الخميس، 29 يناير 2015

هداك الله يا بوعسم!.

الكويت هي عاصمة الانسانية، وسمو الامير هو القائد الانساني. وحكومة الكويت الرشيدة طائية العالم، وسجونها خالية من الشباب الذي عبر عن آراءه بالحروف او بالمشي او الوقوف!.
وجيرتنا ذهب ، فحكام المنطقة والدول الصديقة لهم عقول فذة، وقلوب تقية نقية زاهدة محبة لشعوبها، لا يقبل اي منهم التعدي على الانسان ولا على ممتلكات ومقدرات الدولة، فالتشبيك والبراميل كانت اشاعات، وسرقات النفط ومداخيل هذه الدول كلها اكاذيب باطلة، مصدرها الاعداء والمخربين قاتلهم الله.
اما النظم الادارية، فهي محكمة ومتقدمة بفضل الادارة الحكيمة على مستوى مجالس الوزراء في المنطقة، ولكن يعيبها الموظف المواطن مصدر والخراب وسبب كل الملاحظات والاخطاء، ولكن سماحه الحكام رضي الله عنهم وارضاهم متسعة ومتسامحة مع هؤلاء الصغار المخربين.
والحكام عندنا مختارون من الله كالانبياء و الرسل، ولذلك فإن الشعوب المؤمنة يجب ان تحزن لحزنهم و ان تسعد عند سعدهم، ويجب على هذه الشعوب ايضا ان تحاول النظر بعين الحكام الثاقبة لا بعين العامة التي لا تفقه، حتى تدرك هذه الشعوب المعجزات التي وهبها الله لحكامهم وحكوماتهم وقضائهم، وبرلماناتهم المتحررة من جهل العامة بفضل تدخلات الحكام الموهوبين وافراد عائلاتهم الحكماء الملتزمين المتواضعين لله في خلقه.

عزيزي القارئ..
لا تفكر بغير تكرار مثل هذا الكلام، والا فستكون معرضا للاعتقال والمحاكمة والسجن، واحيانا الجلد في بعض الدول التقية!. ولا تستصعب مثل هذا التحول الذي لن يكون صعبا عليك كما لم يكن صعبا على الذين من قبلكم من الشعوب الاخرى، كالعراق ايام البعث مثلا، او سوريا في ظل حكم البعث..

عزيزي القارئ..
لا عليك من المدعو ابوعسم وامثاله، فانت منعم في بلاد الانسانية والنظام والتقدم والانجاز والعدالة والمساواة، وانت حر برأيك وحقك مكفول ديمقراطيا ان اكتفيت بتكرار ما كتب أعلاه.. فقط!.

الأربعاء، 21 يناير 2015

عن جنون التشدد, والاسلحة الرقمية.

بعد ان سلم الناس من جنون البقر, استجدت حالة اخرى من الجنون و اصبحت تعم العالم فيما يسمى التشدد الاسلامي الديني والذي تحول الى واقع يسمى داعش او " الدولة الاسلامية ". 
هذا الواقع الجديد ليس من السهل التفكير بتغييره, فهو نتاج مائة عام من حكم التشدد السلفي الوهابي في اهم المناطق الدينية الاسلامية في الشرق الاوسط بدعم القوى الغربية. 
في واقعنا الان , اصبح التأسلم هو الإسلام , اما الاسلام، فالتسامح به اصبح شيئ من التخاذل والنفاق و الردة  , و بات التسامح والتعايش استثناءا والتشدد هو الاصل في ثقافة الكثير من المسلمين. و قد تمكن المتشددون من تحقيق الكثير بإتجاه القطيعة بين الأمم والثقافات , وبلا شك فإن لقضية فلسطين دور محوي في التأثير على الناس. 
المشكلة الاخرى ان المساجد حول العالم الكثير منها بات موجها , فالعناصر الارهابية الاوربية جميعها كانت لها علاقة مع المساجد وتحديدا تلك التي يسيطر عليها المتشددين والمتورطين بشبهات ارهاب، ومازاد الطين بلة الاجتماعات و التنسيقات التي تتم داخل السجون العربية والاوربية.
و الجانب المهم الاخر هي القضية التي لم تأخذ محلها من الانتباه الكثير، هي الحالة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية للشباب المتورط منه بالارهاب بالاضافة الى من هم على طريق الارهاب , فالدول الاوربية عجزت عن دمج المسلمين بشكل كاف داخل مجتمعاتها وتساهلت امام التوجيه والسيطرة السلفية المتشددة التي رعتها بعض الانظمة الاسلامية كالنظام السعودي الذي استمر لسنوات في دعم الجماعات الاسلامية في العالم بحجة دعم الخصوصية الاسلامية اينما كانت. 
التفكير في مكافحة الارهاب الاسلامي في العالم أمر جيد , ولكن بحسب متابعتي هنا وهناك, فإن تحديد المشكلة واسبابها الحقيقية غائب عن اغلب الحالمين بعالم متسامح, وطبعا هنا اتحدث عن الشباب الحالم لا عن الحكومات الراعي الحقيقي للارهاب في العالم سواءا كان اسلامي او افريقي او غيره , وقلة من الحكومات المحترمة التي تتعامل مع المشكلة بشئ من المسؤولية والصراحة كما تفعل الحكومة الالمانية , عدا ذلك فإن العالم واقع تحت رحمة الاعلام المخادع وشعارات الحكومات الزائفة. 
الصورة منقلبة تماما , فصاحب الحق اصبح فاقد للمصداقية ومرفوض ومستبعد من كلا الطرفين, و الحاصل على المصداقية هو مخادع يتغافل الناس اما بالتوجيه الاعلامي او بدغدغة العواطف الدينية, من خلال إخفاء الكثير من الاحداث و بالتركيز على احداث معينة. هذه المشكلة باتت تتكشف مع مرور الوقت , ولكن التغيير ليس بالامر السهل , فلا المجتمعات المتقدمة قادرة على خلع انظمتها المخادعة واستبدالها بنزيهين , ولا هي قادرة على تطهير الاعلام من التوجيه, وبالمقابل انتشار التشدد الديني والافكار المتطرفة التي تلقى رواجها عند الشباب المنسي والمهمش في اوربا وفي المنطقة , لذلك اصبح موضوع الارهاب معقدا للغاية. 

تطور الحرب.. 

في السابق, كنا نتحدث عن تطور الاليات والاسلحة , منها الموجه عن بعد ومنها الكيميائي والذري , الا ان هنالك نقلة في شكل الحرب كشفت عنها صحيفة شبيغل الالمانية بتقرير خطير وموثق عن تسريبات ادوارد سنودن عن ما وصفت ب " الاسلحة الرقمية " او "D weapons" تقوم هذه الاسلحة على اساس شل كل ما هو مرتبط بالانترنت سواءا كانت مواقع تواصل او اتصال وهواتف وكمبيوترات او محطات كهرباء او مطارات ومتابعة الاموال وغيرها من الضروريات التي قد تشل بلد بأكمله بشكل رقمي. رابط التقرير
العمل على هذا السلاح وصل الى مرحلة متقدمة جدا في الولايات المتحدة التي اصبحت قريبة من الانجاز بهذا المجال , هذه النقلة التي تجعلنا نتصور ما الذي قد يحدث في العالم في حال انتشار مثل هذا السلاح.

السلام.. 

اصبح تحقيق السلم ( او التقدم باتجاه تحقيق سلام اكثر ) في العالم اقرب للمستحيل , اللهم ان استطاعت المجتمعات تنظيم انفسها سواء المجتمعات في الدول الغربية او في دول العالم الثالث, ولكن هذا يحتاج لشئ من المعجزة بحل سوء الفهم الشائع "للاسلام وعن الاسلام بسبب التأسلم", وبحل معضلة (المخادعة) المنتشره في العالم وعلى مستوى ما يطلق عليهم رجال دين بالاضافة الى السياسيين والاعلاميين.  

الثلاثاء، 6 يناير 2015

انا انسان، مواطن كنت او مهاجر!

انا معني، بالشؤون التنظيمية للبقعة الجغرافية التي ارتبط مصير ابنائي بها، موطنا كانت ام مهجر.

الافضلية بين الموطن والمهجر تكمن بنسبة الارتباط العاطفي بالمجتمع، فالارض واحدة والاختلاف لا يتعدى الاختلاف بالانظمة المسيرة، وبالموارد، وبالاستقرار ومدى استدامة الرفاه بالاضافة الى الجوانب الثقافية التي يتناسب فرضها على البشر عكسيا مع مدى تقدم الدولة. هكذا ببساطة.

المواطنة من عدمها لا يمكن ان تؤثر بالاساس الاصيل وهو ان المواطن هو انسان قبل ان يكون مواطنا، وهو مخلوق حي قبل ان يكون انسانا، وكذلك المقيم والمهاجر!.

ان ربط الانتماء بدرجة المغالاة في الانحياز للهوية الوطنية او القومية او الدينية هو اجحاف بحق الانسانية، ولذلك فإن البروبغاندا الوطنية والاخريات لم تعد بذلك التأثير السابق حيث تهيئة البشر للتضحية تحت شعار الوطنية. هذا التغيير يلاحظ اكثر عند المجتمعات المتقدمة ، فتجد دفاع اناس بيض عن حقوق السود، ودفاع اناس مسيحيين عن حقوق المسلمين، او دفاع يهود اسرائيليين عن حقوق فلسطينيين مسلمين ومسيحيين!.

هذا النفس وان كان له حضور في مجتمعنا الا انه لازال في بداياته، فالدفاع عن البدون و المقيمين وحتى عن حقوق المختلفين بالرأي بالتعبير عن رأيهم هي لازالت اصوات ضعيفة بمقابل نزعة الهوية الوطنية او العنصر او الدين او الرأي.

على المجتمع ان يبدأ بالتغير من خلال اعادة تصحيح المفاهيم، فالمشكلة لا تكمن في رأيي وانما بالفهم الخاطئ لفكرة الدولة و فكرة المواطنة!. اما الحكومات، فعليها ان تجد لنا مكان اخر غير الارض ان لم ترغب بالسماع لرأينا او ان ضاقت بحقنا بالمشاركة في القرار.