الأربعاء، 12 يوليو 2017

عن تصريح الوزير البحريني حول الاخوان

في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزراء خارجية الدول الاربع والمقاطعة لقطر الاسبوع الماضي, قال وزير الخارجية البحريني فيه ما نصه "الإخوان المسلمين كجماعة أضروا بمصر أيما ضرر, واستباحوا دماء الشعب المصري, وعلى هذا الاساس, وايضا اضروا بدولنا وإتخذوا وتآمروا على دولنا كلها, وعلى هذا الاساس نحن نعتبرهم منظمة إرهابية, نعتبرهم جماعة ارهابية, وأي واحد يبدي تعاطف أو يقول أنه ينتمي اليهم فسيحاكم على هذا الاساس" - رابط التصريح

في الحقيقة منذ اسبوع وانا انتظر فرصة للتعليق على ما قاله الوزير, فالكلام يكشف عن فوضى وقصر نظر ومزاجية في التصريح مما يعكس الشكل النظامي لدولنا والبعيد عن العمل النظامي القائم على ان الكلمة لها من يدرسها ويوزنها لتكون لها قيمتها تفرقها عن الهراء..

يفترض قبل الحديث عن الإخوان وتجريم الإنتساب لجماعتهم توصيف الجماعة, فجماعة الاخوان قد لاتكون موجودة في بلد ما, وانما تكون لها تسمية اخرى مثل جمعية الاصلاح (في البحرين), حدس, النهضة, حماس وجمعية مسلمي شيكاغو او اتحاد مسلمي اميركا وغيرها, او ربما تكون جماعتهم منحلة كما في قطر ومع ذلك تعتبر قطر هي منصتهم الان. فمن هم الاخوان المسلمين بنظر الوزير هل هو يتحدث عن فكر الاخوان مما يتطلب توصيفا دقيقا لهذا الفكر, ام هو يقصد التسمية وبالتالي لن يكون هنالك اخوان في نظره اذا ما تغير مثلا اسم جماعة الاخوان المسلمين الى جماعة الاخوات الملكومات؟!.

لو افترضنا بأن الوزير سيسعى الى توصيف فكر الاخوان بشكل دقيق, أي صفات الارهابي بغض النظر عن التسمية, فبذلك سيدخل الى طريق شائك مع الفكر الاسلام السياسي بشكل عام, لربما سيصطدم  بما مفاده التحالف مع من هو اشد ارهابا من الاخوان. لكن من تجاهل الثغرات الواردة في التصريح يعطيه مساحة اكبر لتصنيف الناس والاقوال والافعال, هذا اخوان أو مش إخوان, بحسب درجة القرب والمصلحة. 

المقصد هنا ليس تفاجئي من هشاشة التصريح فهذا امر مفهوم تماما في منطقتنا حيث أن التصريح بشكل علمي شبه غائب, ولكن حتى يعرف الوزير بأن مسألة الاخوان لايمكن تقييدها او انهائها بهذه السذاجة, وانما يجب ان يعرف بأن هنالك من لا تصله يد الوزير وينظر الى الاخوان على انهم الخط المعتدل بمقابل الفكر السلفي, لايجب أن يغفل الوزير بأن هنالك مساجد ومدارس اسلامية في الغرب تحتاج للادارة والتشغيل وتنظر على هذا الاساس بأن الاخوان هم البديل الاوحد للقيام بهذه المهمة بعد ازاحة الوهابيين الاكثر تشددا.