الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

مستقبل الشرق الأوسط.. من تاريخ افريقيا.

كل ما مر الزمن كلما تعقدت المشكلة باتساع رقعة المتورطين اكثر فأكثر. من أنظمة الحكم الطويلة وما تقوم به من التركيز بالصرف على شئون أمن النظام لضمان موقعها، الى جماعات التهريب وأمراء الحرب، وعالم رجال الاعمال.
كل هذا مرتبط "بلعنة المصادر الطبيعية بأنواعها".

هكذا كان النظام السائد في الدول الافريقية، بل ووصلت الى حد المتاجرة بالعبيد في زمن ما، وما ان خفت الوطأة عن تلك المجتمعات الا وحققت أرقاما قياسية في النمو الاقتصادي. هذا ما حدث في افريقيا التي تملك الامكانات الكافية لتتسيد العالم لما فيها من خيرات، ولكنها بدلا عن ذلك بقيت تحت خط الفقر لعقود طويلة بسبب النهب المنظم الذي يقوم على الغياب الشعبي بمقابل التنظيم الذي تسير عليه الأطراف المستفيدة والمشار اليها أعلاه.

في افريقيا، هنالك ما يزيد عن العشرين دولة ممن ينطبق عليها وصف "دولة غنية الموارد"، ومع ذلك بقيت شعوبها ولا زال معظمها تحت رحمة حروب الوكالة على يد أمراء الحرب، فأصبح الفكاك عنها امر صعب والأمور باتت غاية في التعقيد وبعيدة عن التأثر بأي هوى شعبي يرغب بالاستقرار والتنمية.

السيناريو نفسه يتكرر في المنطقة، ومع الأسف ينجر الناس وراء الأنظمة المتحررة من الالتزامات التي يفرضها دافعي الضرائب،  او وراء أمراء الحرب الطائفية " الشيطانية المقدسة". الى ان وصل الحال الى التجارة بالعمال بشكل مباشر عبر زعم الحل الإنساني لازمة اللاجئين السوريين وغيرهم في أوربا وغيرها.

ان شعوب المنطقة "باستثناء رعاع أمراء الطوائف" عليهم مراجعة النموذج الأفريقي، من أين بدأت التجربة وكيف تنامت المشكلة والى ما وصل الحال اليه هناك، عل هذا البحث والاطلاع يجنح بالشعوب بعيدا عن المزيد من التردي و الانتكاس.

مصدر:
Bargis, Tom. The looting machine. London 2015

ليست هناك تعليقات: