الأحد، 9 نوفمبر 2014

العالم الى المزيد من الكراهية.


هذا ما قاله تشرتشل إبان الحرب العالمية الثانية , او تحديدا كان يشير الى هاوية عصور ظلام جديدة , ويبدو من واقعنا انه كان عميق النظر.

في السنوات السابقة , كنا نتحدث ونشير ونحذر من التعصبات في المنطقة , والان نجد انفسنا امام انتشار اكثر لموجة الكراهية لتعود الى اوربا ولكن في هذه المرة موجهة فقط للمسلمين دون غيرهم , او لنقل السلفيين المتشددين ان احسنا الظن اكثر من اللازم!.

تحالف النازيون الجدد (Neo-Nazis) مع مشاغبي الملاعب ( Hooligans) في مدينة كولونيا - المانيا , يسيّرون مسيرة حاشدة تهتف ضد المسلمين ( العدو المشترك ) , ويقومون باعمال شغب ادت الى اصابة 49 من عناصر الشرطة.



هذا النفس يتصاعد في اوربا بعد تجربة اللا تجانس حيث عزلة الفئة المسلمة وعجزها بالغالب عن الاندماج مع الفئات الاخرى بالمجتمعات متعددة الثقافات , فإتسعت الهوة الى ان اصبحت اكثر وضوحا بعد التجربة السيئة مع الارهاب بشعار الاسلام , فمن احداث نيورك والى ممارسات داعش , واستمرار نبرة الكراهية المنقولة عن الاسلام والمسلمين , هذه العوامل ادت الى ظهور تحالف النازيين الجدد مع الهوليغانز في المانيا , وادت الى ظهور اتحاد الدفاع الانجليزي (English Defence League), وما شابه من الحركات التي تستهدف بالدرجة الاولى تنامي القومية الاسلامية في اوربا.



هذه الجماعات بدأت صغيرة قبل عشرات السنوات , ولكن لوحظ بالسنتين الاخيرتين تنامي اعداد المؤيدين والمشاركين بها , ومن دون تقدير حجم المتعاطفين!, وبكل الاحوال , فإن الاشارات كافية للدلالة على ان العالم يتجه الى الاسوأ في مسألة التعايش وتقبل الاخر وخصوصا في جانب عزل المسلمين والتضييق عليهم.

البداية كانت صغيرة , مجموعة من المتشددين يتحالفون مع ال سعود وبدعم الانجليز , لتتحول حركتهم الى فكر ينشر الكراهية الى حد اعتزال اغلب المسلمين للتعايش وتقبل الاخر , الى ان اضحى الاسلام كإنه وجه من وجوه الفاشية واسوأها, الامر الذي تنامي كإرتدادات طبيعية على مستوى شعوب العالم , خصوصا مع تصدر بعض المتشددين للمشهد كالبريطاني من اصل باكستاني والذي يريد استعادة جوازه للذهاب الى داعش او امام احد اكبر مساجد لندن والذي يتوعد بتطبيق الشريعة في بريطانيا قريبا.

اصبحنا الان نحن المشبوهين الذين لن نتوانى عن قطع رؤوس اطفال المسيحيين كما نفعل مع الخراف والأبقار وما اثبتت داعش شئ منه بتصرفاتها وبتأييد المتعاطفين معها سواءا كانوا من مسلمي اوربا او الشرق!.

الساسة.. الى التجميد.

قبل عامين، اشتغلت مجموعة من الناشطين والمختصين على إعداد مشروع سياسي ضخم، ثم توقف كل شئ بداع الانشغالات.

و ما ان توقف كل شئ، حتى انقطعت امامي سبل الامل بالشهادة على تغيير حاد يجري في الكويت.

المرحلة من المفترض ان تشهد نهاية دور السياسيين ، رؤوس الاقلام حددت وبات الجميع يعرفها، واتى دور الفنيين والمختصين.

ازمات الاقتصاد والسكن والصحة والتعليم و اوضاع المحاكم و مجلس الامة ، الازمات الاجتماعية والنفسية وازمة السلوك المتفشية، كل هذه المشاكل اصبحت مواجهتها تتطلب حلول فنية تحدد وتصاغ ومن ثم تدعم بموقف سياسي. لا العكس!.

الاتحادات، جمعيات النفع العام بمعظمها باتت مختطفة ولم تعد ذات قيمة او جدوى، ولا حكومة ديمقراطية لدينا ولا خزانات تفكير.

ولا معلومات ولا بيانات ، وبالتالي فما اتحدث عنه والمتمثل بايجاد بدائل شعبية لخزانات التفكير ولجمعيات النفع العام والاتحادات، فإن هذا المطلب يواجه صعوبات تتمثل بتطوعية المشاركة والعمل المكثف و تتمثل ايضا بعدم وفرة المعلومات.

هذه الحاجة يعكسها مشروع ائتلاف المعارضة الذي طرح قبل فترة ، فالمشروع كان محددا ببعض الاصلاحات السياسية المتعلقة بالدستور دون ان يضمن جدوى التعديلات ، على اعتبار ان المشروع وقف عند تحقيق الحكومة المنتخبة ولم ينظر الى مابعد تلك الخطوة، بدليل تلك الاخطاء التي تمت الاشارة لها في حينه هنا في المدونة، وبدليل تجاهل المشروع لأهمية ان تكون له رؤية في القضايا المتنوعة بدلا من تركها لحكومة منتخبة مجهولة في بلد تطغى عليه اولويات التعصب الفئوي والقبلي والطائفي.

نحن بحاجة لمثل هذا العمل بعد ان فشلت الحلول السياسية وبتنا صفرا على الشمال.

الاثنين، 27 أكتوبر 2014

الفهد.. البديل من دون تعديل!

بلاغ احمد الفهد وما كشفه من فضائح مثيرة ينظر لها بشكل جدي من قبل العامة، فناصر ومجموعته من المشبوهين مرفوضين عند قطاع واسع من الناس، والفهد بالرغم من الملاحظات عليه وعلى فريقه الا انه استطاع احتلال كامل مشهد المواجهة مع ناصر المحمد الذي ضرب اطنابه كركائز قوى متفردة بالدولة ومقدراتها حتى بعد خروجه من رئاسة الحكومة.

المشكلة ان الناس باتوا بين امرين، اما ناصر او احمد ، اما بقية الوجوه فمختفية باستثناء جابر المبارك الذي فشل في يضع لنفسه بصمة ومكان وموقف في كل ما يحدث، هذا ان لم يكن منحازا لناصر خوفا من الفهد، فركن مع الاخرين ولم يعد بالامكان التأمل بأن يكون هو البطل المنقذ للامة في ساحة الاسرة!.

في خضم كل هذه الاحداث، تبقى الامة بعيدة عن المشهد، منشغلة بصراعات تافهة لا معنى لها، ومع ابتعاد المعارضة والحراك بشكل عام عن المشهد، لم يتقدم احد لحمل راية الامة في مواجهة عبث بعض ابناء الاسرة الحاكمة او بتعبير اصح عبث الرؤوس الكبيرة في الاسرة.

هذه المهازل من المفترض ان تواجه، اما بمعسكر بديل للمعارضة السابقة ممن كان يعترض على تجربة الحراك، ليتقدم هذا المعسكر الصفوف ويطرح رؤيته ان وجدت!، او ان تراجع المعارضة كل مواقفها وسياساتها لتضع خطة قابلة للتطبيق وتبدأ عند تذليل الصعوبات امام تحقيق المزيد من الحشد والتأييد حتى لو اضطرها ذلك للتخلي عن بعض العناصر المشبوهة بالتعاملات الفاسدة او العناصر التي تثير الاستفزازات العصبية. وغيرها من خطوات اعادة بناء الحراك وفق افكار ورؤى وسمعة ونزاهة وخط مدني وطني ينحاز للمظلومين بغض النظر عن انتمائاتهم العرقية والمذهبية.

بالمحصلة.. نحن بحاجة لخارطة الحل للخلاص من هؤلاء الفاسدين الجاثمين على صدورنا والمستهترين بمستقبل اجيالنا ووجودنا كوطن وهوية.

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

الارهاب .. من دوائر الاصدقاء.

نقلا شبيغل الالمانية ..
المسئولون الامنيون الالمان اصدروا تقرير يتكون من 18 صفحة في دراسة الحالات الالمانية التي ذهبت للقتال في سوريا.
هذا التقرير قد افضى الى نتائج اولية حول ظاهرة التطوع لصالح ما يسمى الجهاد الاسلامي ، واهم هذه النتائج ما توصلوله الى ان دوائر الاصدقاء هي السبب الرئيسي والاكثر تأثيرا في دفع الشباب للجهاد.

هذه النتيجة التي تعتبر مفاجأة بالنسبة لهم ، هي نتيجة منطقية في حال لو نظرنا الى العامل المشترك بين الجماعات المتطرفة بانواعها وبطبيعة الواقع الاجتماعي في كل دولة عانت او لازالت تعاني من الحركات المسلحة بانواعها.. او حتى غيرها كحركات شغب الملاعب.

الشباب و اندفاعهم الطبيعي ورغبتهم في لفت انظار اقرانهم وخصوصا دائرة الاصدقاء تتناسب تناسبا طرديا مع ما لديهم من حرية في التصرف ، فمشجعي الكرة الهوليغانز الانجليز لم يكونوا سيتوقفون عن شغبهم لولا العقوبات والتشدد الامني في البطولات العالمية او المحلية ، في حين ان السني الصومالي لم يكن يمتنع عن قتل الصومالي السني الذي يختلف معه بالقبيلة، وهكذا بالنسبة للمذهب والدين وغيرها من الاسباب التي تسمح بالتطرف ان لم تكن هذه المسببات تباركه او تدعو له او ربما توجبه!.

الانجليز كدولة استطاعوا السيطرة على شغب الملاعب الى حد كبير ، في حين ان السعودية (كمثال) كانت وستبقى عاجزة عن السيطرة على التطرف ( الاسوأ والاشد من شغب الملاعب)، فهي لا تملك ادنى متطلبات اتخاذ القرار بشكل صحيح، ولا تملك ايضا تطبيق القانون بصورة مدنية بحتة ، فهي محكومة من قبل نظام قام على التطرف والتعصب الديني والحرب والاقتتال اصلا، وبالتالي فإن تورط السعوديين في التطرف لن ينتهي ببقاء نظام غير مدني..مثلا!.

وهذا القياس ينطبق على اغلب الانظمة الاخرى في المنطقة او في دول العالم الثالث بشكل عام ، ولذلك فإن الطريق عادة مايكون سالكا امام الشباب المتحمس بسبب غياب الدولة الموثوقة اجتماعيا وغياب التطبيق المدني للقانون العادل، ولذلك فإن دوائر الشباب تنشط بسهولة في بحسب اهتمامات كل دائرة على حدة وما هو متاح لها ( دينية كانت او طائفية او رياضية او جنس او مخدرات او سباقات سيارات ..)وهكذا.

وعند حدوث مثل هذا الغياب للدولة المدنية الحقيقية ، فإن الازمات في المجتمع تزداد وتتنوع وتتعقد ، فتكون الفوضى، وهي سمة كل دول العالم الثالث بلا استثناء.

وعند العودة الى المثال السعودي ، فإننا لابد من ان نستذكر غياب الاخلاق عن السياسات الانجليزية في خارج حدودها، وهنا نستذكر تاريخها في دعم ال سعود و وحلفاءه الوهابيين ، الامر الذي ورط العالم في بداية ما لا نهاية له وهو التطرف الاسلامي المتفرق في اصقاع العالم.

ان اي معالجة لمشكلة التطرف ستكون مؤقتة في حال لو انها لم تنظر الى اصل المشكلة في داخل كل مجتمع على حدة ، لأن انهاء التطرف يحتاج الى انهاء نزعة التمرد الطاغية على الشباب المتفرغ!، وهذه النزعة ليست محصورة بشباب العالم الثالث وانما حتى بالشباب المهاجر الذي عانى الكثير منهم سواء من العنف المدرسي -حتى اللفظي منه - بالصغر او من عنف المجاميع الشبابية في الشوارع ، او حتى من اهمال المجتمع له في الكبر بسبب خلفيته الاثنية. هذا بالاضافة الى ان العلاقات الدولية بين المجتمعات بحاجة الى مراجعة لدراسة حاجتها للمزيد من الاخلاق السياسية ، وبغير ذلك فإن الاوربيين و الامريكان وغيرهم أي الانسانية جمعاء ستبقى معاناتها مع الارهاب دائمة ومتزايدة ان لم تعالج الاسباب الحقيقية المؤدية للتطرف بشكل عام.

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

Are they really want to destroy (IS )?!

It seems that the spirit of Saddam Husain still lingering but in a religious version ( IS), and Saudi Arabia had began it's marketing role to gather another international alliance.. again!
This is an advantage way to protect the region and whole the world from more spreading of an extremism, but the question is what's going to happen next if they started their civil solution by Saudi shaikhs, who counted as extremes in Muslim societies( they ruling the country by Al-sharia law and they denied even giving Saudi women the right for driving cars), exactly such as what have happened in Afghanistan in 80's when US Government supported the extremists to fight The Red Army, where we know now the situation in Afghanistan. What I see on this movement against IS that the prospected armed movement will not lead to destroy IS as a state of extremism, but it just will re-size it as what happened with Saddam Husain in 1991!. 

Westerns and Russian( Governments) want to keep selling their weapons in far regions!, that what we can conclude it from the horrible stories in Africa , south of Iraq 1990, north of Iraq and levant nowadays!, and we can see it by The Global Arms Sales Figures (Global Issues 2013 ).
If people around the world really want to fight the terrorism they should find out the real causes of the extremism. 

الخميس، 11 سبتمبر 2014

الدور السعودي المرسوم وعودة الاسد (2/2)

ليس سهلا التصور بأن يكون هناك تعاون بين الاسد ( ايران والصين وروسيا ) من جهة ، وبين دول الخليج ( والغرب ) من جهة ثانية من اجل القضاء على داعش، ولكن قد يكون هذا التعاون هو افضل الخيارات للغرب ان رغب بالقضاء على داعش.

استمرت داعش وتنامت ووصلت الى هذا الحجم عبر اللعب على مصالح الاطراف المتخالفة في المنطقة ، فتركيا والسعودية استفادت من داعش في بداياتها في سوريا كطرف مقاوم للاسد ، وفي العراق كطرف مهدد للشيعة هناك ، وبالمقابل فإن الاسد استفاد من داعش بعد ان حولت سلاحها باتجاه الجيش الحر وجبهة النصرة.

الا ان داعش استطاعت الاستقلال بنفسها وتحولت الى هيكل دولة راسخ في تلك المنطقة بل و يصل تهديدها حتى الى الخليج واوربا وامريكا ، فاوربا تعاني من ثغرة هجرات شمال افريقيا البحرية ، واميركا تعاني بحدودها مع المكسيك، اما السعودية فهي هدف صريح لداعش.

الجرس علق بتوجه داعش نحو اربيل ( التي تحوي قاعدة من الموظفين الامريكيين) الامر الذي حرك الضربات الجوية الامريكية والتي قد تتطور الى اقامة تحالف دولي لمواجهة داعش ، ولكن تساؤلا يطرح نفسه عن الية التحرك الميداني و كيفية سد الفراغ الذي ستخلفه داعش ، فالبديل محصور ببعض الاحزاب الكردية ذات التعاون الناجح في السابق مع الغرب ، او الجيش الحر وجبهة النصرة الذين فشلا في كسب ثقة الغرب قبل سنوات الامر الذي عطل فكرة التدخل الغربي العسكري في سوريا بعد ان خشي الغرب من ان تقع الاسلحة الكيماوية في يد هذه الجماعات غير المضمونة الهوى! ، او النظام السوري الذي يسهل تحديد ملامحه و يسهل الضغط عليه بدليل نجاح تعاونه مع الامم المتحدة في جانب التخلص من الاسلحة الكيماوية ، بالاضافة الى ان التعاون مع الاسد سيؤدي الى مباركة روسية صينية ايرانية للتحرك ضد داعش ، كما ان اعادة الاسد الى الحظيرة الدولية قد يؤدي الى التخفيف من حدة الحرب الاهلية الدائرة في سوريا ، وبالتالي فسيكون السيناريو هو اقامة تحالف داعم للاكراد من اجل احلالهم في مناطق داعش ، الامر الذي قد ينبئ باقامة دولة كردية في شمال العراق وغرب سوريا ، على ان يحتفظ الاسد بمناطقه.

هذا التقسيم ينذر به ايضا موقف الممانعة الذي اتخذته تركيا التي تخشى قيام دولة كردية ، بالاضافة الى الانتقادات الامريكية للحكومة العراقية التي لن تجد امامها سوى القبول بالتحرك الدولي والذي سيعزز من نفوذ الاكراد في تلك المنطقة.

لا بديل عن هذا السيناريو لا للتخلص من فوضى المنطقة وانما للتخفيف من حدتها خصوصا في جانب مواجهة تمدد اخطر الجماعات المسلحة واكثرها اجراما والتي تسمى دولة الخلافة الاسلامية.

الأربعاء، 10 سبتمبر 2014

الدور السعودي المرسوم وعودة الاسد (1/2)

يبدو ان روح صدام لازالت باقية متمثلة بدولة الخلافة داعش التي تحولت الى خطر جاد يهدد المنطقة، فالتحالف الدولي على الابواب والسعودية بدأت التسويق..

لم يعد ينظر لداعش على انها جماعة ارهابية مسلحة محدودة القدرة في نشاطاتها ، وانما هي تحولت الى هيكل دولة قادرة على البدء بعمليات ابادة جماعية ، وهي تبدو قادرة ايضا على زعزعة الامن في الخليج مما يهدد تدفق النفط من المنطقة.
اضف الى ذلك ان الغرب اصبح يقدر احتمالية ان تحمل داعش مفاجأة لايريد الغرب اغفالها وتتمثل بقدرتها على سرعة التوسع على اعتبار انها قادرة على - حصد - نتائج رعاية الغلو الديني والمذهبي بالمنطقة والذي استمر لسنوات طويلة ، بالاضافة الى ضيق الناس من الديكتاتوريات التي قطعت امالهم بالتغيير الى الافضل.

ومن مميزات داعش قدرتها على التشتت بسرعة والاستجماع ، فهي دولة غير نظامية و بالتالي لديها مرونة الخلايا ، هذا بالاضافة الى سيطرتها على مساحه واسعة من الارض وبالتالي فإن الضربات الامريكية لن تكون كافية، بالمقابل نجد ان من يواجههم من المحليين عاجزين عن تنظيم انفسهم كجيش او تحالف ، بل ان داعش باحتلالها للاراضي الواسعة من اراضي العراق وفي المنطقة الكردية ، فإنها لم تواجه جيش نظامي لدولة وانما جنود تائهون سلموا انفسهم دون اي مقاومة، الامر الذي ساعدها على تثبيت اقدامها وبالتالي التحول من جماعة ارهابية الى دولة.

الالمان قرروا التدخل - لاعتبارات عدة ليس المحل لذكرها الان - من خلال دعم القوات الكردية بالاسلحة ، الا ان سيناريو سقوط الاسلحة الامريكية بيد الدواعش يخيفهم ، الامر الذي قد يفرض نزول القوات الى الارض ، وبالتالي لن يكون الامر سهلا على الالمان التورط الى هذا الحد من دون تحالف دولي بل وربما بقرار دولي كما حدث في عملية عاصفة الصحراء ولتجنب الوقوع في اخطاء بوش وبلير في كل من افغانستان والعراق. هذا بالاضافة الى ان الحل قد يحتاج للعمل بشكل واضح ومباشر مع الاسد!..

يتبع ..

المصدر:( مقابلة شييغل مع البروفيسور في هارفرد والمستشار في الامم المتحدة مايكل ايغنايتيف).

الاثنين، 8 سبتمبر 2014

اليكس.. عديم الولاء عدو الله والملكة!!

كانت الامبراطورية البريطانية هي الاكبر بالتاريخ، ثم تلاشت الى ان بقيت منها المملكة المتحدة ( بريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية و بعض المستعمرات).

هذا التاريخ العظيم ، لم يؤثر بموقف المملكة المتحدة تجاه الحزب الحاكم في اسكتلندا - احد اجزاء المملكة المتحدة، هذا الحزب الذي قاد عملية تنظيم استفتاء الاستقلال الاسكوتلندي عن الاتحاد البريطاني والجارية الان في اسكتلندا ، فالحزب يمثل الشعب هذا المهم ، ونتائج الاستفتاء ستحترمها الملكة وهذا الاهم، فلا مراسيم ضرورة تؤثر بمكانة الحزب الحاكم في اسكوتلندا ولا مراسيم ضرورة تؤثر في اجراء عملية الاستفتاء او نتائج الاستفتاء ولا تشكيك ولا حديث عن الوحدة ولا الولاء ، فالأصل هو الانسان قبل الارض وقبل السلطة!.

هذا الاحترام للارادة الشعبية يعبر عن عراقة الديمقراطية البريطانية ، فحكومة الاتحاد تعارض الاستقلال وتمارس دورها الضاغط بالوسائل الشرعية التي لا تتعرض لاستقلال الناخبين الاسكتلنديين، الامر الذي اكدت عليه الملكة بلسان المتحدث الرسمي والذي اثار ايضا مخاوفها مع التأكيد على ان الامر يعود فقط لشعب اسكتلندا وهو ما تؤكد عليه.

التواضع امام اختيار الشعب هو العامل الانساني الموجود لدى الملكة في المملكة المتحدة و المفقود عندنا هنا وفي المنطقة بشكل عام ، الامر الذي تعبر عنه ممارسات الحكام والسلطات ، مابين غياب الانتخابات ، و اجراء انتخابات مزورة لمجلس ذو صلاحيات محدودة ، و انتخابات شكلية يرسم خارطتها الحاكم ويملي على مجلسها بإملاءاته.

اعتقد بأن من الخطأ الحديث هنا عن وجود الديمقراطية، ومن الخطأ ايضا الحديث عن توافر اساسيات احترام - الانسان!، واستعراض القضايا الاخرى كقضايا البدون وغياب النظام والعدالة ، وتفشي الظلم والتمييز وغيرها من الاختراقات سيقودنا دون شك الى الضحك امام ترشيحات الامم المتحدة والمتعلقة بحقوق الانسان وحريته وكرامته ومكانته في الدولة، والتي على مايبدو انها غير معنية سوى بما يقدم من مال ومساعدات .. لا اكثر!.

الجمعة، 29 أغسطس 2014

زوار الصيف.

تحت سكون اول ساعات الفجر ، و الجمع المنهك مفترق وفي سباته العميق ، والشوارع مفتوحة ، يتحرك زوار الفجر بشكل خاطف ، مستغلين فترة الشلل التي تمر بها الجماعة المستهدفة.

الحال في الكويت شبيه الى حد كبير ، فالسلطات تحركت بشكل مكثف في فترة الصيف مستغلة بذلك حالة الوهن التي يمر بها الحراك بالاضافة الى عامل الجو السيئ.

بدأت السلطة نشاطها من جلسة الحكم على عياد الحربي والمحكومين الاخرين ، ثم قرارات سحب الجناسي من بعض الخصوم وافراد اسرهم، ثم الاعتقالات التي طالت بعض الشباب واخرهم -الفريد- بوعسم.
وبالمقابل لم الاحظ اي تحركات من جهة المعارضة ، اللهم بعض التغريدات المتابعة لموضوع بلاغ الفهد واستدعاءات الشهود والتي اصبحت متعلقة بالبلاغ كتعلق الغريق!، اما من الناحية التنظيمية فلا شئ واضح و آمل ان لا يكون السبات الصيفي حقيقي بل اتمنى ان تكون في داخل الحراك حركة تصحيحية جارية لا علم لي بها!، وهذا ما لا اتوقعه على اي حال.

السلطة حققت الكثير في الفترة الصيفية وهذا ما توقعته في مايو ، ولكن اتمنى بنفس الوقت ان تخرج المعارضة بفائدة معقولة من هذه الاشهر الطويلة!.

الجمعة، 22 أغسطس 2014

الجندي البارع.. في داعش!

هنالك فارق بين ان تتصرف ببراعة من حر نفسك ، او ان تكون ذكي في دقة اتباع الاوامر ، فأي منهما ينطبق على داعش التي يقوم اعضاؤها بممارسات اجرامية غريبة؟!.

قبل عام و نصف تقريبا ، قمت بعمل بحث عن الروبوت و اين من الممكن ان يصل بذكاءه في المستقبل ، ووصلت الى ان هنالك من المهتمين بهذا الشأن من يصف الروبوتات التي انتجت الى الان بأنها ( smart machines ) وليست ( intelligent machines )، وذلك لاعتبار انها لم تستقل بتصرفاتها البارعة بشكل كامل وانما تبقى هذه الاجهزة تابعة للاوامر التي تبرمج على اتبعاها والتقيد بها.. فقط!.

هذا الاستنتاج قاد الى الحديث عن جانب اخر من الروبوتات والذي ظهر ايضا بأفلام الخيال الامريكية وهو الجانب السيئ للاجهزة التي تتصرف ببراعة من حر نفسها وبالتالي قد تخرج عن نطاق الاوامر الى ما قد لا يستطيع الانسان تداركه ، فالسؤال يدور حول ما ان لو ظهرت مثل هذه الاجهزة في المستقبل و استخدمت بالجانب الحربي، فكيف ستتصرف من دون ان يضمن مستخدمها عدم خروجها عن الاخلاق ( التي هي الاوامر ). هل ستفرق في الحروب بين المدنيين والعسكريين ، وهل ستكون طاعتها الدائمة للاوامر مضمونة ؟ فإن كان الجواب بنعم .. فهذا يعني انها لن تكون intelligents وانما مجرد smarts!!.

هذا التوصيف ينطبق الى حد كبير على داعش وبوكو حرام، فهؤلاء - على مستوى الميدانيين - اما ان تكون تصرفاتهم نابعة من الاتباع الصارم للاوامر ، او ان تكون نابعة عن الاقتناع الشخصي بصحة هذه الممارسات، او ان يكون بنائهم قائم على استغلال كل وسائل افساد النفس البشرية ومنها استغلالهم كمنفذي اوامر بارعين ومن ثم تحولهم الى اجهزة ذكية لا تعرف العواطف .

من الواضح ان البداية تكون عند ( تجنيد) الاتباع الصارم في طاعة للاوامر التي تستغل الخلفية السابقة في حياة هؤلاء ، فهذه الاوامر على ما يبدون انها قد صبت باتجاه تعزيز النزعة الشخصية التي زرعت بهؤلاء من قبل محيطهم الاسري والاجتماعي وحتى على مستوى التصرفات الدولية، وهذه النزعة الشخصية تمثلت بالاقتناع الى حد الايمان بأنه كلما زاد كره الحياه و كلما زاد الزهد بها كلما ازدادت اسهم الدخول للجنة ، وبالتالي هم وصلوا الى مرحلة انهم لا يمانعون من تدمير الحياة. "احد هؤلاء كان يتحرك باتجاه احد المجندين الاكراد الذي رماه مرتين ولم يتراجع هذا الداعشي الا بعد ان تلقى الطلقة الثالثة في رأسه وسقط" (spiegel ).

ونوعية هذه الاوامر المتعلقة بزهد الحياة وطرق حشوها بالرؤوس منذ الصغر قد مرت علي وربما على غيري بالمدارس و بدروس المساجد، وكنت ممن يشهدها تزداد تأثيرا على الآتيين من خلفية دينية متشددة اكثر في ذلك الوقت ، وتزداد اكثر عند من يلتزم بدروس ( بعض المساجد ) في ذلك الوقت، ولذلك فإن من غير المناسب حصر عوامل نشأة داعش بالتمويل الدولي فقط او بالخلفية الدينية ذات الطابع المتطرف السائد في ابمنطقة ، بل وهنالك عوامل اخرى منها التجربة الحركية والفكرية للجماعات الاسلامية المسلحة.

مجندوا داعش لم يعودوا بشرا ، فقد نزعت عن قلوبهم الرحمة وعن عقولهم التفكر باخلاقية وبمبادئ اسلامية وانسانية سامية كالعدالة و عدم استرخاص الدماء والحرمات، وبالتالي اضحوا هؤلاء مجرد اجهزة ذكية خالية تماما من ما يميز الكائنات الحية عن الجماد كالاخلاق والرحمة وغيرها من المعاني القيمة.

هؤلاء لا يمثلون الاسلام وانما يمثلون جانب من التدين ، والمشكلة ان هذا الجانب لا يستهان به حيث ان له من التلاميذ ما قد لا نتخيله!. والمشكلة ان المعلمين الاوائل لم يعودوا قادرين على استرجاع هؤلاء الى خانة اتباع ( اوامرهم لا اوامر قادات داعش ).

الدين يستغل بابشع الصور ، وحياة الناس تتحول بشكل مستمر الى جحيم ، فإن سلمنا بأن الاسلام هكذا ، فإننا بذلك نتغافل ( على الاقل ) رحمة "الرحمن الذي علم بالقرآن"!.

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

شواهد اختطاف الدولة.

عندما تتحفظ الدولة على متهم وهو صقر الحشاش ، ومن ثم تتباطئ في تقديمه لقضاء الدولة نفسها ، فيدفع المتهم ثمن هذا التباطئ بالاحتجاز لاربعين يوما. فتكون هذه الحالة نموذج يساعد على شرح معنى اختطاف الدولة.

الدولة ( اجهزة الدولة ) تتباطئ في تقديم معارض للقضاء ، والقضاء كحالات سابقة لايحاسب الدولة على مثل هذه التصرفات.

والدولة ( اجهزة الدولة ) لا تحاسب الموالين اطلاقا ، ويكون الحفظ هو سقف ما يصل اليه الاصلاح في محاسبة الفساد.

بالمحصلة ، الدولة تحاسب طرف وتتجنى بخلط العقوبات بالتهم ، فسحب الجنسية لمن يعبر عن رأيه ، والاحتجاز لاطول مدة ممكنة بالتعطيل المتعمد لا بظروف القضية, وبنفس الوقت تتجاوز عن مسائلة الاخرين ممن يصطفون في صف الاشخاص المسئولين مهما قالو ومهما سرقوا.

هذه شواهد اختطاف الدولة برعاية الاسرة ومباركتها.