الأحد، 7 أغسطس 2016

نظرية "المسرحية" في تاريخ الاخوان.

بعد فشل الانقلاب الاخير في تركيا، تداول بعض من الناس والمحللين نظرية "المسرحية" القائمة على ان سيناريو الانقلاب معد من قبل النظام الحاكم لاستغلاله كما هو حاصل الان بتصفية "الغولنية" في تركيا. طبعا هذا الرأي تعرض للسخرية من قبل بعض المتعاطفين مع اردوغان وطبعا اولهم الاخوان المسلمين.
سأستعرض هنا حدثين من الاحداث السابقة والتي اثار في وقتها ولازال بعضهم التشكيك بمثل هذه الاحداث و  لنظرية "المسرحية" في تلك الاوقات، و التي كانت اكثرها مثيرة للسخرية تلك التي اعترف بها د. حسن الترابي زعيم التيار الاسلامي في السودان سابقا.


في نوفمبر 1954، تعرض جمال عبدالناصر لمحاولة اغتيال باطلاق النار عليه، والمعروفة بإسم "حادثة المنشية"، تم اتهام الاخوان بارتكابها وحكم على العديد منهم بالاعدام حتى، منذ ذلك الوقت، روج الاخوان الى ان الحادثة مجرد "مسرحية" اراد عبدالناصر منها التخلص من الاخوان.


و لكن في العام 2012، ظهر احد المحكومين - بالاعدام وخفف حكمه للمؤبد هو واثنان من الطلبة الاخوان- واسمه خليفة عطوة، واعترف بمسؤوليتهم كاخوان عن المحاولة.



مسألة المسرحية طرحت في اكثر من مناسبة عربية اخرى، لكن اكثرها فكاهة كانت المسرحية التي قام بها واعترف بها د. حسن الترابي بشهادته في برنامج شاهد على العصر، فعندما اتو بالعسكر من اجل الانقلاب على الصادق المهدي، كانت فكرة الترابي وجمعه بأن يظهر الانقلاب على انه عسكري بحت وبأن لاعلاقة للاسلاميين بالامر، الى درجة ان يكون التنسيق بالقاء الترابي والقيادات الاسلامية لاسبوعين في السجن، الى ان تعترف دول العالم بشرعية الانقلاب ( العسكري بظاهره)، لكن المضحك بتنفيذ الخطة هو انقضاء ستة اشهر على الترابي وهو في السجن الى ان اطلق سراحه هو ومن معه!، وطبعا لهذا اثر كبير على المسار بعد ذلك و الذي فقد فيه الترابي اهم خيوط التحكم باللعبة الامر الذي يطول شرحه.

الشاهد في الامر ان اى نظرية قد تكون مضحكة من الناحية المنطقية، ولكن في الحقيقة قد يكون المضحك هو جهلنا بالمعلومات مع اعتزازنا وتعصبنا لمنطقنا، فمن كان سيقول بأن انقلاب السودان كان اسلاميا مع ان الحاكم عسكري القى بالاسلاميين في السجون؟!. والعبرة هنا ان الاستهزاء بالاراء الاخرى يعبر عن تعصب جاهلي للرأي بغض النظر عن منطقيته اوعدمها.
فكر فيما يقال قبل ان تستهزأ، واستمع قبل ان تتحدث لربما يؤدي ذلك الى تدارك الوقوع في اخطاء الجاهلية.

ليست هناك تعليقات: