الخميس، 31 مارس 2011

اسقاط الحكومة والمرحلة المقبلة

ربما نشهد فعلا رحيل الحكومة في هذه الايام بعد سنوات من الأزمات السياسية والتي هي نتيجة طبيعة للتالي :-

1- حكومة برئيس وعدة وزراء بلا حس قيادي , ولم يكن اختيارهم مبني على اسس صحيحة الا من رحم ربي وهؤلاء ايضا قد تم تخضيعهم عبر قبولهم وانصياعهم لسياسة اتخاذ القرار الجارية في مجلس الوزراء , وهي التي اعترض عليها في السابق كل من الدكتور انس الرشيد وقبله السيد إن لم اكن مخطئا يوسف النصف .

2- حكومة اختارت الاستمرار بسياسة إرضاء كل الاطراف بالطرق والوسائل الغير بناءة , فكسبت الكثير من البرلمانيين لبعض الوقت وخسرت الكثير من الدعم الشعبي , فالحكومات الاخيرة استمرت في سياسة تجاهل اهمية سيادة القانون واهمية ثبات النظام العام واستمرت بتغييب العدالة في الكثير من مواقفها , مما افسد علاقتها بالناس تماما مثل تغيبها عن بعض جلسات مجلس الامة وماكان على جدول اعمالها من قضايا تهم الناس مثل حقوق المرأة وحقوق البدون وذوي الاحتياجات الخاصة , والحكومة تخلفت ايضا في جانب الوحدة الوطنية ودخلت في خط اللعب على الاختلافات في محاولة للتكسب على حساب المصلحة الوطنية وتعايش المواطنين السلمي .

3- رئيس مجلس الوزراء واخطاءه المدمرة , في دعمه لما يوصف بالاعلام الفاسد , وفي تدخله للمصالح الشخصية في الاعلام الخاص , وفي علاقاته المشبوهة مع بعض النواب كقضية الشيكات او بتوزيع المناصب للمقربين او بتقديم الدعم المالي لاحدى الجمعيات التي ترأسها عضوة مجلس امة , او بيت هنا وتبرع مالي هناك ! , الأمر الذي اوجد تيار من الموالاة ينضم له المشبوهين في الغالب في علاقات مصلحية مع الرئيس , مثل من حصل على تعيين انتخابي لشقيقه او مثل العضو المدان في قضية تزوير , او من حصلت على منزل بتمييز واضح بينها وبين المواطنين العاديين , وغيرها من القصص المثيرة للغثاء لتعبيرها عن فضاضة الحكومة ورخص تصرفها في مقدرات الدولة وبهذه الطريقة الخالية حتى من الحياء !.

4- الحكومة كانت واستمرت بلا رؤية , حتى خطة التنمية لم تكن الحكومة آتية بها الا بعد انتقادات مجلس الامة والناس , مما اضطرها لإقرار خطة عليها العديد من الملاحظات التي باتت واضحة اكثر في الاستجواب الذي قدم لوزير التنمية .

5- الحكومة بلا رؤية , مما كان واضحا تخبطها في موضوع مشاركة الجيش في درع الجزيرة بالبحرين , فترددت وخسرت بعض الطائفيين , وقررت وخسرت البقية ! , ولم تعتمد على رؤية انسانية وقانونية لتحدد موقفها بناءا عليها .

في الحقيقة , من الصعب جرد كل الملاحظات على هذه الحكومة لكثرتها مع الاسف , اما الانجاز فلم يكن هناك الا اليسير جدا وليست له علاقة مباشرة مع مستقبل الكويت الا في القضية الاخيرة المتمثلة بالكشف عن الخلية الايرانية .

المطلوب الآن , التغيير في النهج ليبقى أملا بإستمرار ذات السياسة في الاختيار , وبلا تعديل دستوري وبلا مطالبات تقدمية ترجح كفة النظام البرلماني على الرئاسي , ولذلك فإنني اوجه دعوة للسلطة لإختيار من تتوفر به صفات القيادة والنزاهة والقادر على اتخاذ القرار , ومن لديه رؤية دستورية تقود تعامله مع المواطنين لتحقيق اكبر قدر من التقارب بين السلطة والشعب وتكون مبنية على اكبر قدر من الثقة المتبادلة .

أما الامة , فقد اثبتت بأنها اضعف مما كنت اتصور , فسمو الرئيس الحالي ناصر المحمد من المعروف عنه ضعفه على اعتبار انه رجل بخبرة دبلوماسية لا قيادية , ومع ذلك فإن الامة لم تستطع ان تفعل شيئا امام كل الملاحظات الموثقة على سوء اداء الرئيس وحكوماته , ومع ذلك فإن الرجل قد اخذ الكثير من الوقت قبل الرحيل ( هذا ان افترضنا رحيله في هذه الايام وعدم التجديد له !) .

الأمر الذي يستحق التفكر فيه لإعادة الاعتبار للامة لتكون اكثر قوة وتأثيرا من خلال المشاركة الشعبية الفعالة التي يكفلها ويؤطرها دستورنا الرائع .

-----------------

الزميل الفاضل علي الشطي قام بالتفضل بالتعليق على مقال في المدونة عنوانه - خالد الشطي ومسلسل تبادل الإساءات , وهي وجهة نظر معتبرة للزميل وقمت بالتعليق عليها وارجوا الاطلاع على الحوار - الرابط

الأحد، 27 مارس 2011

الكويت ليست سوى ديكور دولة !

الكويت ليست إلا مظهر دولة , هيكل من الديكور مبني على بئر من النفط وستنتهي متى ما جف البئر مما فيه او متى ما انتفت الحاجة من استخدام النفط .

الكويت كانت إمارة جميلة , وتخلت عن ذلك التاريخ للتحول الى واجهة دولة , نعم لدينا سلطة ولدينا حكومة ومجلس , ولدينا صحافة وأمة ومثقفين وكتاب وإعلام مرئي , ولدينا معارضة أيضا .

إلا ان أغلب البشر هنا لا علاقة لهم لا من بعيد ولا من قريب بفكرة الدولة , او بمشروع التحول من امارة الكويت الى دولة الكويت الذي عمل به من كان يؤمن بالكويت كوطن ووجود - في ذلك الوقت وتحديدا بحقبة الخمسينيات وبداية الستينيات .

كل هذا أراه قد إنتهى تقريبا , بإستثناء الشرفاء من أهل الكويت , فإن الاغلبية اليوم تشترك بالحرب الباردة الجارية بين الناس التي اساسها العمل على تحقيق اكبر قدر من الاستحواذ على مداخيل النفط , فنجد أن الأغلبية تعمل سواءا في اتجاه تقديم الخدمات بمقابل للفاسدين في السلطة , او في اتجاه تحقيق اكبر قدر من الدخل الشهري على ( قفا الباب الاول من الميزانية ) ودون حتى تفكير ببدائل مثل معالجة مشكلة التضخم حتى لا يغضب تجار الاستحواذ , وتجد المعارضة التي تريد التفرد من خلال ممارسة عملية الاعدام السياسي ضد كل مخالف مع سكوت مخزي على اخطاء المقربين , بل ان المعارضة مستعدة لفداء مصالحها ومقربيها بكل امكانات الدولة وبدستورها وقانونها بل و حتى بوحدتها الوطنية وأمنها واستقرارها وتعايشها والمستقبل الامن للأجيال القادمة !.

بالنظر الى تفاصيل الاحداث في السنوات الاخيرة , بل و من الستينيات الى اليوم سنجد أن الأصل هو البترول ولا شئ آخر , فكان الاقتتال السياسي والطائفي والقبلي والفئوي والطبقي لتحقيق اكبر قدر ممكن من التقدم نحو المزيد من التسلط والسيطرة على الدولة لإختطاف مواقفها وقراراتها لتجييرها من أجل خدمة المصالح الضيقة .

وكلما زاد سعر البرميل , زادت حدة الخلافات المبنية على التعصب لا على الافكار الوطنية , فالغلة كبرت والقيمة ارتفعت والحياة وكمالياتها ومظاهرها اصبحت اكثر كلفة , وبالمقابل فإن قيمة الانسان قد انخفضت , وكان لابد من الإستنفار اكثر واكثر مع الوقت !.

واليوم , بات المجانين من كل صوب يتصدرون المجالس , وصورهم باتت على صدر الجرائد وتصريحاتهم ملئ القنوات والدواوين والقهاوي , وفي المنتديات وفي كل مكان , واشكالهم اصبحت اكثر شبها لمن كان يطلق عليهم لقب ملوك الطوائف ! , فالوجود على اساس الفرقة العصبية بات امر واقع ومتعارف عليه وشئ عادي , بل انه قد بات سببا للتفاخر في الكويت !.

حال الكويت , الإمارة الجميلة والقوية بإرادة أهل زمنها و التي تحولت اليوم الى ديكور دولة , هي حال لا تسر إنسان عاقل , ونحن اليوم نعيش بمرحلة سقوط متوقعة بسبب تعنت السلطات المتعاقبة في الدولة , وبسبب تعنت الفعاليات الشعبية واصرارها على الحفاظ على نار الفرقة العصبية , بل انني ممن يتوقع ان تسوء الأمور اكثر في السنوات المقبلة لا من باب التشاؤم ولكن من باب قراءة التاريخ الكويتي و مسيرة التدرج في التدني التي تعيشها الكويت !.

السبت، 26 مارس 2011

من تاريخ حزب الدعوة العراقي !

لا يجب ان نقبل الربط الذي يحاول البعض إشاعته لأسبابه الطائفية , والمتمثل بالربط بين الفكر الديني الجعفري وبين نظام الحكم في ايران والذي يمثل شكلا من اشكال الدولة الدينية الشيعية , ولا يمكن ان نعتقد بأن هذا الربط هو حقيقة ثابتة على اساس طبيعة الفكر الديني الشيعي .

ومن دون الدخول في التنظيرات فإن بالعودة الى تاريخ حزب الدعوة العراقي وهو حزب اسلامي جعفري عراقي كان معارضا في عز ايام سقوط الأمة في العراق وفي عز الإنشقاقات الطائفية في المنطقة إبان الحرب العراقية الايرانية , فهذا الحزب المعارض قد انشق الى جناحين احدهما قبل التنسيق مع ايران والانخراط في جيشها , والجناح الاخر رفض مثل هذه الفكرة ولم يشارك بالرغم من ظروف العراق في ظل الديكتاتورية الدموية المجنونة .

مع كل تلك الظروف التي تفوق بسوءها عن ظروف بقية الشيعة في دول العالم , كان هناك جناح التزم بخط الولاء للوطن , ولم تحركه أية عواطف ورفض الخوض في المسألة بهذه الطريقة , مما يسقط بالدليل والتاريخ ما قلناه بالمقالين السابقين , بأن الولاء للوطن لا علاقة له بالعقيدة , وانما هو مرتبط بشكل مباشر بعوامل الامن والاستقرار والعيش الكريم .

أعتذر لأبناء الكويت من الشيعة عن هذا المقال , لكن مع الاسف تردي الطرح السائد في الكويت هو ما دفعني للحديث عن بعض التفاصيل ليس الهدف منها الدفاع عن المواطنين الكويتيين من الشيعة فهم ادرى واقدر على الرد مني وان كانوا حكيمين بالتزام الهدوء , وانما للرد على شبهة سخيفة قد لا تكون واضحه امام الكثير من الناس بالدليل التاريخي .

الأربعاء، 23 مارس 2011

لنعد الى جذورنا الإنسانية !

ليس من الصعب التخلي عن قسمة الانسانية على اساس الدين والطائفة وإستبدالها ( بالقسمة الشرعية عقلا ودينا ) وهي القسمة الجغرافية التي تحدثت عنها بالموضوع السابق , فالمسألة لا تحتاج إلا لشئ من الفهم لمسألة الاتهامات والتشكيكات بإزدواجية الولاء او حتى بالولاء لجهات خارجية على اساس الدين او الطائفة , لابد من فهم الأصل و المسار والنتيجة من اجل العلاج و حتى تتشكل قاعدة جيدة للتماسك الوطني .

إن اساس الانسان وقاعدته هي الفطرة الانسانية السليمة , والسادية وحب السيطرة والديكتاتورية والرغبة بالتسلط او بإلغاء تام للآخر هي الشذوذ .

وفطرة الإنسان السليمة تقوده ( الانسان ) الى اختيار أفضل ما يمكن تحقيقه بالحياة وهو الشعور بالامان والاستقرار , هذا ما أكدته قضية الارهاب في السنوات الماضية , فالجماعات الدينية التي سعت للإستشهاد لم تستطع التأثير على بقية البشر من ذوي الفكر السلفي في المنطقة وخصوصا في الكويت , على اعتبار ان الغلبة كانت لمشاعر الاستقرار والأمان والإطمئنان على المستقبل , بالاضافة الى رحابة الحرية والحجم الكبير من العدالة والمساواة التي ينعم بها السلف في الكويت - كنموذج .

لم تنجح لا القاعدة ولا الجماعات الاسلامية الارهابية التي تم الكشف عنها بالتأثير الا على بعض الشواذ الذين نفذوا عمليات فردية هنا وهناك او العدد الصغير في الخليه التي تم اكتشافها , فإغراءات الشهادة والفردوس وحور العين سقطت أمام الرغبة بالاستمرار بالحياة وبهذه الظروف الجيدة المتوفرة في الكويت او الخليج , او في اوربا او حتى في الدول الفقيرة , فمشروع الايديولوجية سقط أمام الفطرة الانسانية السليمة .

هذه كما اراها حقيقة عامة ولها تجارب اخرى عديدة , مثل توجه الكثيرين للمعارضة كما كان الحال مع المعارضة العراقية التي تخلت عن حق البقاء في الوطن لصالح الرغبة بالشعور بالعيش الامن الكريم وللرغبة الانسانية بالإستقرار , لم يفز بهؤلاء الناس لا التعلق بالأرض ولا الوطن ولا الاهل ولا أي شئ آخر سوى الحياة الكريمة .
وهناك ايضا من كان اكثر تطورا ولم يتوقف عند شعوره بالاستقرار الشخصي والعائلي , بل اختار مثل هؤلاء الذي سبقوا انفسهم وحقوقهم وسبقوا شعورهم بالاستقرار ضحوا بكل شئ من أجل فضح الجرائم اللا اخلاقية التي تمارس ضد الانسانية , والشواهد عديدة التي تدلل على ان الانسان قبل كل شئ , قبل الدين والطائفة والوطن , وفي احيانا رائعة يكون قبل الشعور بالامن والاستقرار حتى !.

هذه الحقيقة هي خير شاهد على أن الشك بالولاءات بين المواطنين والطوائف , وبين البشر هو ليس الا شك غير مستحق , على اساس ان هذا الشك يعمم الشذوذ ويخص القاعدة , وفي الحقيقة أقول ان المؤسف بأن السبب يتمثل برغبة اغلب المؤثرين بالطوائف والاديان او حتى بالقبائل او الاعراق او الفئات بتحقيق اكبر قدر من السلطة على حساب الحق , من أجل استمرارهم اقوياء , يريدون امتلاك سلطة غير مستحقه لضمان استمرارهم مصانين من أي تدخل قد يفسد مثل هذا الوضع الذهبي .

هؤلاء ليسوا الا شواذ عن القاعدة , يستخدمون مالديهم من سلطة للتأثير بالناس عبر استغلال كافة الظروف التي تؤدي الى ضمان استمرار السلطة , كالتعليم والاعلام , الدين والعادات الاجتماعية البالية حتى المتعارضة مع الدين نفسه ! , كتب التاريخ ومابها من حقائق تنفع او تزوير يؤدي بالغرض , التفسير والحديث والإجتهادات , وكل شئ يخدم مثل هذه المشاريع السلطوية التي ما إن سادت حتى أدت الى تدمير للفطرة الانسانية السلمية , فصارت الغلبة للتشكيك , واصبحت المطالبة بأدنى الحقوق الانسانية خيانة وتبعية , وتبدل الحق مع الباطل , فساد الخراب وعم الظلم واستشرى وأدى الى المزيد من التفكك وزعزع الشعور بالانتماء والشعور بالامن والاستقرار .

كل هذه الظروف باتت مادة جيدة تؤدي الى العمل على البحث عما يعزز الشعور بالقوة للمواجهة , سواءا من خلال الالتفاف الطائفي او الديني او القبلي او الفئوي او ربما حزب مصلحي , و يصل الامر الى ان يبحث البعض عن ضالته ان لم يكن قادر على تحقيق مثل هذا السند , او كان لا يرغب بالمشاركة بهذه الجريمة , تجده يبدأ بالتفكير بالهجرة , او بالاستثمار المالي بالدول المستقرة , او أن يشتري عقارا او ان يسعى للحصول على جواز اجنبي او جنسية لأحد ابناءه .

هذه المنطلقات التي يجب ان نستوعبها وأن نتعامل معها بجدية , إن كنا ننشد فعلا استمرار الشعور بالعدالة والحرية والمساواة , وان كنا ننشد استمرار الامن والشعور بالاستقرار بل وتنمية هذه المشاعر عبر الانجاز والاصلاح والتقدم , علينا فعلا ان نعيد النظر بأفكارنا السياسية , وبنظرتنا لبعضنا البعض كمواطنين نختلف بالخصوصيات ونتساوى بالشئون العامة , وعلينا ان ننحاز للحق دون النظر الى شكل ونوع علاقتنا بكل من الظالم والمظلوم , حتى يسود الشعور بالأمن ويتعزز الإنتماء للإنسانية وللوطن , لتكون منطلقا لا فقط لنجاح الأمة والدولة وانما حتى للتأثير ايجابا بالإنسانية عامة والتي تعاني من الكثير من التجاوزات في كل مكان بالعالم .

الاثنين، 21 مارس 2011

الإسلام هو أصل المواطنة والعيش المشترك

السماء هي أصل المواطنة والاختلاف , و هذه المواطنة في حقيقتها لم تكن فقط نتاج الفكر الانساني بل إن ارادة الرب حاضرة ومبارِكة !.

طبعا هذه وجهة نظر من ناحية ايمانية إن افترضنا ان الاساس لكل شئ هو الدين !.

دائما ما أؤمن بأن يد الله متدخله في كل شئ جميل , على اساس الفرضية التالية :

يد الله بالرغم من انها قادرة على فعل كل شئ ( كن فيكون ) ألا اننا نراها تؤدي الى نتيجة ناقصة , والحقيقة الاساسية تتمثل بأن الله لم يفعل شيئا عبطا , إذن هناك سر في وجود مشكلة معينة او نقص او ملاحظة .

نظرة الى اساس الحياة من الجانب الديني الاسلامي , نجد بأننا مؤمنين بأن للبشر اب واحد , إذن فنحن نعود الى اصل واحد , وبالتالي فإن كل التفصيلات العرقية التي انوجدت بالتالي هي وإن كانت من صنع الانسان بالدرجة الاولى , الا ان التصريح لها بيد لله الباقية.

ان يد الله موجودة ولم تفتلت عنها الامور , و الله سبحانه قد قال ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) , وطالما ان يد الله موجودة فإن للحكمة موضع بالمسألة .

أما في مسألة الطائفية والدين , ولو نسير على ( افتراض ) ان كل الاديان والمذاهب الاخرى خاطئة , يقول الرب عز وجل ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ).

إذن , فللتعدد الديني ومنه المذهبي ( لنفترض بتطرف !) حكمة ربانية , وتكلمة الاية التي تدل على ان لا اكراه في الدين واضحة .

المسألة مسألة إختلاف وتعايش وحوار واقناع وحفاظ على السلام وعلى الاحترام المتبادل , حتى الحروب فإن عليها قيود مشددة ومرتبطة بالرحمة واللطف والعطف قبل كل شي حتى على النبات في ساحه المعركة !.

الموضوع موضوع تعدد واختلاف مع تعايش , فالاصل يتمثل بأن البشر قد اتو من عائلة واحدة ( ادم وحواء ) وبالتالي فإن ما حدث هو ان الانسانية مع تمددها قد احتاجت للتقسيم على اساس ان ادارة شئون كل البشر لن تكون سهلة وفاعلة كما هو الحال في حال لو تقسم البشر الى مجتمعات ودوائر أصغر .

فالأساس الواحد - الإنسان - قد تفرع بطرق عديدة اثبت جميعها فشله ( بالحكمة الربانية التي لا تغيب ) بإستثناء التفرع على اساس الجغرافيا .

وهذا التفرع المبني على اساس الخريطة الجغرافية شهد العديد من الخروقات المسؤول عنها لا طريقة التفرع نفسها وانما بعض البشر الذين تمردوا على اطار الرحمة , والذي تجاوزوا حقيقة ان البشر يعودون لأصل واحد دون ان يردهم احدا سريعا .

عبر التاريخ , قسمت المجتمعات بناءا على الديانات , او الطوائف , او الاعراق والالوان , وفي كل هذه التجارب فشلت المجتمعات بالحفاظ على بقاءها بناءا على هذه الاسس , وهنا نطرح سؤالا عن الحكمة الربانية ( التي لا تغيب ابدا ) , في قضية سقوط الدولة الاسلامية وبقاء الدين الاسلامي منتشر في كل مكان وبين كل المختلفين ؟ , لماذا لم تستمر هذه الدولة تحت شعار الدين الصحيح وبالإرادة الإلهية واين ذهبت الرعاية الالهية ؟ .

المواطنة , هي في الحقيقة تتمثل بالإنسان الذي تقسم لظروف لا يستطيع التحكم بها وتتمثل بعدم القدرة على ادارة مجتمع بنو ادم بالكامل , وهي - المواطنة - مبنية على فكرة تقسيم المجتمع الواحد الى عدة مجتمعات بناءا على الجغرافيا , الأمر الذي بدأ يمر بعدة تحديثات تمثلت اولا بالعلاقات الدولية والشراكات بين هذه المجتمعات , ومرت على التقارب بناءا على المصالح المشتركة , ووصلت اليوم الى صيغتين الاولى هي صيغة وحدة الامم تحت مظلة الامم المتحدة , و الثانية بتقارب الدول عبر اتحادات وتجمعات مثل الاتحاد الاوربي ومثل حلف الناتو على سبيل المثال .

الجميل , ان العالم اليوم اصبح اكثر اقترابا من بعضه البعض , وان كانت روح المسؤولية قاصرة في الكثير من الاحيان ولكن لم يكن يتخيل قبل سنوات ان يتحول العالم الى مجتمع صغير في قرية صغيرة .

هذه مقدمة طويلة أهدف من كتابتها الى الاشارة الى ان تقسيم مجتمعات البشر بناءا على العرق والدين والطائفة لا علاقة له لا من بعيد ولا من قريب , لا بما وصل اليه الانسان من تطور في مجال التشارك الاجتماعي , ولا له علاقة بالولاء للمجتمع , ولا له علاقة لا بالدين الاسلامي ولا بالرب , بل ان هذا التقسيم يتعارض مع حكمة الرب الحاضرة دائما والتي لم تقرر ايمان كل الناس على دين ومذهب واحد , ولم تقرر نجاح تجربة الدولة الدينية , واختارت وضع الناس في تجربة الحب والسلام والتعايش تحت مظلة الاحترام .

نعم هناك اختراقات عديدة , في فلسطين او عبر تطرف بعض الدول انحيازا لمصالح مجتمعاتها بطريقة بها الكثير من التعدي على بقية مجتمعات الانسان , الا انها من الممكن ان تؤطر بخلاف على الفكرة يحددها ويعمل على معالجتها .

هذه رؤيتي لشرعية بل لضرورة القبول بالمواطنة والعيش المشترك .

الأحد، 20 مارس 2011

المدونة ونهاية المطاف

عطفا على الموضوع السابق الذي كتبته قبل دقائق , بل عطفا على كل مواد المدونة .

فإني أعلن عن طلاقي البائن من السياسة

فنحن في مجتمع في غالبه لا يستحق لا الديمقراطية ولا يعرف شيئا عن معنى العيش المشترك , ولا يعي ما معنى امن الوطن

طائفيون وقبليين وفئويين , هذه هي الاغلبية الطاغية وهي لا تستحق الديمقراطية .

أكتفي الى هذا الحد واشعر بالغضب على كل التصريحات التي صدرت بالفترة الاخيرة واولها تصريح صالح عاشور ( راجع المقال السابق ) والتي تمس بالدرجة الاولى الامن القومي في الكويت قبل كل شئ .

والمآساة كبيرة فعلا طالما اننا واجهنا بالفترة الاخيرة تلك الطبقة التي من المفترض ان تمثل النخبة , المثقفين والكتاب الصامتين منهم بأحسن الاحوال والطائفيين , والادهى والأمر من وقع عليهم الاختيار على اساس انهم نخبة المجتمع برجاله ونساءه , الا وهم اعضاء مجلس الأمة الخمسين .

لم يعد للكلام او للحوار مكان , و لا يمكن تخيل ان الحرية والمساواة من الممكن ان تفرض فرضا على من لم يشعر بها في حياته !.

شكرا لكل من تابع واهتم بمواد المدونة
وعذرا لكل من أخطأت بحقه او بحق عائلته او قبيلته
او ربما طائفته او دينه او جنسه بلا قصد او بلا شعور !

خالد الشطي ومسلسل تبادل الاساءات

تحديث : ليعلم المدعو صالح عاشور بأن السعودية هي عمقنا وامتدادنا الوحيد , ولن أقول بأن تجربة الغزو كانت خير شاهد فمن شارك بتحرير الكويت هي السعودية وليست ايران ولم تشارك البحرين بالحجم الذي شاركت به السعودية .

والقضية وأصل الخلاف على قضية لا علاقة للكويت به وانما هي قضية بحرينية قبل ان تكون كويتية , فمع احترامي لكل اهل البحرين الا انهم يعلمون قبلك بأن الكويت وامنها وامتدادها الاستراتيجي اهم بالنسبة لي من البحرين ومن اهل البحرين .

وتأكد يا عاشور , بان التعدي على السعودية او على القيادة فيها هو تعدي على مستقبل الكويت وعلى امنها بشكل مباشر , ولا تعتقد بأن دعاية الثورجية التي تجعلك تفتح عينيك على البحرين ومصر وتونس وتغمضها عما يجري في ايران ستنطلي على غير اتباعك , فأنتبه فنحن في دولة تحيطها الاخطار من الشرق ومن الشمال ولست انت من سيؤثر على علاقتنا بالسعودية نظاما شرعيا وشعب .

هنا سأتوقف عن الحديث في شأن القضية البحرينية فاليوم وصلنا الى حال تحتاج لتوجيه النظر للداخل الكويتي قبل غيره , فلدينا من يحمل الجنسية الكويتية و يتعامى عن التهديد المباشر للكويت والمتمثل بمفاعل بوشهر وهو الذي حذرت منه قبل سنوات وكنت ولا زلت اؤيد فكرة الحرب وضرب المفاعل قبل تشغيله , فوجوده خطر على الحياة في الكويت سواءا بتشغيله وبالتالي قضاءه على البيئة البحرية في الخليج او بحدوث خطأ فني به او ان يتعرض لمشكلة زلزلالية قد تقتل الحياة في الكويت , ومن يسكت عن هذا او يعتقد بأن ايران هي امتداد الحق في الكويت فهو بالنسبة لي خائن وعميل .

-----------------------

ويستمر مسلسل التطرف والنفخ في الفتنة , وهي فتنة قد تقضي على الأخضر واليابس في حال لو اشتدت حدتها أكثر .

عزائي بأن خالد الشطي لايمثل الا من يؤيده ولا علاقة له بالحديث بلسان المواطنين الشيعة في الكويت .

الإساءة لما له علاقة بمعتقدات الناس هو أمر مرفوض , مثل التعدي السافر للشطي على الشيخ بن باز - الرابط - والذي يحمل استفزازا لمشاعر الكثير من المواطنين في الكويت فقط من أجل تفريغ مابه من أمراض لا تختلف عما بداخل المتعصبين السنة الذين ينتقدهم .

في الحقيقة , إن ما يحصل في الكويت لمهزلة لا يجب السكوت عنها , وقد طفح الكيل بسبب إطلاق أيادي هؤلاء يعبثون بأمن ومستقبل أبناءنا في دولة إختار اجدادنا العيش فيها قبل ان تغتني بالنفط , وهي كل ما نملك ولا نعرف غيرها ولا نريد ان نعرف غيرها وسنتمسك بها الى آخر قطرة من دمنا , وهي التي عرفنا عنها التعايش السلمي المبني على الاحترام المتبادل بين الناس ولم تكن تعرف شيئا عن الطائفية و غيرها .

أعود الى خالد الشطي و أسأله كغيره من الطائفيين عن رأيه بما يحدث من مظاهرات في ايران , وعن رأيه ايضا في تهديد مفاعل بوشهر بل وحتى مفاعل عبادان للبيئة في الخليج بل وربما سيهدد حياة الناس في حال لو تعرض لطارئ شبيه بما حدث في تشيرنوبل وايضا في اليابان ؟! .

طبعا سيصمت , وسيصمت معه بقية الطائفيين ولن يجرؤ الا من هو متحرر من هذا التعصب الذي نعرفه عنه كما نعرفه عن هايف والعوضي نبيل وبسام الشطي او العتيقي او غيرهم !.

السبت، 19 مارس 2011

السنة المختطفة !

المذهب السني مختطف , هذه حقيقة تثبتها العديد من المواقف .

البينة على من إدعى , وهو مصدر المبدأ الانساني السامي - المتهم برئ حتى تثبت إدانته .

مثل هذا المبدأ الإسلامي الانساني التقدمي الحضاري تناساه الكثير من - ربعنا السنة - في العديد من المواقف , آخرها الموقف من احداث البحرين والادانة اللفظية الخطيرة والمبنية على اجراءات اشنع حتى من محاكم التفتيش للمتظاهرين وادانتهم مسبقا بالولاء لغير الوطن .

اسس وشروط الحرب واضحة لا لبس فيها , ترويع الامنين وضرب المدنيين العزل بأنواع الاسلحة , قمع الحريات , التفرد في الحكم , التمييز , غض النظر عن أخطاء وتجاوزات الحكام , لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها !.

الموقف من البحرين لا علاقة له لا بالدين ولا بسنة محمد , ربما تكون مرتبطة بسنة بعض قادة دول الخلافة الاسلامية ولكن لا علاقة لها لا بسنة محمد , وبالتالي هي مختلقة ونابعة من العقد التي قد تصيب البعض من أبناء آدم , فيظهر التعصب بأشكاله حسب محيط المتعصب , تمييز عرقي او ديني او طائفي او فئوي والى آخره !.

الجمعة، 18 مارس 2011

طائفيوا المنطقة وبراءة التظاهرات !

مشهدان احدهما مريح جدا والآخر مؤلم , فالوضع في البحرين بات واضحا أكثر والى درجة اليقين بأن ما كنت أعتقد به كان ولازال صحيحا , فلا علاقة بالشعب البحريني بأغلبيته الطاغية بالدولة الايرانية التي اعتبرها من الدول المعادية , ولا أثر لأي دعم ايراني للمتظاهرين الاحرار في البحرين , هذا هو الجانب المريح في الموضوع والذي يؤكد ما شاهدته عبر محطات الاخبار العالمية التي نقلت فجر القمع الاول في دوار اللؤلؤة والذي يؤكد ايضا شرعية المطالبات الشعبية البحرينية .

البحرين ردت اليوم ( بتصريح ) على الرسائل التي ارسلتها ايران لعدد من المنظمات الدولية - الرابط , واعتبرت البحرين هذه الرسائل المتعلقة بالداخل البحريني على انها تدخل في الشؤون الداخلية .

الجميل بالموضوع وان كان قد فات الفوت ربما فالحرب الطائفية شبه مشتعله في البحرين مع الاسف , الجميل بالموضوع ما يحتويه من إقرار للسلطات البحرينية بأن هذا التدخل هو الاول والوحيد في الشأن البحريني , فالبحرين وأكرر ما قلته سابقا لم تتقدم بأي شكاوى رسمية ( قبل هذا التصريح والذي لا يثبت شيئا على المتظاهرين ) ولم تقدم اي ادلة على ان هناك دعم بأي شكل من الاشكال يتلقاه المتظاهرين من ايران كما يزعم البعض .

أما الوضع الميداني فإشتعال الحرب هناك اتمنى ان لا تكون الصورة كما ينقل لنا , وطبعا هي حرب اهلية حسب ما نقلته الصور ومقاطع الفيديو من اشتباكات وعمليات قتل ونكيل متبادلة , وهي ان صحت فهي قد تكون نتيجة طبيعية للحرب الاهلية بل ان في مواقع اخرى من العالم كانت تصل للاشتباك بالسلاح , وهذا ما كان يجعلنا نحذر من الفتن ومن التفرقة ومن غياب العدالة والمساواة والقانون ومن قمع الحريات .

المؤسف اكثر , ان ما يحصل هناك بدأ ينتقل الى الكويت الى حد كبير , او لنقل بأنه اشعل ما كانت تخجل النفوس من اظهاره عند الكثير من الكويتيين , فبدأ الصوت يعلو ويصاحبه صراخ طائفي بغيض يأتي كتفريغ لسنوات من الكبت خوفا من الاتهام بالتعصب الطائفي وهو المعروف عنهم اساسا وفي الطرفين من السنة والشيعة .

الى البارحة كانت هناك اخبار عن تدخل متوقع من سمو الامير حفظه الله لمعالجة الازمة بالحكمة على اساس علاقاته الطيبة مع كل الاطراف وهذا ما اتمناه , كما اتمنى ان تكون الاخبار عن مشاركة كويتية عسكرية سرية في البحرين هي مجرد اشاعات لا اكثر .

وأتسائل , متى ستتعلم شعوب المنطقة من ماضيها القذر في الصراع الديني والمذهبي ؟ , ومتى سيتعلم هؤلاء الناس من تجارب الامم التي تجاوزت كل هذه الصراعات واتجهت نحو التعايش السلمي المدني كما هو الحال في امريكا واوربا وغيرهم ؟, واتسائل ان كانت هذه الاغلبية المتطرفة المتخلفة الطاغية جادة بالتفكير فعلا بإلغاء الاخر ؟!.

----

تذكير :
- البينة على من إدعى !
- جماعة وعد لم تنسحب من التظاهر بما فيها من سنة ! , وابراهيم شريف تم القاء القبض عليه وهو سني بالمناسبة !

الأربعاء، 16 مارس 2011

الدعم الايراني .. والمؤامرة !

ماهي اشكال الدعم الذي يزعم البعض بأن ايران قد قدمته للمواطنين البحرينيين المتظاهرين بمتدينيهم الشيعة وبليبرالييهم ؟!.

سيوف وعصي وبعض المسدسات الخفيفة كما سمعنا وشاهدنا بالفيديوات ؟ .

هل من المعقول ان يكون الدعم الايراني بهذا الحجم ؟ , ام ان من الطبيعي ان يكون الدعم عبارة عن اسلحة تبدأ بالكلاشنكوف وربما تنتهي بالكاتيوشا ؟! .

قيل قبل ايام عن اكتشاف حمولة اسلحة ايرانية كانت متوجهه للبحرين , والى الان لم نرى اي دليل على هذا الزعم , بل ان البحرين لم تتقدم بشكوى رسمية دولية الى الان ضد ايران , ولم تستدعي سفيرها الا بعد تصريح وزير الخارجية الايرانية ( أمس فقط !) .

اما ان كان الحديث عن توجيه كل برامج ما تسمى بقناة العالم الايرانية الموجهة باللغة العربية لشعوب المنطقة , فإن الأمر لا يعني ان هناك دعم ايراني مادي للمتظاهرين , فالقناة بالضرورة تعبر عن موقف السلطات الايرانية والتي تتخذ موقفا ليس بغريب مناهض لأغلب الانظمة العربية المخالفة وهنا اتحدث عن الدول التي لها علاقات صداقة وتعاون مع الاميركان ولها موقف مؤيد لجماعة الحريري في لبنان .

------------------

قبل سنوات أيام بوش الإبن عندما كان هناك تبادل خطابات مشددة وكانت المنطقة على صفيح ساخن , كنت قد توقعت بأن الحرب الاميركية على ايران ليست واردة في ذلك الوقت , على اعتبار ان الادارة الامريكية قد خسرت الكثير من المؤيدين وخصوصا في اوربا بعد فوض العراق وبعد فضيحة مزاعم البرنامج الكيماوي العراقي , حتى ان بلير لازال يحاسب على تلك المرحلة ولم يكن سهلا التقدم ولو بخطوة بإتجاه ايران , اسرائيل ايضا لم تستطع القيام بأي خطوة لذات الاعتبار , الامر الذي أجل موضوع الحرب على ايران لوقف برامج التسلح .

اما الان , فهناك نفس - لنظرية مؤامرة - وربما يكون تكرار طبق الاصل لسيناريو الثمانينيات وبداية السعينيات , سحب رجل ايران في المنطقة الغنية بالبترول لكسب تأييد دولي لأي تحرك ضدها خصوصا مع ازمة النفط العالمية , فالعالم لم يعد يحتمل اية مشاكل تؤثر على تدفق النفط .

الثلاثاء، 15 مارس 2011

اما التزام المعارضة او احتلال البحرين !

لازالت الصورة غير واضحة بالنسبة لي , فالاخبار لازالت تتضارب بسبب الاعلام الموجه من جهتي الصراع البحريني بين السلطة و مواليها وبين المعارضة .

وإن كنت لازلت ارجح كفة الامة على اعتبار ان السلطة في البحرين كغيرها كانت ولازالت مسؤولة عن فقدان الاعلام الرسمي للمصداقية , على اعتبار ان هذا الاعلام هو هكذا في المنطقة ولا يتغير ولن يتحرر حتى في افضل التجارب الاعلامية في المنطقة كالجزيرة والعربية او حت بالصحف المحلية الكويتية , وعلى هذا اساس اتخذ موقفي بناءا على مبدأ - البيــنة على من ادعى .

على هذا الاساس فإنني أثق بأحقية المتظاهرين بطرح ما يريدونه من مطالب بعد صراع طويل ومشهور بين السلطات البحرينية والمعارضة , منذ الانقلاب على دستور البحرين والى ميثاق الملكية الدستورية والى اليوم , بل ان ما يدلل على ذلك هو بيان جمعية المنبر الاسلامي - الاخوان المسلمين في البحرين وهم من موالي الملك - الذي صدر في يوم تظاهرة 14 من فبراير 2011 , ويتضح من خلال ما ورد فيه ان المطالبات بالاصلاح قديمة حيث ان البيان يبين انه يكرر مطالبات اصلاحية طرحها في العام 2002 , فالملاحظات الي قيدت في هذا البيان تعد دليلا دامغا بلسان الموالاة على تقصير السلطة في البحرين بحق الشعب البحريني - الرابط .

انتهينا من اثبات استحقاق الشعب للتظاهر بناءا على قضية شعبية وطنية حقة , ولكن ماذا عما اثير حول التدخلات الايرانية في البحرين ؟.

من السهل تحديد معالم هذا الاتهام , ولو نقر بمبدأ - البينة على من ادعى - فإننا سنرى انفسنا بمواجهة السلطات البحرينية بسؤال , ماهو الدليل ؟ وما الذي يؤخر البحرين عن الشكوى امام المجتمع الدولي ؟ , اليس هذا الاجراء لتثبيت الاعتداءات الايرانية او التدخلات هو اول ما يستجوب على اي دولة القيام به ؟ , ام ان السلطة في البحرين تنشر خبرا لا اساس له من الصحة ولا دليل عليه ؟.

اما المعارضة , فهي مطالبة من جانب آخر بالاعلان عن رفضها لأي تدخل خارجي في صراعها مع السلطة , وهي مطالبة ان تحدد اولا ايران وعليها ايضا ان تدعو السلطة لتقديم شكوى دولية رسمية ضد ايران لتثبيت تحرر الحراك الشعبي من اي تبعية ايرانية , على اساس ان الصراح محدد بمطالب معينة ولا يصل بإرتفاع سقفه الى التغيير الجذري في النظام البحريني على اساس ان خلط الاوراق في المنطقة وبهذه الطريقة قد يجر المنطقة الى حرب ونزاع على منابع النفط بين دول مسالمة ولها علاقات جيدة مع كل دول العالم , والعالم مستعد لحمايتها بمقابل دولة دينية ديكتاتورية عسكرية لايمكن ان يقبل العالم بسيطرتها على منابع النفط لضمان التدفق الامن للمصدر الاهم للطاقة في العالم .

يجب ان تعي المعارضة بأن المنطقة لا تقبل بالرهان على امنها , حتى لو افترضنا ان النظام البحريني قد مال او تحالف مع المعسكر الايراني في المنطقة فإن بهذه الحالة فإن على بقية دول الخليج العمل حتى على احتلال البحرين لتحقيق الامن القومي لبقية دول الخليج , فبمثل هذا التوجه الخطير نحو تحقيق تقدم تال في المنطقة من خلال البحرين بعد العراق فإن الحرب الهجومية والاحتلال بدافع الوقاية سيكون امرا ممكنا وربما مقبولا على اساس تضرر المصالح الوطنية العليا والامن القومي لدول الخليج بل وللعالم ايضا .

ما حدث بالعراق بعد غزو الكويت من الممكن ان يتكرر ايضا في حال لو اقتربت ايران خطوة باتجاه الخليج , وبالتالي فإن المسألة ليس بالبساطة التي قد يتصورها احد بأن للشعب البحريني الحق في اتخاذ منحى تأييد دولة تشكل خطرا على المنطقة حتى لو تم ذلك من خلال التوافق الشعبي وبالطريقة الديمقراطية الشرعية .

المقصد , ان البحرين لها ان تختار الانحياز لأي من المعسكرين , وسيكون لدول المنطقة الحق باتخاذ التدابير المناسبة لحماية وجودها ومصالحها ومصالح دول العالم الشريك بالمصدر الاهم بالطاقة من باب التعاون الانساني قبل كل شئ .

انا أنأى بالمعارضة البحرينية عن التبعية لاي دولة في المنطقة , ولكن اعتقد بأن خطورة الموقف تتطلب توضيحا وبيانا ينهي مسألة الشك في تفاصيل الحدث البحريني .

الاثنين، 14 مارس 2011

سنة الرسول الكريم ؟ , ام سنة صدام اللئيم ؟!

يوما بعد يوم والدكتور عبيد الوسمي يثبت لي انا الانسان الفقير لله بأنه استاذ قانون ورجل مبدأ نقي السريرة , هذا الرجل الذي بدأت حملة عليه في اغلب المواقع الالكترونية فقط لأنه انحاز للحق وبين المثالب المتعلقة بمشاركة درع الجزيرة في حماية النظام في البحرين ومن اجل رد التظاهرات التي توسعت اكثر واكثر امام رفض النظام في البحرين تقديم اي تنازلات معتبرة وممتازة امام مطالب المواطنين .

الازمة الحالية في البحرين قد اثبتت من جانب اخر مدى هشاشة حال المدنية في المنطقة , فقد نزعت الاغلبية اغلب ملابسها مع احذيتها ونست ما يعرف بأنه قانون ودستور وتعايش سلمي وتسامح ومبادئ حقوق انسان واتفاقيات دولية متعلقة باستخدام القوة العسكرية والتي تحرم استخدام هذه القوة ضد المدنيين .

كل هذا لم يكن سوى احذية ذات اعناق طويلة تحمي الرجلين وقت المطر وتنتزع وترمى عند الباب بعد إنتفاء الحاجة منها , ونحن في الحقيقة لسنا بدولة ولا هي مستقلة , فقرارنا بيد جماعات التعصب المذهبي والفئوي واستقلالنا ساقط امام افكار الدول المذهبية القديمة !.

تناقضات مريضة , مابين دعم الحكم والاجراءات القمعية بل وتدخل القوات الخليجية لوقف التظاهرات الشعبية في البحرين , وبين استنكار تصرفات المجنون معمر , وبين احترام الشعب المصري لما قام به مع احتقار للطاغية المخلوع ميلوسوفيتش واكثر مع شارون , وبعض التعاطف مع هتلر على اساس المحرقة !.

كل هذه التناقضات حدثت ايضا ايام حامي البوابة الشرقية المقبور المجرم صدام حسين , والذي دعمته المنطقة شعوبا وحكاما في حربه الغبي ضد ايران واستعداءه لهذه الدولة الكبيرة دون سبب في اشارة الى ان المنطقة كانت قد أبت لا تكون الا سلاحا امريكيا يواجه الروس في المنطقة !.

نحن نعيش زمن المهازل وفقدان المبادئ وضياع الادمية وشيوع التخلف الدموي , بل وتبدل التسامح بالكراهية والغريب ان يكون هذا التبدل مستند على شعار الدين وهو دين التسامح بحقيقته لا بمتدينيه ومتخلفيه !.

حرب العصبيات في البحرين

تحديث : مبادرة جيدة من السلطة البحرينية ومشجعة على الحوار وان كانت متأخرة الا انها خطوة جيدة فعلا للأمام - الرابط

-----------------

قبل ان ابدأ الموضوع الرئيسي اشير الى ان الفهد بدأ يتسابق لتسجيل الانجاز بإسمه على حساب المحمد وحكومته اللهم لا شماته - الرابط

------------------------

ما يحدث في البحرين من تحول الى نسخه لبنانية عراقية هو امر سيئ للغاية , وفي الحقيقة فإن الموضوع بقدر ما يسببه من شعور بالألم على ما يحدث هناك فإن الموضوع ذاته يدعو لشيئ من التندر ليس على حال البحرين وانما على حال المنطقة بشكل عام , خصوصا وان ما يحصل في البحرين تتوافر أسباب حدوثه بالكويت , بل انه حاصل ولكنه بلا صخب كبير !.

سلطة تتعدى على حقوق المواطنين ودستورهم وتسجل تعديات طائفية عديدة , وسلطة ارتبط اسمها بالعيش ببذخ بمقابل من يعيشون تحت خط الفقر في البحرين .

وبالمقابل هناك ثوار بدلا من ان يعملوا بإتجاه المدنية والعدالة والمساواة , ليطرحوا انفسهم على انهم الأغلبية العاقلة التي تقبل التعايش مع الاقلية وتحترمها , نجدها ترفع شعارات دينية مرتبطة مباشرة بشكل نظام سياسي ديني طائفي بالضرورة سيكون الغائيا , وطبعا هذه الاغلبية تريد كسب تأييد الناس لهذا المشروع الديني المتعصب !.

أي ان وبدلا من ان تعزز مشروع مطالبتها بالحرية والعدالة والمساواة نجدها تعمل على تعزيز مشروع ديني الغائي , تماما كما كان الحال في افغانستان وكما هو الحال الان في ايران .

البحرين , سلطة وشعب بإستثناء المدنيين العقلاء من بين الناس , السلطة والشعب تتقاتلان كل لأجل مشروعه السلطوي الالغائي , وطبعا دخلت بقية دول الخليج الان على الخط لإدارة المعركة التي تعبر عن طرفي السلطتين الدينيتين السنية والشيعية , تماما كما هو الحال في لبنان !.

-----------

على الهامش :
الكويت من الدول الخليجية التي قدمت دعما ماديا للبحرين , المفارقة ان في جميع صور التظاهرات البحرينية كنت الاحظ دوريات - لاندكروزر الجديدة - و في الكويت لم اشاهد اي دورية لاندكروزر جديدة ! .

الجمعة، 11 مارس 2011

هل ستقومون بقصف البدون ؟!

- يصدر قرار في العام 1986 بالتضييق على البدون ويستمر الى 2011 ومع ذلك يستنكر البعض خروجهم للتظاهر السلمي .
- يظهر رئيس اللجنة الحكومية المختصة ويتحدث عن ان البدون حاصلون على حقوقهم المدنية ويمتدحه البعض .
- تصرح الحكومة بعد ايام بأنها سترفع التضييق بقرار منح البدون حقوقهم المدنية , ويظهر نفس رئيس اللجنة ويتناقض مع ماقاله قبل ايام ويعد بمنح البدون حقوقهم المدنية قبل 8 مارس !.
- تمر الجلسة الاولى ويمر الثامن من مارس ولا نجد اي ظهور لرئيس اللجنة الحكومية , والحكومة تريد منح البدون حقوقهم من خلال قرار وبعض النواب يريدونها بقانون , يتم تخريب الجلسة ويؤجل الموضوع .
- يعود البدون للدعوة للتظاهر , ومن كان يعترض على تظاهرهم الذي اثبت بأنه ردة فعل طبيعية اصبح صامتا الان بعد تكشف الحقيقة , وتأبى العنصرية ان تتنازل امام الاعتراف بالحق !.
- مساء اليوم السابق لموعد التظاهر , يظهر وزير الداخلية الجديد ويعد بأن الحقوق المدنية ستمنح دون ان يعطي موعدا حاسما , ويهدد ويتوعد ولم يتبقى منه الا ان يتوعد البدون بالقصف الجوي لو لم تستطع قوات الداخلية قمع المظاهرة , فنحن نتحدث عن عدد يصل بنسبته الى ما يعادل 10 بالمئة من الشعب الكويتي وبالتالي ليس من السهل السيطرة عليه لو تم استفزازه ولن يكون التنازل كافي في ذلك الوقت! .

مهزلة انسانية وقانونية , وعيب ونقيصة بحقنا ككويتيين اذلالهم بهذه الطريقة العنصرية .

الخميس، 10 مارس 2011

جوعوا .. تتظاهروا آخر ابداعات العلمانيين !

ظهر رأي جديد او ربما سفسطة وصلت الى هذا الحد من التطور لها في أيام الغرابة هذه !, فمفكرينا مصرين على محاربة أي تحرك شعبي ضد الحكومة ويتلاعبون بالكلمات وبسرد الحقائق لإعتبارات احيانا تتعلق بالتمصلح الطائفي او ربما الشخصي او الاسري او العائلي او حتى القبلي .

فهم يدأوا يتحدثون عن اثرياء يثورون ضد الاوضاع بالبلد , ويرون بأن الثورة من المفترض ان تكون مرتبطة بالفقر والجوع , هكذا طرح لترقيع اعتراضهم على اي حركة شبابية او شعبية تطالب برحيل الرئيس وحكومته التي اثبتت فشلها مرات ومرات - وهنا لا اعني كل من عارض الحركة الشبابية الاخيرة وانما من تحدث عن المتظاهرين الشبعى !.

الجوع والكرامة والحرية , قد يكونوا العوامل اكثر تأثيرا على الناس واكثر اسباب الثورة والتظاهر بشكل عام , لكن من الخطا حصر التظاهر او الثورة بهذه الاسباب فقط , وبالنظر الى الدول التي حصلت بها حركات شعبية مؤثرة وادت الى التغيير فسنجد بأن اغلب التحركات هي نتيجة لمعاناة طويلة , ولكن هذا لا يعني احتكارها , فما يحصل في الكويت قد لا يكون مسبوقا في التاريخ الا في مصر وبنطاق ضيق , وما يحصل في الكويت أهم واعظم مما حصل في وتونس وما يجري اليوم في ايران والبحرين واليمن وجيبوتي وفي غيرهم , فالشباب الكويتي اثبت تقدمه بأميال على بعض من نعتقد بأنهم من افضل مفكري الكويت !.

التحرك الشبابي لم يأتي نتيجة لجوع او لنقص بالموارد المالية , فنحن ولله الحمد نعيش في طفرة مالية رهيبة , و لا علاقة بالتظاهر والمطالبة برحيل الحكومة اي علاقة بالاوضاع المادية للمواطن الكويتي الا بزاوية ضيقة مرتبطه بحجم الفساد والتضخم المتعمد وعدم جدية الحكومة في التكويت وبغيرها من الامور التي لا علاقة بأهم الحاجات الاساسية للانسان .

التحرك الشبابي هو تحرك تقدمي اتى كنتيجة مباشرة لرؤية الشباب المستقبلية , بأن من واجبنا الحفاظ على مداخيل الدولة وترشيد المصروفات ومنع التعديات والسرقات والتنفيعات وتوجيه الجهود نحو الاصلاح الشامل الذي سيقدم ضمانة افضل لمستقبل الكويت , فنحن نعتمد على النفط وبلا اكتفاء ذاتي والبدائل تتقدم , وبالتالي فإن الشباب يرى بأن الكويت على حافة هاوية وتحتاج للكثير من العمل الجدي والحقيقي من اجل مستقبل أفضل .

واسأل العقلاء والراشدين , هل على الكويتيين فعلا انتظار سنوات الجوع من اجل التظاهر ؟ , اليس من المفترض ان يكون الحال كما هو في دول العالم المتقدمة التي تمارس السياسة فيها بحكمة مرتبطة بالشفافية وبحرية التعبير وحق الاجتماع والتظاهر ؟ , اليست الشعوب في تلك الدول تحترم من خلال تحمل الساسة لمسؤولياتهم عند اول واصغر فضيحة تتعلق بذمتهم او بمصداقيتهم ؟ .

نحن نريدها افضل , حتى لو امتلكنا اموال الدنيا فسنعمل لكي تكون افضل , هذه قضية اغلب الشباب واولهم المعتصمين في ساحه الارادة في هذه الايام , وعيب لوي الحقائق وتشويهها لأهداف او اجندات خاصة لا علاقة لها لا بالكرامة الانسانية وحقوق الانسان والشعوب ولا بالعلمانية ولا بالليبرالية !.

الأربعاء، 9 مارس 2011

حقوق البدون والحكومة السخيفة

ها قد تعطلت مناقشة قرار او قانون منح البدون الحقوق المدنية الذي طالبت به المظاهرات قبل اسابيع وتخلفت فيه كتلة العمل الوطني و اقرت و وعدت به الحكومة !.

الحكومة تسعى لأن تكون الحقوق مقرة بقرار حكومي يسهل عليها الغاءه مت شاءت , في حين ان المطلب الحقيقي والذي كان من المفترض أن تكون الحكومة هي اول من يحترم الناس وعقولهم من خلال دعمها لقانون حقوق البدون .

فقانون حقوق البدون هو قانون من المفترض ان يكون مرحلي أي متعلق بمرحلة تبدأ من اليوم والى حل قضية البدون , وعندما نقول حل قضية البدون فسيعني ذلك التخلص من المشكلة الى اخر انسان من البدون من خلال التجنيس او من خلال اثبات تبعية بعضهم لدول اخرى , وبالتالي فإن القانون سيطرح لإلغاءه بالمستقبل على اساس انتفاء الحاجة منه !.

طبعا , هذا ان تصورنا بأن الحكومة جادة بالعمل على انهاء مشكلة البدون وعلى علاجها جذريا , الا ان موقف الحكومة المتمثل بمحاولتها التسويف والتعطيل في اقرار القانون فأعتقد بأن هذا الموقف يدلل على ان الحكومة مع الاسف غير جادة بمعالجة القضية .

انا اعتقد بأن لابد من وقفة من هذه التصرفات التي تؤثر على امن الكويت فهناك مظاهرات غضب في 11 من مارس كما قيل , بالاضافة الى تعقد المشكلة مع الوقت وتأثيرها السيئ على مستقبل الدولة .

هذه الحكومة لن تتخلى عن التفكير القاصر فهي تعتقد بأن من السهولة ان تخدع الناس بتمثيلية خلاف في المجلس لتعطيل المشروع !.

الثلاثاء، 8 مارس 2011

الى حكماء وشباب الأسرة الحاكمة

من خلال تظاهرة اليوم الثلاثاء الموافق للثامن من مارس 2011 , فإن الشباب لا يدعو للتظاهر ضد الحكم او الحاكم صاحب السمو امير البلاد , فهذا الموضوع غير قابل للنقاش فيه .

عندما نطالب برحيل رئيس الحكومة , فإننا لا نعادي السلطة , بل إنني ارى ان الدعوة من خلال هذا التظاهر موجه للسلطة للمشاركة في التغيير الذي يريده الشباب .

إنني ارى هذه التظاهرة كدعوة توجه لكل ابناء الاسرة الحاكمة , رجالها وشبابها , ولكل مستشاري صاحب السمو , من أجل تحكيم العقل لا العاطفة .

إن على رجال الاسرة الحكماء وشبابها الواعين النظر الى حقيقة تتمثل بأن هناك قناعة سائدة عند الكثير من الشباب , مفادها أن الرئيس الحالي الشيخ ناصر المحمد لا يمكن ان يكون افضل من في الأسرة الحاكمة من ناحية النزاهة والكفاءة والقدرة على ادارة الدولة .

بل إن على حكماء الاسرة وشبابها التأكد , بأن في حال لو قبل باستمرار الشيخ ناصر لكونه اكثر ابناء الاسرة مناسبة لرئاسة الوزراء , فإن مثل هذه القناعة قد تفتح باب التساؤل عن مستقبل الحكم لو قضى الله امرين متتالين مع دعائي بالعمر المديد لسمو الامير وسمو ولي العهد .

ان كان من الحكماء والكفاءات ومن ذوي النزاهة بل وافضلهم للقيادة , ان كان هذا الرجل هو الشيخ ناصر المحمد , فنحن حقا سنواجه ازمة كبيرة في الحكم بالكويت بالمستقبل .

ارجوكم يا حكماء ويا شباب الاسرة , إنظروا في هذا الانطباع عن مستقبل الحكم , وأتونا ببديل افضل من بين ابناء الاسرة فهناك من هم افضل بأشواط من رئيس وزراء الشيكات !.

الاثنين، 7 مارس 2011

مرضى التعصبات والتقدم في المنطقة !

ها قد اصطادها بو راكان في مقالته بالقبس اليوم , فنعم الاصلاح الشامل والثقة بالمواطنين والتعامل معهم بفكر حديث هو ما سيشد من عود دول المنطقة , وإذ نحن نكرر اليوم اخطاء المرابطين والموحدين بالأندلس بل وما سبقها من اخطاء تاريخية وقعت بها المنطقة ولا زالت تعاني منها الى يومنا هذا , إذ نكرر ذات الاخطاء بالوقت الذي يجب علينا ان نستفيد من الظروف الحالية ليس في المنطقة وحسب وانما في العالم لإعادة بناء منطقتنا حتى تكتسب الاحترام والمكانة والقوة التي ننشدها .

ايران مشغولة كما قال بو راكان اكثر بأوضاعها الداخلية , ودول العالم مهتمة بالحفاظ على اكبر قدر من التدفق البترولي , مثل هذه الاوضاع تعطي غطاء للإصلاح في المنطقة , فلا احد يستطيع التدخل الان لمنع التغيير والاصلاح , وبالتالي فإن الأجواء هي الأفضل و أعتقد بأن علينا ان ننتظر ظهور البدائل الكافية للنفط او ان ننتظر توافق عالمي ايراني او ربما ايراني اسرائيلي او اي تحالف جديد في المحيط يدمرنا من الداخل ويقضي على اي تحرك بإتجاه الاصلاح .!

كل مشغول بمشاكله , وبالتالي هي افضل فرصة لبناء نظم سياسة متقدمة تعكس التقدم الانساني الذي يستحقه آدميو المنطقة , بعيدا عن التشققات المذهبية والدينية التي تدمرنا من الداخل في صراع غبي ومتخلف بين سنة وشيعة ومسلمين واقباط !, وهي مقدمة لإتحاد قوي في المنطقة مبني على قواعد محترمة عالميا وخصوصا في جانب حقوق الانسان والعدالة والشفافية والمساواة , تؤدي الى منطقة قوية بتقدمها .

هذه دعوة لكل مريض طائفي سني كان او شيعي , ولكل متعصب فئوي وقبلي بالنظر الى تخلفهم وتفاهتهم وحجمهم الحقيقي الذي هو اول اسباب تدهور حال البشر في المنطقة !.

الأحد، 6 مارس 2011

8 مارس - إسألوا الله أو إسألوا السلطة !

لازلت على موقفي المنتقد لحملة كافي والسور الخامس اللتين تصران على إقامة تظاهرة 8 مارس المطالبة برحيل سمو الرئيس وفريقه الحكومي , وفي الحقيقة بالنظر لهذا الإنتقاد فهو موجه حتى لي ولزملائي الاعزاء المشاركين في حملة إرحل قبل عام , كان من المفترض ان نقاوم الإحباط وان نقدم مشروعا يبدأ الآن من خلال الشارع والبرلمان ولا يتجاوز سقفه الزمني الانتخابات القادمة , بدلا من السكوت ومتابعة نتائج توجه المجتمع الكويتي في تجديد الثقة بناصر المحمد بعد الجلسة السرية !.

ومع ذلك أعلن بأنني سأشارك في تظاهرة 8 مارس , فالإنتقادات لا علاقه لها بالمطالب وانما بالتكتيك فقط , وبالتالي هي ملاحظات تبقى شكلية ولن اتجمد عندها لأن الهدف سامي وسيؤدي الى شئ للبلد حتى لو كان البديل سيئا كناصر المحمد او كان أسوأ , ففرض التغيير الشعبي هو في حد ذاته إنجاز في زمن الشيكات والمحسوبيات والفتن الفئوية والطائفية , وفي زمن تحركت به آليات القوات الخاصة وقضايا امن الدولة , بل وزمن وصل بنا الى الصعقة المتمثلة بممارسة بعض رجال المباحث التعذيب ضد بعض المتهمين !.

زمن الردى واللا توازن بين الأمة والسلطة يتطلب منا فعلا دعم التغيير , مهما اختلفنا ومهما كان الغد مظلما , فلولا التخويف من المستقبل وهي سياسة فرضتها السلطة من خلال غلق ابواب الالتقاء الشعبي بالشخصيات الشابة النزيهة من ابناء الاسرة وحكر الصورة على اما شخص تقوده رغبته بالحكم في المستقبل او على اشخاص لا يساووا شيئا في النشاطات الاجتماعية , لا شعر ولا كتابة صحفية ولا رئاسة جمعيات ولا اندية ولا هم يحزنون !, وبالتالي فإن التعلل بهذا الأمر وان كان يتسم ببعض المنطقية الا انه يسقط امام فكرة اعادة التوازن بين الاسرة الحاكمة والمواطنين , بل ولا ننسى ان طرح اسم البديل بالرأي الرسمي للمجموعة المنظمة للتظاهرة فسيدخلها في شبهة التبعية لأحد الافراد .

اما التعلل بالظروف المحيطة , وهي بالمناسبة علة استخدمت ايام استجواب عبدالله النيباري لمحمد شرار ايام الحرب على العراق , فهي علة تسأل عنها الحكومة التي بموالاتها لم تعمل ولو باليسير على استعادة ثقة الشارع بها , وهي التي عملت على اقرار سرية جلسات استجوابات الرئيس بالمحاور التي تحمل شبهات كبيرة عززتها الادلة المنشورة بالاضافة الى عمل الحكومة وموالاتها على ان تناقش هذه القضية بسرية بعيدا عن الرقابة المباشرة للمواطنين , وبلا التزام بمبدأ الشفافية وهو اهم اسس الديمقراطية بل واهم من عملية الاقتراع حتى !, هذا ما أجل الحسم في قضية الخلاف على اداء حكومات ناصر المحمد , هذا التأجيل الذي وضعنا امام امر واقع جديد وهو تزامن الاصلاح مع مشاكل محيطة في المنطقة .

حال البلد مأساة , ومن سيأتي لن يكون أسوأ من ناصر المحمد , و إن تم اختيار بديل بلا كفاءة او مشكوك في نزاهته فالمسؤولية لن تكون مسؤولية أمة وانما مسؤولية حكم يختار رئيس الوزراء , والاجابة ذاتها تطرح نفسها في حال لو تصورنا لا قدر الله لو اخذت امانة ناصر المحمد فهل ستسألون الله في ذلك الوقت عن اسم البديل ؟!

الإصلاح سيستمر , وان لم يكن هناك من قد يكون أكفأ من ناصر المحمد بالاسرة فلتترك السلطة الاختيار للأمة عبر دعم مجموعة من الاصلاحات والتغييرات التي تؤدي الى اختيار رئيس حكومة من الشعب !.

أما الحديث عن الوسائل الاكثر سلمية والمتمثلة بالتغيير من خلال البرلمان , فأعتقد وإن كنت ادعم مثل هذه الفكرة سواءا من خلال طرح الثقة بالمحمد او من خلال اقرار مجموعة من الاصلاحات , وإن كنت ادعم مثل هذه الفكرة الا انني أقر بأن من اختاروا التظاهر هم اكثر واقعية , على اعتبار ان الثقة بسير العملية الانتخابية مفقودة بالثلاثة , فضائح رشاوى ومحسوبيات ولم يحاسب احد وذات المجموعة باقية !!.

بالختام اتقدم لجميع المعترضين بنصيحة وهي , إن كنتم تخشون سؤال الرب عن يوم رحيل ناصر المحمد او كنتم تخشون انتقاد أخذه لأمانته قبل توفر البديل المقنع ولا ندري متى سيكون ذلك !, او ان كنتم تخشون سؤال السلطة عن بديل ناصر المحمد فإصمتوا ارجوكم , ولا تصبوا جام غضبكم على الشباب الذي لا يمتلك صلاحية التقرير الرسمي بعزل المحمد ولا يمتلك صلاحية الإختيار ! , فالشباب لديه صلاحيات لم يتجاوزها تبدأ بصلاحية التعبير عن الرأي والاعتراض والتظاهر بالطرق الديمقراطية ولا تنتهي عن حق المطالبة بمحاسبة رئيس الوزراء !.

الجمعة، 4 مارس 2011

كفيتوا ووفيتوا بدفاعكم عن المخطئ !

تحديث : أين كنتم في وقت الهدوء والسلم قبل عام من المطالبة برحيل الرئيس الذي لا تستطيعون الدفاع عنه اليوم ؟!.

---------------------------------

ها قد عادت وانتشرت من جديد قناعة الضحية هي التي تتحمل الأخطاء وعليها أن تدفع الثمن ! .

فإلى الآن وبعد شيوع الموقع المشبوه الذي أشرنا له بالمقالة السابقة - الرابـط , أيد الكثيريين ( وليس الجميع ) فكرة أن على شباب 8 مارس إلغاء التظاهر للمطالبة برحيل رئيس الوزراء .

كنت قد تحدثت اليوم مع احد شباب الحملة وفي الحقيقة اعترف بأنني لم استطع الضغط عليه من أجل الغاء التجمع , فالحجة كانت ترجح كفته على أساس ان التأجيل او الغاء سيعني التنازل عن المطالبة بمحاسبة من لا يستحق البقاء في منصبه .

وهذا ما جعلني اختار فكرة توجيه مقال للقيادة السياسية هنا وبعدد من المنتديات أبين فيها ضرورة معالجة المشكلة من خلال عزل ناصر المحمد من منصبه لتجاوز ما قد تواجهه الدولة من ربما تخريب مخابراتي او ( مصالحي !) .

الاعتراض على تمسك الشباب بقرار إقامة المظاهرة وتحميلهم مسؤولية ماقد يحصل او مسؤولية ما ورد في التقرير المشبوه هو اعتراض يحسب بالنسبة لي كالمكافأة لرئيس الوزراء وحكومته على هذا الاختراق الاستخباراتي إن افترضنا صحته وهي الفرضية التي يستند عليها الرأي المطالب بإلغاء التجمع !, ومثل هذا الطرح أراه عائبا على اساس ان الدولة هي المسؤولة عن أيا من التالي :

1- في حال صح التقرير فهذا معناه بأن اختراق كبير حصل بالكويت في عهد حكومة ناصر المحمد , فالتقرير يتحدث عن التأثير بالناس للتصعيد في الخلاف مع الاسرة الحاكمة , والتقرير يتحدث عن نواب تابعين للإستخبارات الايرانية , والتقرير يتحدث عن ساسة سلف و اطروحات تقيد النظام الرئاسي كما كان الحال مع مقالة فهد الخنة , بل وتحدث التقرير ايضا عن اثارة نزاعات داخل الاسرة الحاكمة في حال لو رحل رئيس الحكومة الحالي !.

2- وفي حال لو كان التقرير مفبرك , فالسؤال للحكومة هنا عمن فبرك مثل هذه المعلومات وبهذه الدقة وفي موقع منسوب للبعث العدو ؟! , ولمصلحة من تثار مثل هذه الفبركة وبهذا الوقت وبهذه التفاصيل المثيرة ؟! .

يا أخوة , من هو المسؤول عن الأمن وفي مثل هذه الحادثة ؟ , الحكومة هي المسؤولة عن جهازي الاستخبارات وامن الدولة ؟ , أم الشباب المتظاهرين ؟ , ومن سمح بمثل هذا الاختراق الشباب مثلا ؟ , ومن فبرك مثل هذا الموقع وبهذه التفاصيل الشباب ايضا ؟!.

الحديث عن تحمل الشباب مسؤولية ما قد يحدث هي إدانة مسبقة لأبرياء لم يسعوا الا للإصلاح والتغيير وهذا حقهم , وإن كان هناك إعتراض على المطلب أو اهميته فليسمعني احدا تبريرا مقنعا لقضية الشيكات التي خطها الرئيس لبعض النواب كمثال !, او في موضوعات اخرى اتبعني تكرار الاشارة لها !.

إن كان مسألة أمن فأي تقصير به مسؤولة عنه الجهة التنفيذية التي تمتلك السلطة والقرار والمال والميزانية ( وإن كانت فشلت في هذا الجانب فعليها الرحيل وهو مطلب الشباب !), وإن كانت هناك مطالبات بالتحقيق في ماورد فإن السلطة هي ايضا المسؤولة عن مثل هذه الفبركة التي تصب في صالحها ( وبالتالي فإن شبهة التورط بمثل هذه الفبركة ملتصقة بالسلطة التنفيذية والمستفيدين من استمرار وجود الرئيس ) , وان كان هناك حق فهو مع الشباب المطالبين بالتغيير والإصلاح.

هذه دعوة لمراجعة ضمائرهم في قراءة الواقع .

الخميس، 3 مارس 2011

عاجل : أنباء عن عمل استخبارتي في الكويت

تحديث : هناك انباء عن منح البدون للحقوق الانسانية قبل جلسة 8 مارس وهو أمر احيي الدولة عليه , اتمنى ان يتحقق الأمر وتعالج من خلاله مشكلة البدون الى حين حلها بالمستقبل
-----------------------------

حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى

سمو ولي العهد الأمين

الشعب الكويتي الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شاغلني فجر اليوم رابط ارسله لي الزميل العزيز والوطني الغيور المدون كاسك يا وطن والذي كتب مقالة بشأن ماورد بالرابط بعد توقف طويل لمدونته , هذا الرابط هو لموقع جماعة تسمى بجماعة المقاومة العراقية البعثية التي نشرت مقالة او تقرير نسبته لوثائق تقول بأنها عثرت عليها مع ضابط استخبارات ايراني مهم تم القبض عليه في العراق .

في هذا التقرير المزعوم والذي يتحدث عن أحوال المنطقة وبأن هناك عمل استخباراتي إيراني تخريبي كبير , ساق التقرير المؤرخ ب 19 فبراير بعض التفاصيل عن الكويت مثل تظاهرة البدون وعن تعديل الدستور ( الذي طرح قبل يومين تقريبا ) بالإضافة الي بعض التفاصيل التي تتحدث عن التخريب من خلال استغلال اوضاع الكويت .

ولا أؤكد على صحة ما نشر وتفاصيله او حتى تاريخ نشر التقرير الذي قد يكون مزورا خصوصا وأن الجهة الناشرة هي جهة معادية بالنسبة لنا في الكويت وإن كان مثيرا نشر هذه التفاصيل التي تحذر الحكم في الكويت بالرغم من ان الحكم في الكويت يعتبر من الجهات المعادية للجماعة المسماة بجماعة المقاومة البعثية في العراق .

الموضوع طويل جدا لكن قبل نشر الرابط أؤكد بأن هناك عمل تخريبي ينتظر الثامن من مارس , هناك من سيسعى وقد بدأ بذلك بإستفزاز الشباب المنظمين لتظاهرة 8 مارس والمواطنين الذين سيشاركون بالتظاهرة , وقد يحدث ما لايحمد عقباه إن لم تتدخل السلطة العليا في البلد الممثلة بحضرة صاحب السمو لحماية أمن الدولة من التزعزع .

ولا أدعو هنا لمنع او قمع التظاهرة التي ستقام بمطلب رحيل رئيس الوزراء و حكومته , فالقمع او المنع سيؤدي بالضرورة الى غضب شعبي كنتيجة طبيعية للتجاوز على الحقوق الدستورية , وإنما ادعو للتالي :

1- إقالة رئيس الوزراء التي باتت ضرورة لا تحتمل التأجيل , فإن لم تكن الاقالة منعا للتصعيد وتحقيقا للمطلب الشعبي فستكون بسبب سوء الادارة والتي قد يكون مثالا لها ما اثير بهذا التقرير المزعوم .

2- التحقيق بجدية في ما ورد بهذا الرابط من بيان بإختراق أمني وسياسي شنيعين للدولة تسبب بهما التراخي الامني , وإذ لا أؤكد صحة المعلومات إلا أن المعلومات التي تتعلق بأمن الدولة يجب أن يتم التعامل معها بحساسية وجدية لقطع دابر التخريب .

إني أؤكد من هنا على سلامة موقف شباب 8 مارس وتأكيدهم على التظاهر السلمي وتمسكهم بشرعية الحكم الدستورية , وأحذر من عملية التخريب التي بدأت حتى قبل ظهور التقرير , فالإعلام الموجه قد بدأ حملته ضد تجمع 8 مارس وبلهجة تصعيدية استفزازية غير مسبوقة , والكويت اليوم باتت على صفيح ساخن يتطلب التدخل بالحكمة لمعالجة كل هذه الملاحظات اولها تحقيق الرضا الشعبي بمعالجة اسباب التظاهر وبالتحقيق في المعلومات المخيفة والخطيرة التي وردت بالتقرير .

كما أطالب السلطة في حال لم تقبل بإقالة رئيس الوزراء , اطالبها بالتدخل لحماية المتظاهرين من محاولات التخريب والاستفزاز المتوقعة , وأؤكد للشعب الكويتي بأن ما قد يحصل لن تتحمل مسؤوليته الجماعات المشاركة بالتظاهرة .

والله ولي التوفيق

قراءة في بيــان كتلة الإصلاح والتنمية

اتفق مع بيان كتلة الاصلاح والتنمية البرلمانية في الجزء المتعلق بالإصلاح بالمجال التشريعي على ان تكون المشروعات التي تقترح بالتوالي على ان تبدأ بموضوع إستقلال القضاء بالإضافة الى تعديل قانون المحكمة الدستورية , لتشكل انطلاقة لبقية الاصلاحات الواردة في البيان بل وللمزيد ايضا عبر برنامج زمني مدروس , وهنا اقصد الاصلاحات في المجال التشريعي كما عنونها البيان - الرابط , كما أؤكد بأن ما ذكر بالبيان حول الدائرة الواحدة سيكون مقبولا بشرط ان يكون نظام الدائرة بالتمثيل النسبي وللاسف البيان ليس واضحا بهذه النقطة.

إلا أنني اختلف كثيرا مع بيان الكتلة في الجزء المعنون بالاصلاح بالمجال الدستوري , وهو جزء ملئ بإقتراحات التعديل الدستوري للمزيد من الحريات ولصالح النظام البرلماني على حساب النظام الرئاسي , والإختلاف ليس من منطلق عدم دستورية المطالب بل ان التعديلات تتوافق مع شرط المزيد من الحريات , الا ان الإختلاف سببه عدم الرغبة بتحقيق مكاسب شعبية بدفعه واحدة قد تؤدي الى تفرد اطراف طائفية او فئوية في العمل السياسي تشريعا ورقابة و تنفيذا , لأن العقلية السائدة بالمجتمع غير مطمئنة فالتقسيمات الفئوية والطائفية لها وزن لا يستهان به , وبالتالي من الضروري معارضة فرص التفرد بالمستقبل الى ان تتحقق بعض الضمانات .

فالتعديلات ليست ضرورية ولا طارئة في الاصلاح السياسي المنشود الا بإستثناءات بسيطة , وأبينها بالتالي :

1- تعديل المادة 80 , الحديث عن هذا الموضوع سابق لأوانه , فهذا المقترح من الممكن ان يطرح مع التعديلات اللاحقة للاصلاح في المجال التشريعي على اساس ان الانطلاقة تكون من خلال تحقيق الضمانات المهمة للأقلية , وبالتالي تعدل المادة 80 على اساس حرمان الاغلبية من التفرد بالمستقبل خصوصا وان الرقم قد يسهل عملية التعديل الدستوري بالمستقبل , وبالتالي من السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع الان .

2- تعديل المادة 98 , هذا التعديل سيقيد الحريات اكثر , فإعطاء المباركة البرلمانية للحكومة الجديدة سيعد ثقة مسبقة وبالتالي سيصعب عملية المحاسبة والرقابة , بمعنى ان الموقف من رؤساء الحكومات القادمين سيكون محددا مسبقا وبالتالي قد يؤدي ذلك الى حرج قد يقع على نواب الامة ويتمثل بالوقوع بالضرورة في تناقضات ان تبين بأن الحكومة الجديدة بعد عملها ليست أهلا للثقة , هذا بالاضافة الى ان مثل هذا الإقرار لن يكون مهما في حال التحول الى النظام الحزبي ودائرة التمثيل النسبي لأن الاغلبية ستختار الحكومة وبالتالي الاقرار بالقبول بالحكومة سيكون بديهيا !.

3- تعديل المادتين - 101 و 102 , فمن الممكن النقاش بهذه المسألة وفي الحقيقة احتاج لإبداء الرأي بها الرجوع لموقف القانون من امكانية احالة رئيس الحكومة لمحكمة الوزراء ان تطلب الامر او ان كان هناك عارض دستوري او قانوني , سأعود الى هذه المسألة مستقبلا .

4- تعديل المادة 56 , سيكون ممكنا ايضا بالتزامن مع التعديل بالمادة 80 والتي تحدثت عنها أعلاه .

5- تعديل المادة 116 , فأعتقد بأن وكما بينت أعلاه في مسألة التخوف من التفرد بالقرار علينا ان لا نبالغ في مسألة تحرير النظام البرلماني وتقييد الرئاسي اكثر , لإعتبارات واقعية تفرض نفسها كالطائفية والفئوية , وبالتالي فإن إرجاء مثل هذا التعديل الى حين شيوع الإطمئنان في نفوس المواطنين وخصوصا من الاقليات التي لازالت تمارس بعض انواع التمييز الطائفي والجنسي والعنصري والفئوي بل والقبلي ايضا , وبالتالي فإن هذا التعديل يجب ان يرتبط مباشرة بموضوع الوعي الانساني لدى الشارع الكويتي , ولذلك أعتقد بأن من السابق لأوانه طرح هذا الموضوع .

----

بشكل عام , انا سعيد بالبيان وبالمطالبات الإصلاحية , وأدعو كتلة التنمية للتنسيق في موضوع صياغة الإصلاحات ووضع جدول تسلسلي للإصلاحات وعرضها بصورة واضحة أكثر للناس من أجل حشد التأييد لها .

الثلاثاء، 1 مارس 2011

شبابنا و.. إندفاعة 8 مارس

نبيها خمسة , إرحل , السور الخامس , كافي , او السور الخامس وكافي , او لا أعلم , فالحركتين متداخلتين و ترفعان نفس الشعار بنفس اليوم والتاريخ , لست أفهم ما يحصل أو ربما منفصلتين او انشقت كافي عن السور الخامس لا افهم فعلا ولكن المهم ..

من سيكون بديل ناصر المحمد ؟, وماذا ان تغير الوجه واستمرت نفس السياسات ؟!.

هناك ربما من سيكرر الاجابة التي اجبناها لذات السؤال قبل اكثر من عام عندما اجتمعنا تحت شعار إرحل , والتي تتمثل بأن التغيير ضروري لتحقيق نقلة في السلطة التنفيذية قد تساهم في عملية الاصلاح الشامل المطلوبة , وبذلك الوقت كنا نفكر بكسب بعض الوقت عبر وضع التغيير بذات طريقة الاختيار تحت الاختبار الميداني امام الناس , على ان يتزامن مع هذه الحركة نشاط شبابي سياسي يبدأ الاصلاح من الجذور الشعبية .

إلا أن هذه الاجابة لم تعد تنفع اليوم , فالشباب وانا منهم قد اثبتنا فشلنا بتحقيق شئ ملموس على الواقع خلال هذه الفترة من العام الماضي والى اليوم , بإستثناء الكتابة والاستمرار بتعرية السياسات الحكومية السيئة , بالاضافة الى استقالة الطارق التي لو لم تكن خطوة مهمة جدا بالنسبة لي لما ازعجتكم بتكرار الاشارة لها !.

الآن يعود شعار ارحل , وتعود الحركات الشبابية التي من المفترض ان تكون قد تحولت الى تجمع سياسي متكامل يجمع كل الاطياف ويعيد صياغتها داخل التجمع السياسي المدني الواحد , بدلا من الظهور بهذه الصورة الغير واضحة في كل مرة ومع كل قضية جزئية دون طرح رؤيا شاملة ومتماسكة تحوي كل تفاصيل الاصلاح وآليات تحقيق الاصلاح الشامل المنشود .

لم نفعل شيئا , سمو الرئيس ناصر المحمد اهدر عاما بعد التجديد له , ونحن الشباب اهدرنا عاما ايضا بعد الاتفاق , وبالتالي فإن التحركات الشبابية في يوم 8 مارس لا اعتقد بأنها ستحقق شيئا يرضي الناس خصوصا في جانب الاطمئنان بسبب عدم وضوح رؤية الشباب هذا ان افترضنا بأنهم متفقين على رؤية !.

أعود وأتسائل , ناصر المحمد اما ان يرحل ويأتي مثيله وإما ان يبقى , وبالحالتين فإن الشباب مطالب بالعمل المنظم وبالنشاط السياسي الرشيد , اهداف ورؤية وبرنامج وشفافية ووضوح .

اتمنى فعلا ان ينظر الناشطين الشباب الى اهمية هذا الموضوع وأن يقللوا من حدة الاندفاع الغيفارية التي لم تعد تنفع في هذا الزمن , فالإندفاع الشبابي قد ولى زمنه منذ الستينيات , واليوم هو زمن الوضوح مع الناس المتعلمين والشفافية وتقبل الاختلافات والرد عليها او الاخذ بالمقنع منها .