الأحد، 28 فبراير 2016

صندوق فبراير وعبدالحميد دشتي.

البحرين - صندوق فبراير:- 

شاهدت الفيلم الوثائقي - الدعائي في الحقيقة - والذي عملته العربية - "البحرين صندوق فبراير ".

وفي الحقيقة, فإني مستغرب كيف تقوم العربية بهكذا انتاج, فالوثائق كلها صادرة عن تحقيقات اجرتها الحكومة البحرينية مع المتهمين, وبالتالي لا ضمانة على ان استجواب المتهمين تم تحت ظل الضمانات التي تكفلها حقوق المتهم. فالبحرين ليست بدولة ديمقراطية والمحاكمات لم تراقب دوليا وبالتالي لا ضمانات على دقة المعلومات هكذا يكون الحال في حال غياب الديمقراطية وحرية التعبير. 

عندما قرأت العنوان - فيلم وثائقي - توقعت ان يكون البحث قد جرى في وثائق ايرانية او مراسلات لحزب الله, او لأي طرف لا سلطان للحكومة البحرينية عليه. اما ما ظهر فهو فيلم دعائي سمج واسلوب متخلف في البحث والتوثيق, فالافلام الوثائقية وان يتخللها الكثير من التحوير اما متعمدا او بسبب الغفلان, ولكنها على الاقل تقدم شيئا محترما لعقل القارئ ويؤهلها لصفة الوثائقي. 

بعد الفيلم مباشرة, طالعني تويتر بخبر عن اعدام مجموعة من السنة في ايران بتهم تتعلق بتهريب المخدرات, والامر بخصوص الديمقراطية وعدالة المحاكمات ينطبق ايضا على النظام الديني الطائفي في ايران. 

والمشكلة الاكبر في الامر هو تهليل وفرح الكثيرين بهذا الفيلم الدعائي, وكإن الصحفي قد وقع على كنز من المعلومات, لا على اعترافات ربما اخذت تحت التعذيب او الابتزاز. 

من الظواهر الاخرى التي تدلل على بلاءنا مع اعلامنا هو التعليق السخيف للمدعو جعفر محمد -مقدم برنامج في احدى القنوات الكويتية - عن لون شماغ مراسل القناة, وفي الحقيقة بظهور هؤلاء وبمتابعتنا لهم وبسكوت الناس والحكومات عنهم يعطي تفسيرا مقنعا وكافيا لاسباب الحالة التي تمر بها دولنا وشعوبنا وحجم التخلف والتأخر, فإن كان الاعلام بهذا المستوى المتذبذب مابين الفشل و السقوط, فكيف سيتقدم المجتمع وكيف سيتحسن السلوك تأثرا بمن يظهر على الشاشة وما يظهر عليها بشكل عام؟. 

-----------------------

عبدالحميد دشتي:- 

عبدالحميد دشتي , عضو البرلمان الذي قمت بمقاطعة انتخاباته, نشر له تعليقات بها تحريضا دعائيا على السعودية لا لمواقف معينة لها ضد الكويت وانما لخصومتها مع النظام المجرم في سوريا والنظام المجرم الاخر في ايران, وبالتالي فهو كبرلماني لم يعد يعبر عن مصالح الكويت وانما عن مصالح كل من سوريا وايران. 

هذا التعليق قائم على افتراض بأن السعودية لم تقم بأي اعمال عدائية ضد الكويت, حتى الخلاف الذي ادى الى وقف انتاج حقل الوفرة هو خلاف شراكة لا اكثر, وحتى لو افترضنا بأن السعودية قد ابدت ما قد يعبر عن عدائها للكويت فإن المعني بالامر ستكون وزارة الخارجية, وليس لدشتي سوى المسائلة في البرلمان ان كان هناك اي تقصير!. 

لكن , دشتي اختار مهاجمة السعودية بالاعلام , بعيدا عن البرلمان وعن المسائلة , فالمسألة لا علاقة لها في الكويت ومصالحها, وانما لها ابعاد اخرى اما ان تكون لاسباب طائفية, او ان تكون لاسباب مصلحية او مالية مع الانظمة في تلك الدول الموبوءة بالنظم الفاسدة والتي لا تمانع من القيام بكل اشكال الاجرام, او ربما يكون دشتي انطلق بالتصريحات للسببين معا, المهم بالامر ان المسألة لا علاقة لها في الكويت او مصالحها, وبالتالي من المفترض ان تتعامل الدولة على هذا الاساس مع دشتي, وان يعامل كعميل وان يسائل عن منطلقاته, فإجرام النظام السوري مقر به دوليا, وايران ومخاطرها تشهد عليها التصريحات والمواقف في المنطقة, ويشهد عليها دستورها ونصوصه التي تصرح بمطامح التوسع دون خجل, لكن لن يحدث شيئا لدشتي من هذا النوع فالظاهر هو غياب الدولة تماما. 

لا اظن ان السعودية ستتحرك رسميا مما قد يؤدي الى نشوب ازمة مع الكويت ليس وقتها الان , وان تحرك السفير فسيكون برضى الحكومة ولكن التأخر الى الان على ما يبدو لن يكون هنالك اي تحرك.

وعلى الطرف الاخر نجد من يحاول جر الكويت لان تكون طرفا في ازمة توغلت بها السعودية بإرادتها, فهي التي ذهبت للحرب الطويلة في اليمن, وهي المتوجهة لمغامرة اخرى في سوريا, في حين انها من المفترض ان تعمل بجد على تقوية الجبهة الداخلية من خلال الشروع باصلاحات عامة في كل المجالات, وعليها التوقف عن الاستمرار باستهلاك المنتجات العسكرية التي تعتاش على استمرار الحروب, وعليها ايضا العمل على التخلص من العهد القديم مع المتشددين السلف. 

السبت، 20 فبراير 2016

سفه الانتخابات وصناعة النجوم.

هل من بين المرشحين للانتخابات التكميلية من هو قادر على الدخول في تفاصيل الارقام؟. 
وهل من بين المرشحين من هو قادر على ان يبين كم من الاصوات سيضمن لتمرير مشاريعه الانتخابية؟ 

طبعا لا احد, فالمعلومات المتوافرة عن الارقام لا تتعدى ما ينشر عن الميزانية العامة, اما الفوائض وكيفية استغلالها او ادارة العجز فبياناتها وتفاصيلها اكبر من المرشحين وحتى من الاعضاء!. اما حشد التأييد في داخل المجلس, فلا يمكن الا بتوافق الرؤوس الكبيرة فيه, اي رئيسه والحكومة, او بتعبير اخر , غرفة التجارة والسلطة. 

الحديث عن اختيار الاكفأ من بين المرشحين امر غير مجدي, فالنزاهة تتطلب من المرشح ان يكون واضحا مع الناس بالنسبة للنقطتين المثارتين اعلاه, فكيف يزكي النزيه نفسه لموقع دون ان يكون ملما بالبيانات والمعلومات التي تضمن له تنفيذ طموحاته المتعلقة بمصالح الناس؟, وكيف يعد المرشح الناس بما لا يمثل به سوى 2 بالمئة من مجموع اعضاء المجلس؟. 

هذه ليست تزكية لانتخابات ال 25 دائرة او الاربعه اصوات, فتلك الانظمة وان كانت افضل من الحالي الا ان المثالب عليها ايضا, والطموح كان بأن تتحقق عدة اصلاحات سياسية منها اطلاق حرية الاطلاع على المعلومات بالاضافة الى الدائرة بالتمثيل الحزبي النسبي. 

اليوم المشهد هو انتخابات صناعة الاسماء, فمن يصل للبرلمان سيحقق مركزا اجتماعيا يخدمه في حياته والمقربين منه, صناعة نجوم الشاشة وتضخم القيمة في الاوساط, ولذلك, تجد اليوم السباق المحموم على تزكيات المقربين, حتى ان الوزير الكندري يتواجد علانية بمقر مرشح كندري اخر, والسلفي مع ابن عمه, والقبلي يبرز اخبار استقبالاته لمشايخ القبائل, والطائفي والفئوي وهكذا. 

انه السفه عينه, فالمسألة لا علاقة لها لا بالديمقراطية ولا المدنية ولا النماء, ولا علاقة لها بالسياسة اصلا, هي مسرحية تصنع فيها النجوم وتحاك فيها المصالح.