ترون عدم الموائمة السياسية , ونعم انا معكم في محاسبة رئيس الوزراء او ايا من الوزراء بما فيهم الهارون ان كانت هناك اي تقصير , و سأكون معكم في حال لو توجهتم لوضع اسس الانتقال للعمل الحزبي المدني الخال من شبهات التعصبات الدينية والطائفية والقبلية والفئوية والعرقية او المبنية على التفرقة على اساس الجنس .

اما بغير العمل التنظيمي , فتقبلوا حقيقة واقعنا السيئ والمتمثل بالعمل السياسي بالصورة المؤقتة التي تسمى ( التوافقات المؤقتة للفوضويات السياسية ) .

الاثنين، 18 يوليو 2011

كتلة العمل الوطني وتعيين المضف

اتفهم حملة الاستنكار الواسعة التي طغت على الشباب بسبب شبهة تعيين صلاح المضف كمدير لبنك التسليف على حساب السيد الظفيري نائب المدير العام وابن البنك , ولابد هنا من استذكار الموقف المحرج لخالد الفضالة والذي استقال على اثره من منصبه كأمين عام للتحالف .

الا انني اتمنى ان لا يكون هنالك خلط بين التحالف الوطني كتجمع سياسي وبين كتلة العمل الوطني التي يجب ان تراقب وتحاسب ( ككتلة برلمانية ) على اعتبار ان العمل التنظيمي مفقود والمواقف مبنية على توافق اعضاء الكتلة و ما تأتيهم من مشورة غير منظمة او ربما لقناعات شخصية لنواب الكتلة كما هو الحال مع غيرهم من الكتل او حتى كتلة المعارضة , فالشعبي على سبيل المثال اختلف اعضاءه في اكثر من موقف كان اخرها الموقف من الخصخصة , فالسعدون أيد المشروع سيئ الذكر والاخرين عارضوا , وطبعا لا ابرر هذا العمل الفوضوي ولكني اشير الى اهم اسباب الفوضى وهو غياب العمل التنظيمي الحقيقي .

كتلة العمل الوطني لازالت تحت عين المراقبة , والمحك القادم يتمثل باستجواب الشعبي المقدم لرئيس الحكومة , اما استجواب الاسلاميين السابق فلا زلت انظر له على انه استجواب وكأنه لم يكن وتشكر الكتلة + حسن جوهر على امتناعهم عن طرح الثقة او منح الثقة .

الأحد، 17 يوليو 2011

مقالة الجاسم : شيخ طروادة !

لازالت تصر الحكومة على ملاحقة كتاب الانترنت والمغردين واصحاب الرأي , و في الحقيقة اسأل عما ستفعله وزارتي المواصلات والاعلام في حال لو نشر احدهم مقالة من خارج الكويت , كيف سيحاسب وطبقا لأي قانون ؟ , ام ان الملاحقة ستكون على الطريقة الياسرية والبن غيثية بسحب الجنسية ؟.

ومن هنا استجيب لدعوة الزميلة ولادة وعلى خطى الزميل عبدالقادر واعيد نشر مقالة المدعو محمد الجاسم المنشورة في موقع ميزان .


شيخ "طروادة"!

حين أفكر في التطورات السياسية والدستورية التي تحدث حاليا في المملكة المغربية وفي المملكة الأردنية وفي مملكة البحرين، تتجلى أمامي حكمة وبعد نظر المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح الذي وضع الكويت، قبل نحو خمسين عاما، على طريق الاستقرار السياسي ووفر على رؤساء الدولة الذين أتوا بعده، والشعب معهم، عناء الاضطراب السياسي. كانت "الديمقراطية الكويتية" المبكرة صمام أمان إذ استوعبت تطلعات النخبة السياسية وطاقتها أيضا، فاشتركت تلك النخبة، على اختلاف توجهاتها، مع عبدالله السالم في تأسيس الدولة الحديثة من خلال مؤسسات الدولة التي كانت ناشئة بدورها. وبالطبع فإن تأسيس الدولة كان يتطلب أول الأمر وجود مشروع واضح ومحدد.. إنشاء بنية تحتية خدماتية.. تأسيس بنية قانونية وإدارية.. السعي لتحقيق رفاهية الشعب تحت شعار "الثروة للشعب وأنا حارسها" كما قال عبدالله السالم. وكان الاهتمام بالعنصر البشري واضحا، إذ كان التعليم أحد أهم عناصر التنمية البشرية. أما على المستوى الخارجي فقد كان التركيز على البعد العربي للكويت ومساعدة دول الخليج والتزام الحياد في النزاعات الدولية. كان عبدالله السالم، باختصار شديد، رجل دولة لا حاكم فقط، فلم يكن يهتم بالتفاصيل اليومية ولا بصغائر الأمور وتوافهها.. ولكل تلك الأسباب وكثير غيرها، نال عبدالله السالم رمزيته العظيمةـ ولو استمر منهج عبدالله السالم بعد وفاته، لبلغت الكويت مرحلة "الإمارة الدستورية" ولحافظت أسرة الصباح على مكانتها وهيبتها الاجتماعية ووقارها، ولعم الرخاء والازدهار والاستقرار في العهود اللاحقة لعهده. لكن مات عبدالله السالم ومات معه منهجه.. نعم، ومع الأسف، لم ينجح عبدالله السالم في توريث منهجه السياسي لأحد من الشيوخ.

وحين أفكر في أوضاع الكويت اليوم، أرى أن ما يجري ما هو إلا استكمالا للنهج السلطوي البديل الذي حل محل منهج عبدالله السالم، وهو النهج الذي ظهر بشكل رسمي في صيف العام 1976 حين تم حل مجلس الأمة بطريقة مخالفة للدستور للمرة الأولى. وفي تقديري الشخصي فإن ما يقوم به رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد اليوم ليس مشروعه الخاص فقط، بل هو ينفذ مشروع سياسي "عام ومحدد" يحظى بموافقة ومباركة داخل أسرة الصباح من قبل الشيوخ الذين يكرهون الديمقراطية. ويبدو أن طبيعة الشيخ ناصر المحمد كشخص وتطلعه لكرسي الإمارة كسياسي يدفعانه إلى قبول القيام بالمهمة بصرف النظر عما يتعرض له من محاسبة وتجريح بل وإهانات شخصية في بعض الأحيان لا يتحملها غيره من الشيوخ. إن هناك فروقات كبيرة بين "شخصية" الشيخ ناصر المحمد وشخصيات شيوخ حاولوا القيام بالمهمة التي يقوم بها الآن إلا أنهم فشلوا، وهذه الفروقات هي التي تجعل الشيخ ناصر المحمد "الشيخ الأنسب" لتنفيذ النهج البديل وتكريسه. فالشيخ ناصر يتمتع بقدرة هائلة على تحمل الإساءة، وهو يتمتع بقدرة متميزة على التزام الصمت وعدم الرد على خصومه، كما أنه "كريم" جدا و"مطيع" أيضا.. كل هذه الصفات تخلق منه "الفرصة التاريخية" للتيار المعادي للحريات والديمقراطية في مرحلة لم يعد فيها مجال للمواجهة المباشرة مع "الدستور والديمقراطية" كما حدث في الأعوام 1976 و1986 و1990.. إن الشيخ ناصر المحمد اليوم هو "رأس الحربة" في المواجهة غير المباشرة، وهاهو يحقق "نجاحات" متتالية في تلك المواجهة عجز غيره عن تحقيق مثلها في زمن المواجهة المباشرة.. هذه "النجاحات" هي المبرر الوحيد لاستمراره في منصبه الحالي، وهي أيضا الممر الذي يأمل أن ينقله إلى كرسي الإمارة لاحقا شريطة استمرار "نجاحاته" حتى يحين الموعد الطبيعي للتغيير.

إن النجاح الذي حققه الشيخ ناصر المحمد في فرض النهج البديل (السيطرة على الأغلبية في مجلس الأمة، والتحكم في الإعلام، وتشتيت القوى السياسية، الملاحقات السياسية، ضرب النواب)، نجاح مكلف لكل الأطراف على المدى القريب وليس البعيد فقط.. مكلف للكويت ولأسرة الصباح لكنه لن يدوم. فاليوم ليس لدينا في البلاد سوى مشروع واحد هو مشروع تفريغ الدستور من محتواه وتكريس النهج المعادي للحريات السياسية، وبالتالي فإن مجلس الأمة لم يعد صمام الأمان الذي يستوعب تطلعات وطاقة العناصر الوطنية. ومن هنا رأينا الشباب يخرجون إلى الشارع للتعبير عن غضبهم السياسي.. صحيح أن الاحتجاجات الشبابية لم تنجح في ردع التمادي السياسي، إلا أنها نجحت في خلق حالة من القلق لدى السلطة. وفي تقديري الشخصي أن الاحتجاجات الشبابية سوف تغدو أكثر تنظيما وفعالية قبل نهاية هذا العام، وقد تنجح في ردع التمادي السياسي في الوقت الذي يواجه فيه الشيخ ناصر المحمد استجوابات مهمة في مجلس الأمة بما يؤدي إلى إضعاف فرصته في الاستمرار في منصبه. أقول هذا وأنا مقتنع تماما بأن عزل الشيخ ناصر عن منصبه لن يتم إلا في حال وجود 25 نائبا يؤيدون قرار عدم التعاون معه، أو بلوغ الاحتجاجات الشبابية في الشارع مرحلة لا تتحملها السلطة. وفي تقديري فإن العامل الثاني هو الأقرب إلى التحقق لاسيما إذا احتج الشباب على "النهج" الذي يمثله الشيخ ناصر ومن يدعمه لا على "شخصه"، وإذا اقترن الاحتجاج بمطالبة جدية بإصلاحات دستورية تقود نحو تعزيز وتطبيق فكرة الإمارة الدستورية التي تبناها دستور 1962 وتحد من السلطات غير الدستورية الواقعية للشيوخ.

وعلى الرغم من بؤس المرحلة الحالية سياسيا، وعلى الرغم من تفوق النهج البديل ونجاح مشروع تفريغ الدستور من قيمته، إلا أنه يجدر الانتباه إلى أن السلطة تستثمر حاليا في "أشخاص" من أجل السيطرة على القرار في مواقع شتى.. هذا الاستثمار بطبيعته مؤقت لأن "الأشخاص" عنصر متغير لا يشكلون "أصلا" دائما. بمعنى حين كانت السلطة تسعى لتغيير "البنية الدستورية والقانونية"، كان الخطر المحدق بالحريات خطرا حقيقيا لو نجحت السلطة في مشروعها، أما اليوم فإن السلطة لا تستطيع تغيير نصوص الدستور، وتعجز، حتى الآن، عن فرض قوانين مقيدة للحريات، مكتفية بتفريغ الدستور من قيمته وبتعطيل القانون أو التعسف في تطبيقه، كل ذلك برعاية لن تستمر من "أشخاص لأشخاص". وبالتالي فإنه حين تزول تلك الرعاية أو تضعف، لأي سبب من الأسباب، فإن البنية الدستورية والقانونية الأساسية التي أقرت في مرحلة تأسيس الدولة الحديثة سوف تسترد قيمتها حتما. فالنهج البديل يستمد قوته الحالية من أشخاص يشكلون "شبكة" أو طبقة سياسية سوف تتفكك في المستقبل القريب بإذن الله ليسترد الدستور قيمته. فما دامت نصوص دستور 1962 سارية لم تمس، فإن كل ما يجري حاليا من تفريغ لها هو عبث مؤقت سوف يزول وإن ارتفعت كلفته على الجميع!


4/7/2011