دائما نسمع اصوات المنادين لتطبيق الشريعة الاسلامية , ونجد تلك الحماسة التي تؤيد هذا الطرح للدرجة التي يخال لنا بأن الشريعة الاسلامية اصبحت واضحة المعالم , والدليل , عدم اقرار مؤيدي الشريعة الاسلامية بحقنا لطرح تساؤلات حول هذا المشروع , بل ذهب منهم من يصفنا باعداء الدين او باوصاف اخرى سببها الحقيقي ضيق افقهم وعدم قدرتهم على الرد على هذه التساؤلات المشروعة بسبب جهلهم بحقيقة هذا المشروع .
عندما نقول بأن الشريعة تعني عودتنا لزمن الوراء والداعين لها من السلف خصوصا وصفناهم بالتخلفين على ذلك , حيث انهم يريدون من الناس العيش في اطار تلك التشريعات القديمة , وهؤلاء السلف يرفضون التجديد الذي يتناقض مع ما تربوا عليه بغض النظر عن تقبل العقل للتجديد وعدم تقبله لتلك للتشريعات البالية .
الاخوان المسلمون ليسوا بعيدين كثيرا عن السلف , و يتضح لنا ذلك من خلال معرفتنا بعجزهم على تقديم الشريعة الاسلامية بحلة جديدة , ولذلك هم يتخبطون مابين الاستعانه بالفتوى ذات الجذور القديمة , وما بين ما يتقبله العقل وتوصي به الامانة , ولنا مثال في قصة دعيج الشمري و استفتاءه لعجيل النشمي ومن ثم مخالفته لتلك الفتوى , علما بأن الاخوان المسلمين دائما ما يتحدثون عن المشروع الاسلامي واحترام المبدئي للنصوص والاجتهادات .
على صدر الصفحة الرئيسية
لموقع الحركة الدستورية الاسلامية ( الكويت ) تتصدر الرسالة التي يعرفون بها عن توجههم , اقتبس منها ما يلي :
اقتباس:
نؤمن نحن في الحركة الدستورية الاسلامية بمنهاج الإسلام كنظام شامل لجميع جوانب الحياة فهو أساس الأمن وقاعدة البناء ، ونناصر عقيدته ، وندعو لتطبيق شريعته ، وننادي للتمسك بقيمه ونظمه ، ونعمل لإرشاد المجتمع لأخلاقه
اقتباس:
تطوير النظام السياسي نحو المزيد من المشاركة الشعبية ، وتعديل الدستور الكويتي سعيا إلى تطبيق أمثل لمبادئ وقواعد الإسلام السامية اذن , الاخوان المسلمين لديهم ذلك المشروع الاسلامي المتكامل والذي يسعون الى تطبيقه وفرضه على المواطنين .
ما هو هذا المشروع ؟
نحن نتسائل , ولم نجد اجابة حتى الان , لا نجد سوى اجابة قصيرة بأن المشروع هو الذي ينص عليه القرآن وتنص عليه سنة الرسول الكريم .
هذه الاجابة القصيرة هدفها التغطية على حقيقة تلك الشريعة التي يتحدثون عنها , وذلك المشروع البديل والمصلح والذي سيتجاوز بكماله مشكلات الدستور , كيف لا وهم يعلنون عن هدفهم بتعديل الدستور طبقا لهذه الشريعة المزعومة .
هل تودون معرفة هذا المشروع الوهمي الذي تحاول حدس واخواتها تسويقه ؟
هو الفنكوش ,
الذي باعه عادل امام على الناس وحصد الملايين بالوقت الذي كانت به البضاعة ليست سوى وهم .
نتسائل يا اخوان ما هو مشروعكم وماهي شريعتكم التي تتحدثون عنها , ويجيب الدكتور القرضاوي بالتالي :
اقتباس:
الدكتور عبد الرزاق السنهوري صاحب الكتب القانونية المرجعية الكبرى في العالم العربي الوسيط أصدر كتابه: مصادر الحق في الفقه الإسلامي، وله كتابات كثيرة في وجوب الرجوع إلى الشريعة الإسلامية، وأن هذه المنطقة العربية لا تستكمل سيادتها واستقلالها إلا بالرجوع إلى الشريعة الإسلامية على أن تُصاغ صياغة جديدة، تصوغها عقول تجعلها في شكل نظريات وتجدد هذه الأحكام، يجتمع فيها الفقهاء والقانونيون المؤمنون بهذه الشريعة، وحدث هذا بالفعل وصدر قانون الالتزامات وأصدر الشيخ مصطفى الزرقا ومعه مجموعة من القانونيين والشرعيين أشياء، هؤلاء كانوا يجدون أن الشريعة ليست خارجة عن العصر.فهل يفهم الذين يرفضون الشريعة أننا سنأتي بالأحكام القديمة كما هي ونطبقها؟ هذا لا نقول به ولا يقوله عاقل؛ نحن نؤمن بأن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والعرف والحال، ونقول إذا كنا نريد أن نطبق الشريعة فلا بد من أن نطبقها في ضوء اجتهاد جديد، هذا الاجتهاد يراعي المبادئ الشرعية والمقاصد الشرعية والنصوص المحكمة ويراعي تيارات العصر ومشاكل العصر ومصالح الأمة.. ولا يمكن أن تطبق الشريعة تطبيقًا حقيقيًّا إلا من خلال عقول معاصرة واعية، تفهم دينها ودنياها، تفهم التراث وتستطيع أن تستنبط منه، ونحن لسنا مقيدين بمذهب معين ولا بالعصور المتأخرة؛ فعندنا فقه ضخم هو تركة طائلة وهائلة نأخذ منها ما نشاء وما هو أليق بمقاصد الشرع ومصالح الخلق.هذا الكلام مقتبس من مقابلة للدكتور في برنامج الشريعة والحياة , والمقابلة منشورة على
موقع اسلام اون لاين وكما هو واضح من هذه المقابلة , ان الفكر الاسلامي السياسي للاخوان ليس سوى سراب , فهم باعتراف اخوهم الدكتور القرضاوي لم يقدموا شيئ يذكر في عملية تجديد الفقه الاسلامي سوى قانون الالتزامات , فكيف يريد الاخوان تطبيق شريعتهم التي يقاتلون من اجل تطبيقها اليوم في حين انهم لم يجددوا هذه الشريعة بشهادة الدكتور يوسف القرضاوي ؟.
وهنا ختام المقابلة بسؤال مقدم البرنامج وبجواب الدكتور القرضاوي , لنقرأ ماذا دار :
اقتباس:ما الذي ينقصنا في ميدان تطبيق الشريعة الآن؟ينقصنا أن نحسن فهم الشريعة؛ فحتى الآن -للأسف- لا نُحسن فهم الشريعة، وينقصنا أن نطبق الشريعة وليس المطلوب في تطبيق الشريعة الحكام فقط، إن كثيرًا من الناس يريدون للحكام أن يطبقوا ما لا يطبقونه هم أنفسهم، فقبل أن ندعو الحكام إلى تطبيقها ندعو كل واحد أن يطبق الشريعة في نفسه، فإذا طبقنا الشريعة في أنفسنا وسادت أحكام الشريعة بقيمها وأخلاقياتها وسلوكياتها هذا سيؤدي إلى أن تفرض الشريعة نفسها على الحكام بعد ذلك.فهل تريد حدس تطبيق الشريعة التي تقر بوجود الاخطاء بها ونقوصات ؟
وهل ستنسب هذه الاخطاء والنقوصات زورا الى الدين ؟