لازلت اتذكر روعة تلك اللحظات ..
صباح يوم 26 فبراير عندما اكتمل تحرير الكويت , عندما صحيت على ( يباب ) سيدات الكويت على الدائري الثاني والهرنات والتهليل والوناسة , عندما اختلط اهل الكويت مع بعضهم في جميع شوارع الكويت مرحبين بقوات التحرير .
لم اتجاوز 12 من عمري في ذلك الوقت , وكان اكثر ما كنت اتمناه في تلك الايام هو المرور على كل مناطق الكويت لرؤية الناس في كل المناطق وهم فرحين بتحرير الكويت , ولرؤية اثار اندحار القوات الغازية عن اراضي الكويت , حتى انني كنت اتمنى الوصول الى شارع الموت شمال الكويت للتأكد من تحرير الكويت فلم اكن مصدقا وكأنني اعيش في حلم .
في تلك الايام , كنا جميعا نرتدي اللون الرمادي رغما عنا , فملابسنا تغيرت الوانها الى الرمادي بسبب الامطار الملوثة , بإستثناء العباءات السوداء والبدل العسكرية البيجية , ولم يهتم احد لذلك , وكانت شعورنا طويلة ولحى الشباب تغطي الوجوه , ولم يكن هناك فرق مابين حضري وبدوي وشيعي وسني .
كنا بلون وشكل واحد , وكنا بروح واحدة , و كان الاجمل والمميز بيننا هو لون العلم الكويتي بالوانه الزاهية .
من من الصامدين من لم يرى هذه اللوحة التي اراهن عليها , واراهن على ان نظرة الشعب العامة لنفسه كانت واحدة , فلم يكن هناك من يفكر بسني وشيعي وحضري وبدوي .
كم كان جميلا ذلك اليوم الرمادي
------------
اعتذر عن عدم الرد على التعليقات وذلك بسبب الظروف الصعبة الخاصة التي امر بها صبرنا الله عليها ..