الأحد، 20 يوليو 2008

عاداتنا وقوميتنا ..!

اطلعت على مقالة الاستاذ مبارك الهزاع المنشورة بجريدة الراي تحت عنوان النظرة النقدية للتيارات السياسية - التيار الليبرالي أولاً , و اهمية المقالة لم تسنح لي انتظار بقية السلسلة للتعليق عليها بشكل كامل !, فالمقالة تطرح ما يدور في الشارع وتثار هذه الملاحظات من قبل كاتب مستقل تماما ومن المعروف عنه ( على الاقل بالنسبة لي كوني تعرفت عن قرب على الكاتب ) بحثه الصادق عن الحقائق وجرأته على المجاملات السائدة بمجتمعنا , وبذلك فهو يختلف عن الكثير من الاخرين الذين تحركهم المصالح الحزبية التي توصلهم لدرجة التعصب بحيث يتحول انتقادهم للاخرين من الانتقاد الموضوعي الى الانتقاد من اجل الانتقاد , المؤسف بالامر , ان التحليل اتى من كاتب من خارج التيار وليس من داخله , وكان الاولى ان يتم طرح هذا الموضوع بهذا التحليل من داخل التيار ولكن الغياب هو الحاضر والعمل في الداخل لم يصب لب المشاكل .

التيار الليبرالي بالكويت يعاني الان اكثر من اي وقت مضى , بل ان التيار يحتاج الى عملية انقاذ لأن افكار الاجيال مستمرة بالتراجع , وما نستكره اليوم من افكار او تصرفات ستتحول بالمستقبل الى قاعدة و والقاعدة الحقيقية ستتحول الى امر شاذ , وبالتالي فإن التحرك امر لابد منه للتلاحق على ما تبقى .

مشكلة التيار الليبرالي تتلخص بالتالي :

التيار الليبرالي اليوم هو ليس الا تكتل للمتقاربين , فالشيوعي اليوم اصبح ينادى بالليبرالي , والقومي اصبح مع ( التغريبي ! ) في قالب واحد , هذه الاشكالية التي سببها الصراع على الجذور المستمر بين التيار المتحرر او التقدمي او الليبرالي او ايا كان اسمه وبين التيار الديني الذي هو عبارة عن تكتل السلف والاخوان والشيعة والنيو اسلامية , بل ان التيار الليبرالي وصل قبل سنوات الى فكرة التكتل مع نفسه ! من خلال تأسيس التحالف الوطني الذي يضم المنبر والتجمع الديمقراطي وبعض الشخصيات المستقلة المقربة من التيار ! .

هذا التكتل كان حلا مناسبا لفترة معينة , الا ان ما كان يناسب تلك المرحلة لن يتناسب بالضرورة مع المراحل اللاحقة , وكان الاولى ان يطور هذا التكتل ليتحول الى تجمع حقيقي ذات قاعدة تنطلق منها القيادات والقاعدة في ظل الصيغة الواحدة الواضحة .

لننظر اليوم الى مسألة القومية والموقف من القضايا العربية , فتجد كاتبا محسوبا على التيار يؤيد الموقف العربي وتجد اخرا يرفض وينتقد نفس الموقف , هذه احدى صور الاشكالية وحقيقتها و عدم ادراكها من القيادات ( سواء القيادة التقليدية او المظلة الشابة التي باتت تتحول الى شكل حزب !) , فكيف يستوي هكذا اختلاف مع تيار يفترض ان يكون جاهزا ومعدا لادارة دولة لا لقيادة اغلبية بالمجلس فقط .

ولذلك , فإن غياب المرجعية امر حقيقي تحدث عنه الكاتب وهو اساس المشكلة , فاليوم و عندما تكون عضوا في تجمع سياسي كيف ستتحاور مع الاخرين وعلى اي اساس ستتحدث ؟ فهل التيار الليبرالي يمثل جماعة متماسكة ؟ او هل التيار اليوم متفق في مسألة الحفاظ على الدستور ام ان المطروح والمتفق عليه هو المطالبة بعلمنة الدولة ؟ وهل التيار ذو اساس قومي ام انه يرى بأن المصالح هي اساس العلاقات مع الاخرين ؟ .

ربما يرى احدا بأن الاختلافات جمعت كثر , ولكنها بنفس الوقت تستنزف الكثير , فبالسابق كانت التجمعات قادرة على دعم مرشحين في حين انها اليوم عاجزة عن ذلك ولذلك هي تعوض الغياب من خلال قبولها بالشخصيات التي لها ثقل مادي وقادرة على تحمل تكاليف الانتخابات , وهذا ما يفسر ما قاله الكاتب حول ابتعاد مرشحي التيار عن الطبقات الاقل بالكويت .

الى هنا اتفق مع الاستاذ الكاتب , ولكني اختلف معه في ما يتعلق بالعادات والتقاليد , فالعادات والتقاليد ربما تعني الزواج دون التعرف على الزوجة كما يحدث لدى بعض القبائل , وربما تعني العادات والتقاليد ما تمثل برفض تعليم البنات ودخولهن للمدارس , فهل نصر على العادات والتقاليد ؟ .

هناك 10 تعليقات:

غير معرف يقول...

الحل بالنزول للشارع وعدم اقتصار الليبرالية على النخبة

لا حياة لمن تنادي !!

Hayat يقول...

مرحبا ..

تقريبا حال التيار الليبرالي في الكويت لا يختلف عن حال التيار الليبرالي في البحرين و ان كان الوضع الكويتي افضل ..

الاسلام السياسي استطاع الوصول الى الناس من عدة منابر .. و اقترب منهم .. و دخل اليهم من اكثر من باب .. عن طريق التعليم و الدين و المساجد .. الاعلام .. و الخ .. الاعمال الخيريه و الخ ..

و لكن ماذا فعل الليبراليون للشعوب ..؟

هل الناس تعرف ما هي الليبراليه و ما هي الديمقراطية و ما هي العلمانية ؟

الغالبية منهم يعتبرون كل هذه المفاهيم العصرية .. بإنها خطر يهدد حياتهم و كيانهم ..
لماذا ؟
بسبب غياب دور الليبرالي في توعية الناس و اذكاء روح الوطنيه في الناس .. و ان كان سلعب هذا الدور فإنه ينظر اليهم بفوقيه و ينظر اليهم و كأنه عالم و همشعب جاهل ..
لابد من دراسة و تقييم طرق و دور الليبرالي !!

طبعا التيار الليبرالي .. مفكك بعكس الاسلام السياسي الشيعي و السني .. فهو بلا تكتل واحد و بلا رؤيه و مرجعيه واحدة .. و لكنهم يتفقون على خطوط رئيسيه تتبناها الليبراليه .. فلابد من الاستناد عليها و خلق آلية عمل واحده تقوي موقفهم و حضورهم بين الناس !!

و لابد من التحالف مع اصحاب الاصوات الوطنيه في التجمعات و التكتلات الاسلاميه و توظيفها لصالح الوطن ..

تحياتي

كويــتي لايــعه كبــده يقول...

"التيار المتحرر او التقدمي او الليبرالي او ايا كان اسمه وبين التيار الديني"

هذه الجملة تعتبر ملخص للحاله التي يمر بها التيار الليبرالي... بمقابل تيار قديم ومحدد الملامح وله تنظيم عميق التيار الليبرالي سطحي وغير محدد وتنظيمه عشوائي مزاجي

لن يرتقي التيار بهذه المقومات

وهذا مؤسف


أتفق مع التعليقين من قبلي ولهم الاحترام

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي محسد

عزيزتي حياة

عزيزي كويتي لايعة جبده

للاسف نحن امام واقع جديد ومعطيات مختلفة يجب ان لا نغفلها , فالشارع اليوم يبحث عن المتعصب ولن يتخلى عنه سوى لصالح المتمصلح تاجر الاصوات او مقدم الخدمات او باحسن الاحوال صاحب الصوت العالي الذي لا يتحدث سوى بالمطالبات المالية الغير مدروسة , ولذلك فإن القاعدة ان كانت بهذه الصورة فإن التعامل معها دون التخلي عن المبادئ الوطنية امر مستحيل الا في حال التنازل عن المبادئ واعتماد الميكافيللية كأساس للتحرك كما هو معتمد لدى الاسلاميين .

بالاضافة الى ذلك فإن الكاتب تعرض الى امر مهم وهو موضوع العادات والتقاليد وان كنا قادرين على تقبلها على حساب مبادئنا وافكارنا وحرياتنا ام اننا سنلتزم بمبادئنا .

تساؤلات عديدة ستطرح ونقاش طويل لابد ان يكون قبل ان تحدد المرجعية ولكل وقته وحسابه .

تحياتي لكم جمييعا ...

حلم جميل بوطن أفضل يقول...

المقالة ممتازة و قد وضعت رابطها في مدونتي. ما ينقص التيار الليبرالي هو المرجعية التي تحدد مشروعه

هل نريد النظام الإقتصادي إشتراكياً كما يود المنبر؟ أم ليبرالياً حراً كما يود أحمد بشارة أم إقطاعياً كما تود غرفة التجارة و الصناعة

الموقف من الدستور. الموقف من الدين. الموقف من القبيلة. أسئلة متناثرة بلا إجابات

كما إن عملية التصحيح و المراجعة منتفية. بعكس حدس مثلاً التي عقدت جلساتها و خلصت الى النتائج بعد أيام معدودة و قد شارك فيها أكاديميون من خارج حدس. عند التحالف لا أحد يعلم أسماء أعضاء اللجنة المكلفة و لا من كلفهم و لا بماذا و لا متى سينتهي تكليفهم. و لا أتصور أحداً من التحالف يجرؤ و يقول بأن محمد جاسم الصقر هو سبب تخلف التحالف. فالريال شاريهم و ثلاث أرباع الشباب يشتغلون عنده و يأتمرون بأمرته

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي الحلم الجميل

اتفق معك بالتأكيد

ولجنتهم لن تقدم شيئ

والوقت يمر والحسابة بتحسب

بالنسبة لحدس فلست واثقا من انها بالفعل ستراجع نفسها واعتقد بانها ستستمر بميكافيلليتها , كما انها الى الان لن تكون قادرة على توحيد جبهة الاسلاميين وبالتالي التفكير المشترك والمهم وجوده للتأثير في المجلس وتحويله الى مجلس انجاز سيغيب نظرا للتقسيمات المبنية على اسس خاطئة .

تحية لك اخي الكريم

blacklight يقول...

عزيزي حمد
عندما الكاتب يقول عبارة
"يراعي عاداتنا وتقاليدنا بإطارها الإسلامي"
فقد خرج من دائرة الإستقلال التي يضع نفسه فيها.
فلو كان فعلا مستقلا كما يدعي لآمن على الأقل بالدستور الذي لا توجد فيه هذه العباره التي تعادي الحريه الشخصيه.

نعم التحالف الوطني والمنبر الديمقراطي تيارات سياسيه برجاوزيه يمثلها ابناء الطبقه الرجوزايه لا شيء جديد هنا والكل قد أعطى هذه النقطه حقها من النقاش لكن السؤال الأهم هل هي ليبراليه ؟ لا بشهادة القائمين عليها واعترافهم الصريح أنهم تيارات وطنيه وان كانوا كتيارات سياسيه موجوده على الساحه السياسه حاليا الوحيدين الذين ينادون ببعض الأفكار الليبراليه لكنهم ما يلبثون إلا أن ويغيروا قناتعتهم خوفا من مجتمع العادات والتقاليد .

الكاتب نسى او تناسى قضيه مهمه الا وهي أن النجاح السياسي بالكويت لا علاقه له لا بالفكر ولا المبادئ أو الكفاءه بل هو مرتبط بالمنظومه الجاهله التي حققت النجاح لأسوأ من يمثل الشعب فقط انظر للمستوى المتدني الثقافي والفكري للنواب وستعلم أن اتهامي هذا ليس تجنيا او افتراءا بل واقع يريد واقع المقال نسيانه كمن يريد دس السم بالعسل.

يا حمد عندما ينجح المرتديه والنطيحه بسبب مقاييس جاهله ومتخلفه من الطبيعي ان يتطاول امثال هؤلاء على فكر التيار الليبرالي ويحاولوا ايهام الناس أنه على خطأ .

كلمة حق تقال بحق التيار الوطني بالكويت رغم عدم اتفاقي معهم بمعظم الأمور إلا انهم ليسوا فاشلين سياسيا وعدد مؤيديهم لا يستهان به نعم هم برجاوزيين متلونين فكريا لكنهم منظمين وقادرين على تحقيق قاعده شعبيه ان غيروا بعض وسائلهم.

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي بلاك لايت

ما قصدته بالربط مابين الموضوع واستقلالية الكاتب , ان الكاتب من الاحرار في تعاطيه مع المسألة التي اثرتها والقبول بهذا الحوار بحد ذاته كافي بالنسبة لي لاحترام وتقبل طرح الاخر , فهنا اقصد بأن الكاتب لن يتعاطى مع الحوار بمثل هذه القضايا بطريقة الحرب الحوارية التي لابد من الانتصار بها او تخريبها كما يفعل الاخرون المعتادون الذين يتحركون وفق منهج التوسع فقط و فعل المسموح والممنوع والتجني والتبلي على الاخر وتشويه الاخر من اجل الاهداف التوسعية , هذا الفارق مابين الكاتب وبين هؤلاء مهم جدا فالرجل حسب معرفتي به وكما ذكرت بالمقدمة بأنه يبحث عن الحقائق والاقناع والاقتناع .

اتفق مع اغلب ما تفضلت به والتيار اليوم قد وقع ضحية التخريب الذي قامت به السلطة وحليفها الديني للميدان السياسي فبدلا من ان تكون الافكار والتوجهات هي المعيار الرئيسي اصبحت الساحة تتحرك وفقا للتقسيمات القبلية والطائفية ووفقا لدرجة تدين هذا الشخص او ذاك .

هذه حقيقة ولكنها لا تبرر اهمية اعادة النظر في مسألة الاختلافات والفوضى التي دبت بالتيار بعد محاولات ( التوافق ) مابين التوجهات , فبالامس رولا تتنافس مع صالح الملا ومع التحالف وبعض الشخصيات السياسية التي لها ثقل جيد بالشارع ابتعدت واستقلت واليوم نافست وغدا ستنافس مرشحي التيار بالانتخابات .

الفوضى عارمة مع الاسف ..

تحية لك اخي الكريم

فتى الجبل يقول...

السؤال الاهم
اكو تيار ليبرالي من الاساس بالكويت؟

Hamad Alderbas يقول...

مفيش يا عزيزي فتى مفيش