الأحد، 28 ديسمبر 2008

وقف تدفق النفط .. استهتار جديد بامن الوطن

المشكلة الفلسطينية هي مشكلة انسانية تجاوز عمرها نصف القرن والى الان لاتوجد اي بوادر لحل المشكلة , ولذلك فإن كثر قد قبلوا بمسألة التسوية والحل التفاوضي وتقسيم فلسطين المحتلة بين الطرفين اسرائيل وفلسطين 67 .

هذا الحل لم يقبل به الجانب الفلسطيني ممثلا بالحكومة الحماسية التي لا تريد الاعتراف باسرائيل من الناحية المبدئية , مما ادخلها في ازمة بدأت ولم تنتهي مع السلطة الفلسطينية ومع المجتمع الدولي ودول الجوار العربي , وبذلك عادت القضية الى المربع الاول والى البيت الفلسطيني الذي حول الحوار الذي بدأه محمود عباس الى صراع عسكري وبالتالي تحولت اقالة الحكومة والدعوة الى انتخابات مبكرة والدعوة والي تجديد الاستفتاء الرئاسي الى صراع دموي وقتال فلسطيني فلسطيني والى انفصال غزة عن الضفة الغربية , وبذلك استطاعت حماس من بسط سيطرتها التامة على قطاع غزة , واستمر الصراع مابين الطرفين حتى تدخلات دول الجوار لم تفلح ولم يتم الالتزام بالتعهدات التي تمت بين الطرفين .,

استمرت المشكلة ,, ومن اجل تشديد القيود على حماس , تم فرض حصار اقتصادي وتم غلق معبر رفح المصري للضغط على المواطن الفلسطيني من اجل التبرؤ من سياسات حماس من اجل كسر سيطرة حماس على غزة , الى ان تطور الامر واصبحت حماس تطلق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية , وبذلك اشتعلت شرارة الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة .

الصراع معقد , والمشكلة في طرفي الحرب , فإسرائيل لا تريد الاستقرار ولا تريد ترسيم الحدود لاعتبارات عقائدية , وحماس لا تريد الاعتراف بالوجود الاسرائيلي كدولة وبالتالي يستحيل بناء السلام على هذا المبدأ , ولذلك فإن الصراع لن ينتهي ولن يكون للعقل صوتا يقول لاسرائيل كفى ويقول للفلسطينيين اقبلوا بأقل الخسائر فالواقع لا يحمل اي بوادر تدل على امكانية تحقيق الحلم .

امام هذه المشكلة , تظهر لنا الجماعات السياسية في الكويت , ويظهر لنا بعض الساسة باقتراحات اما تافهة كنباطة احمد القطان او كقانون مقاطعة البضائع الاسرائيلية , واما مجنونة كاقتراح محمد الدلال بوقف تدفق النفط , هذا الاجراء الذي في حال تطبيقه فإنه سيجر الويلات الى البلد مابين الاجتياح الاميركي للخليج والذي سيدعمه المجتمع الدولي الذي يهمه استمرار تدفق النفط , ومابين بسط المنطقة للاجتياح السهل للايرانيين وهذا ما لن يقبله المجتمع الدولي .

الاطماع التوسعية الاسرائيلية , و التعنت الفلسطيني الذي لايريد القبول بأقل الخسائر ولازال يصر على حلمه بالقاء اليهود من البحر لم يكونا السببين الرئيسيين لهذه المراهنة بامن ومستقبل البلد , وانما جنون بعض الساسة وتهورهم وتصريحاتهم الخرقاء هي السبب , فلا قيمة للوطن امام افكارهم الدينية و القومية , وللاسف فإن هؤلاء هم من يمثلون الغالبية !.

ربما يعتقد البعض بأن القضية الانسانية بالفعل تستحق التضحية و اتخاذ مثل هذا الاجراء الذي سيدمر الكويت , و ربما اتعامل مع هذا الرأي بليبرالية اكثر , ولكن , اين هذا الرأي من الممارسات الاسلامية العربية التي قام بها نظام حسن البشير في السودان ؟ , اين محمد الدلال وحدس والجماعات السياسية الاخرى مما حدث هناك ولماذا لم تقدم مثل هذه الاقتراحات او على الاقل لماذا لم يقترح احد منهم طرد السودان من الجامعة العربية ومن منظمة العالم الاسلامي ؟ ام ان دعاة الانسانية بهذه الحالة لا يظهرون كمدافعين عن الانسانية بل يظهرون وباعلى الصوت مدافعين عن المجرم العربي المسلم عمر البشير ومنطلقهم بالدفاع تلك الافكار الدينية والقومية ؟!, او يصمتون بأحسن الاحوال مداراة للفضيحة الدينية القومية الجارية في دارفور !.

ما يحدث في غزة جريمة بحق الانسانية , جريمة لم يرتكبها الطرف الاسرائيلي وحده , وانما تشترك معه وبالتساوي كل من حماس ومنظمة فتح , اما محمود عباس فلن يكون قادرا وحده على تمثيل صوت العقل بين دوشة الغوغائية .

هناك 11 تعليقًا:

أنا وزوجتي يقول...

سؤال صغير ارجو الإجابة عنه:

عندك بيت كبير, وانا جيت وأخذته منك بالقوة وعطيتك غرفة فيه وحتى مالك صلاحيات بهذه الغرفة, شنو راح يكون موقفك؟؟؟؟

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي انا وزوجتي

ان افترضنا صحة التشبيه مع الحالة في فلسطين , فسأقول لك بأنني سألجأ للقانون وان لم ينصفني لربما ادخل في صراع معك ولكن ماذا ان كنت تحمل رشاش خمسين ومعك عشرون فردا وانا لا احمل الا عصا !.

عن نفسي ان لم اقبل بالامر الواقع فسأنتحر افضل من الجنون برفع العصا بوجه الرصاص !.

تحية لك اخي الكريم

guevara يقول...

اخي حمد عندما قرأت البوست وما يقوله السياسيين عندنا من تصريحات خزعبلاتيه وعض الطرف عن حماس والبشير بالسودان تذكرت بيت الشعر الذي يقول:
وعين الرضا عن كل عيب كليله
ودمت سالمآ

سيدة التنبيب يقول...

أخي حمد ..
تساؤلك كعقول و في محله

لكن وجهة نظري فهي أن القضية الفلسطينية كما تفضلت معقدة و عمرها أكثر من ستين عاما .. المجزرة الأخيرة لا تختلف عن سابقاتها دير ياسين و صبرا و شاتيلا ..
و كلها حلقات في سلسلة طويلة .. شارك الجميع بصنعها منذ الأربعينيات .. بما فيهم الأمم المتحدة و الدول الكبرى و حتى قياداتنا العربية ..

فليس من المعقول أن نحمل فتح و حماس هذا الإرث الكبير بسبب المجزرة الأخيرة ..

و الحل يجب أن يكون شاملا و من أطراف متعددة .. صحيح سلاح البترول بيدنا و لكن من سيتحمل تبعات ذلك القرار و من سيجرؤ عليه أصلا ..

بالضبط كفكرة الوحدة بين مصر و سوريا .. ماذا كان مصيرها ؟ لأنها لم تدرس و لم يتحمل كل طرف فيها مسئولياته ..

آسفة للإطالة و لكن في النهاية نحن هنا نتكلم من وراء الشاشة و لوحة المفاتيح بينما أخوتنا يقتلون و يسحقون و الكل يتفرج .

enter-q8 يقول...

هدك من هالموضوع هذا كله
تدري ليش يا حمد
لأنك قاعد تتكلم عن واقع
و الاخرين راح يقولون لك النضال و القضية و بعد يوميين يحتلفون براس السنة

الموضوع الاهم
اهو وزير الخارجية
اللي يقول
ان المستشفيات الكويتية مستعده لتقبل الاخوة الفلسطنيين المصابين


و مني الى اخوة الفلسطنيين ان لم يجدوا العلاج فاشرف لهم موتهم على ارض وطنهم
ترى احنا اهل البلد مستشفياتنا مو قادرة تستوعبنا

شرقاوي يقول...

عزيزي حمد،

هي مأساة، بلا شك.

عند إعلان الهدنة سنة 1948، كانت المساحة الكبرى من خارطة فلسطين عربية، لكن الدول العربية رفضت ما أسمته" الحل الوسط". و المساحة العربية بانكماش منذ ذلك الوقت.

و لا ننسى بأن حماس وصلت للحكم عبر انتخابات أهلية.

ولا ننسى بأن "أمن إسرائيل مقدس" بالنسبة لأمريكا و بقية الدول الأوربية. فلم يدخل البيت الأبيض من يعارض تلك المقولة منذ تاسيس إسرائيل.

حماس امامها تحديات حقيقية هائلة، مثل عدم امتلاك غزة لمقومات الدولة الحديثة.

و يبقى السلام و الصلح من أهون هذه التحديات.

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي زاراديتش

وعين الرضا عن كل عيب كليلة فعلا !

تحية لك



عزيزتي سيدة التنبيب

لنتذكر ايام الغزو العراقي الغاشم وكيف ان اهل الكويت تماسكوا سنتهم بشيعتهم ببدوهم , اسلامييهم بليبرالييهم , كانت في اولويات وكانت في قضية حقيقية يريد الجميع العمل من اجلها , للاسف هذه الروحية هي الغائبة عن حماس وفتح .

اما بالنسبة لسلاح النفط , فللاسف ان يطلق مثل هذا التصريح من سياسي كويتي وكأنه يقول لنرمي الخليج بالنار من اجل دعم حماس فرع الاخوان في فلسطين فهذا غير مقبول .

ايام قرار تقليل انتاج النفط في السبعينيات كان هناك رأي قوي في اميركا كان يدعو للسيطرة على الخليج للتخلص من هذه التهديدات , وهذا الامر لن يستبعد لو تكررت الحادثة .

اما بالنسبة لاحداث غزة , فقلبي مع البشر هناك من الفلسطينيين البسطاء , لا ادري كم شخص سيقتل ولا ادري كم طفل سيفقد احد اطرافه ولا ادري كم فتاة ستتيتم .

تحية لك ..


عزيزي انتر كيو ايت

وان كانت مستشفياتنا مو شاليتنا , بس انا راضي بأي دعم ( نقدر عليه ) يقدم للفلسطينيين


تحية لك


عزيزي شرقاوي

للاسف ربعنا مندفعين ولذلك خسرنا الكثير
تذكر عزيزي قصة بطولة حزب الله والرد الاسرائيلي الذي دمر لبنان .

كاهو حزب الله اليوم يطلق التصريحات النارية التي تبين عجزه عن تكرار تلك البطولة المزعومة .

وينه ليش ما يتدخل

ووين ايران وسوريا ليش ما يتدخلون

بس ربعنا فالحين بيقطعون النفط وبيدخلونا بحرب مع المجتمع الدولي فقط لعيون جماعتهم حماس والاخوان المسلمين .

تحية لك ..

ZooZ "3grbgr" يقول...

ما يحدث الآن أخي حمد هو شعارات سياسية سخيفه لا تسمن ولا حتى تسد الرمق .. كل يريد أن يخطب ود جماعته ويسجل له موقف يحسب له في قادم الانتخابات .. حتى لو كان موقفا أداته حذاء (أجلكم الله) ...

كله كلام في كلام ولن يجرؤ أي منهم على تنفيذ نقطه في بحر الوعود .. خصوصاً بالنفط .. شدعوه نفط أبوكم !!! لووول

الله يكون في عون المساكين في غزة فالعالم كل لاهي بحياته وكما يقول انتر بعد يومين يحتفلون براس السنه .. فإنسانية البشر أصبحت تسيير حاضر نعيش فيه ونغمض عنه تجنباً للإزعاج .. كمثالك لدارفور وإبليس البشير

:\

غير معرف يقول...

يا ناس يا عالم طلعت فضايح المسلم
مدونة ديرتنا فضحت النائب الاكاديمي
http://direetnaa.blogspot.com/2008/12/blog-post.html

Hamad Alderbas يقول...

عزيزتي زوز

شكرا جزيلا لك



عزيزي غير معرف

شكرا على البلاغ !.



مع التحية

الفيصل يقول...

ممتاز جدا شكرا لك