الأحد، 25 ديسمبر 2016

الإخوان وشجرة الميلاد

مطالبة النائب أسامة الشاهين بإزالة شجرة كريسماس من احدى الجمعيات واستجابة وزيرة الشئون لهذا الطلب لهو مؤشر حول طريقة ادارة الامور المتعلقة بمسألة مهمة جدا وهي مسألة العلاقات الانسانية بين المختلفين اثنياً في بلد منفتح على الاجنبي الى درجة تفوق تعداد السكان الاجانب على المواطنين. يأتي موضوع ازالة الشجرة بالوقت الذي يسعى فيه الناس حول العالم للتركيز على مسألة التعاطف من خلال المشاركة الوجدانية مع من يعانون في عالمنا, أي أن يتعاضد الناس في الأفراح والأتراح, فنصب مثل هذه الشجرة سيخفف الكثير من الضغوطات على العمالة الوافدة من المسيحيين الضعفاء الذين قد تمنعهم ظروفهم المالية او ظروف العمل من المغادرة في اجازة لقضاء أيامهم المجيدة هذه في بلدانهم وبالقرب من اقربائهم واحبائهم.

إن مسألة التعاطف مع الضعفاء المهمشين سياسياً قد لاتكون مفهومة من قبل هذا النائب الذي قد تكون حساباته الانتخابية اهم لديه من تلمس مشاعر هؤلاء الضعفاء, ولكنها مفهومة لدى المجتمعات المتقدمة التي تراعي كل الاختلافات الإثنية في المجتمع الواحد, ولذلك نجد انتشار المساجد والمعابد في اوربا والقائم على اساس تفهم الاحتياجات الانسانية مما يعزز الشعور بالإنتماء, شتان طبعا ما بين نواب حدس وبين التقدم الإنساني الاوربي, ولكن مثل هذا الموقف يبين حجم التباعد بيننا وبين السير في طريق هذا التقدم الذي قام منذ بداياته على نبذ التمييز. أما موقف السيدة الوزيرة فمن المفهوم إكتفاء بعض النواب المعترضين على القرار " بالتحلطم" لأنهم ببساطة عاجزين عن القيام بأي مسائلة في ظل التفكك الناتج عن انتخابات الصوت الواحد, فإن كانت الدولة تجنح بعيداً عن خط تعزيز التسامح وتقبل الآخرين فهذا يعني أن التشدد سيتنامى مما يتطلب مواجهة جادة ومسائلة حول ما إن كان لدى الحكومة سياسة واضحة تتعلق بتعزيز التسامح الإثني في مواجهة التطرف والتعصب, أضف الى ذلك مسألة اخرى وهي أن وزيرة الشئون الاجتماعية هي نفسها وزيرة العمل, ومن المفترض أن تكون من أكثر الناس تفهما لأوضاع الوافدين الذين سعوا كغيرهم من البشر وراء لقمة العيش الحلال في رحلة الإغتراب الطويل.

ليس بالمتسع أمام هذا الواقع سوى التعبير عن التمنيات بعيد مجيد لهؤلاء المستضعفين الخارجين عن الحسبة المنهج الإسلامي المتطرف.