الاثنين، 8 أغسطس 2016

انقلاب تركيا وحريق البرلمان الالماني.

في العام 1933، قام المنتخب ديمقراطيا ادولف هتلر بتوجيه اصابع الاتهام للشيوعيين بأنهم وراء حريق مبنى البرلمان - تعرف بحادثة Reichstag fire, فقام على اثرها بعملية تطهير واسعة ، بالاضافة الى تضييقه للحريات العامة، مما ادى الى تفرد النازية و احكام قبضة هتلر على المانيا (هآرتس).


رئيس حزب الحرية النمساوي - يمين متطرف، "شبه مايحدث في تركيا اثر محاولة الانقلاب من تطهير وتضييق على الحريات بما حدث في حادثة الحريق المشار اليها"، مما سيؤدي الى تنامي ديكتاتورية منتخبة جديدة في المنطقة.



طبعا هذا التشبيه مرتبط ايضا بالتغييرات الدستورية التي يسعى اردوغان لاقرارها والتي تعطي الرئيس صلاحيات واسعة وتحيل النظام في تركيا من البرلماني الى الرئاسي.
تشبيه ممارسة حزب العدالة والتنمية بالنازية طاغي على الرأي العام الاوربي خصوصا مع البروبغندا التي تقوم عليها حملة اردوغان، على اي حال، هذا التشبيه قادهم الى درجة مطالبة المستشار النمساوي بتعليق مفاوضات الانضمام التركي للاتحاد الاوربي، الامر الذي وان عارضته ميركل الا انها اعترفت هي الاخرى بسوء عملية التطهير التي يقوم بها اردوغان وسوء عاقبتها.



كثيرا كثيرا ما يعيد التاريخ نفسه في منطقتنا، فخطى هتلر وتبعاتها لم يتعلم منها الشعب المصري الذي تمسك بالناصرية التي كان الطغيان يتنامى بذات قائدها، والى الامثلة الاخرى في عموم الدول العربية التي كانت السباقة دائما بصناعة الطغاة.
مصدر
* نسخت الصور من حساب المغرد @twittGiorgio

الأحد، 7 أغسطس 2016

نظرية "المسرحية" في تاريخ الاخوان.

بعد فشل الانقلاب الاخير في تركيا، تداول بعض من الناس والمحللين نظرية "المسرحية" القائمة على ان سيناريو الانقلاب معد من قبل النظام الحاكم لاستغلاله كما هو حاصل الان بتصفية "الغولنية" في تركيا. طبعا هذا الرأي تعرض للسخرية من قبل بعض المتعاطفين مع اردوغان وطبعا اولهم الاخوان المسلمين.
سأستعرض هنا حدثين من الاحداث السابقة والتي اثار في وقتها ولازال بعضهم التشكيك بمثل هذه الاحداث و  لنظرية "المسرحية" في تلك الاوقات، و التي كانت اكثرها مثيرة للسخرية تلك التي اعترف بها د. حسن الترابي زعيم التيار الاسلامي في السودان سابقا.


في نوفمبر 1954، تعرض جمال عبدالناصر لمحاولة اغتيال باطلاق النار عليه، والمعروفة بإسم "حادثة المنشية"، تم اتهام الاخوان بارتكابها وحكم على العديد منهم بالاعدام حتى، منذ ذلك الوقت، روج الاخوان الى ان الحادثة مجرد "مسرحية" اراد عبدالناصر منها التخلص من الاخوان.


و لكن في العام 2012، ظهر احد المحكومين - بالاعدام وخفف حكمه للمؤبد هو واثنان من الطلبة الاخوان- واسمه خليفة عطوة، واعترف بمسؤوليتهم كاخوان عن المحاولة.



مسألة المسرحية طرحت في اكثر من مناسبة عربية اخرى، لكن اكثرها فكاهة كانت المسرحية التي قام بها واعترف بها د. حسن الترابي بشهادته في برنامج شاهد على العصر، فعندما اتو بالعسكر من اجل الانقلاب على الصادق المهدي، كانت فكرة الترابي وجمعه بأن يظهر الانقلاب على انه عسكري بحت وبأن لاعلاقة للاسلاميين بالامر، الى درجة ان يكون التنسيق بالقاء الترابي والقيادات الاسلامية لاسبوعين في السجن، الى ان تعترف دول العالم بشرعية الانقلاب ( العسكري بظاهره)، لكن المضحك بتنفيذ الخطة هو انقضاء ستة اشهر على الترابي وهو في السجن الى ان اطلق سراحه هو ومن معه!، وطبعا لهذا اثر كبير على المسار بعد ذلك و الذي فقد فيه الترابي اهم خيوط التحكم باللعبة الامر الذي يطول شرحه.

الشاهد في الامر ان اى نظرية قد تكون مضحكة من الناحية المنطقية، ولكن في الحقيقة قد يكون المضحك هو جهلنا بالمعلومات مع اعتزازنا وتعصبنا لمنطقنا، فمن كان سيقول بأن انقلاب السودان كان اسلاميا مع ان الحاكم عسكري القى بالاسلاميين في السجون؟!. والعبرة هنا ان الاستهزاء بالاراء الاخرى يعبر عن تعصب جاهلي للرأي بغض النظر عن منطقيته اوعدمها.
فكر فيما يقال قبل ان تستهزأ، واستمع قبل ان تتحدث لربما يؤدي ذلك الى تدارك الوقوع في اخطاء الجاهلية.

الاثنين، 1 أغسطس 2016

الجباية والمشكلة المرورية.

الحكومة ليست مهتمة سوى بحل مشاكلها المالية دون حل مشاكل المواطنين، وذلك اما لانها ليست معنية بحل المشاكل حيث الغياب المطلق للرقابة والمحاسبة الشعبية، او لان حل المشاكل سيؤدي الى صدام مع التجار.

من السهل تحصيل المزيد من الاموال من الناس سواءا بالقرارات التي تقلل من دعم السلع الضرورية - كالبنزين والكهرباء، ولكن يصعب على الحكومات المتخلفة تحقيق مثل هذه الجباية واكثر من خلال حل احدى مشاكل المواطنين وهي مشكلة الفوضى المرورية.

تحصيل الاموال ممكن عبر فرض ضريبة على استخدام المركبات - السيارات والنقل الخاص- وتكون هذه الضريبة مرتبطة بمواصفات السيارة كحجم السيارة والماكنة وعبر قياس بواعث العادم عن كل مركبة، وهذا يرتبط ايضا بتعديل اجراءات الفحص الفني ومدى السماح للزيادة السنوية المقبولة للكربون الناتج. هذا الامر سيؤدي الى ان يرتبط من سيقدم على شراء سيارة للتفكير في الجدوى الاقتصادية من الاختيار، مما سيؤدي الى تحول نحو السيارات الاقتصادية بدلا من السيارات العملاقة التى تشغل الشوارع دون جدوى منها، مع الاستثناء لذوي الحاجة لمثل هذه السيارات للاسر ذات العدد الكبير.

لكن مثل هذه الضريبة ستفتح الباب للسؤال عن الضرائب التي من المفترض ان يدفعها الصناعيين بالاضافة الى الضرائب التي ستفرض على الشاحنات، وقد يتسع الباب للسؤال حتى عن انتاج الدولة للنفط والتلوث البيئي الناتج وانعكاسه على الصحة العامة، هذا بالاضافة الى التلوث الناتج عن محطات توليد الطاقة الكهربائية، ومسؤولية الدولة تجاه هذه المشكلة وضمانها لحل كل المشاكل الصحية الناتجة.

الى الان والعلاج المجاني يغطي شيئا من هذه النتائج بالرغم من سوء الخدمات واستحواذ المحسوبية على موافقات العلاج بالخارج، ولكن التحول في خطة تقديم الخدمات الصحية يتجه هو الاخر للجباية كما اعلنت الحكومة بحيث يتحمل المواطن 25% من نفقات العلاج في مستشفى جابر!.

كل هذا لن تتعرض له الحكومة في توجهها نحو الجباية من الناس، فهو امر لايهمها هي فقط تريد تحقيق المزيد من الدخل وتوزيعه على من هم حولها وتفريق الباقي على دول العالم!.